عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 03-29-2011, 06:43 PM
رواحة بن أبي رواحة رواحة بن أبي رواحة غير متواجد حالياً
بارك الله فيه
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 332
رواحة بن أبي رواحة is on a distinguished road
افتراضي


السؤال التاسع :
هل شرع من قبلنا شرع لنا؟
الجواب:
الظاهر أن شرع من قبلنا لا يكون شرعاً لنا إلا إذا كان شرعنا يقره ، أما إذا كان شرعنا لا يقره فلا.
فقال الشيخ زيد حفظه الله :
هو كما فصَّلت إن كان شرع من قبلنا يخالف شرعنا فيُطَّرح ويُترك ، وإن كان يوافق شرعنا فيؤخذ به ، وإن كان لا يوافق ولا يخالف فهو ما أشار إليه النبي عليه الصلاة والسلام (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)([1]).

السؤال العاشر :
هل قول الصحابي أو فعله أو فهمه يكون حجةً يجب العمل به؟
الجواب:
الظاهر هذا ، إذا لم يعارضه قول صحابي آخر ، فإن عارضه قول صحابي آخر أو أكثر من صحابي فهنا ينظر في القولين.
فقال الشيخ زيد حفظه الله :
ينظر في قول الصحابي هل يعارض نصاً من نصوص الكتاب والسنة أو لا يعارضه فإن عارض نصاً قد خفي عليه فهمه فيقدَّم النص على قول الصحابي وهذا قليل نادر ، وإن لم يعارض نصاً فينظر هل يعارضه قول صحابي آخر أو لا يعارضه , فإن كان لا يعارضه قول صحابي آخر فيؤخذ به لأنهم أعلم بالتنزيل وأعلم بمعاني الكتاب والسنة ، وإن عارضه قول صحابي آخر فينظر إلى القولين وأيهما أقرب إلى الدليل فيؤخذ به ويترك الآخر مع الاعتذار لقائله والترضِّي عنه والترحُّم عليه.
السؤال الحادي عشر :
وردت بعض الأدلة في ذكر أسماء لله سبحانه وتعالى مثل : الجميل والوتر والمسعِّر والدهر وغيرها , فما هو الضابط في كون هذا الاسم اسماً لله وعلماً عليه وأنه ينبغي أن يتعبد بالتسمية له به ؟
الجواب:
السلف رحمهم الله قد أخذوا من بعض الأشياء أسماء لله عز وجل وبعضها لم يأخذوا منها أسماء ، والظاهر أن هذا يتوقف على أن ما أشعر بمدح أو كان فيه صفةُ مدْحٍ لله عاليةٌ فهنا يؤخذ منه) وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا([2] ، ولكن ما لم يكن كذلك مثل : (لا شخص أغير من الله)([3]) ومثل شيء )قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ ( [الأنعام : 19] وما أشبه ذلك فيما يظهر أن السلف لم يأخذوا منها أسماء ، كذلك المسعِّر لم يأخذوا منها اسماً لأنها ما تشعر بمدح.
مُدَاَخَلَةٌ:
لكن يا شيخ الأخ قال : الدهر من أسماء الله فهل هو من أسماء الله؟
فأجاب الشيخ أحمد قائلاً:
الدهر ورد في الحديث عن النبي r قال قال الله عز وجل : (يسبُّني ابن آدم يشتمني ابن آدم يسبُّ الدهرَ وأنا الدهرُ أقلِّبُ الدهرَ كيف أشاء)([4]).
فقوله وأنا الدهر : بمعنى أنه هو المتصرِّف فيه وأن الدهر لا يصرِّف نفسه.
فمن سب الدهر فقد سب مصرِّفَه ، إذاً فلا يجوز أن نسب الدهر ، وقوله : أنا الدهر بمعنى أني أنا المتصرِّف فيه.


الحواشي

([1]) إشارة إلى حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً : (بلغوا عني ولوا آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولاحرج . ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) خ/3461 كتاب : أحاديث الأنبياء , باب : ما ذكر عن بني إسرائيل .
قال العلامة العثيمين رحمه الله : مسألة هل شرع من قبلنا شرع لنا ؟ والجواب : وذلك أن ما سبق من الشرائع إما أن يوافق شريعتنا فهو حق نتبعه وهذا بالإجماع ، وإما أن يخالف شريعتنا فلا نعمل به بالاتفاق لأنه منسوخ ، وما لم يرد في شرعنا مخالفته ولا موافقته فهذا محل الخلاف ، فمن أهل العلم من قال إنه شرع لنا ، ومنهم قال إنه ليس بشرع لنا ولكل دليل وتفصيل ذلك في أصول الفقه اهـ بتصرف من شرح الأربعين.


([2]) الأعراف 180

([3]) أخرجه مسلم 1499كتاب اللعان من حديث المغيرة بن شعبة في قصة سعد بن عبادة , وأخرجه أحمد (17826)

(4) إشارة إلى حديث أبي هريرة عن النبي r قال قال الله تعالى : ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار) خ/4826 باب 45 سورة الجاثية م/2246كتاب : الألفاظ من الأدب وغيرها , باب : النهي عن سب الدهر, وفي رواية : (لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر) م/2246.


التعديل الأخير تم بواسطة رواحة بن أبي رواحة ; 03-29-2011 الساعة 06:47 PM.
رد مع اقتباس