المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح (الرحلة الدعوية للشيخ جميل الصلوي -حفظه الله- إلى السودان)


أحمد البوسيفي الليبي
08-03-2009, 11:03 AM
رحلة الشيخ جميل الدعوية إلى السودان

" وهي عبارة عن كلمة ألقاها الشيخ في دار الحديث بدماج عقب عودته من السودان "

راجعها وأذن بنشرها
الشيخ الفاضل جميل الصلوي حفظه الله


فرغها وعنونها وعلق عليها
أَبو الأرقم محمد الحسن السوداني
عفا الله عنه وعن والديه بمنه وكرمه آمين


مقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله .

{ يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } [آل عمران :102] .

{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيراً ونسآء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } [النساء:1] .

{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } [الأحزاب : 70-71] .
فإن خير الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هد ي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .

أما بعد ..
فمن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى أنعم على أهل السنة السلفيين بنعم كثيرة عامة وخاصة ، فأنعم عليهم بما تقوم به أبدانهم ، كما أنعم عليهم بنعمة الإسلام قال تعالى {فأصبحتم بنعمته إخوانا}[آل عمران : 103] ، وقال تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }[المائدة:3] .
فأهل السنة والجماعة على الإسلام الصحيح إذ أنهم التزموا في فهم الإسلام فهم الصحابة رضي الله عنهم ومن سلك مسلكهم من صالحي التابعين وتابع التابعين وقد علق الله عز وجل الهداية بأن نؤمن كإيمانهم {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فاءنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}[البقرة:137] .

فمن تولى عن طريقهم فهو في شقاق ، هو في شق والحق وأهله في شق ، { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا }[النساء:115] ، وأنعم الله عز وجل على بعضهم بالعلم النافع والعمل الصالح والدعوة إلى الله ، فأهل السنة والجماعة في كل زمان ومكانيدعون انفسهم وغيرهم إلى الله عملاً بقول الله عز وجل {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }[النحل:125]، فهم يدعون إلى سبيل الله ، لقوله سبحانه تعالى {قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين }[يوسف :108] ، ولقول الله سبحانه وتعالى {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين}[فصلت:33] ، فيجب أن تكون الدعوة إلى الله لا إلى أفكار البشر ولا إلى البدع والخرافات والتحزبات والتعصبات الجاهلية المقيتة ، فكل فرقة من فرق الضلال وكل حزب يدعو إلى فرقته أو حزبه وإلى فكرته ، بخلاف أهل السنة والجماعة فإن الله وفقهم للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، عن طريق التأليف وعن طريق التعليم وعن طريق الخروج أحياناً ، وهذا من فضل الله عليهم وعلى الناس وهذه هي طريقة الأنبياء {إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً}[الأحزاب:46] ، ومما يسر الله عز وجل الذهاب إلى السودان بقصد الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، ونصرة الحق وأهل الحق {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر}[الأنفال:72] .

فوصلنا إلى السودان واستقبلنا إخواننا هنالك في المطار ففرحوا فرحاً شديداً ورأينا منهم إكراماً عند استقبالنا وعند بقائنا بين اظهرهم ، ومناصرة نسأل الله أن يجزيهم خيراً وأن يدفع عنا وعنهم كل سوء ومكروه .

فانطلقنا مباشرة من الخرطوم ، إلى منطقة يقال لها الجزيرة وهي ولاية من الولايات والولاية عندهم بمثابة المحافظة عندنا وهي ألطف جواً ، إذ أن حرارتها أقل من حرارة الخرطوم إذ أن السودان يتميز بحرارة شديدة وغبار متصاعد لاسيما في هذا الفصل الذي كنا فيه وقبله ، وهذه الجزيرة هي على جنوب الخرطوم ، فوصلنا إليها وبقينا يوماً في مدينة مدني ثم انتقلنا إلى قرية أخرى يقال لها الطليح 1 وهي قرية نائية عن هذه المدينة إلا أن الكهرباء مع شدة الحر تنقطع كثيراً وأيضاً الرياح قوية مع غبار فوجد الإخوان مشقة ونحن كذلك فرأى الإخوة أن ننتقل – وهذا المسجد بأيديهم إلا أنه بعيد عن المدينة التي فيها أكثر الإخوان – فانتقلنا إلى المدينة بعد تشاور الإخوان ولم يجدوا مسجداً نقيم فيه الدروس على ما نريد وإنما عندهم مسجد في تلك المدينة يصلون فيه الجمعة ، وبعد الجمعة أحد الإخوان يدرس إخوانه في كتب التوحيد حرصاً على إفادتهم وقد اجتمعوا ، لأنهم مشغولون بأعمال وأمور كثيرة ولا يسمحون لهم أن يقيموا دروساً باستمرار إذ أن المسجد ليس في أيديهم وليس لهم مسجد في تلك البلاد مع سعتها ومع كثرة المخالفين لأهل السنة فيها .

