المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : . . حتى لا أفـقـد الحــنـان !!


بنت العمدة - أم الشيماء
05-17-2009, 06:22 PM
براعة استهلال

.. إنها تأوهات طفلة ... ، وهتافات بُنَيَّه ... ، وتوسلات محزونة ... ، وتطلُّعات محرومة .. ، تتجسَّد في نداءاتٍ جيَّاشة .. تُطلقها فتاةٌ صغيرة لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات .. ، تُدْعى عائشة مخاطبةً أبويها قبل أن يتفرَّقـا .. ، عبْر قصيدة كتبها الشاعر أبو رواحة عبد الله بن عيسى الموري على لسانها بعنوان :

... حتى لا أفـقـد الحــنـان !!


ذكـريـاتٌ جميلـة ٌ ريَّانـهْ ... * * * فـي فؤادي قد هيَّجت أشجانهْ
كـم تذَّكرت دوحة كنتُ فيها * * * عُـودَ بـانٍ محـرِّكاً أغصـانَهْ
كـم تذكَّرتُ منزلاً عشتُ فيه * * * وبـه السَّعـدُ مالِئـاً أركـانَهْ
كـم تذكرتُ بسمة الأم يوماً * * * وهـي تبـدو كأنَّهـا ريحَانَهْ
وإذا والـدي أتاهـا بحـزنٍ * * * أفـرحتْهُ وبـدَّدتْ أحـزَانَهْ

وأنـا فيهمـا كأنَّ حـديثي * * * نظْـمُ دُرٍ قـدْ قـدَّما أَثْمانَهْ
وأنـا فيهمـا كأنَّ حيـاتي * * * حقْـلُ روضٍ تَفَيَّئَـا بُـسْتـانَه
وأنـا فيهمـا بقلب سعيـد * * * مِـن حنـانٍ جـوانحي مـلآنَهْ

فإذا اليـوم قـد دهتْـه همومٌ * * * غيَّـرتْه وقـوَّضـتْ أركـانَهْ
دمَّـرت فيـه كلَّ ذِكْر جميلٍ * * * مـن قـديم وأضـرمتْ نـيرانه
حين دبَّ الخلاف فـي عُقر دار * * * بعـد تخبيـب أنفـس خـوَّانه

كان بالأمس دارنا فـي وفاقٍ * * * والشِّقاقات ما لها مـن مكـانة
وبهـا والـديْ عظيـمُ المحيَّا * * * فـي رُبا العلـم فائقـاً أقـرانه
وكـذا الأم مثل شمسٍ أضاءتْ * * * فـي رُبا الخـير بالهـدى مُزدَانة
يغمـر الأنْسُ كلَّ من عاش فيها * * * هـادئَ البـال تاليـاً قـرآنـه

وغدا اليـوم كلُّ من كان فيها * * * بالخـلافاتِ ناشـراً ديـوانـه
فإذا لأم تتـركُ الـدارَ عمْـداً * * * وتناسـتْ حياتَهـا الـرَّيانـة
وكـذا الـوالد الحبيبُ تناسى * * * ذِكـرْ أميْ مُحطِّمـاً وجْـدانَه
وأنا بعـدهُـم بغـير كَيـان ٍ* * * هـل تُراني مـن غيرهم إنسانة
صرتُ في وحشة وحزن عميقٍ * * * خِلْـتُ أني مـن دونهم شيطانة

كيف أنسى مجيءَ جدِّيَ يوماً * * * عنـد أخذي فـي ليلةٍ وسْنانة
ودموعي تهراق من فوق خدي * * * وفـؤادي لا لم يجـد سُلـوانه
أصحيح ما قد جرى يا فؤادي؟ * * * لم تعُـد لي بين الورى من مكانه
أنسيـتِ أمَّاه ما كان منِّي * * * من حـديثٍ ونَـبرةٍ رنَّانـة ؟
كيـف تنسينني وتمضين عنِّي * * * وأنا لم أزَلْ هنـا ظمـآنـة ؟

