المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القـصيـدة الـهـائيـة للشيخ حافظ الحكمي


الشاعر أبو رواحة الموري
05-03-2009, 09:44 PM
القـصيـدة الـهـائيـة

للشيخ العلامة حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله

و مالي و للـدُّنيا و ليسـتْ ببغْيتـي * * * ولا مُنْتهى قصَْدي ولسْتُ أنا لهـا
و لسـتُ بميـَّال إليـها و لا إلـى * * * رئاسَـتِهـا نَـتْناً وقُبْحـا ً لحالهـا
هي الـدارُ دارُ الهمِّ والغمِّ و العَنـا * * * سريعٌ تقضِّيــها قريـبٌ زوالُهـا
مياسيرُها عُسْرٌ وحـزْنٌ سرورُهـا * * * وأرباحُهـا خُسْرٌ ونَقْـصٌ كمالُها
إذا أضحكَتْ أبكتْ و إنْ رام وصْلَها * * * غبيٌّ فيا سُرْعَ انقطاعِ وصالِهـا
فأسـألُ ربـي أن يحـوْلَ بحـوله * * * وقوَّتِـه بيـني وبيـنَ اغتيالِـها

فيا طالـبَ الـدُّنيا الـدنيئة جاهداً * * * ألا اطلبْ سِواها إنَّها لا وفَا لَها
فكم قد رأينا مـن حريصٍ و مُشْـفقٍ * * * عليها فلمْ يظفرْ بـها أنْ ينالَـها
لقـدْ جاء في آي الحـديدِ و يونُـسٍ * * * وفي الكهْفِ إيضاحٌ بضرْبِ مثالِهـا
و فـي آل عمرانٍ و سـورة فاطـرٍ * * * وفي غافرٍ قد جـاء تبيانُ حالِـها
و فـي سورة الأحقافِ أعظمُ واعظٍ * * * وكمْ من حديثٍ موجبٍ لاعتزالِها

لقـد نظَـروا قـومٌ بعينٍ بصـيرةٍ * * * إليها فلـمْ تغررْهُـمُ باختيالِهـا
أولئـكَ أهْـلُ اللهِ حقاً وحزْبـُه * * * لهم جنـةُ الفردوسِ إرثاً ويالَهـا
و مال إليهـا آخـرون لجهلـهم * * * فلما اطمئنّـوا أرشقتْهُـمْ نبالُهـا
أولئك قـومٌ آثـروها فأُعقِـبوا بها * * * الخزيَ في الأخرى وذاقوا وبالَهـا
فقـلْ للذين اسْتعـذَبوها رُويدَكُـم * * * سينقلبُ السـمَّ النقيـعَ زلالُهـا
ليلْهـوا و يغترُّوا بها ما بدا لـهم * * * متى تبلغِ الحلقـومَ تُصـرَمْ حبالُهـا

و يـومَ توفَّـى كلُّ نفسٍ بكسْبـها * * * تـودُّ فـداءً لو بينهـا ومالِهـا
و تأخُـذُ إمَّـا باليمـين كتابـَها * * * إذا أحسنتْ أو ضـدَّ ذا بشمالها
ويبدو لديهـا ما أسـرَّتْ و أعلنتْ * * * و ما قدَّمـتْ مـن قولهـا وفِعَالهـا
بأيـدي الكرام الكاتبين مسطَّــرٌ * * * فلـم يُغْـنِ عنها عذرُها وجدالُها
هنـالك تَـدري ربْحَها وخسَارَهـا * * * وإذْ ذاك تلقـى مـا إليـه مآلُـها

فإنْ تَكُ منْ أهـل السعـادةِ والتقى * * * فـإنَّ لهـا الحسْنى بحسْن فِعالهـا
تفـوزُ بجنـاتِ النعيـم وحُورِهـا * * * و تُحـبَرُ فـي روضاتِهـا وظلالِهـا
وتُـرزق مما تشتهـي من نعيمـها * * * وتشْـرَبُ مـن تسنيمهـا وزلالِهـا
و إنَّ لهـم يـومَ المـزيدِ لمـوعـداً * * * زيادة زُلفـى غيرُهـم لا ينالُـهـا
وجـوهٌ إلى وجـه الإله نواظـرٌ * * * لقد طالما بالدمع كان ابتلالُــهـا
تجلَّـى لها الـربُّ الرحيمُ مسلِّـماً * * * فيزدادُ مـن ذاك التجلِّي جمالُــها

بمقعَـد صِـدْقٍ حبـذا الجارُ ربُّهـم * * * ودارُ خلودٍ لم يخافـوا زوالَــهـا
فـواكِهُهـا مما تلـذُّ عيـونُهـم * * * و تطَّـردُ الأنهـارُ بين خِلالِــهـا
على سـرُرٍ موضـونةٍٍ ثم فرْشُهـم * * * كمـا قال فيهـا ربُّنا واصفاً لَـهـا
بطائنُهـا إستـبرقٌ كيفَ ظنُّـكم * * * ظواهرُهـا لا منتهـى لجمالِـهـا
و إنْ تكنِ الأخـرى فويلٌ و حسْرةٌ * * * و نارُ جحيـمٍ مـا أشدَّ نكالَـهـا
لهم تحتهم منها مَهـادٌ و فـوقَـهم * * * غواشٍ ومِـنْ يحمـومَ ساء ظِلالُـهـا

طعـامُهم الغسلينُ فيها وإن سُقُـوا * * * حميماً بـه الأمعـاءُ كان انحلالُـهـا
أمانيُّهـم فيهـا الهـلاكُ و ما لـهم * * * خروجٌ ولا مـوتٌ كمـا لا فنَا لَـها
مَحَلَّين قل للنفس ليس سـواهما * * * لِتَكْسِبْ أو فلْتَكْتسِـبْ ما بـدا لَهـا
فطـوبى لنفسٍ جـوَّزتْ و تخفَّفـتْ * * * فتنجـو كفافـاً لا عليهـا ولا لَهـا

عبد الحفيظ المقري الأثري
05-05-2009, 10:19 PM
رحم الله الشيخ

الشاعر أبو رواحة الموري
10-15-2009, 10:03 AM
آمين
وجزاك الله خيرا على مرورك الطيب

أكرم بن نجيب التونسي
12-26-2009, 02:30 PM
بارك الله فيكم و أحسن الله إليكم و رحم الله الشيخ و أسكنه الفردوس الأعلى

ابوعبدالله جمال الحشاني
07-07-2010, 10:08 PM
بارك الله فيكم
هل توجد صوتيا واين