فأحد الإخوان فرغ بيته في قرية قريبة من تلك الجزيرة يقال لها الشكابة ، فرغ بيته واجتمع فيه الإخوة من أماكن بعيدة ، وحقيقة أنهم قليل ليس كما كنا نتوقع ، يعني هم قرابة الستين لكن رأينا حرصاً ورغبة من كثير منهم فاقمنا لهم بعض الدروس وأكملناها لهم وهكذا تعاون معنا بعض إخواننا كأبي عكرمة حفظه الله تعالى 2 درس إخوانه الأصول الثلاثة والقواعد الأربعة ، وأحد الإخوان الأربعين النووية ، وأحد الإخوان البيقونية ، ودرست إخواني في تلك الفترة قدر عشرين يوماً نخبة الفكر ومتن الواسطية وهكذا الدروس المهمة لعامة الأمة ومقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقرأنا لهم ما تيسر من كتاب الإيمان للإمام مسلم رحمه الله ، وشيئاً من الدروس والكلمات والنصائح والاجابة على الأسئلة وقبل الأسبوع الأخير جعلنا محاضرات في تلك الجزيرة بين مغرب وعشاء ، كنا مستمرين في دروسنا بالنهار وبين مغرب وعشاء تكون المحاضرة في بعض المساجد وحصل خير كثير نسأل الله عز وجل القبول .

ثم فى الاسبوع الأخير جعلناه خروجا إلى ولايات أخرى فنحن وبعض الإخوة مررنا على بعض الولايات كولاية كسلا 3 ، هذه وهي في شرق السودان ويوجد فيها بعض الجهاديين كمنارالذى كان هاهنا، تعلمون أنه طرد وهو عنده أفكار تكفيرية وتلك الأفكار قارة في ذهنه بل نمت وزادت ورأينا له بعض الملازم يدعو فيها إلى الفكر التكفيري ويغترف فيها من بعض الكتب هو ليس أهلا للتأليف ، ليس متأهلا للتأليف وإنما نقل من بعض كتب التكفيريين ، جمع فيها بعض الشبهات ويجيزون أيضا أن يفجر الانسان نفسه ويسمونها بالعمليات الاستشهادية ، أن يقتل نفسه والأدله كثيرة في نهى الانسان أن يقتل نفسه، " من قتل نفسه بشىء عذب به يوم القيامة " ولكن نقلوا بعض كلام من تأثر بهذه الفكره وهذه الفتنه فصاروا منبوذين،وكانت هناك كلمات فى تلك الولاية ، وحقيقة كنا نباغت الناس مباغته،لأن الإخوان ليس لهم مساجد يقيمون فيها دعوتهم كنا بعد الصلاة قبل الانتهاء من الأذكار أيضا ، مباشرة يتقدم أحدنا ويسلم على الإمام ويتكلم بما فتح الله عليه ،لأنهم إن استئذنوا كما أخبرت ربما يمنعوهم.
وتلك البلاد يكثر فيها التصوف كما هو معلوم ، التصوف الغالي أيضاً ، جميع الطرق الصوفية موجودة في تلك البلاد ومشايخ الطرق يعتبرون طواغيت ، تجد عندهم السحر وبعضهم يترك الصلاة ويزعم أنه يصلى في الكعبة وأيضاً ترى عليهم صور منكرة فيما أُخبرت ، وأيضاً بعض المريدين ربما يضعون بناتهم عندهم يقمن بخدمة شيخ الطريقة ، والله أعلم ماذا يصنع بهن ، وإن شاء زوجهن وإن شاء أبقاهن في خدمته ، وأحدهم ربما يتزوج أكثر من أربع ولا يلام على فعل يفعله لأنه على حقيقة لا يعرفها الناس ، حتى الحلولية أُخبرت أنها موجودة عندهم 4 ، وهناك سوق فيما أُخبرت في غرب السودان تباع فيه الحروز صغيرةً وكبيرةً ؛ سوق للحروز ، وعندهم مسابح نعوذ بالله منها ، مسابح عليها قرون وأُخبرت أيضاً أن عندهم مسابح كبيرة تسمى بالألفية ، ألف خرزه كبيرة وأحدهم إذا أراد أن يسبح بهذه المسبحة يجلس ويتربع ويُكون كوم على يساره ينقله إلى يمينه ، هكذا ، ويسمونه (الجر) يقول لا إله إلا الله ويلتفت يمنه ويسره يجردها ، يحوَّل ذاك الكوم من على اليسار إلى اليمين ، وأيضاً لهم ما يسمى بالمديح ، كنا في بعض الأماكن وكانت لنا محاضرة وأزعجونا بالمديح يمدحون الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يزعمون بالمكبرات ويأتي شيخ الطريقة - ربما جاء متأخراً - ويبارك مجلس أولئك الذين هم على طريقته ويمدحون الرسول بمدائح كفرية وبدعية 5 ، طبول ومزامير وأهازيج وأغاني ، يدّعون أنهم يمدحون الرسول وربما تركوا بعض الصلوات ، وربما بدأوا المديح بعد العصر ولا يفرغون إلا بعد العشاء ، لا مغرب ولا عشاء ، ويمدحون الرسول ، وهكذا .....
ولهم مزارات ولهم قبور يستغيثون بها ويطوفون حولها كأنها الكعبة ، والتصوف مدعوم 6 ، وعوام الناس إن لم يكونوا متصوفة فهم متعاطفون مع الصوفية .