لسْـتُ أنْسى حنان أُمِّيَ يوماً * * * وهي تُلقي عنِّي الأذى جذلانة
فاسألوها أنْ كيفَ أصبح حالي * * * بعْـدَ تـرْكي هنا بغير حضانه ؟
هل تُراها تجيبُ ؟ أم أنَّ سؤلي * * * قاتـلٌ قلـبَ أُمِّـيَ الحَنَّانـة
هل تُراها.تجيبُ ؟ لازلتُ أرجو * * * أنَّ أمـيْ فـي بنتها طمعانة
كل خوفي مِن أن أشاهد أخرى * * * فأقاسِي مـن كيـدها ألـوانه

فلتعـودي أُمَّاه من أجْل بنْتٍ * * * شرِبَتْ بعدكم كؤوسَ المهانة
ولتعِدْها أبـيْ إلـى بيْتِ عِزٍ * * * تجمعُ الكلَّ تحْتَ سَقْفِ الحَصَانة
إنما نحـن فـي البيوت عوانٌ * * * عندكم فاحفظوا هناك الأمانة
علَّـني أن أنال فيـه حنـاناً * * * كلُّ خوفـي أن أفقدَنَّ حنانَه

وجزى الله شاعراً خطَّ شعراً * * * مـن فـؤادي موشِّياً ديوانَه
بجِنان الخلـود في دار عَدْنٍ * * * عنـد ربـي ونائلاً إحسانَه
ثُمَّ صلى الإله ما حلَّ خطب * * * أو تـولَّى مخلِّفـاً أحـزانَه
عَ النَّبـيِّ الكريم خيرِ مثالٍ * * * فـي إدارةِ أُسْـرةٍ مِعْوانَه

كان الفراغ منها

في صبيحة يوم الخميس الموافق للسادس عشر
من شهر ذي القعدة لعام 1424ﻫ
بحي الصواعد – جــدة .

بقلم الشاعر
أبي رواحة عبد الله بن عيسى بن أبكر الموري

http://www.salafi-poetry.com/vb/showthread.php?t=2043 (http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?p=4133#post4133)

أم جابر السلفية
08-11-2009, 05:35 PM
أبيات طيبة ولها وقع في النفس
لكل من حرم من حنان الأم

جزيت خيرا أختي أم الشيماء

ونسأل الله أن يبارك في قلم شاعر السنة

بنت العمدة - أم الشيماء
06-25-2010, 07:07 PM
بوركتي أختي الفاضلة على مرورك العاطر

وهذه بترتيب افضل

ذِكـرِيـاتٌ جَميلـةٌ رَيَّانـهْ * * * فـي فُؤادِي قَدْ هيَّجتْ أَشجانهْ

كَـم تَذَّكرتُ دَوحَةً كُنتُ فيها * * * عُـودَ بَـانٍ مُحَـرِّكاً أَغْصـانَهْ


كَـم تَذكَّرتُ مَنزلاً عِشتُ فيه * * * وبـِهِ السَّعـدُ مالِئـاً أَرْكـانَهْ
كَـم تَذكَّرتُ بَسْمَةَ الأُمِّ يوماً * * * وهـي تَبْـدُو كأنَّهـا رَيحَانَهْ
وإِذا وَالِـدِي أَتاهـا بِحُـزْنٍ * * * أَفْـرَحَتْهُ وبَـدَّدتْ أحْـزَانَهْ



وأَنـا فِيهِمـا كأنَّ حَـديثِي * * * نَظْـمُ دُرٍّ قَـدْ قَـدَّما أَثْمانَهْ

وأَنـا فيهِمـا كأنَّ حَيـاتِي * * * حَقْـلُ رَوْضٍ تَفَيَّئَـا بُـسْتـانَهْ

وأَنـا فيهِمـا بِقَلْبٍ سَعيـدٍ * * * مِـنْ حَنـانٍ جَـوانِحِي مَـلآنَهْ


فَإِذا اليـَومَ قَـدْ دَهَتْـهُ هُمومٌ * * * غَيَّـرَتْهُ وَقَـوَّضـتْ أرْكـانَهْ

دَمَّـرتْ فيـه كُلَّ ذِكْرٍ جَميلٍ * * * مِـنْ قَـديمٍ وأضـرَمَتْ نِـيرانَهْ


حِين دبَّ الخلافُ فـي عُقرِ دارٍ * * * بَعـدَ تَخبيـبِ أنفُـسٍ خَـوَّانَهْ


كانَ بالأمسِ دارُنا فـي وِفاقٍ * * * والشِّقاقاتُ ما لَها مِـنْ مَكـانَهْ

وبِهـا وَالِـدِيْ عَظيـمُ المحيَّا * * * فِـي رُبَى العِلـمِ فائِقـاً أَقْـرانَهْ


