المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في معنى حديث:((تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء ))


أبو عبيدة طارق الجزائري
03-23-2013, 12:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

في معنى حديث:((تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء ))

روى الإمام مسلم-رحمه الله تعالى-في صحيحه: باب تبلغ الحلية حيث يبلغ الوضوء
250 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا خلف يعني ابن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم قال كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة فكان يمد يده حتى تبلغ إبطه فقلت له يا أبا هريرة ما هذا الوضوء فقال يا بني فروخ أنتم هاهنا لو علمت أنكم هاهنا ما توضأت هذا الوضوء سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء

قال النووي-رحمه الله-:في شرحه على صحيح مسلم:(( قال القاضي : وإنما أراد أبو هريرة بكلامه هذا أنه لا ينبغي لمن يقتدى به إذا ترخص في أمر لضرورة أو تشدد فيه لوسوسة أو لاعتقاده في ذلك مذهبا شذ به عن الناس أن يفعله بحضرة العامة الجهلة لئلا يترخصوا برخصته لغير ضرورة أو يعتقدوا أن ما تشدد فيه هو الفرض اللازم . هذا كلام القاضي . والله أعلم )) .

و سئل العلامة ابن باز-رحمه الله تعالى-:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء، أرجو تفسير هذا الحديث؟

فأجاب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فهذا الحديث من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها بيان أن الحلية للمؤمن في الجنة تبلغ مبلغ الوضوء، معنى أنه يكون في يده الحلية إلى ما خلف المرفقين، يعني أنها تمتد الحلية إلى ذراعه إلى ما وراء المرفق، لأن الوضوء ينتهي بغسل المرفقين، فتمتد الحلية في يديه إلى نهاية موضع الوضوء.


‏)‏ و سئل العلامة ابن عثيمين-رحمه الله تعالى-: عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء‏)‏‏؟‏

فأجاب: معنى هذا الحديث أن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة، فإنهم يُحلَّون فيها كما قال الله عزّ وجلّ في سورة الكهف: {يحلَّوْن فيها من أساورَ من ذهب}، وكما قال في سورة الحج وفاطر: {يُحلَّون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً}، وكما قال: {وحُلُّوا أساورَ من فضَّةٍ}، فالمؤمن يُحلى في الجنة -رجلاً كان أو امرأة- بهذه الحلية، وتكون إلى حيث يبلغ الوضوء، فعلى هذا تبلغ الحلية في اليدين إلى المرفقين لأن الوضوء يبلغ إلى المرفقين، هذا معنى الحديث الذي أشار إليه السائل.