وأنصار السنة هم أحق أن يسموا بأنصار البدعة كما سماهم الشيخ رحمه الله 7 ، لأنهم يسلمون بعض مساجدهم للمتصوفة 8 ، وإن لم يسلموا تلك المساجد إلى المتصوفة فيجعلون لهم إماماً وذلك الإمام يُحرك من قبل لجنة المسجد ، ما من مسجد إلا وله لجنة مبتدعة ، ما كانت تلك اللجان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعين ولا أتباع التابعين ، عوام صوفية يتحكمون في الإمام ، وإن خالفهم ، وإن لم يوافقهم على ما يريدون فيعزلوه ، فأنصار السنة كما هو معلوم عند الكثير أنهم على طريقة الإخوان المسلمين 9 يرون الإنتخابات 10 والبرلمانات 11 ويجمعون في منهجهم من هب ودب كما هو شأن الإخوان المسلمين ، فمنهجهم واسع أفيح يسع الناس كلهم إلا أهل السنة لأن أهل السنة ليسوا مستعدين أن يتنازلوا عن دينهم أو شيء من دينهم حتى يكونوا مع أولئك فينكرون عليهم ما هم عليه من الإنحراف والبدع والضلالات ، فأنصار السنة يتعاطفون مع الصوفية ويتعاونون معهم في تسليم المساجد وأيضاً إذا غاب ذلك الإمام من أنصار السنة ربما جعل من يخلفه من المتصوفة ، وهم في غاية الجهل والضلال 12 وبعضهم يصلى بالناس صلاة المسيء ، سرعة عجيبة ، وصلاة بلا روح 13 ، وأيضاً رأينا أن العوام لهم هيمنه حتى لو وجد حافظ قرآن ما يقدمونه ، يقدمون من كان على طريقتهم ، وفي بعض المساجد يوجد من ائمة المتصوفة من عنده غلو في التصوف ، عنده شركيات ، وكنا أحياناً ربما أعدنا بعض الصلوات ، مرتين ، صلينا خلف بعض الإئمة فأعدنا الصلاة ، لأننا كنا لا نعلم حال ذلك الرجل وكذلك الإخوة ثم تبين لنا بعد أن فرغنا من الصلاة ، هكذا في بعض الصلوات .


