المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة متون فقهية(متن كيفية صلاة النبي) لابن باز


الشاعر أبو رواحة الموري
04-30-2009, 07:06 PM
كيفية صلاة النبي (صلى الله عليه وسلم )

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى كل من يحب أن يصلي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم : " صلوا كما رأيتموني أصلي " رواه البخاري .
* يسبغ الوضوء وهو أن يتوضأ كما أمره الله عملاً بقوله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين } وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تقبل صلاة بغير طهور " .
1- يتوجه المصلي إلى القبلة وهي الكعبة أينما كان بجميع بدنه قاصداً بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو نافلة ، ولا ينطق بلسانه بالنية ، لأن النطق باللسان غير مشروع ، لكون النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية ولا أصحابه رضي الله عنهم ويسن أن يجعل له سترة يصلي إليها إن كان إماماً أو منفرداً ، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .
2- يكبر تكبيرة الإحرام قائلاً ( الله أكبر ) ناظراً ببصره إلى محل سجوده .
3- يرفع يديه عند التكبير إلى حذو منكبيه ، أو إلى حيال أذنيه .
4- يضع يديه على صدره ، اليمنى على كفِّه اليسرى . لورود ذلك من حديث وائل بن حجر وقبيصة ابن هلب الطائي عن صلى الله عليه وسلم أبيه رضي الله عنهما .
5- يسن أن يقرأ دعاء الاستفتاح وهو ( اللهم باعد بيني وين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من
خطاياي كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ) . وإن شاء قال بدلاً من ذلك ( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ) ثم يقول :( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ) ويقرأ سورة الفاتحة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " ويقول بعدها ( آمين ) جهراً في الصلاة الجهرية ، ثم يقرأ ما تيسر من القرآن .
6- يركع مكبراً رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه ، جاعلاً رأسه حيال ظهره ، واضعاً يديه على ركبتيه ، مفرقاً أصابعه ، ويطمئن في ركوعه ويقول(سبحان ربي العظيم ) والأفضل أن يكررها ثلاثا أو أكثر ، ويستحب أن يقول مع ذلك ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) .
7- يرفع رأسه من الركوع ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلاً : ( سمع الله لمن حمده ) إن كان إماماً أو منفرداً ، ويقول بعد قيامه : ( ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض ، وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد ) . وإن زاد بعد ذلك : ( أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) فهو حسن ، لأن ذلك قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث الصحيحة . أما إن كان مأموماً فإنه يقول عند الرفع : ( ربنا ولك الحمد ) إلى آخر ما تقدم. ويستحب أن يضع كل منهم يديه على صدره ، كما فعل في قيامه قبل الركوع ، لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث وائل بن حجر ، وسهل بن سعد رضي الله عنهما .
8- يسجد مكبراً واضعاً ركبتيه قبل يديه إذا تيسر ذلك ، فإن شق عليه قدم يديه قبل ركبتيه ، مستقبلاً بأصابع رجليه ويديه القبلة ، ضاماً أصابع يديه . ويكون على أعضائه السبعة ، الجبهة مع الأنف ، واليدين والركبتين ، وبطون أصابع الرجلين . ويقول : ( سبحان ربي الأعلى ) ويكرر ذلك ثلاثاً أو أكثر . ويستحب أن يقول مع ذلك:( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك .. الله اغفر لي ) ويكثر من الدعاء لقول
النبي صلى الله عليه وسلم : " أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم " وقوله صلى الله عليه وسلم: " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء " . رواهما مسلم في صحيحه .
ويسال ربه له ولغيره من المسلمين من خيري الدنيا والآخرة ، سواءً كانت الصلاة فرضاً أو نفلاً ، ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه وفخذيه عن ساقيه ويرفع ذراعيه عن الأرض، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :"اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب " .
9- يرفع رأسه مكبراً ، ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها وينصب رجله اليمنى ويضع يديه على فخذيه وركبتيه ويقول : ( رب اغفر لي ، رب اغفر لي ، رب اغفر لي ، اللهم اغفر لي وارحمني وارزقني وعافني واهدني واجبرني ) ويطمئن في هذا الجلوس حتى يرجع كل فقار إلى مكانه كاعتداله بعد الركوع لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل اعتداله بعد الركوع وبين السجدتين .
10- يسجد السجدة الثانية مكبراً ، ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى .
11- يرفع رأسه مكبراً ويجلس جلسة خفيفة مثل جلوسه بين السجدتين وتسمى جلسة الاستراحة وهي مستحبة في أصح قولي العلماء . وان تركها فلا حرج، وليس فيها ذكر ولا دعاء ، ثم ينهض قائماً إلى الركعة الثانية معتمداً على ركبتيه إن تيسر ذلك ، وإن شق عليه اعتمد على الأرض ،
ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر له من القرآن بعد الفاتحة . ثم يفعل كما فعل في الركعة الأولى ولا يجوز للمأموم مسابقة إمامه لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر أمته من ذلك ، وتكره موافقته للإمام ، والسنة له أن تكون أفعاله بعد إمامه من دون تراخي وبعد انقطاع صوته لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما جُعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد فإذا سجد فاسجدوا " الحديث متفق عليه .
