المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باب في السنن المهجورة (متجدد )


أم جابر السلفية
10-15-2009, 09:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الشيخ العلامة محمد بن صالح ا لعثيمين رحمه الله تعالى وغفر له في الباب المفتوح(232)

إذا لقيت أخاك فصافحه هذا طيب، لكن الشيء الذي أحدثه الناس ولا أعلم له أصلاً في السنة: أنه إذا دخل المجلس قام يصافحهم واحداً واحداً يمر عليهم، هذا ليس من السنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل المجالس ولا يصافح الناس وإنما يجلس حيث ينتهي به المجلس، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومشايخنا السابقون لا يفعلون هذا ولا يُفعل عندهم أيضاً، لكن حدث هذا من بعض الإخوة المستقيمين ظناً منهم أن هذه المصافحة كالمصافحة مع الملاقاة وليس كذلك، الملاقاة كل واحد يلاقي الثاني، أما هذا فرجل دخل على أناس جالسين، فهل كان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا دخل يسلم على الناس واحداً واحداً؟! من كان عنده سنة في هذا فليخبرنا بها، ومن ليس عنده سنة فخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذلك أيضاً بعض الناس إذا دخل بدأ باليمين من عند الباب، ولو كان أصغر القوم، وهذا غلط، إذا دخلت فابدأ بالأكبر كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بمن عن يمينك، إنما تبدأ باليمين إذا كانوا عن جنبيك واحداً عن يمينك وواحداً عن شمالك، تبدأ باليمين ولو كان أصغر، أما عند الدخول وإعطاء القهوة أو الشاهي أو البخور فابدأ بالأكبر، ثم بمن عن يمينك حتى تنتهي، ثم عد إلى من على يمين الأكبر، وخذهم واحداً واحداً.

هذه السنة مهجورة عند طلبة العلم وعامة السلفيين فضلاً عن غيرهم

بنت العمدة - أم الشيماء
10-16-2009, 02:56 PM
فعلا انها سنة مهجورة في صفوف طلبة العلم فضلا عن غيرهم
فقد جرت عادة الناس في العصر الحاضر أن يسلموا على الحضور سلاما عاما ثم يشرعون في مصافحتهم واحدا تلو الآخر ,
وهذا يعوزه الدليل ولا دليل , ولقد كان محدث العصر الألباني ينكر هذا بشدة , ويقول : إنه خلاف طريقة السلف .
فلو جئ بكلامه هنا لإكمال الفائدة كان أحسن .
ومشروع ذكر السنن المهجورة عمل رائع وفكرة صائبة في التذكير بإحياء السنن التي هجرها الناس, تجني ثوابها بإذن الله أختنا أم جابر , الرائدة في مشاريعها , المتميزة في مواضيعها ,
فشكر الله لك أختي الحبيبة على ما تقومين به من جهد مبارك

أم جابر السلفية
10-29-2009, 07:09 PM
ومن السنن المهجورة ايضا
هديه صلى الله عليه وآله وسلم في (آداب الطعام )

قال العلامة المحدث ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
في السلسلة الصحيحة برقم (1404)

((عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :

إذا طعم أحدُكم فسقطت لقمتُه مِن يده ؛ فَلْيُمِطْ ما رابَهُ منها ولْيَطْعَمْها ، ولا يدعْها للشيطان ، ولا يمسح يدَه بالمنديل ، حتى يلعَقَ يدَه فإن الرجل لا يدري في أي طعامه يبارَك له ؛ فإن الشيطانَ يرصُدُ الناسَ أو الإنسان على كل شيء ، حتى عند مطعمِهِ أو طعامه ، ولا يرفع الصَّحْفَةَ حتى يَلعقها أو يُلعِقَها ، فإن في آخر الطعام البركة..))