ومن المساجد التي تكلمنا فيها في ولاية كسلا مساجد لأنصار السنة ، تكلمنا بكلمة بعد الظهر فاستراح الناس ، فيما رأينا منهم أنهم إستراحوا لذلك الكلام ثم استدعونا إلى مقرهم قالوا عندنا أسئلة واستفسارات ونحب أن نجلس معك وتتكلم معنا ، قلنا طيب ، دخلنا في بعض الفصول من فصولهم مع بعض الطلاب وبعض المدرسين وبعضهم قد ذهب إلى بيته من المدرسين والطلاب ثم كانوا يلقون بعض اسئلتهم يسئلون عن الإنتخابات والديمقراطية وعن أنصار السنة وما عندهم ونحن نتكلم ونصحناهم بما نراه صوابا وقلنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول " أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " ، نحن نحب الخير لكم كما نحبه لأنفسنا وأنصار السنة عندهم إنتخابات وصاروا في البرلمان ويرون الإختلاط 14 وهم على طريقة الإخوان ، وهذه كلها منكرات وضلالات وذكرنا لهم بعض الأدلة ، وأن هذا من التشبه بالكفار ، والإنتخابات تعتبر شرارة من شرارات الديمقراطية ونصحناهم بطلب العلم في مراكز السنة ، من استطاع منهم أن يرحل فليرحل ولا يضيعوا أوقاتهم وأعمارهم وهناك من كان يسئل عن منار ، قلنا : منار حاله معروف رجل معروف بالتكفير وقرأنا له بعض الملازم التي تدينه بذلك ، وهم ممن يجالسونه وهم يستميتون في الدفاع عنه قدر الثلاثة ، ولما رأينا ذلك قلنا ما نضيع الوقت في منار انتهينا ، وبعضهم قال يا أخي هذا الرجل قد أجمع الناس عندنا أنه جهادي قلنا هذا هو الصواب ، وسكتوا أولئك وأعرضوا عنهم ، وأجبنا عن بعض الأسئلة الأخرى ، وانفض المجلس ورأينا منهم استبشاراً - إلا اولئك الثلاثة كانوا مستميتين في الدفاع عن منار – استبشروا ورغبوا أن يلحقوا بهذا المركز وسألوا عن السبيل في الوصول إليه والإخوة أعطوهم أرقامهم ورأينا منهم محبة وأحدهم يقول ينبغي أن تجلس تناظر بعض المشايح عندنا في هذا الدار الذي نحن فيه ، قلنا لا داعي للمناظرة نحن قد نصحناكم بما ينفعكم إن شاء الله ، ونحن مشغولون قد وعدنا أُناس بالمحاضرة في مكان آخر ، قالوا هم يقولون أنهم على الحق وأنتم تقولون أنكم على الحق ، قلنا هذا هو الحق من ابتغاه وجده فقد نصحناكم ، الخلاصة أننا رأينا من كثير منهم رغبة في اللحوق بأهل السنة والبعد عن طريقة أولئك فإن أنصار السنة تجد منهم مُلْبِساً وملَبِساً عليه .

فأنصار السنة كما أخبرنا بعض الإخوان وكما هو معلوم من حالهم أنهم يتظاهرون بالدعوة للتوحيد والعقيدة الصحيحة 15 لاسيما إذا ذهبوا إلى أرض الحجاز ونجد أو إلى بعض دول الخليج وربما جعلوا بعض الناس يرابطون عند بعض المشايخ ولا تجد منهم غيره على التوحيد ولا السنة ، وإن كان بعضهم أو كثير منهم يشاركون أهل السنة وفي الأسماء والصفات في أصل التوحيد لكن ما نرى تلك الغيرة على السنة ومناوأة للباطل ، صفهم خليط فيهم الجهادي وفيهم السروري وفيهم الإخواني ، والصوفية أيضاً هم متعاطفون معهم 