12- إذا كانت الصلاة ثنائية ، أي ركعتين كصلات الفجر والجمعة والعيد ، جلس بعد رفعه من السجدة الثانية ناصباً رجله اليمنى ، مفترشاً رجله اليسرى ، واضعاً يده اليمنى على فخذه اليمنى ، قابضاً أصابعه كلها إلا السبابة فيشير بها إلى التوحيد، وأن قبض الخنصر والبنصر من يده وحلق إبهامها مع الوسطى وأشار بالسبابة فحسن لثبوت الصفتين عن النبي صلى الله عليه وسلم . والأفضل أن يفعل هذا تارة ، وهذا تارة ويضع يده اليسرى على فخذه اليسرى وركبته ، ثم يقرأ التشهد في هذا الجلوس . وهو ( التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليكم أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، اشهد
أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) . ثم يقول : ( اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم ، وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ) . ويستعيذ بالله من أربع فيقول : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال " ثم يدعوا بما شاء من خيري الدنيا والآخرة ، وإذا دعا لوالديه أو غيرهما من المسلمين فلا بأس ، سواء كانت
الصلاة فريضة أو نافلة ، ثم يسلم عن يمينه وشماله قائلاً :( السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله ) .
13- إن كانت الصلاة ثلاثية كالمغرب ، أو رباعية كالظهر والعصر والعشاء ، قرأ التشهد المذكور آنفاً ، مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم نهض قائماً معتمداً على ركبتيه ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه قائلاً ( الله أكبر ) ويضعهما أي يديه على صدره ، كما تقدم ويقرأ الفاتحة فقط . وإن قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر زيادة عن الفاتحة في بعض الأحيان فلا بأس ، لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابي سعيد رضي الله عنه ، ثم يتشهد بعد الثالثة من المغرب ، وبعد الرابعة من الظهر والعصر والعشاء ، ويصلي على النـبي صـلى الله
عليه وسلم ويتعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ويكثر من الدعاء ، ومن ذلك اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، كما تقدم ذلك في الصلاة الثنائية . لكن يكون في هذا الجلوس متوركاً واضعاً رجله اليسرى تحت رجله اليمنى ، ومقعدته
على الأرض ناصباً رجله اليمنى لحديث أبى حميد الساعدي في ذلك . ثم يسلم عن يمينه وشماله ، قائلاً: السلام عليكم ورحمة الله.. السلام عليكم ورحمة الله ويستغفر الله ثلاثاً ويقول : ( اللهم أنت السلام، ومنك السلام ، تباركت ياذا الجلال والإكرام لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ،ولا ينفع ذا الجد منك الجد،
لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ،
لا إله إلا الله، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) . ويسبح الله ثلاثاً وثلاثين ويحمده مثل ذلك ، ويكبره مثل ذلك ، ويقول تمام المائة ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ) . ويقرأ آية الكرسي ، وقل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس بعد كل صلاة ـ ويستحب تكرار هذه السور الثلاث ، ثلاث مرات بعد صلاة الفجر ، وصلاة المغرب ، لورود الحديث الصحيح بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كما يستحب أن يزيد بعد الذكر المتقدم بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب قول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ) عشر مرات لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم . وإن كان إماماً إنصرف إلى الناس وقابلهم بوجهه بعد استغفاره ثلاثاً ، وبعد قوله اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك ياذا الجلال والإكرام ثم يأتي بالأذكار المذكورة ، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، منها حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم.
وكل هذه الأذكار سـنة ولـيست بفريضة . ويستجيب لكل مسلم ومسلمة ، أن يحافظ على اثنتي عشرة ركعة في حال الحضر ، وهي أربع قبل الظهر ، واثنتان بعدها ، واثنتان بعد المغرب ، واثنتان بعد صلاة العشاء ، واثنتان قبل صلاة الصبح ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحافظ عليها ، وتسمى الرواتب . وقد ثبت في صحيح مسلم عن أم حبيبة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من صلى اثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته تطوعاً بني له بيتاً في الجنة " . وقد فسرها الإمام الترمذي في روايته لهذا الحديث بما ذكرنا . أما في السفر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يترك سنة الظهر والمغرب والعشاء ، ويحافظ على سنة الفجر والوتر ، ولنا فيه أسوة حسنة ، لقول الله سبحانه :{ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } وقوله عليه الصلاة والسلام : " صلوا كما رأيتموني أصلي " والله ولي التوفيق ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين .

عبد العزيز بن عبد الله بن باز
( رحمه الله وأدخله فسيح جناته )

أكرم بن نجيب التونسي
10-05-2010, 03:33 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ورحم الله الإمام ابن باز