المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القواعد العشر فى فقه التعامل مع شهر رمضان


أبومالك عمر الطروق
07-21-2012, 12:31 AM
القواعد العشر فى فقه التعامل مع شهر رمضان

1- ليكن صومك عبادة لا عادة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه]. وفي رواية: «وما تأخر» [«صحيح الجامع الصغير وزياداته»].
ومعنى: «إيماناً و احتساباً»؛ أي: تصديقاً بفرضيته، ورغبة في ثوابه، طيبة به نفسه، غير كاره لصيامه، ولا مستثقل لقيامه، ولا مستطيل لأيامه.

2- عَوَّد نفسك الصبر على المشاق: من مكابدة الجوع، وتحمل العطش، والتعفف عن الشهوة -وبخاصة وقد حَلَّ هذا الضيف في فصل الصيف- فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر» [أخرجه البزار]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر» [أخرجه النسائي].
ورمضان شهر الصبر؛ لأن الصيام نصف الصبر؛ ففيه الصبر على طاعة الله عز وجل، و الصبر على تحمل المشاق.
فعليك بالصبر؛ فإنه مطية لا تكبو، ونور لا يخبو، وهو عطية الله للكرماء عنده.

3- رَوّضِ نفسك بمكارم الأخلاق، واعقلها بمعالي الأمور، وادفع بالتي هي أحسن للتي هي أقوم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الإلهي: «وإذا كان يوم صوم أحدكم؛ فلا يرفث، ولا يصخب؛ فإن سابه أحد أو قاتله؛ فليقل: إني امرؤ صائم» [متفق عليه].

4- اقبل على الخير، واقصر عن الشر، وكن جواداً كالريح المرسلة؛ ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان؛ صفِّدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار؛ فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة؛ فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة» [«صحيح الترغيب والترهيب»].

5- تعاهد القرآن آناء الليل وأطراف النهار، وأدمن النظر في المصحف، ولا يزال لسانك رطباً بذكر الله؛ فرمضان شهر القرآن والذكر: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ومَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185].

6- لا تترك الدعاء؛ فقوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186] واسطة عقد آيات الصيام.
واعلم أن للصائم دعوة مستجابة كل ليلة، ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله تبارك وتعالى عتقاء من النار كل ليلة -يعني: في رمضان-، وأن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة» [«صحيح الترغيب والترهيب»].

7-حافظ على جمع شمل المسلمين، توحيد صفهم، واحذر من تفريق كلمتهم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون» [أخرجه الترمذي].
فكل مسلم يصوم مع بلده؛ فحسبنا تعدد بلاد المسلمين، واختلاف دولهم القطرية؛ فلا ينبغي أن نزيدهم اختلافاً في البلد الواحد !
أما المسلمون في الدول الكافرة؛ فيصومون مع أقرب بلد مسلم إليهم، والله أعلم.

8- عَجِّل فطورك، وَأَخِّر سحورك؛ تحصل لك بركة السنة. وأقم التراويح تحافظ على الجماعة؛ ألست من أهل السنة والجماعة؟! فأنت أولى بها وأهل لها!

9- استمتع برخصه الله إذا وافَقْتها سفراً أو مرضاً؛ ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته».
وفي رواية: «كما يحب أن تؤتى عزائمه» [«صحيح الجامع الصغير وزياداته»].
وتذكر أن التيسير ورفع الحرج من مقاصد الصوم: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة:185].

10- لا تُذْهِب نهارك في النوم، ولا تُسْهِر ليلك في اللهو؛ بملاحقة المسلسلات، وتتبع الفضائيات؛ لئلا تلحقك المَعَرَّة، وتصيبك المَضَرَّة، وتفوتك المغفرة: «رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له» [أخرجه الترمذي].

نسأل الله أن يتقبلَ منا الصيامَ والقيامَ، وأن يجعلَ شهر رمضان في هذا العام وكل عام شهراً للخيرات، وموسماً للبركات على المسلمين، وبلادهم، وأن يجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وكتبه أبو أسامة سليم الهلالي
منقول من شبكة العلوم السلفية