قال العلامة الألباني رحمه الله :

ومن المؤسف حقا أن ترى كثيرا من المسلمين اليوم وبخاصة أولئك الذين تأثروا بالعادات الغربية والتقاليد الأوروبية قد تمكن الشيطان من سلبه قسما من أموالهم ليس عدوانا بل بمحض اختيارهم ، وما ذاك إلا لجهلهم بالسنة ، أو إهمالا منهم إياها ، ألست تراهم يتفرقون في طعامهم على موائدهم ، وكل واحد منهم يأكل لوحده دون ضرورة في صحن خاص ، لا يشاركه فيه على الأقل جاره بالجنب .

وكذلك إذا سقطت اللقمة من أحدهم ، فإنه يترفع عن أن يتناولها ويميط الأذى عنها ويأكلها ، وقد يوجد فيهم من المتعالمين والمتفلسفين من لا يجيز ذلك بزعم أنها تلوثت بالجراثيم والميكروبات !ضربا منه في صدر الحديث إذ يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

فليمط ما رابه منها ، وليطعمها ، ولا يدعها للشيطان
ثم إنهم لا يلعقون أصابعهم ، بل إن الكثيرين منهم يعتبرون ذلك قلة ذوق وإخلالا بآداب الطعام ، ولذلك اتخذوا في موائدهم مناديل من الورق الخفيف النشاف المعروف بـ (كلينكس) ، فلا يكاد أحدهم يجد شيئا من الزهومة في أصابعه ، بل وعلى شفتيه إلا بادر إلى مسح ذلك بالمنديل ، خلافا لنص الحديث .


وأما لعق الصحفة ، أي لعق ما عليها من الطعام بالأصابع ، فإنهم يستهجنونه غاية الاستهجان ، وينسبون فاعله إلى البخل أو الشراهة في الطعام ، ولا عجب في ذلك من الذين لم يسمعوا بهذا الحديث فهم به جاهلون ، وإنما العجب من الذين يسايرونهم ويداهنونهم ، وهم به عالمون .

ثم تجدهم جميعا قد أجمعوا على الشكوى من ارتفاع البركة من رواتبهم وأرزاقهم ، مهما كان موسعا فيها عليهم ، ولا يدرون أن السبب في ذلك إنما هو إعراضهم عن اتباع سنة نبيهم ، وتقليدهم لأعداء دينهم ، في أساليب حياتهم ومعاشهم .


وقال رحمه الله ايضا في السلسة الصحيحة المجلد الأول رقم (391)

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا أكل أحدكم الطعام فلا يمسح يده حتى يلعقَها أو يُلعِقَها , ولا يرفع صَحفَةً حتى يلعقها أو يلعقها , فإن آخر الطعام فيه بركة )

قال رحمه الله تعالى :وفي الحديث أدب جميل من آداب الطعام الواجبة , ألا وهو لعقالأصابع ومسح الصحفة بها . وقد أخل بذلك أكثر المسلمين اليوم متأثرين في ذلك بعادات أوربا الكافرة وآدابها القائمة على الاعتداد بالمادة , وعدم الاعتراف بخالقها والشكر له على نعمه , فليحذر المسلم من أن يقلدهم في ذلك فيكون منهم لقوله عليه السلام (( من تشبه بقوم فهومنهم ))

وفي السلسلة الصحيحة رقم (664)

أن الصحابة قالوا : يا رسول الله ، إنا نأكل ولا نشبع ؟
قال : فلعلكم تأكلون متفرقين ؟
قالوا : نعم .
قال : فاجتمعوا على طعامِكم ، واذكروا اسمَ الله عليه يباركْ لكم فيه .


وفي شرح رياض الصالحين المجلد الثالث
للعلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث , قال : وقال: (إذا سقطت لقمة أحدكم , فليمط عنها الأذى ,وليأكلها ,ولا يدعها للشيطان )) وأمر أن تُسْلت القصعة قال : (( فإنكم لاتدرون في أي طعامكم البركة )) رواه مسلم في كتاب الأشربة باب استحاب لعق الأصابع رقم (2034)

قال العلامة العثيمين رحمه الله تعالى :أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الأكل لعق أصابعه الثلاث . لعقها : يعني لحسها حتى يكون مابقى من الطعام فيها داخلاً في طعامه الذي أكله من قبل , وفيه فائدة ذكرها بعض الإطباء , أن الأنامل تفرز عند الأكل شيئاً يعين على هضم الطعام .

فيكون في لعق لأصابع بعد الطعام فائدتان :

الأولى فائدة شرعية : وهي الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
والثانية فائدة طبية : وهي هذا الإفراز الذي يكون بعد الطعام يعين على الهضم .
والمؤمن لايهمه ما يتعلق بالصحة البدنية , أهم شيء عند المؤمن هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والإقتداء به , لأن فيه صحة القلب , وكلما كان الإنسان للرسول صلى الله عليه وسلم اتبع كان إيمانه أقوى .

وهذا أيضا من السنة التى غفل عنها كثير من الناس مع الأسف كثير حتى من طلبة العلم أيضا , إذا فرغوا من الأكل وجدت الجهة التي تليهم مازال الأكل باقياً فيها , لا يلعقون الصفحة , وهذا خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ثم بيَّن الرسول عليه الصلاة والسلام الحكمة من ذلك فقال: ((فإنكم لاتدرون في أي طعامكم البركة )) قد تكون البركة من هذا الطعام في هذا الذي سلته من القصعة .

انتهى كلامه رحمه الله

أم جابر السلفية
10-29-2009, 09:53 PM
تعليقات طيبة من أخت أطيب
جزاها ربي خيرا
ونسأل الله بمنه أن يعيننا على اتباع هديه صلى الله عليه
وسلم واقتفى أثره
ففي إحياء السنن إماتة للبدع
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أم جابر السلفية
01-06-2010, 11:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



سنة مهجورة نحن فى غفلة عنها و أحوج ما نكون إليها





((لبيَّكَ إنَّ العَيْشَ عَيْشُ الآخِرةِ))



((إذا خِفْتَ أنْ تميلَ إلى الشَّهواتِ في الدُّنيا التي فيها المُتْعَةُ؛ فتذكَّرْ مُتْعَةَ الآخرة. ولهذا كان نبيُّنَا صلّى الله عليه وسلّم إذا رأى ما يعجِبُه مِن الدُّنيا قال: «لبيَّكَ إنَّ العَيْشَ عَيْشُ الآخِرةِ» , فيقول: «لبيَّكَ» يعني: إجابةً لك، مِن أجلِ أنْ يكبَحَ جِمَاحَ النَّفْسِ؛ حتى لا تغترَّ بما شاهدت مِن مُتَعِ الدُّنيا، فَيُقبل على الله، ثم يوطِّن النَّفسَ ويقول: «إن العَيْشَ عَيْشُ الآخرة» لا عيشُ الدُّنيا. وصَدَقَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم، والله؛ إنَّ العيشَ عيشُ الآخِرةِ، فإنه عيشٌ دائمٌ ونعيمٌ لا تنغيصَ فيه، بخِلافِ عيشِ الدُّنيا فإنه ناقصٌ منغَّصٌ زائِلٌ



الشرح الممتع (4/11)
الشيخ العلامة العثيمين رحمه الله تعالى

أم جابر السلفية
01-11-2010, 06:50 PM
ومن السنن المهجورة أيضا

مارواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
كنت في مجلس من مجالس الأنصار، إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور، فقال: استأذنت على عمر ثلاثًا فلم يؤذن لي؛ فرجعت، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع"
فقال: والله لتقيمنَّ عليه بينة، أمنكم أحدٌ سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال أُبي بن كعب: والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فكنت أصغر القوم، فقمت معه، فأخبرت عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك.






فأين حالنا من هدي السلف في الإستئذان ؟ يستأذن الرجل فلا ينصرف حتى يوقظ النائم ، ويفزع الصغير



وربما يستخدم كل وسيلة ثلاثا : القرع ثلاثا ، فإن لم يجب فالجرس ، فإن لم يجب فالنداء بالصوت ثلاثا ، فإن لم يجب فربما استعمل الهاتف .

