المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكلام على حديث ( وَأَوَّلُ مَنْ يَرِدُهُ عَلَيَّ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ ، الدُّنْسُ ثِيَابًا ، وَالشُّعْثُ رُؤُوسًا )


عبدالله الخليفي
12-02-2011, 08:54 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

قال ابن ماجه 4303- حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ , حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ سَالِمٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ : نُبِّئْتُ عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ الْحَبَشِيِّ ، قَالَ : بَعَثَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَتَيْتُهُ عَلَى بَرِيدٍ ، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَيْهِ ، قَالَ : لَقَدْ شَقَقْنَا عَلَيْكَ ، يَا أَبَا سَلاَّمٍ فِي مَرْكَبِكَ ، قَالَ : أَجَلْ ، وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : وَاللَّهِ ، مَا أَرَدْتُ الْمَشَقَّةَ عَلَيْكَ ، وَلَكِنْ حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ ، عَنْ ثَوْبَانَ ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، فِي الْحَوْضِ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ تُشَافِهَنِي بِهِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ حَوْضِي مَا بَيْنَ عَدَنَ إِلَى أَيْلَةَ ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، أَكَاوِيبُهُ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا ، وَأَوَّلُ مَنْ يَرِدُهُ عَلَيَّ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ ، الدُّنْسُ ثِيَابًا ، وَالشُّعْثُ رُؤُوسًا ، الَّذِينَ لاَ يَنْكِحُونَ الْمُنَعَّمَاتِ ، وَلاَ يُفْتَحُ لَهُمُ السُّدَدُ قَالَ : فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ ، ثُمَّ قَالَ : لَكِنِّي قَدْ نَكَحْتُ الْمُنَعَّمَاتِ ، وَفُتِحَتْ لِي السُّدَدُ ، لاَ جَرَمَ أَنِّي لاَ أَغْسِلُ ثَوْبِي الَّذِي عَلَى جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ ، وَلاَ أَدْهُنُ رَأْسِي حَتَّى يَشْعَثَ.
هذا منقطع بين العباس وأبي الأسود لقوله ( نبئت )

وقال ابن أبي عاصم في السنة 749- حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنَا بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذُكِرَ الْحَوْضُ قَالَ وَأَكْثَرُ النَّاسِ عَلَيَّ وَارِدَةً فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ قُلْنَا وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الشُّعْثُ رُءُوسًا الدَّنِسَةُ ثِيَابًا الَّذِينَ لا يَنْكِحُونَ الْمُنَعَّمَاتِ وَلا يُفْتَحُ لَهُمْ أَبُوابُ السُّدَدِ الَّذِينَ يُعْطُونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ وَلا يُعْطَوْنَ الَّذِي لَهُمْ.


أقول : هشام بن عمار كبر فصار يلقن فيتلقن وأخشى أن يكون هذا مما تلقنه إذ أنه لم يتابع بهذه السلسلة وقد زاد (الَّذِينَ يُعْطُونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ وَلا يُعْطَوْنَ الَّذِي لَهُمْ)

وقد طعن الإمام أحمد وابن معين وابن المديني في سماع أبي سلام من ثوبان
قال الحافظ في تهذيب التهذيب :"قال ابن معين و ابن المديني : لم يسمع من ثوبان .
و قال أحمد : ما أراه سمع منه .
و قال ابن أبي حاتم : سمعت أبى يقول : روى ممطور عن ثوبان و عمر و ابن عبسة
و النعمان و أبي أمامة مرسل ، فسألت أبي : هل سمع من ثوبان ؟ فقال : لا أدري "


فإن قيل إنه عاصر ثوبان .

قلنا لا يخفى هذا أبداً على أحمد وابن معين وابن المديني ، ولا يصح التعقب عليهم بمثل هذا ، فإن قد يكون صح عندهم من القرائن ما دل على عدم سماع أبي سلام من ثوبان

قال الحافظ في نتائج الأفكار (1/161) :" فما له علة سوى الانقطاع، فلعل من صححه سهل الأمر فيه لكونه من الفضائل، ولا يقال: اكتفى بالمعاصرة، لأن محل ذلك أن لا يحصل الجزم بانتفاء التقاء المتعاصرين إذا كان النافي واسع الاطلاع مثل ابن المديني، والله أعلم"

أقول : فكيف إذا انضاف إلى ابن المديني أحمد وابن معين وتوقف أبي حاتم وجميعهم لا يخفى عليهم المعاصرة ، ولو قلت أن هؤلاء على مذهب البخاري في السند المعنعن ، فإنك تكاد تقضي على مذهب البخاري بالسند المعنعن بالصحة ، لموافقة هؤلاء الجبال له

ولكن الذي يبدو لي ، أن هناك قرائن عند هؤلاء الأئمة دلت على عدم السماع

وعليه فإن الحديث لا يثبت لهذا الانقطاع ، والرواية التي فيها التصريح لا تصح لأبي سلام

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم