المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : **إنذار الطَّاعِن السَّخِيف في عِرضِ رَبِيعِ السُّنَّةِ العَفِيف**


عبد الهادي جمال الدين
05-08-2011, 02:47 PM
**إنذار الطَّاعِن السَّخِيف في عِرضِ رَبِيعِ السُّنَّةِ العَفِيف**


أبو الطَّيب


عبد الهَادي جَمَال الدّين


الحَسَنِي التَّاهرتي


بسم الله الرحمن الرحيم


و به أستعين، والصلاة والسلام على النبي الكريم المبعوث رحمَةً للعالمين


رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي, أما بعد:


فقد كان السلَفُ – رحمهم الله – يَعدُّون الطَّعن على أَهْل السُّنّة والذابِّين عنها, من علامات أهل البدع والضَّلال بل قد يعدُّون الرَّجل من أهل البدع بمجرّد طَعْنِه عليهم.


وإنّ الشيخ ربيعاً –حفظه الله- من أهل السنّة و الجماعة ومن أشدهم على أهل البدع في زمننا هذا, في كفِّه شُعلَةٌ تهدي وفي دَمِه *** عقيدة تَتَحدَّى كلَّ جباَّر


والطَّاعِن فيه لا يَخلُوا من حالينِ, إما صَاحبُ هوًى أو مبتدع .


والمراد من قصيدتي التي بين أيديكم " إنذار الطاعن السخيف في عرض ربيع السّنّة العفيف "


إنذار كلِّ جاهلٍ سفيهٍ من سفهاء الأحلام سَبَّ الشيخ -حفظه الله – وأخصُّ منهم من انتقصَهُ في بعض المجالس منذ فترةٍ وجيزةٍ ..!!! وقد ارتأيت أن أجعل موضوعها عاماً , ولم أشأ أن تكون معارضةً لقصيدته المشؤومة ,


فما هي إلاَّ جيفَةٌ طاف حولها *** كلابٌ فلا تَخْدَعَنك باللَّمعان


كما أنّا لو أنذرنا كلّ سابٍّ للشّيخ بقصيدة لكان تكلّفاً وأيُّ تكلّفٍ بل ولكان تنقّصاً من قدر الشِّعر الجليل ,فـ :لو أنّ كلّ كلبٍ عوى ألقمته حجَراً *** لأصبح الصخر مثقالا بدينار


وكذالك لأنزلنا هؤلاء منازل لم ولن يبلغوها أبدَ الدَّهر وقد قُلتُ في هذا المعنى:



إنّ السَّفيه إذا أذَقْتَهُ مَرَّةً *** من عَلْقَمِ الأشَعَارِ كان مُمَجَّدا

أوَليس يُحمَدُ من ذَكَرْتَ لأنّه *** في ألسن الشُّعراء كان مخَلَّدا


يا ربَّ نَذلٍ قد هجَوتَهُ واسمُهُُ *** باقٍ بشعرك رغمَ أنفه سَرمَدا

فاحفَظ أُخَيَّ الشعرَ من تصيِيره *** طوقاً لكلْبٍ بالرَّماد تسَوَّدا


فالشِّعر عِقدٌ بالرّقاب مُعَسْجَدٌ *** مدحٌ رثاءٌ أو هجاءٌ للعدى

والشِّعر تاجٌ بالرُّؤوس مُكرَّمٌ *** إلاّ إذا كان المتَوَّجُ حِلْقِداَ(*)

فصُنِ البيان عنِ البغاثِ وخَلِّه *** دوماَ بذكرِكَ للبُزاتِ مُنَشَّداَ





وهذا لا يعني السّكوت عن أهل البدع و الأهواء, ولكن ننذرُهُم جملَةً وكذالك نصرعُهُم , فنحنُ بإذن الله نمشي في طريق السنة وإذا وُقِّفْنا من مبتدعٍ نصفَعُهُ ونَمُرُّ.