16 ، مع الصوفية يلينون لهم ، أو أقل شىء يسكتون عنهم ويقربون منهم ويقربونهم ولا حول ولا قوة إلا بالله ويستدعون إلى مراكزهم وأماكنهم السروريين 17 ويجمعون لهم الناس من أطراف البلاد ربما بعشرات الآلاف فالناس يغترون ، ويتظاهرون بالسلفية 18 ويحاربون إخوانهم من أهل السنة السلفيين وأيضاً أُخبرنا أنهم أوشوا بالإخوان عند الحكومة عندما نزلنا عندهم وكانت دروسنا في بيت فاستدعتنا الشرطة بعد أن أوشى بنا بعض أنصار السنة فيما شاع والله أعلم وطريقة الإخوان ومنهجهم معروف ، قد استدعتهم الشرطة مراراً وعرفت ما هم عليه من المنهج السوي والصراط المستقيم والهدي القويم وأنهم ضد الفتن والثورات والإنقلابات والتفجيرات وأنهم يدعون إلى التوحيد وإلى السنة ويحذرون من الشرك والبدعة فذهبنا إليهم بعد العشاء ، ذهبنا بسيارتهم وكانت لهم اسئلة لنا ولغيرنا من الإخوان وأجبناهم فلما تبين لهم الأمر قالوا قد جائتنا أخبار أن رجلاً غريباً جاء من اليمن أو كذا والتف حوله بعض الناس قدر خمسين أو ستين عندهم أسلحة وعندهم كذا وعندهم كذا لهم حركات مريبة وغريبة في البلاد وفي بيت من البيوت ، قالوا هذا الذي وصلنا ، فلما تأكدنا وسمعنا منكم فنعتذر عما حصل منا وسامحونا وكلاماً نحو هذا ، وأخذوا الجواز وبقي عندهم وكذلك الإخوان كانوا يسجلون الدروس والنصائح والمحاضرات والأسئلة في الكمبيوتر أخذوا الكمبيوتر وسمعوا بعض ما فيه والحمد لله ، وقالوا : إرجعوا واستمروا في ما أنتم فيه ، وقالوا لماذا تدرسون في البيوت ، قلنا حقيقة عندما جئنا إلى السودان كـأننا في العصر المكي عندكم فالمساجد لم تقبلنا وما عندنا إلا الخير لأنفسنا ولهم وأحببنا أن تعم الفائدة لإخواننا الذين يأتوننا من بعيد وكذلك لأصحاب المساجد لكن امتنعوا واشترطوا علينا شروطاً وقيوداً تأتون يوماً ويوماً آخر في مكان آخر ومع مضايقات فلجأنا إلى البيت وما سلمنا أيضاً ، قالوا : إن شاء الله ترجعوا إلى المساجد ، وكلام نحو هذا ، وكنا قد قطعنا شوطاً ورجعنا إلى البيت واستمرينا فيه واصحاب اللجنة تشاوروا فيما بينهم بعد ذلك وقالوا لا بأس أن تأتوا ويكون الدرس بين مغرب وعشاء قال الإخوان نرى أن نستمر ها هنا ، واستمرينا والحمد لله ، وحصل خير نسأل الله أن يتقبل وأن يمن على إخواننا هنا وهناك بالعلم النافع والعمل الصالح ، وهم يحتاجون إلى مساجد ينطلقون من خلالها ، ينطلقون بدعوتهم من خلالها ، الدعوة إلى التوحيد وإلى السنة والتحذير من الشرك ومن البدع فهم يحتاجون إلى من يتعاون معهم في مساجد في مدنهم مع كثرة مساجد المخالفين من صوفية ومن متحزبه فنسأل الله أن ييسر لهم ، وأن يمكن لهم وأهل السنة في مشارق الأرض ومغاربها وهم دعاة التوحيد وهم إن شاء الله قد وعدهم الله بالتمكين إن استمروا على ذلك الحال {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركوا بي شيئاً .. } [النور : 56] .

