المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء الثاني من: [لفت النظر إلى أن تلبيسات (الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي) عائدة عليه بالضرر] كتبه: الشيخ محمد باجمال


أم صفية السلفية
12-14-2012, 10:29 PM
لفت النظر
إلى أن تلبيسات
(الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي)
عائدة عليه بالضرر
(الجزء الثاني)

بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله القائل: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾، والقائل: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِين﴾، والصلاة والسلام على محمد عبده ورسوله القائل: «دعه، فإن لصاحب الحق مقالًا»، وعلى آله وصحبه المجتمعين على الحق، المنابذين لكل شر وباطل، أما بعد:



فإنه لا يخفى على كل ناصح لنفسه وناصح لمجتمعه، ما تمر به اليمن هذه الأيام من قلاقل وبلابل، وفتن ومحن، ومكايد وتربص بالمسلمين وبمعايشهم ومكاسبهم وأمنهم واستقرارهم بل وبدينهم ومعتقداتهم الصحيحة، وغير ذلك مما يضرهم، وكان أول المتربصين المستفيدين من هذه الزعزعة الأمنية، والقلق المعيشي هو عميل إيران: عبدالملك الحوثي وأتباعه، قطع الله دابرهم، ومزق صفوفهم، هم ومن أعانهم، أو ناصرهم، أو مالأهم.


فلهذا كان واجب العلماء والدعاة والناصحين هو:توجيه المسلمين وإرشادهم إلى الحلول النبوية، والمخارج الشرعية من هذه المآزق الحرجة، والمضايق المحدقة من كل جانب.



ومع هذا فإنك تجد في طريقك للإرشاد والتوجيه من ينازعك بالباطل؛ لأنه عن الحق وتحمله وتبليغه والصبر على ذلك عاطل، وعن مخططات الماكرين المتربصين بالمسلمين عمومًا وبأهل السنة خصوصًا غافل أو متغافل، وكان من آخر المتهالكين –وللأسف- والذي لم يعتبر بمن سلف: لهو الشيخ المفتون محمد بن عبدالوهاب الوصابي –أصلحه الله- الذي لا يزال لاجًّا في إثارة الفتن بلا رشد ولا تعقل، وما درى المسكين أنه يضر نفسه ما دام كذلك.


فتراه يُظهر في هذا الوقت ما يدعوك إلى العجب، والتساؤل عن الأسباب التي دعته إليه:


ما هي المستجدات؟ ما هو الدافع؟ ما هو الحامل؟ أَسَمِعَ شيئًا جعله كالثوار يثور، وكالقدر على النار يفور؟!!



فإننا ما إن سمعنا المقطع الصوتي المسجل له في الأسبوع الماضي من شهر محرم عام 1434هـ والذي ملأه اتهامًا مختلقًا لدعاة التوحيد والسنة بدار الحديث السلفية بدماج، ورميًا وتشنيعًا بما هم منه براء، بأنهم: (أهل شغب) (أهل فتن) (أهل بلاوي) (أهل شذوذ) (حجاورة) (فرقة الحجورية) (فرقة شاذة) (خارجون عن المنهج السلفي) (أهل عمل مشين) وبأن (الإسلام بريء من هذه المعاملة الشرسة) (فعلهم يمثل أنفسهم فقط، لا يمثل الإسلام ولا القرآن ولا السنة ولا المنهج السلفي، ولا دعوة أهل العلم).



فإذا به يتحفنا باتهامات جديدة، وطعونات عديدة، لم تشملها نصوص (إبانتهم) الموقرة، منها: (الحجوري مبتدع وعنده بدع كثيرة) (الحجاورة فيهم شبه بالرافضة من حيث العنف والشدة والغلظة) (العنف عرف عند الروافض وعند الفرقة الحجورية) (الحجاورة فيهم من الفحش والتفحش الشيء الكثير) (حرموا من الرفق) إلى غير ذلك من تخرصاته وهذيانه وطعوناته التي تنبئ عن حقد وحسد دفين، والتي يصدرها بلا بينة ولا حجة، إن لم يتب منها وإلا فسيسأل عنها ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾، ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾.



