المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة: [هبّوا فلا قام بعد اليومِ مَنْ رقدا] تحكي سبعين يوما من الحصار لشاعر السنة عبد الكريم الجعمي -وفقه الله -


أبو عبد الرحمن لخضر ابن أحمد السبداوي
01-06-2012, 05:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(هبّوا فلا قام بعد اليومِ مَنْ رقدا)
قصيدة تحكي سبعين يوما من الحصار

حمّل القصيدة من المرفقات
منقول من شبكة العلوم السلفية

الشاعر أبو رواحة الموري
01-06-2012, 11:05 PM
بارك الله في الشاعر الجعمي وشكر له فإن له لمسات شعرية فائقة
والشكر موصول لأخي الحبيب السبداوي أحد أعمدة هذا المنتدى المبارك القدامى بارك الله فيه

وإليكم القصيدة

بسم الله الرحمن الرحيم
هبّوا فلا قام بعد اليوم منْ رقدا

سبعون يوماً ودماجٌ محاصرة ٌ


[1]
والوضعُ فيها يذيب الصبر والجلَدا


لو أنها من يهود حوصرت رفعوا


[2]
حصارها أو نصارى أطعموا البلدا


سبعون يوما وقرص الخبز عندهم


[3]
مثلُ الثُريّا عن الملهوف قد بعدا



إذا تمنّوا غياثا لا تجود به


[4]
غيرُ المدافع والرشاش إن رَعدا


سبعون يوما وجرحى القصف نازفةٌ


[5]
ولا دواءٌ يَطِبُّ الرأس والعُمُدا


ولا فتيل به يستصبحون ولا



[6]
مطابخٍ ووقودُ الطبخ قد نفدا



قد كان أولى بأن يُقرى غريبهمُ


[7]
لا أن يصبُّوا عليه النارَ والصخدا


إن الغريبَ له حقٌ بغربته


[8]
كما يقال على من عندهم وَفِدا


لا أن يحاصر من أكل ٍ ومن شُرُبٍ


[9]
ومن مقامٍ كريمٍ في محيط هُدى


وما خِطابي لهم لكن لغيرهمُ


[10]
من القبائل من فيهم ظِلالُ ندى


أما عضاريط إيرانٍ فليس لهم


[11]
دينٌ صحيحٌ ولا خُلْقٌ لهم حُمدا


سبعون يوما ودعوى الصلح جارية


[12]
حبلى إلى اليوم هذا لم تضع ولدا


لعلّ ربي إذا ما شاء أولدها


[13]
خيراً وإن لم يشأ قد تولد النَكَدا


ويجعل الله للصلح ابن بَجدته


[14]
أو تَترك الحرب حتى تبلغ الأمدا


أنتم تريدون من دماج تُسْلمكم


[15]
بالصلح فارسها والخيل والعددا


ودون ذلك قلب الأرض ظاهرها


[16]
لباطنٍ وابتلاع الحية الأسدا


لو أنهم لكلاب الروم قد فرضوا


[17]
هذا الحصار لكان الكلب مضطهدا


ونددت بهم الدولات أكفَرها


[18]
وقام قائمها شجبا وما قعدا


لكنهم لذوي الإيمان قد حصروا


[19]
فليس نسمعُ إرغاءً ولا زبدا


لم ينقموا غير دين الحق عندهم


[20]
وأنهم يعرفون الغيَّ والرشدا


وفوق هذا ترى القناص يحصدهم


[21]
والمدفع النذل للأخيار قد حصدا


كم طفلةٍ برصاص الحقد قد قُتلت


[22]
في حجر والدها والله قد شهدا


وزوجةٍ قُتلت تمشي لمسجدها


[23]
مشي الوقار لها القنّاص قد قصدا


وكل يوم وطلاب الحديث لهم


[24]
قتلى وقد حفظوا القرآن والسندا


كم صالحٍ لا تطيق العين رؤيته


[25]
قد غادروه قتيلاً ينزف الكبدا


فأين إعلامنا فاتته تغطية


[26]
وهم يرون القطا في الليل إن وردا


ولست أعجب من أحزاب مشتركٍ


[27]
ولا من الرفض إن الرفض قد مردا


لكنني لا أراه ينقضي عجبي


[28]
من دولةٍ في يديها الأمر قد وُجدا


ولا تقوم بما يُمليه واجبُها


[29]
نحو الرعيةِ من فصلٍ يكفُ يدا


إن لم يُعاتب ولاة الأمر في بلدي


[30]
فهل نعاتب في إهمالنا أحدا


فقل لكل بني الإسلام أجمعهم


[31]
هبّوا فلا قام بعد اليوم من رقدا


إن المجوس طبول الحرب قد ضربوا


[32]
وأنتمُ في ذهولٍ يبعث الكمدا


وما الهجومُ على دماج من خطإٍ


[33]
لكنه قد حكى ديناً ومعتقدا


فشمّروا لاجتثاث الرفض بينكمُ


[34]
فإنه سرطانٌ يأكل الجسدا


نجتثه قبل أن يجتث شأفتنا


[35]
وقبل أن يشنق الضباط والعُقدا


وليس ما حل في أرض العراق وما


[36]
يحل عنكم بعيدٌ أيها العُمدا


إن السعيد لمن يغدو له عبرٌ


[37]
في غيره والشقي الفظ ُ من قعدا



كتبها أبو عمر عبد الكريم الجعمي
4/ صفر/ 1433 هـ