وحقيقة إذا خرج احدنا من هذا المكان يستشعر النعمة التي هو فيها ، في هذا المكان ، فهذا المكان حقيقة إخواني في الله ليس له نظير في العالم كما هو معلوم وتتضح الأشياء باضدادها ، فعند أن تخرج من مثل هذا المكان ومن هذا البلد على ما فيها يستشعر الإنسان أنه في نعمة مقارنة بتلك البلاد وغيرها من البلدان وبوحشة السنة في تلك البلاد وكثرة الاعداء المتكالبين عليها وعلى أهلها ، ولكن الله ناصر الحق وأَهله ولله الحمد فهم أعزه مع قلتهم ، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم كما هو شأن الطائفة المنصورة في كل زمان ومكان .

وأنصح إخواني الذين يسر الله لهم المجيء إلى هذا المكان ألا يتعجلوا بالخروج وأن يقبلوا على العلم إقبالاً كلياً فكلما كان الإنسان مستفيداً كان نفعه أعظم وبعض الإخوان ربما رجع إلى بلده ولم يجد من يعينه على الإستمرار في الطلب ، وربما أضطر للعمل فتفلتت عليه المعلومات وضعفت معلوماته ، وإن جلس لإخوانه على ذلك الحال لا يجد من يلتف حوله من إخوانه لأن الإخوان غالبهم مشغول لاسيما في تلك البلاد ، يعملون لضيق الحال عندهم فأنصح إخواني أن يتأنوا ، وكثير من الإخوان يرغبون أن يأتوا وبعضهم رد من المطار بعد أن تكلف حق الرحلة والتذكرة ، فأنصح إخواني بالتأني والتريث وعدم التعجل وأن يقبلوا على العلم وألا ينشغلوا بشىء أخر سوى العلم والعمل به وينبغي للداعي إلى الله أن يتسلح بالعلم النافع والعمل الصالح كما قال تعالى { قل هذه سبيلي أعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني } وقال تعالى {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا} [ فصلت :33 ] .
قال وهب بن منبه ؛ كما في الزهد للإمام أحمد بسند صحيح " الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر" أى أن رميه لا يمضي فهكذا الذي يدعو بلا عمل لا يكون له ذلك الأثر سواء قصد الدعوة إلى الله أو قصد دعاء الله عز وجل {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } [ البقرة :186 ] .
فلا بد من العمل حتى تكون الدعوة مؤثرة سواء دعوت الله أو دعوت إلى الله سبحانه وتعالى وأنصح إخواني أيضاً بالصبر على تحصيل العلم والعمل به والدعوة إليه والصبر على الأذى في سبيله {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا للصالحات وتوصوا بالحق وتوصوا بالصبر } [ العصر ] , لابد من التواصي بالحق ولابد من التواصي بالصبر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما واله أو عالماً أو متعلماً " الحديث جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه وفيه ضعف لكن له شواهد جاءت مراسيل وغيرها يتقوى الحديث بذلك ، فالدنيا التي لا يراد بها وجه الله ملعونة ، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما واله أو عالماً أو متعلماً ، فهؤلاء الذين استثنوا من هذا الوعيد هم الذين استثنوا في الآية {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا للصالحات وتوصوا بالحق وتوصوا بالصبر} [ العصر ] ، ونظير الآية والحديث قول الله عز وجل {والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددنه اسفل سافلين} [ التين :1-5] وهذا شأن الخاسرين الملعونين المطرودين أنهم في أسفل سافلين {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون} [ التين : 6 ] ، هؤلاء هم الناجون من الخسارة ومن اللعن ومن الطرد ومن التسفل فنحرص أن نكون من هؤلاء الذين استثناهم الله عز وجل في الآيتين واستثناهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ، هذا الذي أنصح به نفسي وإخواني ونسأل الله عز وجل أن يدفع عنا وعن دعوتنا وعن المسلمين كل سوء ومكروه وأن يقينا شر أعدائنا بما شاء وكيف شاء ، وهذا الخير نحن فيه في دار الحديث بدماج لا يحذر منه إلا شقي مخذول ، نسأل الله عز وجل أن يكفينا شر الحاقدين وأن يديم علينا نعمه وأن يتوفانا على الإسلام والسنة والحمد لله رب العالمين وجزاكم الله خيراً وبارك فيكم .


.......................................
التعليقات:
1- فيها دار الحديث التي أنطلقت منها الدعوة السلفية المباركة في منطقة الجزيرة وتحوى مسجداً ومكتبة ويقوم عليها الأخ الفاضل أبو عكرمة حفظه الله .

2- هو الأخ الفاضل وليد فضل المولى عثمان وهو القائم بالدعوة في السودان ، وقد درس في السعودية على يد الشيخ عبد الحميد الجهنى بينبع ، وهو يدرس إخوانه في المسجد ، وفي الولايات الأخرى عبر الهاتف، وكان لدعوته وصبره أثر بالغ في انتشار الدعوة السلفية في الجزيرة خاصة والسودان عامة ، وكان له الفضل بعد الله تعالى في رحلة عدد من الإخوة إلى دار الحديث بدماج فجزاه الله خيراً وهكذا أخونا الشاعر أبو العباس يخطب الجمعة في بعض المساجد وله دروس بين مغرب وعشاء وهكذا أخونا فريد حفظه الله درس إخوانه بعض الدروس وهناك إخوة آخرون مناصرون للدعوة ولأهلها جزاهم الله خيراً .

3- وزار الشيخ جميل حفظه الله قرية ألتي وهي متاخمة للخرطوم وبها عدد كبير من السلفيين وألقى محاضرة في مسجد القرية الكبير ، كما ألقى محاضرة في الخرطوم قبل مغادرته للسودان .

4 - بل لأحد دكاترة التصوف وهو الفاتح قريب الله كتاباً يدافع فيه عن عقيدة ابن عربي وقول أصحاب وحدة الوجود والحلولية وهو مطبوع ومتداول .

5- فلا تكاد تجد قصيدة تخلو من الشرك ودعاء غير الله فأشهر شعراء المديح في السودان عبد الرحيم البرعي يقول على سبيل المثال : ( إن عم خطب في البلاد جليلُ قل يا ولي الله إسماعيلُ ).
كما تجد فيها تمجيد لأوليائهم المزعومين ومن ذلك قوله : ( مصطفى عركينا مع ود علي المكروم - وتته الفلاتي القلب العود مفهوم ) وقصة هذا الولي المزعوم " تته الفلاتي " مذكورة في كتاب جامع كرامات الأولياء في السودان أن امرأته سألته خادمة تعينها في شؤون البيت فأمر أحد مريديه أن يذهب للغابة ويقطع عوداً بقدر طول المرأة ، وأمر زوجته أن تحضر أحد ثيابها فأخذه وألبسه للعود وصار يذكر الله والعود يهتز ثم ناداه قائلاً : " بخيته " ، فانقلب العود إلى امرأة وقالت له : نعم يا سيدي ، فقال : إذهبي مع سيدتك فاخدميها ، فخدمتها حتى ماتت ، فهذا معنى قوله " القلب العود مفهوم " أي قلب العود إلى خادمة فلا حول ولا قوة إلا بالله .

