المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد الجلي على أبي منار العلمي


أبو الخنساء عبد الهادي شاهين
11-29-2010, 10:34 AM
الرد الجلي على أبي منار العلمي


بقلم


أبي عبد المهيمن العراقي



بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً _ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:70 - 71)
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله تعالى, وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار, أما بعد :

"فإن الواجب على كل مسلم اتباع السنة المحمدية, واقتفاء الآثار النبوية الأحمدية, التي منها التمسك بسنة الخلفاء الراشدين, الأئمة المهديين, ولقد أقام الناس على ذلك بعد عصر النبوة زماناً, تابعين للشريعة النبوية احتساباً وإيمانا,ً كما أشار إليه الإمام أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي في كتاب (الحجة) فقال : وقد كان الناس على ذلك زماناً بعده إذ كان فيهم العلماء, وأهل المعرفة بالله من الفهماء, من أراد تغيير الحق منعوه, ومن ابتدع بدعة زجروه, وإن زاغ عن الواجب قوموه, وبينوا له رشده وفهّموه, فلما ذهب العلماء من الحكماء ركب كل واحد هواه, فابتدع ما أحبه وارتضاه, وناظر أهل الحق عليه, ودعاهم بجهله إليه, وزخرف لهم القول بالباطل فتزين به وصار ذلك عندهم دينا يكفر من خالفه, ويلعن من باينه, وساعده على ذلك من لا علم له من العوام , ويوقع به الظنة والإيهام, ووجد على ذلك الجهال أعواناً, ومن أعداء العلم أخداناً, أتباع كل ناعق, ومجيب كل زاعق, لا يرجعون فيه إلى دين, ولا يعتمدون على يقين, قد تمكنت لهم به الرئاسة, فزادهم ذلك في الباطل نفاسة, تزينوا به للعامة, ونسوا شدائد يوم الطامة" [أنظر الرد الوافر للإمام ابن ناصر الدين الدمشقي (7-8)].
واليوم اشتدت غربة الإسلام حتى أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً, فأصبح أهل الباطل معززين مكرمين, وأهل الحق من الناس منبوذين محاربين, ولا قوة إلاّ بالله رب العالمين .
واشتدت الغربة لمّا كثرت الفتن فعمّت جميع البلدان وطمّت , ونحن في العراق حدثت عندنا فتن كثيرة في الدين والدنيا , ومن الفتن التي حدثت عندنا وعلينا أهل السنة : فتنة الإخوان, ثم فتنة التكفير (الخوارج ), ثم هذه الأخيرة فتنة الجمعيات الحزبية التي ما دخلت بلداً إلاّ فرقت شمل السلفيين فيه, وقد ذكر أحد الإخوة : أن في بداية التسعينات من القرن الماضي بحدود 1993 - بالتأريخ الإفرنجي - وما بعدها كان السلفيون قليلين ولكنهم على قلب رجلٍ واحدٍ, فجاءت فتنة الإخوان المسلمين فانجرف فيها بعض من كان ينتسب إلى السنة, وحصل فتنة أحترق بنارها من عايشها إلا من شاء الله , ثم جاءت فتنة التكفير في نهاية التسعينات بحدود سنة 1999 فاحترق بنارها قسم من الذين كانوا ينتسبون إلى السلفية, وحصلت نقاشات ومناظرات بين الطرفين فثبّت الله مَن تمسك بكلام العلماء وترك أدعياء العلم وانحرف من شاء الله له أن ينحرف أ هـ بمعناه . أقول ثمّ جاءت هذه الفتنة والتي هي أخطر وأشد من الفتنتين السابقتين فهي صادرة من طالب علم كبير بل يصفه بعضهم بـ(العالم) وعنده من وسائل التلبيس والتدليس ما الله به عليم , فهو يلبس لباس السلفية ويتكلم ببعض كلامهم ويُحسن به الظنّ بعض العلماء؛ ولذا يزكونه , فالفتنة به أشد وكنّا قبل هذه الفتنة في العراق متميزين عن غيرنا فما إن ترى رجلاً ذا لحية حتى تطمئن