قال الشاعر الأيوبي /
 
بهاء الدين بن زهير: في ابنه الذي توفي في زهرةِ شبابه
 
في قصيدة أكثر من رائعة أترككم مع أبياتها :
 
 
  | 
 | 
  | 
 | 
 
نهاك عـن الغـوايـة ما نهاكا * * * وذقتَ مـن الصبابة مـا كفاكا 
وطال سُـراك في ليل التَّصابيْ * * * وقـد أصبحتَ لم تحمَدْ سُراكا 
فلا تجـزعْ لحادثـة الليالـي * * * وقل لي إنْ جزعتَ فما عساكا 
وكيف تلـوم حادثـةً وفيهـا * * * تبيَّـنَ مـن أحبَّـك أو قلاكـا 
بروحي من تذوب عليه روحي * * * وذُقْ يا قلب ما صنَعتْ يداكـا 
لعمريْ كنتُ عنْ هـذا غنيـاً * * * ولم تعرفْ ضلالَك من هُداكـا 
ضنيتَ مـن الهوى وشقيتَ منه * * * وأنت تجيبُ كل هوىً دعاكـا 
فدعْ يا قلب ما قد كنـت فيـه * * * ألست ترى حبيبك قـد جفاكـا 
لقد بلغتْ به روحـي التراقـيْ * * * وقد نظرتْ به عيني الهلاكـا 
فيا من غاب عني وهو روحي * * * وكيف أطيقُ من روحي انفكاكا 
حبيبي كيف حتي غبت عنـي * * * أتعلـمُ أن لـي أحـداً سواكـا 
أراك هجـرتني هجْـراً طويـلاً * * * وما عوَّدتني مـن قبـل ذاكـا 
عهدتُك لا تطيق الصبرَ عنـي * * * وتَعصي في ودادي من نهاكـا 
فكيف تغيـَّرتْ تلـك السجايـا * * * ومَن هذا الـذى عنـي ثناكـا 
فلا والله مـا حاولـت عـذرا * * * فكل الناس يعـذرُ مـا خلاكـا 
وما فارقتنـي طوعـاً ولكـنْ * * * دهاك من المنيـة مـا دهاكـا 
لقد حكمـتْ بفرقتنـا الليالـي * * * ولم يكُ عن رضاي ولا رضاكا 
فليتك لو بقيتَ لضعف حالـي * * * وكان النـاس كلُّهـمُ فداكـا 
يعز عليَّ حيـن أُديـر عينـي * * * أفتِّش فـى مكانـك لا أراكـا 
ولم أر فـي سـواك ولا أراه * * * شمائلَـك المليحـةَ أو حلاكـا 
ختمت على ودادك في ضميري * * * وليس يـزال مختومـا هُناكـا 
لقد عجلتْ إليـك يـدُ المنايـا * * * وما استوفيتَ حظَّك من صباكا 
فوا أسفى لجسمك كيف يبلـى * * * ويذهبُ بعـد بهجتـه سناكـا 
وما لـي أدَّعـي أنِّـى وفـىٌّ * * * ولستُ مشاركا لك فـي بلاكـا 
تموتُ ولا أموتُ عليك حزْنـاً * * * وحق هواك خنتك في هواكـا 
ويا خجَلـي إذا قالـوا محـبّّ * * * ولم أنفعـك فـى خطْـبٍ أتاكـا 
أرى الباكين فيك معي كثيـراً * * * وليس كمن بكى من قدْ تباكى 
فيا من قد نوى سفـراً بعيـداً * * * متى قل لى رجوعُك مِنْ نَواكا 
جـزاك الله عنّـي كـلَّ خيـرٍ * * * وأعلـم أنّـه عنّـي جـزاكـا 
فيا قبر الحبيـب وددتُ أنّـي * * * حملتُ ولو على عيني ثراكـا 
سقـاك الغيـثُ هتَّـانـاً وإلاّ * * * فحسبُك من دموعي ما سقاكا 
ولا زال السلام عليـك منّـي * * * يرفّ مع النسيم علـى ذُراكـا 
 | 
 | 
  | 
 | 
  |