6- وكون التصوف مدعوماً في السودان أمر ظاهر فمنذ أن جاءت حكومة الإخوان المسلمين (حكومة الإنقاذ) ، وأمر الصوفية في إزدياد متبعين في ذلك قول سيدهم حسن البنا الذي قال عن جماعة الإخوان المسلمين (وحقيقة صوفية) فعظموا مشايخ الطرق ، وخاصة البرعي وعظموا المزارات والقبور ، ونشروا المديح الشركي الصوفي بأن أنشأوا له إذاعة تسمى الكوثر ثم قناة فضائية اسمها (ساهور) ، والله المستعان .

7- وقد سئل الشيخ مقبل رحمه الله : ما نصيحتكم للشباب السوداني ، وكيف يتعاملون مع أنصار السنة ؟
فأجاب : أنصحهم أن يطلبوا العلم وأن يبتعدوا عن جماعة أنصار السنة فقد أصبحوا دعاة بدعة ودعاة مادة . " تحفة المجيب " (255)

8- ولا يستطيع أحد منهم أن ينكر ذلك فقد اعترف رئيسهم الراحل محمد هاشم الهدية رحمه الله في برنامج تلفزيوني أمام الملأ أن أنصار السنة بنت للصوفية أكثر من سبعين مسجداً ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وقد ذكر ذلك الشيخ مقبل رحمه الله فقال : ونسيت محمداً الهدية الذي يركض من السودان إلى الرياض ثم إلى جدة ثم إلى قطر فإلى إبي ظبي فإلى دبي من أجل أن يبني مسجداً للصوفية ."تحفة المجيب" (147).
9- بل صرح الهدية رئيسهم الراحل في حوار أجرته معه إذاعة طيبة أنهم تعلموا مسائل الحاكمية من الإخوان المسلمين .

10- فطلاب أنصار السنة في الجامعات يرشحون أنفسهم في انتخابات اتحادات الطلاب ، واتحادات الطلاب في الجامعات السودانية لها هيمنة وتأثير على الرأى العام لذا تحاول كافة الأحزاب الفوز برئاستها ومنهم أنصار السنة عبر ما يسمى بقطاع الطلاب .

-11 أما البرلمانات فقد صرح رئيسهم الراحل الهدية أنهم ساعدوا الإخوان المسلمين على الوصول إلى البرلمان ، وقال: كنت أسافر شخصياً لعمل الدعاية الإنتخابية لمرشحي الإخوان حتى أدخلنا منهم عدة أفراد في البرلمان "حوار مع الهدية أجرته معه إذاعة طيبة قبل وفاته بشهر أو يزيد".

12- ولعل هذا من أسباب إتساع المد الصوفي في السودان وتعاطف عامة الناس معهم إذ أن طريقة أنصار السنة في الدعوة إلى التوحيد قائمة على شتم الصوفية والإستهزاء بأفعالهم من غير توضيح للعقيدة الصحيحة للعامة ونشرها بشكل سليم وذلك لجهل أكثرهم بها وأيضاً لفتورهم في الدعوة إلى التوحيد .

13- وهذا نوع من السياسة ومجاراة العامة إذ أن الصوفية قد أثروا على صلاة عامة السودانيين فهم يصلون بسرعة شديدة ، ولما كان هدف أنصار السنة هو جذب الناس إليهم صاروا يخففون الصلاة جداً حتى يرغب العوام في الصلاة في مساجدهم .

14- أما إجازتهم للإختلاط ، فإن الجماعة رأت أن توسع نفوذها عبر ما يسمى بقطاع الطلاب فأباحوا دخول الجامعات الإختلاطية لكوادر الجماعة من الذكور والإناث ، وكثر اللغط في هذه المسألة بادىء ذي بدء بين حاظر ومبيح فعقدوا اجتماعاً موسعاً لمناقشة هذه المسألة ومسائل أخرى وقرروا جواز دخول الجامعات الإختلاطية بشرط الدعوة إلى الله وأمن الفتنة ، واستقر أمرهم على ذلك فلا يمكن أن تجد مفتيًاً منهم الآن يفتيك بعدم الدراسة الإختلاطية بل إن أبا زيد محمد حمزه الذي كان نائباً للهدية فترة من الزمان ، قال في محاضرة بعنوان " معالم الإنطلاقة الكبرى " مفتخراً أولادنا وبناتنا أنصار السنة دايماً الأوائل ، شدوا حيلكم يا أبنائي لكي تكونوا دائماً الأوائل أو كلام نحوه ، وكان يدعوا لهم أن ينجحهم الله في إنتخابات إتحادات الطلاب .