وإنَّ الشيخ جلَّ منزِلَةً أن يشتَغِلَ بهؤلاء السَّفَلَة –إذْ هذا من واجبنا نحنُ- وما القدحُ فيه بضائره ولا منقصٌ من قدره ,وقد قيل:


من كان فوق محَلِّ الشمس موضعُهُ *** فليس يرفعه شيء ولا يضع


إنَّ السلاح جميع الناس تحمله *** وليس كلُّ ذوات المخلب السَّبُعُ


إنَّ الذي سمك السماء بنى له *** بيتاً دعائمه أعَزُّ وأطوَلُ


بيتاً بناه له المليك وما بنى *** حكم السَّماء فإنّه لا ينقلُ


وهبني قلتُ هذا الصُّبح ليلٌ ... أيعمى العالمُونَ عن الضّياءِ؟


لهذا أُخيَّ تجنَّبْ مُجالسة هؤلاء الطَّاعنين والسماع للَغْوِهِم ورَفَثِهِم واعمل بقول القائل :


لا تسمعنّ الخَنَا إن كنت ذا رَشَدٍ *** فالأذْن نَقَّالَةٌ والقَلبُ حَفّاظُ


وصُن سمعاك عن لغو وعن رفث *** قد تدخل الناس في النيران ألفاظُ


ولا تلتفت لسابِّ أهل السنَّة والجماعةِ فهو والله ظالمٌ مبينٌ وسيكون له موقف معهم يوم القيامة,


أما والله إن الظلم لؤم *** وما زال المسيءُ هو الظلوم


إلى ديَّان يوم الدين نمضي*** وعند الله تجتمع الخصوم


ستعلم في المعاد إذا التقينا***غداً عند الإله من الملوم


وإنّ هذه القصيدة مجرّد إنذار وما خفيَ أعظم
وأزْرَقُ الفَجْرِ يَأتي قَبلَ أبيَضِهِ *** وَأوّلُ الغَيثِ مطرٌّ، ثمّ يَنسَكِبُ

, فبعون الله لنذيقنَّهم أمَرَّ من الحنظل والعلقم وأشدّ من القتَاد وأحرَّ من الجمر , كلَّ من طعن في السنَّة وأهلها من قريبٍ أو بعيد, وما أجرنا إلاّ على الله , والله المستعان, وحسبنا الله ونعم الوكيل.


وبإذن الله لن يكون إلاّ كما قال ابن القيم:


لأجاهدنَّ عداك ما أبقيتني *** ولأجعلن قتالهم ديداني


ولأفضحنَّهم على رؤوس الملا *** ولأفرين أديمهم بلساني


ولأكشفنَّ سرائر خفيت على *** ضعفاء خلقك منهمُ ببيان




**إنذار الطَّاعِن السَّخِيف في عِرضِ رَبِيعِ السُّنَّةِ العَفِيف**



يا طَالباً عِلمَ الشَّريعَة لاَهــِجاَ *** اِجْهَدْ ولا تَرْضَ البَلادَةَ منـْهَجا (01)


سَاعٍ أخَيَّ إلى الحِجَاز مُشَــمِّراً *** عن سَاعدٍ للجِدِّ, مـكَّةَ وَالِجاَ


فبِهَا رَبِيعُ القَلبِ يَشفِي عِلْــمُهُ *** من يَشْتَكي دَاءَ الجهالَةِ مُحْرَجاَ


فهو المُجدّدُ دونَ رَيْبٍ ديــنَنَا *** وهو المُرَبي والمُفَــقَّهُ للحِجَا (02)


وهو الذي قَهَر الضَّلاَلة حَـافِظًا *** دينَ النَبِيِّ المُصْطَفَى أن يُبْعجا (03)


فدَعِ السَّمَاعَ لقولِ مَخْذُولٍ بَذِي *** خِبٍّ ذليلٍ بالسَّـفَاهَةِ أُسْرِجا


فشِرَارُ خَلقِ الله طُرّاً فاســِقٌ *** جَمَعَ الرَّذائِلَ بالخَـبائِثِ دُجِّجا (04)


وتراه يَقْذِفُ عرضَ شَيخٍ طَاهرٍ *** قدْ كان عِلْمُهُ للكُرُوبِ مُفَرِّجَا


ما كُنتُ أعلَم للسَّفاهةِ مَنْـطِقاً *** حتّى سَمِعتُـه بالشَّتائم شَاحِجَا (05)


فمِثَالُه فينا إذا أنصَفْتُه *** بَغلٌ عليلٌ بالفَلاَة تَحَشـــْرَجَا (06)


قد غَصَّ من أكل القتاد عشيّةً *** والقوم بانوا للخـِيَامِ, وأدْلََـجا


ما في البريّة من يسُوقُهُ للحِمَى *** كلاّ ومن يَسْقـِيه مَاءاً رَجْـرَجَا


فشَحِيجُهُ لا كالشَّحيجِ بَشَاعَةً *** بل صَارَ من خَرْقِ القَتَادِ مُلََجْلَجَا (07)


