المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا مات محدث الديار اليمنيه مقبل الوادعي -رحمه الله -


أم جمانة السلفية
02-28-2013, 09:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم- الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .. نقلا من كتاب ( البيان الحسن بترجمة الإمام الوادعي وما أحياه من السنن ) تأليف عبدالحميد الحجوري

تقديم الشيخ يحيى بن على الحجوري من ص 43 -47
مرض الشيخ رحمه الله ووفاته :
في السنوات الأخيرة هجمت الأمراض على الشيخ رحمه الله، هجمة شرسة، مع كبر سنه، ونحول جسمه، مما أدى إلى ضعف الحالة الصحية للشيخ، وفتوره عن بعض الأعمال، ومع ذلك كان صابراً مجاهداً، يدرس ويؤلف ويفتي، ويخرج دعوة إلى أن جاء يوم الخامس عشر من ربيع أول لعام (1421) أصيب الشيخ بنزيف داخلي حاد، أثر مرض تليف الكبد، فأسعف إلى مستشفى الثورة العام بصنعاء، وكان أمر إدخاله إلى المستشفى من قبل العميد محمد عبد الله صالح رحمه الله، وتكفل بنفقات العلاج، فتحسن الشيخ بعض الشيء، ثم قام بدعوة إلى الله في مدينة صنعاء في تلك الأيام، وكانت تبث المحاضرات بالهواتف إلى كثير من المراكز العلمية منها: مركز دار الحديث بدماج.

وكان يزوره رحمه الله في اليوم أكثر من ألف زائر وزاره كثير من المسئولين، وحصل خير كثير من هذه الزيارات، حتى قال لنا مرة عسكري: من هذا الشيخ الذي يزوره كل هؤلاء الناس؟ يظن أنه شيخ قبيلة أو مسئول رفيع المستوى، ولا يدري أنها رفعة العلم: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾[المجادلة:11].

ثم نُصح الشيخ بالخروج للعلاج خارج اليمن، فغادر اليمن إلى السعودية،وكان السبب في الدخول إلى المملكة السعودية شفاعة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى .

واستقبل من وزارة الداخلية السعودية، وزاره جمٌ غفير من العلماء، وطلبة العلم ، ثم أدخل مستشفى الملك فيصل التخصصي، ثم ذهب لأداء مناسك العمرة، ثم مكث في جدة أسبوعاً، طلب خلالها مقابلة الأمير: نايف، ثم أخبره بمرضه فنصحه الأمير بالتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وتحمل حفظه الله جميع نفقات العلاج، ثم توجه الشيخ رحمه الله إلى أمريكا يوم الخميس (23/ جماد الأخر 1421) فنزل في نيويورك، ثم توجه إلى لوس أنجلس غرب أمريكا، مكث بها عدة أيام، ثم قام بدعوة في تلك البلاد استفاد منها كثير من المغتربين اليمنيين، وكان يقوم بخطبتي الجمعة والصلاة، والإجابة على أسئلة الوافدين، والأسئلة التي تلقى عبر الهاتف.

وفي يوم الاثنين (5/رجب1421) دخل المستشفى وهو من أرقى المستشفيات في الولايات المتحدة، فأجرى رحمه لله الفحوصات خلال عشرة أيام، وقرروا زراعة الكبد، وأن الشيخ رحمه الله كان مؤهلا لزراعة الكبد، وسجلوه في قائمة الانتظار، ثم أجريت عملية منظار للدوالي، ثم جلسوا عند بعض الإخوة من الشعر، وألقى محاضرة عبر الهاتف إلى كل من صنعاء، ودماج، ومأرب، وكذلك ألقى محاضرة إلى بريطانيا، وإلى مناطق من أمريكا عبر الانترنت، ثم أجري للشيخ رحمه الله علاج بالكي في المستشفى الجامعي، بعد أن رفض العلاج الكيماوي؛ لأنه يؤدي إلى تساقط الشعر، فمكث في هذا المستشفى خمسه أيام.

وتحصل العبر دائماً من الشيخ رحمه لله، فعند أن كان جالساً في صالة الانتظار ورأى الفساد والعرايا وغير ذلك تمثل بهذا البيت:


الله يــــعلم إنا لا نـــحبكم

ولا نــــلومكم إذ لم تــــحبونا






وعند أن أفاق من التخدير بعد العملية، تمثل بهذا البيت:


لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى

إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر







بعد إجراء هذه العملية حصل تحسن للشيخ رحمه الله، فعاد إلى المملكة العربية السعودية في آخر شوال، بناءً على طلبه لأداء مناسك الحج والعمرة، فأتم الله له الحج والعمرة، وله موعد للرجوع إلى أمريكا، ولم يكتب له ذلك وكان رحمه الله يدعو الله كثيراً، أن لا يرده إلى أمريكا، وكان يقول: للموت أحب إلي من الرجوع إلى أمريكا.

فاستجاب الله دعوته، ورفضت الخارجية الأمريكية السماح له بالعودة، ثم عرض على الشيخ دولة أخرى، فأختار ألمانيا من أجل التقدم الطبي الذي فيها.

