المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيخ الإسلام رحمه الله يقول: الرد على أهل البدع من أفضل الجهاد


أم صفية السلفية
12-30-2012, 01:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى(28\231)

و اذا كان النصح واجبا في المصالح الدينية الخاصة و العامة مثل نقلة الحديث الذين يغلطون أو يكذبون كما قال يحيى بن سعيد : سألت مالكا و الثوري و الليث بن سعد – أظنه – و الأوزاعي عن الرجل يتهم في الحديث أو لا يحفظ ؟ فقالوا : بين أمره . و قال بعضهم لأحمد بن حنبل : انه يثقل علي أن أقول فلان كذا و فلان كذا . فقال : اذا سكت أنت و سكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم ؟ ! . و مثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب و السنة أو العبادات المخالفة للكتاب و السنة فان بيان حالهم و تحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم و يصلي و يعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال : اذا قام و اعتكف فانما هو لنفسه و اذا تكلم في أهل البدع فانما هو للمسلمين هذا أفضل . فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله اذ تطهير سبيل الله و دينه و منهاجه و شرعته و دفع بغي هؤلاء و عدوانهم على ذلك واجب باتفاق المسلمين و لولا من يقيمة الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين و كان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب فان هؤلاء اذا استولوا لم يفسدوا القلوب و ما فيها من الدين إلا تبعا و أما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء . و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم " ان الله لا ينظر إلى صوركم و أموالكم و إنما ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم " و ذلك أن الله يقول في كتابه " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط و أنزلنا الحديد فيه بأس شديد و منافع للناس و ليعلم الله من ينصره و رسله بالغيب " فأخبر أنه أنزل الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط و أنه أنزل الحديد كما ذكره فقوام الدين بالكتاب الهادي و السيف الناصر " و كفى بربك هاديا و نصيرا " و الكتاب هو الأصل , و لهذا أول ما بعث الله رسوله أنزل عليه بالكتاب و مكث بمكة لم يأمره بالسيف حتى هاجر و صار له أعوان على الجهاد . و أعداء الدين نوعان : الكفار و المنافقون . و فد أمر الله نبيه بجهاد الطائفتين في قوله "جاهد الكفار و المنافقين و اغلظ عليهم " في ايتين من القران . فاذا كان أقوام منافقون يبتدعون بدعا تخالف الكتاب و يلبسونها على الناس و لم تبين للناس فسد أمر الكتاب و بدل الدين كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي لم ينكر على أهله . و اذا كان أقوام ليسوا منافقين لكنهم سماعون للمنافقين قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقا و هو مخالف للكتاب و صاروا دعاة إلى بدع المنافقين كما قال تعالى "لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا و لأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة و فيكم سماعون لهم " فلابد أيضا من بيان حال هؤلاء بل الفتنة بهؤلاء أعظم فان فيهم إيمانا يوجب موالاتهم و قد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين فلابد من التحذير من تلك البدع و ان اقتضى ذلك ذكرهم و تعيينهم بل و لو يكن قد تلقوا تلك البدعة عن منافق لكن قالوها ظانين أنهم هدى و أنها خير و دين و لم تكن كذلك لوجب بيان حالهم . " ا.ه