وإنك لتعجب كيف يتجاسر على رمي دعاة التوحيد والسنة وطلابها بالفواقر، لا لسبب غير أنهم خالفوه، وأغلظوا –حسب زعمه- على عبدالرحمن العدني المفتون ومن خالفهم، فمن كان بذلك غاليًا محملًا للمسائل ما لا تتحمل.



فبالله عليكم أأهل السنة والجماعة يجوز أن يرموا بهذه الطعونات أم الأجدر أن تكون في الروافض الحوثيين والقاعدة والصوفية والحزبيين؟!



الله الموعد يا شيخ محمد إن لم تتنصل من هذا التجني على دعوة صافية نقية زكية ملأت السهل والجبل، وعم نفعها اليمن وخارجه، قائمة على الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة.



ولقد رددنا عليه، ورد عليه الغيورون -من دعاة التوحيد والسنة من دار الحديث بدماج وغيرها- كشفًا لتخليطه وتحريفه، وتلبيسه وتخريفه، فكان لتلك الردود -ولله الحمد والمنة- أثر كبير في زيادة احتراق الشيخ المفتون وشلته، فلذا تراه يتقيأ هنا وهناك ولا يستطيع أن يتمالك نفسه من شدة الضربات السلفية الموجعة ﴿بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق﴾، ولو كان رحيمًا بنفسه لما أوقعها في مستنقع الحسد والحقد، والهوى، والمكر، والكيد، خصوصًا وهو في سن الستين، ولكن ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُون﴾ ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾.



وما أدري ما هو موقف الشيخ عبدالعزيز البرعي أصلحه الله -(الراقد) عن بحث المسائل وتحريرها، (القصير) عن إدراكها على حقيقتها- وما هو جوابه عن هذه الطعونات والافتراءات التي يشنها الشيخ المفتون محمد الوصابي ويختلقها في هذه الأيام، خصوصًا وأنه –أعني: البرعي- بالأمس القريب في الثامن عشر من شوال 1433هـ يصيح في شريطه: (كلمة إنصاف) متهمًا أهل السنة بدماج وغيرها بأنهم قد بدعوهم وضللوهم، فيا ليت شعري من بها أحق، وبمن هي ألصق!!!


لكن لعل اجتماعه معه في الضالع من أجل مناصحته!!!



ولقد سمعت مقطعًا صوتيًّا آخر في هذا اليوم للشيخ محمد الوصابي باسم ترجمة الإمام الوادعي -رحمه الله- ملأه تلبيسًا ودجلًا وتخليطًا وكذبًا تمجه الفطر السليمة، والعقول المستقيمة، وكأنه يكلم أناسًا لم يعرفوا السلفية باليمن يومًا من الدهر، وهو كذلك؛ لأن من حوله قد مسخوا، وعن الحق قد انحرفوا، وبمنهج (الإبانة) قد اعتنقوا.


فرأيت في هذه العجالة أن أَمُرَّ على شيء من دجله وتضليله –خصوصًا- أنه قد خاض في شيء نعلم يقينًا كذبه وبطلانه، من غير تطويل ونقولات؛ لأنه لا يستحق إلا لطمة على الطريق، فأقول مستعينًا بالله:



الوقفة الأولى: قوله: (الحجوري أبكى كم من غريب من الغرباء).



التعليق: أقول: إن مَن لازم شيخنا العلامة المجاهد أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري –حفظه الله ورعاه- وحضر دروسه ومجالسه علم حرصه على الغرباء -عربًا كانوا أو عجمًا- ما داموا سائرين على الجادة السلفية، أما إذا زاغ منهم أحد وانحرف، وصار محدثًا للقلاقل والبلابل، ولا يسمع نصحًا ولا إرشادًا ولا توجيهًا فهذا بقاؤه فيه ضرر مستمر.