وفي هذه الفترة كانت صحة الشيخ رحمه الله قد تدهورت، وساءت، وذلك بسبب نصيحة من أحد أطباء الأعشاب، طلب منه التوقف عن الأكل والاقتصار على ماء زمزم، فلما رأى الأطباء في مستشفى الملك فيصل بجدة تدهور صحته، أمروا باستعجال سفره إلى الخارج، ولما تعذر سفره إلى أمريكا مرة ثانية، تم اختيار ألمانيا، فكان خروجه ليلة الخميس (7/ربيع ثاني 1422) فأدخله رحمه الله في مستشفى الجامعة في بون في قسم العناية المركزة، حيث كان قد تجمع في الشيخ ماء كثير بسبب مرض الاستسقاء، فأجريت له رحمه الله الفحوصات اللازمة، وسحب منه الماء، فلما كان يوم (16/4/1422) جاء البروفسور وهو من أكبر أطباء المستشفى، هو وطاقمه وقال حسب الفحوصات: إن الشيخ ليس مؤهل لزراعة الكبد، كما أن الكلى بدئت تضعف، ولا تقوم بعملها، وإن صحته ستسوء خلال هذا الأسبوع، ونصح باستعجال عودته إلى بلده.

فاتصلوا بالسفارة السعودية هناك، وأُعطي الشيخ ومن معه تأشيرة دخول إلى المملكة، وكان قد ساء حاله ووقته بين النوم واليقظة.

ومع ذلك كله جاء الزائرون من المسلمين من أغلب مدن أوربا، وطلب من كان معه أن يقرأ عليه كتاب الأذكار من رياض الصالحين، من أجل ما فيها من الخير.

وطلب من أحد رفاقه أن يذكره بحديث جابر رضي الله عنه عند مسلم: » لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله «.

وكان يقول كثيراً: اللهم أحيني ما كنت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، ثم كتب رحمه الله الوصية، وكان من ضمن وصيته: أن يدفن بمقبرة العدل عند العلماء ابن باز، والعثيمين، وابن حميد.

ثم رحل رحمه الله إلى السعودية بعد تعب ومشقة، فوصل إلى جدة ونقل بالإسعاف إلى مستشفى الملك فيصل، ثم قسم الطوارئ، ثم التنويم .

وفي صباح الأربعاء (26/4/1422هـ) دخل في الغيبوبة المستمرة وفي حالة الاحتضار لقنه الشيخ: عبد العزيز الجهني الشهادة في أذنه، فتحرك لسانه بالشهادة، وتبسم ابتسامة ظن من حوله أنه يضحك، وأنه سيتكلم، ولكنه كان في النزع الأخير، ثم قبضت بعد ذلك روحه وعادت إلى بارئها، بعد مغيب شمس يوم السبت، ودخوله ليلة الأحد (من غره جماد أول 1422)، ولم يبلغ السبعين من العمر، ثم حمل إلى مكة، وصلي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة الفجر، وحمل إلى مقبرة العدل، وتعثر المرور بالجنازة نظراً لكثرة المشيعين، وعلى رأسهم الشيخ ربيع حفظه الله، وكذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا، والشيخ صالح بن عبد الله بن حميد.

وبعد هذا تنطوي حياة عامرة بالخير والعطاء للإسلام والمسلمين، وقد ترك الشيخ رحمه الله تركه مباركة من العلماء الأفذاذ، الذي يذبون عن السنة، وعن دين الله.

وكذلك خلف الآلاف من الطلاب المستفيدين، ومكتبة عامرة تسقى منها السنة، وتنشر منها الكتب، ودار حديث تطبق فيها السنة، ويطلب فيها العلم، وأجتمع فيه الثلاث الخصال التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث: » إذا مات الإنسان أنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جاريه «، فقد أوقف أرض للدعوة، وكذلك المسجد وسيارات وغيرها، » أو علم ينتفع به «، فقد خلف كتب كثيرة، كما تقدم ذكرها، وأشرطة وفتاوى، وطلاب وكل هذا من العلم الذي ينتفع به.

»وولد صالح يدعوا له «وابنتيه الحمد لله فيما نحسبهما من هذا الصنف، وخصوصاً أم عبد الله عائشة حفظها الله، وأصلح أولادها. ونرجوا للشيخ رحمه الله الشهادة فقد مات من أمراض باطنية ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( والمبطون شهيد )

وكل ما تقدم بأمر الله وأرادته سبحانه وتعالى، وقد أحسن من قال:


مشيناها خطاً كتبت علينا



ومن كتبت عليه خطاً مشاها

وارزق لنـــــا متفرقات


فمن لم تأته مشيا أتاهـــــــــا






ومن كانت منيته بأرض


فليس يموت في أرض سواها






وقبل ذلك قول الله تعالى:﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾[يونس:22]، ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾[النحل:53]. )
البيان الحسن في ترجمة الإمام الوادعي وما أحياه من السنن (http://alzoukory.com/play.php?catsmktba=16).

رحمه الله رحمة واسعة وغفرله وأسكنه
الفردوس الأعلى من الجنة...آمين منقول من شبكة العلوم رحم الله كاتبه

بنت العمدة - أم الشيماء
03-01-2013, 09:37 PM
رحم الله العلاّمة الوادعي عن المسلمين خير الجزاء
وأحسن الله إليكِ أختنا: أم جمانة السّلفيّة ؛ على الفائدة الثّمينة.

أم جمانة السلفية
03-05-2013, 11:56 PM
اللهم آمين .. أسعدني مروركِ ..جزاكِ ربي خيراً