والله المستعان

نُتيلاالسلفية
01-18-2010, 10:19 PM
أخ يقول: ما حكم حمل العصا في خطبة الجمعة؟
حملها ما هو مشروع، لكن التوكؤ عليها والاعتماد عليها سنة، من حديث الحكم بن حزن الكلفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قام متوكئًا على قوس، فخطب بكلمات مباركات، هذا أصح ما جاء في حديث الاتكاء على العصا الاعتماد على العصا للخطيب ، وهناك أيضًا غير هذا من الأدلة، ولكن هذا أصحها، انقدوا من يعتمد على السيف، ويقول: إن الإسلام نصر بالسيف وبالقلم، أمر محدث بهذا المعنى، بل في هذا الأزمنة الذي يعتمد ويتحرى الاعتماد على السلاح أيضًا محدث، يعتمد إن وجد عصا سنة، وإن لم يجد عصا لا يعتمد على السلاح، يتركه ويخطب، لأن هذا ما هو عصا هذا خلاف العصا، والسنة الاعتماد على قوس (عصا).
موقع الشيخ يحيى الحجوري حرسه الله في قسم الفتاوى

أم جابر السلفية
02-10-2010, 04:36 PM
أحسنتِ أختي نُتيلا السلفية
أحسن الله إليك وبارك فيك على هذا الإنتقاء
الطيب
ورفع الله قدر العلامة المحدث أبي عبد الرحمن الحجوري
ونفعنا الله بعلمه

بنت العمدة - أم الشيماء
03-27-2010, 05:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

استقبال الخطيب سنة متروكة
للإمام المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ


قال العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ:
[عن مطيع بن الحكم - رضي الله عنه - ؛ أن النبي صلى الله عيه وسلم :
( كان إذا صعد المنبر ؛ أقبلنا بوجوهنا إليه )
صحيح ، الصحيحة برقم (2080)

فائدة :
هذا وقد أورد البخاري الحديث في (( باب يستقبل الإمام القوم ، واستقبال الناس الإمام إذا خطب ، واستقبل ابن عمر وأنس - رضي الله عنهم - الإمام )) .
ثم أسند تحته حديث أبي سعيد .
قال الحافظ في (( الفتح )) {2/402 } :
( وقد استنبط المصنف من الحديث مقصود الترجمة ، ووجه الدلالة منه أن جلوسهم حوله لسماع كلامه يقتضي نظرهم إليه غالبا ، ولا يعكر على ذلك ما تقدم من القيام في الخطبة ؛ لأن هذا محمول على أنه كان يتحدث وهو جالس على مكان عال وهم جلوس أسفل منه ، وإذا كان ذلك في غير حال الخطبة كان حال الخطبة أولى ؛ لورود الأمر بالاستماع لها ، والإنصات عندها ) .
قال :
(( من حكمة استقبالهم للإمام التهيؤ لسماع كلامه ، وسلوك الأدب معه في استماع كلامه ، فإذا استقبله بوجهه وأقبل عليه بجسده وبقلبه وحضور ذهنه ؛ كان أدعى لتفهم موعظته ، وموافقته فيما شرع له القيام لأجله )) . ]
المرجع السلسلة الصحيحة رقم 2080


منقول من موقع فضيلة الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ

أم جابر السلفية
04-22-2010, 08:09 PM
(سنة يغفل عنها كثير من المصلين بعد الصلاة )






عَنْ زَاذَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ :"



اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَ تُبْ عَلَيَّ إنَّك أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ ،



مِائَةَ مَرَّةٍ ".




أخرجه ابن أبي شيبة في " المسند " ( 2 / 71 / 1 )، أخرجه أحمد ( 5 / 371 ) ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (6 / 200) رقم الحديث (2603).

أم جابر السلفية
06-19-2010, 11:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من السنن المهجورة (صلاة ركعتين بعد العصر ))


عن علي مرفوعا ً((نهى عن الصلاة بعد العصر إلا والشمس مرتفعة))
قال الشيخ ناصر السنة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:فإن هذا الحديث مقيد للأحاديث التي أشار إليها البيهقي كقوله صلى الله عليه وسلم ((ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس )) متفق عليه.