وهل شيخنا الإمام مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- يستقبل أمثال هؤلاء؟!


وهل كان يبقيهم في داره ومركزه وهم يحدثون الفتن؟!


وهل كان شيخنا -رحمه الله- يرفق بهم بعد لجوجهم في الفتنة، وسعيهم للفرقة؟!


أين أنت من طرد شيخنا-رحمه الله- لمصطفى العدوي؟!


أين أنت من طرده لأبي حفص سامي العربي؟


أين أنت من شدته على أصحاب كتب المنهج؟


لقد طرد شيخنا الإمام الوادعي-رحمه الله- عددًا من الغرباء بسبب ما كانوا عليه من الفتنة والقلقلة.


ولقد رأيته -رحمه الله- بعينيَّ وسمعته بأذنيَّ في درسه العام بين مغرب وعشاء إذ دعا شخصًا اتُهم بأمر، فلما جاء بدأ يعتذر فلطمه شيخنا -رحمه الله- في رأسه، وقال له: تمشي غدًا وأنت حمار!



ومع هذا التضخيم الذي يدعيه فضيلة الوالد فإن شيخنا يحيى لم يطرد إلا نزرًا يسيرًا بعد صبر مرير، وتحمل كبير.


ومن بكى فإنما أبكته قلقلته واتباعه للفتنة، وتعصبه للباطل، يا أخي إن لم يقتنع بكلام شيخه فما أحد ألزمه بأن يقتنع، لكن عليه بالسكوت وملازمة الأدب، لا بالجلسات السرية في البيوت أو الحدب ونحو ذلك، فإن لم يسعه السكوت وضاقت نفسه فأرض الله واسعة، ولم يضيق الله عليه، فليخرج بهدوء والحمد لله.


ويا ليتك تتأمل في نفسك وحالك كم من داعٍ اتهمته بالجوسسة وبما هو منه براء لا لشيء إلا أن تبقى فريد الحديدة الألمعي.


أترى لو علمت بطالب يؤلب عليك في حلقتك –فضلًا- عن أن يقول لمن حوله: (هذا كذاب) (أنا أبغضه لله) أكنت تبقيه وترحمه وترفق به؟!! نريد جوابًا يا علامة الحديدة!!



الوقفة الثانية: قوله: (وطرد كم من غريب بحجة أنهم مرضى لم يحزبوا الشيخ عبدالرحمن العدني).



التعليق: وهذا أيضًا من دجل الوصابي وكذبه الذي لا يستطيع إبراز حجة عليه.


فإنك تعرف أن الذين تعصبوا وتحزبوا مع عبدالرحمن العدني –عامله الله بما يستحق- كثيرون –وقد أبدل الله بمنه وكرمه خيرًا منهم وأكثر- ومع هذا فالمطرودون من اليمن وخارجها يُعدَّون بالأصابع.


يا فضيلة الوالد لقد كنا نلقى منهم ونحن في دماج: (الهجر) و(السب والشتم) و(السخرية والاستهزاء) و(التحريش والفتنة)، كل هذا وغيره ونحن صابرون، ونحن مثلهم طلاب، فكيف وهم يسيئون لشيخهم ومعلمهم العلامة يحيى الحجوري -حفظه الله-.


إن شيخنا –حفظه الله- لم يلزم أحدًا بتحزيب عبدالرحمن العدني، وإنما كان يلزم من لم يقل بذلك أن يلزم الصمت ويطلب العلم وهو هادئ، وقد مكث قوم على ذلك فترة من الزمن، فمنهم من انشرح صدره للحق الذي بينه شيخنا حفظه الله، ومنهم من ضاق صدره وسمع بفتوى عبيد الجابري -الذي طلبت منه المزيد- وهو يحذر من الدراسة بدار الحديث بدماج فخرجوا منها وهم قلة بحمد الله.


فلا داعي يا فضيلة الشيخ المفتون لهذا التلبيس والهينمان الذي يضرك أنت فقط.


