المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فائدة من سماحة الوالد ربيع بن هادي حفظه الله من كتابه الماتع ::::عون الباري ببيان ماتضمنه شرح السنة للأمام البربهاري


أبو أنس محمد السلفي الليبي
02-27-2012, 08:58 AM
قال المؤلف رحمه الله :
[9] واعلم أن الخروج عن الطريق على وجهين :
أما أحدهما: فرجل قد زل عن الطريق , وهو لا يريد إلا الخير , فلا يقتدى بزللـه, فإنه هالك .
ورجل عاند الحق , وخالف من كان قبله من المتقين , فهو ضال مضل , شيطان مريد في هذه الأمه , حقيق على من عرفه أن يُحذَر الناس منه ، ويبين لهم قصته ، لئلا يقع في بدعته أحد فيهلك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشَرح :
قوله (أما أحدهما : فرجل قد زل عن الطريق ، وهو لا يريد إلا الخير ، فلا يقتدى بزللـه ،فإنه هالك)
أقول : هذا الرجل الذي حاله لا يخلو أن يكون من أهل السنة ومريدي الحق ، ثم اجتهد ليصل إلى الحق ، لكنه لم يصل إلى الحق مع اجتهاده وبدل وسعه بل أخطأه ، فهذا يعفو الله عنه بفضله وكرمه ، وقد علم الله عباده المؤمنين أن يقولوا : {ربنا لا تُؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}،(البقرة:276) ، فقال الله :(قد فعلت)(1) ، كما في الحديث الصحيح.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم
فاجتهد ثم أخطأ فله أجر))(2) ، في مقابل اجتهاده ، وأما خطؤه فالله بكرمه وجوده يعفو عنه ، ومع ذلك لا يقتدى به في خطئه، بل يبين للناس أنه قد أخطأ ، مع الاعتدار له .
وأما الرجل الآخر الذي يعلم الحق فيخالفه ، ويصر على الباطل ويعاند فلا يرجع عن باطله ، فهذا كما قال المؤلف:(ضالٌ مضلٌ، شيطانٌ مريدٌ في هذه الأمة)؛ لأنه متبع لهواه ، قال تعالى:{وَمَنْ أَضَلُّمِ مَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}؛(سورة القصص:50).
ولأنه خالف سبيل المؤمنين ، والله يقول :{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}، (سورة النساء:110).

ويجب أن يحذر الناس منه ومن ضلالته خشية أن يقعوا أو بعضهم في ضلالته، وهذا من النصح للأسلام والمسلمين ومن إبعادهم عن غش الغشاشين وخروج من كتمان الحق.

جزا الله سماحة الوالد على هذه الفوائد ورفع قدره فى الدارين