15- واقع أنصار السنة في السودان يشهد أنها جماعة سياسية وأن دعوتها للتوحيد ما هي إلا وسيلة لجمع الكوادر وتكثير القواعد ، وقد أبان ذلك رئيس الجماعة الراحل محمد الهدية في اللقاء الذي أجرته معه إذاعة طيبة – وهي إذاعة سرورية – فبين أن الجماعة بمجرد نشأتها حاولت جاهده تطبيق الشريعة وكان هذا همها الأول فشاركت في تصويت في البرلمان عقب الإستقلال لتطبيق الشريعة وفشلوا ، وبعدها بفترة تأسست لجنة الأحزاب في محاولة لفصل الدين عن الدولة فتبنت أنصار السنة إنشاء جبهة مقاومة ودعت إليها سائر الأحزاب الدينية ومشايخ الطرق الصوفية وكونوا لجنة مناوئه ونجحوا في تعطيل لجنة الأحزاب بعد معركة بالأيدي والعصي ، وساعدوا الإخوان المسلمين قبل تأسيس حزبهم في الترشيح للبرلمان ، وشاركوا في المظاهرة المليونية للإخوان المسلمين بألفين من أنصار السنة ، كل هذا والجماعة تزعم أنها جماعة دعوية تدعوا إلى التوحيد ورغم ذلك فبعد عشرات السنين لم تخرج عالماً واحداً من علماء التوحيد ، وفي المقابل نجحت الجماعة في الوصول إلى كراسي السلطة وصار لها وزراء ومدراء للمحليات بل وشارك الهدية في إتفاقية السلام الشهيرة في نيفاشا بين الحكومة وقرنق .
والآن الجماعة قد انفصلت إلى جناح الهدية رحمه الله وجناح أَبي زيد محمد حمزه نائب الرئيس المفصول والذي قاد انقلاباً للإطاحة بالهدية ونصب نفسه رئيساً للجماعة مستعيناً بدستورها ، وفشل في الحصول على المركز العام بالوسائل القانونية وحاول بعض مناصريه الاستيلاء على المركز العام بالقوة وفرقت بينهم الشرطة ، وتسابق الفريقان على مساجد الجماعة وحصل كل منهم بعضاً ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ومع ذلك لا يزال كثير من الشباب يظن أنها جماعة دعوية تدعو إلى التوحيد فالله المستعان .

16- ويتجلى هذا التعاطف في بنائهم المساجد للصوفية ، وزيارة وزيرهم محمد أبو زيد لأحد الأضرحة الشهيرة بمنطقة العليفون بالخرطوم ، واعتراف رئيسهم في برنامج تلفزيوني شهير اسمه ( أسماء في حياتنا ) أنه يسمع بعض المدائح وتعجبه مدحة ( بوريك طبك ) للبرعي ، وغير ذلك كثير .

17- فقد زارهم على سبيل المثال محمد العريفي ومحمد حسان المصري ، وحضر رئيس جمعية إحياء التراث من الكويت لحضور عرس ابن رئيس ( جناح الهدية ) الحالي .

18- ولما دخلت أنصار السنة في الحكومة زهد فيها كثير من الشباب ، ولكن بعد انقلاب أبو زيد محمد حمزه وزعمه أنه سيعيد الجماعة سيرتها الأولى إلتف حوله المخدوعون ونسوا أن أبو زيد كان نائباً للهدية سنوات طوال ولم ينكر شيئاً من الإنحرافات الواضحة في الجماعة بل كان يؤيدها ، ونسوا أن أبو زيد الذي يقولون عنه أنه شيخ التوحيد في افريقيا ، وعالم التوحيد المبرز لم يتلق العلم على شيخ وليس له شرح على شىء من كتب التوحيد بل ولا حتى الأصول الثلاثة بعد ما يزيد على الثلاثين سنة من الدعوة إلى التوحيد زعموا.
يمكنك تحميل المقال من هنا (http://www.aloloom.net/vb/attachment.php?attachmentid=1444&stc=1&d=1249217196)
منقول .