ثم ألا تذكر أن شيخنا الإمام الوادعي -رحمه الله ورفع درجته- لما تكلم في الزنداني في أول أمره ثار عليه من ثار من الطلاب كعثمان السالمي وغيره كما هو مذكور في رسالتك «النصيحة» وقالوا: يا شيخ ويا شيخ، فقال لهم: الذي لم يتبين له صحة ما أقول فليسكت. فلما لم يسكت بعضهم وبقي يبلبل كيف تعامل معهم؟ هل أبقاهم أو طردهم؟! إياك من التلبيس والدجل على الناس وطلاب الشيخ لا زالوا متوافرين يعرفون ذلك.



الوقفة الثالثة: قوله: (هكذا وصية الوالد الشيخ مقبل أبونا ووالدنا رحمة الله عليه؟ هكذا تكون وصية الوالد نجعلها وراء ظهورنا؟).



التعليق: أهلًا وسهلًا ومرحبًا بالعامل بوصية شيخنا ووالدنا الإمام الوادعي-رحمه الله-، وهو لم يعرف الغرباء لا في حرب ولا في سلم.


أين أنت يا فضيلة الوالد الرحيم حين أقيم حصار الحوثيين الغاشم على أهل السنة ومنهم: الغرباء؟


لماذا ما أسرعت لإنقاذهم وهم تحت لهيب المدافع والهاونات؟


أم أنهم لما خالفوك في تحزيب عبدالرحمن تركتهم وكانوا يستحقون ذلك عندك؟! ألا تستحي من هذه المغالطات المستقبحة؟!


ثم ما لي أراك تنازع شيخنا يحيى -أكرمه الله وأعزه- وهو على وصية، وتسعى مع بعض ضعاف النفوس لسحبه من الكرسي، وتقول: الحجوري ما سينفعكم، اليوم في دماج وغدًا في حجور!!!


وتتجرأ في الكلام عليه والتدخل في شئونه التي أوصاه شيخنا -رحمه الله- بالقيام عليها أمام الآلاف من طلابه؟!


أترى هذا من العمل بوصية شيخنا وشيخك ووالدنا ووالدك الإمام الوادعي-رحمه الله وأعلى درجته- يا أيها الحريص على تطبيق وصية الشيخ -رحمه الله-؟!


أترى أفعالك هذه -التي عُلمت وغيرها مما يعلمها الله- نصرة وعملًا بوصية شيخنا الإمام الوادعي-رحمه الله-؟! أفٍّ، ثم أفٍّ، ثم أفٍّ لبضاعة يقودها الدجل والكذب والتلبيس.



الوقفة الرابعة: قوله: (حتى أني أُخبرت أن بعضهم كان يدعو على الحجوري في عرفة في يوم عرفة من الغرباء، أخبرني بعض الإخوة أنهم يدعون عليه وهم يبكون).



التعليق: أقول: هذا إن ثبت لهو من أدل الأدلة على أنها فتنة تسببتم فيها، وشغلتموهم بها، فلذا أنتم تَشِيْعونها. فهلا ذكَّرْتهم: أين الوصية؟ أين الرحمة؟ أين الشفقة؟


وإنك بكلامك هذا لتذكر ني بقول القائل:



وإذا أراد الله نشر فضيلة *** طويت، أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت *** ما كان يُعرف طيب عرف العود




ألا ترى اهتمام شيخنا يحيى حفظه الله بالغرباء في أنحاء العالم بإرسال طلبته هنا وهناك، إلى مصر إلى الجزائر إلى الهند إلى باكستان إلى تنزانيا إلى كينيا إلى أمريكا إلى إندونيسيا إلى ماليزيا وإلى غيرها من أصقاع الأرض، لو لم يكن رحيمًا رفيقًا بهم لما أحبوه، ولما وثقوا فيه وفي دعوته القائمة على الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.


وكأنك تطلب من الغرباء بكلامك السابق: إظهار محاسن شيخهم معهم، ورفقه وشفقته ورحمته بهم.