وَكـذا الأمُّ مِثلُ شَمسٍ أضاءَتْ * * * فـي رُبَى الخَـيرِ بالهُـدَى مُزدَانَهْ
يَغمُـرُ الأنْسُ كلَّ مَن عاش فيها * * * هـادِئَ البَـالِ تالِيـاً قُـرآنـَهْ



وغَدَا اليـومَ كلُّ مَن كان فيها * * * بِالخـلافاتِ ناشِـراً ديـوانَـهْ

فَإِذا الأمُّ تَتـرُكُ الـدَّارَ عَمْـداً * * * وتَناسَـتْ حياتَهـا الـرَّيَّانَـهْ


وكـذا الـوالدُ الحبيبُ تَناسَى * * * ذِكْـرَ أُمِّي مُحَطِّمـاً وجْـدانَهْ
وأنا بعـدهُـم بغـيرِ كَيـان ٍ* * * هـل تُراني مِـن غيرِهِم إِنسانَهْ
صِرتُ في وحشةٍ وحُزنٍ عَميقٍ * * * خِلْـتُ أنِّي مِـن دونِهِم شَيطانَهْ



كيفَ أنْسَى مَجيءَ جَدِّيَ يوماً * * * عِنـدَ أَخذِي فـي ليلةٍ وَسْنانَهْ
ودُموعي تُهراقُ مِن فَوقِ خَدِّي * * * وفُـؤادِي لا لم يَجِـدْ سُلـوانَهْ


أَصحيحٌ ما قَد جَرَى يا فُؤادي؟ * * * لم تَعُـدْ لي بين الوَرَى مِن مَكانَهْ
أنَسيـتِ أمَّاهُ ماكان منِّي * * * مِن حـديثٍ ونَـبْرةٍ رنَّانـهْ؟!
كيـف تَنْسَيْنَنِي وتمضِين عنِّي * * * وأنا لم أزَلْ هُنـا ظَمـآنَـهْ؟!



لسْـتُ أنْسَى حنانَ أُمِّيَ يوماً * * * وهي تُلقِي عنِّي الأَذَى جَذلانَهْ

فاسألوها أنْ كيفَ أصبحَ حالي * * * بعْـدَ تَـرْكي هُنا بغيرِحَضانَهْ


هل تُراها تُجيبُ أم أنَّ سُؤْلِي * * * قاتـلٌ قَلـبَ أُمِّـيَ الحَنَّانَـهْ
هل تُراها.تجيبُ ؟ لازلتُ أرجو * * * أنَّ أمـيْ فـي بنتها طمعانة
كُلُّ خَوفي مِن أنْ أُشاهِدَ أُخْرَى * * * فَأُقاسِي مِـن كيـدِها أَلـوانَهْ


فَلْتَعـودي أُمَّاهُ مِن أجْل بنْتٍ * * * شرِبَتْ بعدَكم كُؤوسَ المهانَهْ

ولْتُعِدْها أبـي إلَـى بيْتِ عِزٍ * * * تَجمعُ الكلَّ تحْتَ سَقْفِ الحَصَانهْ


إنَّما نحـنُ فـي البُيوت عَوانٌ * * * عندكُم فاحفَظُوا هناك الأمانهْ
علَّـني أنْ أنالَ فيـه حَنـاناً * * * كلُّ خَوفـي أنْ أفْقِدَنَّ حنانَهْ



وجَزَى اللهُ شاعراًخطَّ شِعراً * * * مِـن فُـؤادي مُوَشِّياً ديوانَه

بِجِنان الخُلـود في دارِ عَدْنٍ * * * عنـد ربِّـي ونائلاً إحسانَهْ


ثُمَّ صلَّى الإلهُ ماحلَّ خَطبٌ * * * أو تَـولَّى مُخَلِّفـاً أحـزانَهْ
عَ النَّبـيِّ الكريمِ خيرِ مِثالٍ * * * فـي إداراةِ أُسْـرةٍ مِعْوانَه