فالقوم بَاتُوا في النَّعِيمِ وأصْبحُوا *** والبَغْلُ جَرَّاءَ التَلَجْلُجِ ضَـبَّجَا (08)


يا من يَقُولُ عن الكَرِيمِ غِـوَايَةً *** أدِّبْ لِسَـانَك قبلَ بَتْرِه بالهِجَا


فالشَّيخُ حَوْلَهُ عُصْبَةٌ لا تَنـْثَنِي *** عن رَدّ شِعرٍ في المَزَابلِ أُدْرِجَـا(09)


إلاّ تَكُفَّ عن الطِّعَانِ بِعِرْضـِهِ *** يُصْبِحْ لسَانِي صَارِمًا مُتََهــَيِّجَا


يَهْوِي عَليك بكلِّ لَفْظٍ فَاضِحٍ *** فَيَرَى الضَّرِيرُ عَوَارَ عِرْضِكَ بالدُّجى


وأهُمُ أَرْكَبُ للهِـجَاءِ جَوَادَهُ *** عَالِيـهِ سِـرْجٌ بالقَبَاحَةِ دُبِّجــَا


مُتَنَكِّبًا قَوْسَ الفَضِيـحَةِ حَامِلاً *** رُمْحَ الوَضَاعَةِ بالتَّهَــتّكِ تُوِّجَا


ومُقَوَّماً بِكنــانَةٍ عربــيَّةٍ *** اَلسَّهمُ فيها بالقَرِيضِ توّهــجا


وكأنّهاَ غيْـمٌ مَهولٌ مُرْعــدٌ *** وَيْلٌ لقــَوْمٍ إنْ تَهَاطَلَ مُدْلِجَا


في كلّ سَهَْمٍ بيتُ شِعـْرٍ لاذِعٍ *** من صُـنْع نَابِغَةِ الزَّمَانِ المُرْتَجَا


لأُغِيرَ في لَيْلٍ بَهِـيمٍ أسْحــَمٍ *** بقَصَائِدٍ خُلِطَـتْ بِجَمْرٍ أُجِّجَا


فيراك شَيْخــِي كالذَّلِيلِ مُعَفَّرًا *** بتُرَابِ عَارِكَ في المَحَافِلِ مُحْرَجا


تَمشِي وعِرْضُكَ ثَوْبُهُ مُتَمــَزِّقٌ *** من وَقْعِ شِعْرِي بالعُيُوبِ تَضَرَّجَا


فأنا الّذِي أَعْيَا الكُــمَاةَ قَرِيضُهُ *** وإذا لَقِيتُ فَصِيحَ قَومٍ أَنْبَجاَ (10)


يُخْبِرْكَ مَنْ شَهِدَ المَجَالِسَ أنَّنِي *** أُلْقِي البَيَانَ بِوَجْهِ خَصْمِي مُنْضَجا


وإذا سَألْتَ النَّاسَ قَالُوا شَاعرٌ *** كالبَازِ ليسَ لصَــيْدِهِ من مُلْتَجا


يا بغلُ اَمْسِكْ عن سِبَابِ رَبِيعِنَا *** كَيْمَا تَصُونَ العِرْضَ أن يَتَفَلَّجَا (11)


تَرِبَتْ يَدَاكَ وَكُنتَ نَذْلًا جَاهلاً *** ورُزِقْتَ من طَعْنٍ بِشَيْخِي الفَالِجا (12)


ما ضَرَّ شَمْسًا أن بَصَقْتَ بوَجْهِهَا***وتَرَى بُصَاقَكَ نَحْوَ وَجْهِكَ أَحْنََجَا(13)


أَدْعُوا الإلَه بأَنْ تَكُونَ قَصِيـدَتِي *** سَمًّا زُعَافاً , قُبْحَ صَوَْتِـكَ عَالَجَا


شِعرِي نَذِيرُكَ يا سَفِيهُ وإن تَعُدْ *** تَلْقَ الفَرَزدَقَ ذا الفَصَاحَةِ والحِجَا


وتَرَ بِدَلْوِي كُلّ عَيْبٍ صُـنْتَهُ *** في عُمْقِ زَوْرَاءِ السَّرِيرَةِ مُخْرَجَا (14)


إنّ المُحِبَ إذا أُهِــينَ حَبِيبُهُ *** ثَارَتْ عَوَاصِــفُهُ كَبَحْرٍ هُـيِّجَا