ألا تعلم بأن كثيرًا من الغرباء يدعون له، ويترجمون لكتبه ورسائله وينشرونها هنا وهناك، لماذا لم تجد نموذجًا من مئات الغرباء إلا أهل الفتنة والقلقلة الذين يسيرون على خطاك الدنيئة فَتَذْكُر أنهم يدعون على شيخنا الكريم عافاه الله ووفقه.


وما حال هؤلاء إلا كما قيل:



إن أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمرد




ألا تعلم يا أيها المشفق على الغرباء –زعم- أن الغرباء –عربًا وعجمًا- كانوا يدعون عليكم بسبب تخاذلكم وتقاعسكم عن نصرتهم، بل وبتخذيلكم لمن أراد نصرتهم. ولعل ما أنت فيه الآن من الشطط والطيش والتيه والفحش والتفحش عقوبة وإجابة لدعوتهم ولأمثالهم.



الوقفة الخامسة: قوله: (هذه قضية بينك وبين الأخ الشيخ عبدالرحمن لا تُدخل الناس كلهم معك، شيء يخصك أنت وهو).



التعليق: يا ليتكم أول العاملين بهذا وتركتم شيخنا يحيى-حفظه الله- وعبدالرحمن العدني يتناقشان وكلٌّ يظهر حجته، لكنكم أمرتموه بالسكوت، وأَعْمَلْتُم مكتب المحاماة، وأيدتم للمجاهيل الذين يكتبون ويبترون ويزورون في شبكة الوحلين على شيخنا يحيى -حفظه الله-.


لو كانت القضية خاصة بين شيخنا يحيى وبين المفتون عبدالرحمن العدني؛ لما كان للعدني مندوبون للأراضي يستقطبون الطلاب للانتقال إلى الفيوش.


وهل فِعْلُ عبدالرحمن العدني مما يوافق العمل بالوصية يا فضيلة الوالد؟!


وهل هذه القلقة خاصة بالشيخ يحيى أم هي تعني كل السلفيين لو كنت منصفًا؟!


إذا كان الكلام فيمن انحرف عن السنة، أو أحدث قلقلة في المركز لا تذكر للطلاب؛ لأنه لا يعنيهم، فلماذا شيخنا الإمام الوادعي –رحمه الله- كان يتكلم بين الطلاب كما أثبت هذا بقولك: (كان إذا تكلم يتكلم هو بما يفتح الله عليه ثم الدروس).



أين أنت يا فضيلة الوالد من شدة شيخنا الإمام الوادعي –رحمه الله- على محمد بن عبدالله الملقب بالإمام أمام الطلاب لما زار الشيخ بعد العيد وكان آنذاك يدعي بأنه لم تتبين له فتنة الإخوان المسلمين وجمعية الحكمة، وهو يقول له: يا محمد بحت أصواتنا وأنت تقول: ما تبينت لي. فما هي إلا أيام وبدأ يتكلم في الإخوان المفلسين وغيرهم.


فيا مدعي الإشفاق والرحمة إياك من التخليط والتلبيس والدجل.



الوقفة السادسة: قوله (العوام لا يسمعون به إذا أنت ذكي، والطلاب لا يسمعون به).



التعليق: من الذي يهذي بهذا الكلام في أوساط العوام إذا أنت ذكي.


لقد أخبرني شخص اليوم أن واحدًا من العوام حضر لك في هذه الأيام فلما سمع تخليطك قام وذهب منكرًا.


أما شيخنا -حفظه الله- فلا يتكلم إلا في دروسه مع طلبة علم ومشايخ ودعاة ليسوا بعوام، ولا يتكلم إن تكلم إلا بعلم بعد أن يرى تماديكم في الباطل.


ويا ليت شعري من الذي طاف اليمن وعرَّف الناس بالفتنة إلا أنت وأمثالك.


