المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصناف البغاة الذين شاركوا في قتل عثمان رضي الله عنه


أبو زياد حمزة الجزائري
03-10-2011, 01:00 AM
قال الإمام أبو بكر بن العربي رحمه الله:

(( الذين شاركوا في الجناية على الاسلام يوم الدار طوائف على مراتب:

فيهم الذين غلبَ عليهم الغلوُّ في الدِّين, فأكبروا الهنات وارتكبوا في إنكارها الموبقات,
وفيهم الذين ينزعون إلى عصبية يمنية على شيوخ الصحابة من قريش, ولم تكن لهم في الاسلام سابقة, فحسَدوا أهلَ السابقة من قريش على ما أصابوا مِن مغانِم شرعية جزاء جهادهم وفتوحهم, فأرادوا أن يكون لهم مثلُها بلا سابِقةٍ ولا جِهاد.

وفيهم الموتورون من حدودٍ شرعية أقيمت على بعض ذويهم, فاضطعَنوا في قلوبهم الإحنة والغل لأجلها, وفيهم الحمقى الذين استغلَّ السبئيون ضعفَ قلوبِهم فدفعوهم إلى الفتنة والفساد والعقائد الضَّالة, وفيهِم من أثقَلَ كاهِلَه خيرُ عُثمانَ ومعروفه نحوه، فكفرَ معروفَ عُثمان عندما طمع منه بما لا يستحقُّه من الرئاسة والتقدم بسبب نشأته في أحضانه، وفيهم من أصابهم من عثمان شيءٌ من التعزيرِ لبوادرَ بدرت منهم تخالفُ أدبَ الاسلام، فأغضَبهم التعزيرُ الشَّرعي من عُثمان, ولو أنهم قد نالهُم مِن عُمرَ أشدُّ منه لرضوا به طائعين, وفيهم المتعجلون بالرئاسة قبل أن يتأهلوا لها اغترارًا بما لهُم من ذكاءٍ خلاَّبٍ أو فصاحَةٍ لا تُغذِّيها الحِكمة, فثاروا متعجِّلين بالأمر قبل إبانِه, وبالإجمال فإنَّ الرحمة التي جُبِل عليها عُثمان رضي الله عنه وامتلأَ بها قلبُه أطمعتِ الكثيرين فيه, وأرادوا أن يتَّخِذوا من رحمتِه مطِيَّةً لأهوائهِم)).
(( العواصم من القواصم, ص 58 )).

قلت: تعدَّدت الأسباب التي أدت بالخوارج إلى فعل ما فعلوه، وجميعُها أسبابٌ دنيوية مصلحية, عادت على أمة الاسلام بالويل والدمار.
فهذا دأبُ الخوارج من قديم, همُّهم الدنيا وإقامة مصالحهم (الخاصة), ولو على حساب دماءِ المسلمين ...
جاء في (البصائر والذخائر) لأبي حيان قوله:
((أتى رجلٌ من الخوارج الحسنَ البصري فقال له: ما تقول في الخوارج؟, قال: هم أصحابُ دُنيا, قال: ومِن أين قلت, وأحدُهم يمشي في الرمح حتى ينكسِرَ فيه ويخرج من أهله وولدِه؟, قال الحسن: حدِّثني عن السُّلطان أيمنعُك من إقامة الصَّلاة وإيتاء الزكاة والحج والعمرة؟, قال: لا, قال: فأُراهُ إنّما منعَك الدُّنيا فقاتَلتَه عليها)). (ج1 - ص156)


وما أشبه الليلة بالبارحة

أبو عبد الله بلال يونسي
03-10-2011, 01:31 AM
صــــــــــــدقـــــــــــــــــــــت


ومما ذكر أهل العلم أيضا :



- الغلو في الصالحين حتى إذا رأوا منهم ما ينكرونه أكثروا الجلبة وأنزلوا فعله منزلة من لا يجوز عليه الخطأ؛ والعكس صحيح ...


-سوء الأدب و الافتيات على أهل الفضل و هضم حسناتهم بمجرد أول تصادم لدخيلة خسيسة ؛ مصداقا لحديث الرسول الكريم :
( وإذا خاصم فجر) ...


- البعد عن أهل العلم وترك من تعلم على أيديهم مسندا إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع الميل إلى الصحفيين وتمجيدهم وما ذاك إلا لعلاقة قرابة أو جوار أو طول صحبة ...

قال عمر بن الخطاب -رضي اللهُ عنه-: "إنَّ النَّاسَ بِخَير ما أخذوا العلم عن أكابرهم، ولم يَقُمِ الصغيرُ على الكبير، فإذا قام الصغير على الكبير فَقَدْ -أي: فقد هلكوا-" رواه اللالَكَائِيُّ في (السنة).