ــــــــــــــــــــــــــ


(*): الحِلْقِدُ: السيّئ الخُلقِ – الثقيلُ الروح.
(01)لَهِجَ: كفَرِحَ,أغرى به , فثابر عليه.
(02):الحِجَا: العقل.
(03):بَعَجَهُ: شَقَّهُ
(04):طُراًّ: أي جميعاً.
(05):شَحَجَ: شحيج البغل صوته.
(06):تحَشْرَجَ: التحشرجُ ترَدُّدُ صوت الحمار في حلقه.
(07):مُلَجْلَجاَ: التلجْلُجُ الترَدّد في الكَلاَم.
(08):ضَبَّجَ: ألقى بنفسِهِ على الأرض من كَلَلٍ أو ضرب.
(09): اقصد بالمَزَابلِ: المنتديات التي نُشر فيها سبُّ الشَّيخ والمجالس التي انتُقِصَ فيها وما أكثرها!.
(10):أنْبَجَ: خلَطَ في كلامه.
(11):تفلّجَ: تَشَقَّقَ.
(12): النَّذْلُ والنَّذيلُ : الخَسيسُ من الناس والمُحْتَقَرُ في جميع أحْوالِهُِ والفَالِجُ: مرضٌ, استرخاء أحد شِقّيْ البَدن لانصِبابِ خَلْطٍ بلغُمي تنسدُّ منه مسالك الروح.
(13):أحْنَجَ: مَالَ.
(14):الزََّوْرَاءُ: البِئْرُ البَعِيدَة.


انظر: القاموس المُحيط , والصِّحاح


تَمَّتْ يوم:


‏«04‏ جمادى الآخرة‏، 1432هـ»

عبد الحفيظ المقري الأثري
05-08-2011, 08:52 PM
بارك الله فيك وجعلها الله في ميزان حسناتك

عبد الهادي جمال الدين
05-09-2011, 03:42 PM
بارك الله فيك أخي عبد الحفيظ وسدَّد خطاك وجعل الجنَّة مثواك.

أبو عبد الرحمن محمد العكرمي
05-11-2011, 06:29 PM
أخي عبد الهادي جمال الدين أحببت تغييرك للتوقيع و أحببت من قصيدتك قولك في آخرها :

إنّ المُحِبَ إذا أُهِـينَ حَبِيبُهُ *** ثَارَتْ عَوَاصِـفُهُ كَبَحْرٍ هُـيِّجَا


فإن أشْعُرُ أن هذا البيت أصدق ما يكون و أدعى للإشادة و الثناء , كيف لا و ملؤه الحماس و التشجيع للدفاع عن أعراض المحبوبين
بكل ما لديك حتى يخالك الشاني و المبغض بحراً خضماً هاج به في ليلة سوداء لا سرى فيها ضوء القمر

كما أوجه لك شكري على هذه القصيدة الطيبة , بيد أنني رأيت فيها ثقلاً يتكرر لديك كثيراً في أكثر الأبيات

و ذلك حين تأتي بكلمات تنتهي بهاء الضمير , كمثل قولك :
قدْ كان عِلْمُهُ للكُرُوبِ مُفَرِّجَا
و قولك :
* حتّى سَمِعتُـه بالشَّتائم شَاحِجَا
وقولك :
هذا مِثَالُه إنْ وَصَفْتُه مُنْصـِفا

ففي جميع الأشطار توهمت أن الهاء تتم لك تفعيلة الكامل لتصير مُتَفَاعلن و لكن ينبغي التنبه إلى المد الطبيعي (حركتان) المتولد عن هاء الضمير , فإنه يحدث لك ثقلاً , تحتاج معه إلى قطع المد ليستقيم الوزن , و لا تنظر إلى الكتابة فإني أحسبك تعرف أن الشعر ما يلفظ لا ما يكتب .......... و الله يوفقك .

عبد الهادي جمال الدين
05-15-2011, 01:07 PM
بارك الله فيك أخي العكرمي على هذا التشجيع فإنا والله لأحوَجُ إليه في هذه الأيام ... أما بالنسبة للثقل الذي ذكرته فسأحاول تجنبه في المستقبل ... بارك الله فيك

أبو عبد الرحمن محمد العكرمي
05-16-2011, 12:41 AM
و فيكم بارك الله أخي جمال
و ليس الذي صدر مني تشجيع
بل هو حديث مع أخٍ أحسبه شاعراً و أحسبه يعرف ما يقول جيّداً .