فهذا مطلق ، يقيده حديث علي رضي الله عنه
2. روى ابن حزم (3/4) عن بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالhttp://www.akssa.org/vb/images/smilies/لم ينه عن الصلاة إلا عند غروب الشمس) قال الشيخ الألباني وإسناده صحيح وهو شاهد قوي لحديث علي رضي الله عنه.
وأما الركعتان بعد العصر ، فقد روى ابن حزم القول بمشروعيتهما عن جماعة من الصحابة ، فمن شاء فليرجع إليه.
وما دل عليه الحديث من جواز الصلاة ولو نفلا ً بعد صلاة العصر وقبل اصفرار الشمس هو الذي ينبغي الاعتماد عليه في هذه المسألة التي كثرت الأقوال فيها ، وهو الذي ذهب ابن حزم تبعا ً لابن عمر رضي الله عنه كما ذكره الحافظ العراقي وغيره ، فلا تكن ممن تغره الكثرة ، إذا كانت على خلاف السنة .


3. ثم وجدت للحديث طريقا ً أخرى بلفظ لا تصلوا بعد العصر، إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة).
ثم وجدت له شاهدا ً حسنا من حديث أنس بن مالك : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ((لا تصلوا عند طلوع الشمس ولا عند غروبها فإنها تطلع وتغرب على قرن شيطان ، وصلوا بين ذلك ما شئتم))
وفي هذين الحديثين دليل على أن ما اشتهر في كتب الفقه من المنع عن الصلاة بعد العصر مطلقاً ولو كانت الشمس مرتفعة نقية مخالف لصريح هذين الحديثين، وحجتهم في ذلك الأحاديث المعروفة في النهي عن الصلاة بعد العصر مطلقا ً غير أن الحديثين المذكورين يقيدان تلك الأحاديث فاعلمه.


5. قالت عائشة رضي الله عنها(( كان لا يدع ركعتين قبل الفجر وركعتين بعد العصر ))
قال الشيخ الألباني رحمه الله:أخرجه ابن أبي شيبة في( المصنف )(2/352): حدثنا عفان قال: نا أبو عوانة قال: ثنا إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه: أنه كان يصلي بعد العصر ركعتين ، فقيل له ؟ فقال : لو لم أصلهما إلا أني رأيت مسروقا ً يصليهما لكان ثقة ، ولكني سألت عائشة ؟ فقالت : فذكره.
قال الشيخ الألباني رحمه الله:نعم لحديث مسروق أصل صحيح برواية أخرى فكأنها اختلطت عليه بهذه ، فقال الإمام أحمد(6/241) :ثنا إسحاق بن يوسف قال: ثنا مسعر عن عمرو ابن مرة عن أبي الضحى عن مسروق قال:حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة :


6. ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بعد العصر)).
وهذا إسناد صحيح أيضا ً على شرط الشيخ ، وقد أخرجاه من طريق أخرى عن مسروق مقرونا ً مع الأسود بلفظ(( ما من يوم يأتي علي النبي صلى الله عليه وسلم إلا صلى بعد العصر ركعتين))


7. وفي رواية بلفظ(( ركعتان لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعهما سرا ً ولا علانية :ركعتان قبل صلاة الصبح وركعتان بعد العصر)).
هذا وقد روى ابن أبي شيبة عن جماعة من السلف أنهم كانوا يصلون هاتين الركعتين بعد العصر ، منهم أبو بردة بن أبي موسى وأبو الشعثاء وعمرو بن ميمون والأسود بن يزيد وأبو وائل .
وأما ضرب عمر من يصليهما ، فهو من اجتهاداته القائمة على باب سد الذريعة ، كما يشعر بذلك روايتان ذكرهما الحافظ في الفتح(2/65):
إحداهما في مصنف عبدا لرزاق ومسند أحمد والطبراني وحسنه الهيثمي، والأخرى عند أحمد أيضا ً والطبراني في المعجم الكبير والأوسط .
وقد وقفت على رواية ثالثة عن المقدام بن شريح عن أبيه قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كان يصلي؟ قالت:
( كان يصلي الهجير ثم يصلي بعدها ركعتين ثم يصلي العصر ثم يصلي بعدها ركعتين ) .
فقلت : فقد كان عمر يضرب عليها وينهى عنهما ؟ فقالت : قد كان عمر يصليهما ، وقد علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصليهما ولكن قومك أهل الدين قوم طغام ؛ يصلون الظهر ثم يصلون مابين الظهر والعصر ، ويصلون العصر ثم يصلون بين العصر والمغرب فضربهم عمر وقد أحسن).
قلت: ( والكلام للشيخ الألباني رحمه الله) وإسناده صحيح وهو شاهد قوي للأثرين المشار إليهما آنفا ً وهو نص صريح أن نهي عمر رضي الله عنه عن الركعتين ليس لذاتهما كما يتوهم الكثيرون ، وإنما هو خشية الاستمرار في الصلاة بعدهما ، أو تأخيرهما إلى وقت الكراهة وهو اصفرار الشمس ،وهذا الوقت هو المراد بالنهي عن الصلاة بعد العصر الذي صح في أحاديث .
ويتلخص مما سبق أن الركعتين بعد العصر سنة إذا صليت العصر معها قبل اصفرار الشمس وأن ضرب عمر عليها إنما هو اجتهاد منه وافقه عليه بعض الصحابة وخالفه آخرون ، وعلى رأسهم أم المؤمنين رضي الله عنها ، ولكل من الفريقين موافقون، فوجب الرجوع إلى السنة ، وهي ثابتة صحيحة برواية أم المؤمنين ، دون دليل يعارضه إلا العموم المخصص بحديث علي وأنس ويبدو أن هذا مذهب ابن عمر أيضا ً ، فقد روى البخاري (589) عنه
قال(أصلي كما رأيت أصحابي يصلون ، لا أنهى أحدا ً يصلي بليل ولا نهار ما شاء، غير أن لا تحروا طلوع الشمس ولا غروبها).
وهذا مذهب أبي أيوب الأنصاري أيضا ً ، فقد روى عبدا لرزاق عنه(2/433) بسند صحيح عن ابن طاووس عن أبيه : أن أبا أيوب الأنصاري كان يصلي قبل خلافة عمر ركعتين بعد العصر فلما استخلف عمر تركهما فلما توفي ركعهما ، فقيل له : ما هذا ؟ فقال: إن عمر كان يضرب الناس عليهما . قال طاووس : وكان أبي لا يدعما.
وهنا ينبغي أن نذكر أهل السنة الحريصين على إحياء السنن وإماتة البدع أن يصلوا هاتين الركعتين كلما صلوا العصر في وقتها المشروع ، لقوله صلى الله عليه وسلم ((من سن في الإسلام سنة حسنة )




م ..ق..وو..ل

أم جابر السلفية
06-19-2010, 11:14 PM
حكم صلاة الركعتين بعد العصر
السؤال: ما حكم صلاة الركعتين بعد العصر؛ لأنه جاء من حديث عائشة ك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليهما في البيت(24) (http://www.al-menhag.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=8020#_ftn1), وقد قال بعض أهل العلم بأنهما من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، فما تعليقكم على ذلك؟
الجواب: نعم، المداومة عليها من خصائصه ؛ فإنه لما قدم عليه وفد عبد القيس شغل عن الركعتين اللتان بعد الظهر، ثم صلاهما بعد العصر وداوم عليها؛ لأنه كان إذا عمل عملًا أثبته، أما غيره من المسلمين إذا فاتته ركعتا الظهر، ثم صلاهما بعد العصر لا يداوم عليهما.

(24) (http://www.al-menhag.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=8020#_ftnref1) أشار إلى حديث أم سلمة ك المتفق عليه, رواه البخاري (1233)، ومسلم (1930).

أجاب على السؤال العلامة المحدث أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري حفظه الله تعالى ضمن الأسئلة الليبية

التي طرحت على الشيخ في كتاب الإفتاء على الإسئلة الواردة من دول شتى ص\ 190