وقد قيل :


وعين الرضا عن كل عيب كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساويا


وعلى كل فالله يفضح شيعة ربطت بزائل ...:

( أم أنّه الرحمن يفضح شيعـةً /// بمصالحٍ رُبِطَتْ بنـهج عاطلِ


فطموا على حب الفلوس فهمهم *** جمعٌ لها حتى ولو بتحايل

باعوا لأجل مصالح سفلية *** نهج الرسول وأبدلوه بأرذل)

حتى أني سمعت بعض المتعصبة للمشاهير بين العامة الضعفاء عند أهل التحقيق - (سيَّان هم والأحاديث المشتهرة على الألسنة المصنوعة عند أهل الفن العارفين ) - يقول : من فلان وفلان -(وقصده بعض العلماء)؛ فهم لا يظهرون في التلفزيون ؛ وكذا فلان-( وقصده بعض الدعاة الكبار عندنا في الجزائر )- ؛ فذاك ليس له مسجد ؛ وهو يتكلم في الدعاة إلى الله -(زعموا إذ كيف يدعو إلى الله من عدم الزاد)- حسدا لهم وغيرة منهم ولأنه ليس له مسجد ولا أتباع كثر ؛ وغيرها من المهاترات الهستيرية ...

ووالله إني لأعلم من الدعاة إلى الله من أتتهم الإمامة راغمة من قرابة عشر سنوات ولا تزال تأتيهم الدعوات إليها إلى يوم الناس هذا من كل الولايات ؛ وهو يأبى ؛ لا لشيء سوى خوف الشهرة وحب الخمول ؛ مع خشية الابتداع ومداهنة أهل البدع بالقيام ببعض البدع تزلفا لأهل الدنيا والمناصب المرموقة ؛ من باب المصلحة والدعوة -زعموا- ؛ فوالذي يحلف به العبد الضعيف : لقد خالف أولاء الزمرة من الدعاة - زعموا- كل شروط من أجاز فعل بعض المخالفات لمصلحة الدعوة ؛ فتوسعوا في المخالفات ؛ وجعلوا بدل الدقائق ساعة في درس الجمعة ؛ وجعلوا بدل الموعظة تقصيصا وتنكيتا ؛ متناسين نهي رسولنا الكريم :( ويل لمن كذب كذبة ليضحك بها القوم ؛ ويل له ويل له من النار...) [أو كما قال رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه مصابيح الدجى وأنوار الدلجه من أقام بهم ربنا الحكيم على عباده الحجه وأظهر بهم المحجه ] ؛ فانظروا يا إخوان فالقوم صار مقياسهم كثرة الأتباع لا العلم والرسوخ في السنة ؛ فاللهم عظم أجور أهل السنة في الناس الذين هم أرحم بهم من أهاليهم ...

ولكن من جهل شيئا عاداه
فلا حول ولاقوة إلا بالله

وإن كان أغلب ما ذكرت مضمن فيما ذكرتَ ولكن فصلتها عنها لأهميتها وبيانا لما قد يخفى على بعض إخواننا القراء


فبارك الله فيك أخي وسدد خطاك على نهج رسوله الكريم و أعانك على الثبات على النهج القويم ؛ وشكر لك سبحانه جهودك وجعلنا إخوانا على سرر متقابلين

آمين
آمين
آمين

أبو زياد حمزة الجزائري
03-10-2011, 05:31 PM
شكرَ الله لك أخي ما تفضَّلت به مِن إضافات,
وأسألُ الله تعالى أن يمُنَّ علينا بالعلم النافع والعمل الصالح,
وأن يجنِّبنا الزلل في القول والعمل.
آمين

محمد الحريري
03-10-2011, 05:48 PM
جزاكما الله خيرا، فقد أمتعتمانا بما ذكرتماه من فوائد منيفة، وفرائد لطيفة.
و في هذا الباب كتاب جيد بعنوان " تحقيق مواقف الصحابة من الفتنة من روايات الطبري والمحدثين" ل: "محمد أمحزون" في جزأين، والأصل أنه رسالة جامعية،و يتميز هذا الكتاب بنقد الروايات وإخضاعها لقُبّان أهل الحديث، وقد نَصَحني به أحد مشايخنا السلفيين.

الشاعر أبو رواحة الموري
03-10-2011, 10:20 PM
والله يا أبا زياد إنه لاختيار موفق

وخاصة في أوقاتنا الراهنة التي تعج بالفتن من مسعري أُوارها الذين هم الأولى بهذا الوصف :

وفيهم الحمقى الذين استغلَّ السبئيون ضعفَ قلوبِهم فدفعوهم إلى الفتنة والفساد والعقائد الضَّالة

فهم الجناة الحقيقيون على الإسلام وأهله

وبارك الله فيك أخي أبا زياد

ورحم الله ابن العربي صاحب هذه الكلمات المعبِّرة
والرؤية الثاقبة .

أبو عبد الرحمن محمد العكرمي
03-11-2011, 12:09 AM
شكرا لك أبا زياد

أحسنت النقل و الإفادة

و وقعت على السبب الفاضح

نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين

أبو زياد حمزة الجزائري
03-11-2011, 01:12 AM
جزاكم الله خيرا جميعا على المرور الطيب