ويا ليت شعري من الذي أتى دار الحديث بدماج في عام 1428هـ وصار يؤجج الفتنة ويُسمع الطلاب التخبيب على شيخهم ومعلمهم؟


ألا تذكر كلامك وفتنتك وتحريشك الذي كادت أن تصير بسببه مقتلة لولا أن الله سلم.


ألا تتذكر قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾؟ وهل هذا من العمل بالوصية؟



الوقفة السابعة: قوله: (والموضوع لا يذهب إلى النساء، أنتِ يا أم فلان اكتبي ملزمة، وأنتِ نزلي الملزمة حقكي، إلى النساء، الله المستعان!)



التعليق: أقول: لماذا لا يذهب الموضوع إلى النساء وهنَّ طالبات علم، وهنَّ حافظات للقرآن، وقد اتهمتهن واتهمت آلاف الطلاب بالخروج من منهج السلف، ورميتهم بالبدعة والشذوذ، وشبهتهم بالروافض و و و إلخ، والله ما سمع بكلامك أحد من أهل السنة الأثبات من رجل أو امرأة إلا دعا عليك أو لك بالهداية والرشد، مع التألم الشديد.


ولله الحمد لم يُلزم شيخنا يحيى أحدًا بالرد، لكن لما كان اتهامك شاملًا لجميع دعاة التوحيد والسنة ودعوة هائلة في العالم نالتك سهامهم حتى أصابتك في مقتل.



الوقفة الثامنة: قوله: (شيخنا وشيخك الشيخ مقبل كم عانى من الحزبيين الحقيقيين ومن الصوفية ومن الشيعة ومن الروافض، ومع ذلك لم يهيج الطلاب كما هيجتهم أنت على أخيك السني السلفي، الشيخ مقبل ما هيج الطلاب على الروافض فعلًا روافض شيعة ولا على الصوفية ولا على الحزبيين، كان إذا تكلم يتكلم هو بما يفتح الله عليه ثم الدروس وترك الطلاب في العلم يحفظون ويقرؤون ويكتبون ويتعلمون).



التعليق: هذا الكلام يصدر من رجل يستخف بعقول الحاضرين ومن يجلس له، إذ كيف يتكلم على دعوة رجل إمام قد عُرفت دعوته وكتبه وردوده وردود غيره وكأننا لا نعرفه أو لم نسمع منه، أو لا يعرفه إلا هو فقط؟


يا أيها المخلط أين أنت من كلام الإمام الوادعي في الزنداني والقصائد التي كانت تقال فيه وفي أمثاله من أصحاب جمعية الحكمة والإحسان وغيرهم، والتي كان يشيد بها شيخنا –رحمه الله- ويُسَرُّ بها، وينشرها في كتبه، وهذا أمر لا ينكره إلا جاهل أو مكابر.


وأين أنت من رد شيخنا يحيى -حفظه الله- على الزنداني المعروف بـ «الصبح الشارق» وهو بتقديم الإمامين الوادعي والنجمي –رحمهما الله-.


ولما خرج للزنداني ذلك الكتاب الذي يدعو فيه إلى اختلاط النساء بالرجال والدخول في الانتخابات و و و إلى غير ذلك من الفتن قال في الدرس العام: خرج كتاب للزنداني فيه وفيه، وأوله يرد على آخره، من يرد عليه؟ وما أريد إلا امرأة ترد عليه.


فما هي إلا أيام وخرج الرد لأم سلمة العباسية بعنوان: «تحذير الفتاة العفيفة من تلبيسات الزنداني الخبيثة». وهكذا الرد على القرضاوي وغير ذلك.


وهكذا رد أم مالك على الزنداني وقرُئت على الطلاب، ونشرت مع كتاب «البركان في نسف جامعة الإيمان».


وانظر كيف جرك حسدك وحقدك إلى جحود ما كان عليه شيخنا –رحمه الله- من تحفيز الطلاب على الرد على الصوفية والروافض وأهل الباطل، وكأنه كان معهم في سلم.


