 
			
				06-19-2010, 11:59 PM
			
			
			
		  
	 | 
	
		
		
		
			
			| 
				
				 وفقه الله لما يحب ويرضى 
				
				
			 | 
			  | 
			
				
					تاريخ التسجيل: Jan 2010 
					
					
					
						المشاركات: 28
					 
					
					
					
					
					     
				 
			 | 
		 
		 
		
	 | 
	
	
		
	
		
		
			
			
				 
				الأسبابِ الدّافعةِ إلى عدم الاعتراف بالحقّ بعد علمِه و تبيُّنِه .
			 
			 
			
		
		
		
			
			بسم الله الرحمن الرحيم  
 وحسبي الله ونعم الوكيل 
 الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين  
 فهذا كلام للعلامة عبدُ الرّحمنِ بنُ يحي المعلميّ العُتميّ اليماني -رحمه الله-: متكلّمًا عن الأسبابِ الدّافعةِ إلى عدم الاعتراف بالحقّ بعد علمِه و تبيُّنِه ، و عن بواعثِ التّمادي على الباطلِ:قال: الدّينُ على درجاتٍ : كفٌّ عمّا نهُي عنه، و عملٌ بما أُمر به ، و اعترافٌ بالحقّ ، واعتقادٌ له وعلمٌ به . ومخالفةُ الهوى للحقِّ في الكفّ واضحةٌ ، فإنّ عامَّة ما نهي عنه شهواتٌ و مستلذّاتٌ ، و قد لايشتهي الإنسانُ الشّيءَ مِنْ ذلكَ لذاته ، ولكنّه يشتهيهِ  
لعارضٍ .  
 و مخالفةُ الهوى للحقّ في العمل واضحةٌ ، لما فيه من الكُلفة و المشقّةِ. 
 و مخالفةُ الهوى للحقِّ في الاعتراف بالحقّ من وجوهٍ: 
 الأوّلُ :أنْ يرى الإنسانُ أنّ اعتراف بالحقّ يستلزمُ اعترَافَه بأنّه كان على باطلٍ، فالإنسان يَنشأُ على دينٍ أو اعتقادٍ أو مذهبٍ أو رأيٍي تلقّاهُ من مربّيهِ ومعلّمهِ على أنّه حقٌّ ، فيكون عليه مدّةً ، ثمّ إذا تبيّن له أنّه باطلٌ شقَّ عليه أن يعترفَ بذلكَ ، وهكذا إذا كان آباؤه أو أجداده أو متبوعُه على شيءٍ ، ثمّ تبيّن له بطلانُه ، و ذلك أنه يرى أنّ نقصَه ممستلزمٌ لنَقصِه، فاعترافُه بضلالهم أو خطأِهم إعترافٌ بنقصه ، حتى أنّ كل ترى المرأةَ في زماننا هذا إذا وقفتْ على بعض المسائلِ التي كان فيها خلافٌ بين أمّ المؤمنين عائشةَ و غيرِها منَ الصّحابة ، أخذتْ تحامي عن قولِ عائشةَ ، لالشيءٍ ، إلا لأنّ عائشَةَ امرأةٌ مثلُها ، فتتوهّمُ أنّها إذا زعمت أنّ عائشةأصابتْ و أنّ مَنْ خالفها من الرّجالِ أخطأوا ، كان في ذلك إثباتُ فضيلة لعائشة على أولئك الرّجال ، فتكون تلك الفضيلةُ فضيلةً للنّساء على الرّجال مطلقًا ، فينالها حظٌّ من ذلك ،و بهذا يلوحُ لك سرُّ تعصّبِ العربي للعربي، و الفارسي للفارسي ، و التركي للتركي ، وغيرذلك .حتى لقد يتعصّبُ الأعمى في عصرنا هذا للمَعَرّي !. 
 الوجهُ الثّاني: أنْ يكونَ قدْ صارَ لهُ في الباطلِ جاهٌ و شهرةٌ و معيشةٌ ، فيشقُّ عليه أن يَعترفَ بأنّه باطلٌ فتذهبُ تلك الفوائدُ . 
 الوجه الثالث: الكِبْرُ، يكونُ الإنسان على جهالةٍ أو باطلٍ ، فيجيءُ آخَرُ فيبيّنُ له الحُجّةَ ،فيرى أنّه إن اعترف كان معنى ذلك اعترافُه بأنّه ناقصٌ، و أنّ ذلك الرّجلَ هو الذي هداهُ ، ولهذا ترى من المنتسبينَ إلى العلم من لا يشقُّ عليه الاعتراف بالخطأ إذا كان الحقُّ تبيّنَ له ببحثه و نظره ، و يشقُّ عليه ذلك إذا كان غيرُه هو الذي بيّنَ له اهــــ[1] 
 فالله أسأل أن يجنبنا اتباع الباطل وأهله بعد ما تبين لنا الحق وأن يثبتا عليه إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله على التمام  
 [1]- "القائد إلى تصحيح العقائد" و هو القسم الرابع من كتاب "التنكيل بما تأنيب الكوثري من الأباطيل " الفصل الثاني (2-180).  
  
 
		
		
		
		
		
		
		
		
		
	
	 |