لقد عرفنا أهل البدع –سابقًا ولاحقًا- لا يصيحون إلا من الدقدقة التي لا تحبها، ولكن في المقابل هم يسبون ويشتمون كما تفعل أنت الآن، وهذا لا يضر إلا صاحبه.



وكل ما تقدم من دجل هذا الحقود هو في ترجمة الإمام الوادعي-رحمه الله- واعجباه!!!


كلمات يسيرة بأن الإمام الوادعي -رحمه الله- كان في المدينة (أنا طالب وهو طالب)!!! (وساعدني في حفر بلاعة)!!! (وكان رحيمًا رفيقًا متواضعًا) ثم شنَّ الغارة على شيخنا الكريم العلامة المجاهد يحيى الحجوري -كان الله له-، وكما قيل: (وكل إناء بالذي فيه ينضح).


ولا أنسى أن ألفت انتباه القراء إلى لينك في الكلام على أبي الحسن المبتدع الضال بحق كما في جلسة سيئون، وشدتك على شيخنا المجاهد يحيى الحجوري -حفظه الله- فقلت وكأنك في منزلة العلامة الفوزان أو المفتي العام: (والشيخ ربيع -جزاه الله خيرا-، والحقُّ يقال: هُو مُحِقٌّ في رَدِّه على أبي الحسن؛ لأن أبا الحسن تَخبَّطَ؛ صَحْ كان مع أهل السنة، لكن في الأخير تخَبَّطَ). اهـ تأمل لينه في الخطاب مع أهل البدع -ولذا حضر محاضرته رؤوس المتعصبين لأبي الحسن-، وتأمل شدته وعنفه وغلظته على دعاة التوحيد والسنة، على ماذا يدل هذا؟!


بالأمس لما كان باموسى مع أبي الحسن، وسماه شيخنا يحيى –حفظه الله-: (با مُوس!) أعجبتك التسمية وأشدت بالشريط، وهكذا افتعالات واختلاقات ومصالح شخصية لا غير.



الوقفة التاسعة: قوله: (ما شغلهم كما شغلهم الحجوري عن دروسهم وفتنهم في دينهم).



التعليق: هذا والله من الكذب والدجل والافتراء، وذلك من عدة أوجه:


أحدها: أن أول ملزمة خرجت في هذه الفتنة كانت من دار البطاط والفتن بالشحر، وهم الذي أشاعوها وأذاعوها –وقد اعترف لي محمد بن عبدالله الملقب بالإمام بذلك.


ثانيها: أنكم أنتم الذين شغلتم طلاب العلم عن دروسهم، وفتنتم من فتنتم في دينهم بتلبيساتكم ودجلكم في الجلسات السرية أولًا، ثم في الجلسات العامة مؤخرًا.


ثالثها: كفوا عنا هذيانكم وطعوناتكم بالباطل إن كنتم صادقين، نكف عنكم، فأنتم الذين شغلتمونا –حقًّا-، فإننا كلما أقبلنا على العلم وعلى شأننا أخرجتم ما يندى له الجبين، وها أنت الآن تدور لبث الفتن والشرور، فأربعوا على أنفسكم، كفاكم دجلًا وتضليلًا وتلبيسًا.



وإنني أقول وأكرر: كفاكم تطاولًا على تركة شيخنا الإمام الوادعي –رحمه الله- وخليفته العلامة يحيى الحجوري –حفظه الله ونصره على عدوه- وطلابهم البررة، فإن أقلامنا وأعراضنا ودماءنا –بإذن الله- دونهم بالحق تدافع، ولجهودهم في نصرة الكتاب والسنة والمنهج السلفي تنافح.


نسأل الله أن يعافينا جميعًا مما ابتلى به المفتون محمد بن عبدالوهاب الوصابي وجميع المنحرفين بمنه وكرمه، وإلى هنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.



كتبه: أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن باجمال
ليلة الخميس التاسع والعشرين من شهر محرم عام 1434هـ

المصدر \ شبكة العلوم السلفية