إليه وتثق به من أول لقاء؛ لأن الذي يلقاك وهو يمدح رؤوس الإخوان كـ(طقب) و(البنا) عرفتَ أنه إخواني خاصة وأن ّ كثيراً منهم ليس لديه هدياً ظاهراً , وبخاصة إذا طعن بالعلماء السلفيين , وأمّا الخوارج فصفتهم تكفير المسلمين وتحليل قتلهم, ومن سماتهم حلق لحاهم حتى لا يُعرفون فيُعتقلون بل ويلبسون البنطال الضيق ويحلقون بعض رؤوسهم ويتركون بعضها ( قزع) متشبهين بالكفار ويمجدون رؤوس الخوارج كـ(ابن لادن) و(الظواهري) و(المقدسي) وغيرهم ويطعنون بالعلماء السلفيين وخاصة الألباني وإن أظهروا حبّ الفوزان وابن باز .
وأمّا هذه الفتنة فتجد القائمين عليها والساعين فيها يلبسون لباس السلفيين ولا تستطيع أن تفرق بينهم وبين السلفيين الأقحاح إلاّ من خلال مجلسه وممشاه أو إذا تكلم ونصر الأصول الخلفية , فأنتَ تُخدعُ به في بداية لقائك به وربما لبّس عليك منهجك ودينك !! فهو يظهر توقير العلماء وتبجيلهم ويثني على من تثني عليه أنت ويذم الإخوان والخوارج ولا تعرفه إلا بمدح من يلبس لباس السلفية من الدعاة !! , فبعد أن كان أهل الهدي الظاهر كلهم سلفيون على منهج واحد , تفرقوا وصدق من قال من السعوديين مخاطباً أحد العراقيين : أنتم السلفيون أحسن منّا حالاً لأنكم متميزون عن غيركم وأمّا نحن فأهل الهدي الظاهر عندنا كثير , تسير مع أحدهم دهراً ثم تكتشف أنه حزبي . أ هـ بمعناه , فهذا كان قبل دخول الجمعيات [ ذكر الحلبي في منهج السلف ص 40 أن جمعية إحياء التراث كانت سبباً في تفريق السلفيين في بعض البلدان ] وأمّا اليوم فصار حالنا : إذا لقيتَ ملتحياً تخاف منه وتخشى أن يكون حزبياً أو مميِّعاً والله المستعان.
قال مفضل بن مهلهل : ( لو كان صاحب البدعة إذا جلستَ إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه ولكنه يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه ثم يدخل عليك بدعته فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك ) [ الإبانة الكبرى لابن بطة 1/408], وفوق هذا كله كثير من المهجرين لا يستطيعون ردّ الباطل ولا نصر الحق إن عرفوه خشية أن يشي بهم أحد المميعة إلى السلطات – وقد حصل شيء من هذا – فاشتدت غربة أهل السنة وكثر أعوان الباطل وأحسسنا - حقيقةً - بالغربة والله المستعان .
وفي بداية ظهور الفتنة أعني فتنة الحلبي ومنهج التمييع كثر الكلام فقلتُ : ( ورد في الحديث أن العلماء ورثة الأنبياء فسأسمع كلامهم لأنجو ) وسمعتُ كلام العلماء واطمأننت وعرفتُ الحق من الباطل , وفي هذه الأثناء سمعتُ كلمةً ألقاها العلمي في أحد مساجد قرية ( البو عجيل التابعة لمدينة تكريت من محافظة صلاح الدين في العراق ) فتعجبتُ منها لِمَا فيها من مخالفات للحق , فكنتُ أتمنى أن يردّ عليها بعض طلبة العلم ولكن لم يرد أحد فقال لي بعض إخواني في الله لماذا لا تردّ عليها أنتَ فقلتُ لعل غيري يردّ فانتظرتُ فلم يردّ أحد ويبين ما فيها فاستعنتُ بالله تعالى وكتبتُ عليها ردّاً في شهر ذي الحجة من عام 1430 هـ وأبقيتُه عندي لعل أن يرجع العلمي إلى الحق وأن يكون مع أهل السنة ضد الباطل وخاصة أننا نسمعُ عنه كل فترة كلاماً جديداً , فتارة يُخطِّئ الحلبي وتارة يمدحه وتارة يقول الحق وتارة يقول ضده , فبقي متقلباً ثمّ ساءت حالته كثيراً قبل أشهرٍ وبدأت الشبهات المطروحة في هذه المحاضرة تنتشر ويحاججنا فيها بعضهم , فبلغني أنّ الشيخ ربيعاً بدع الحلبي والعلمي وقال للعرقيين أنشروا هذا عني وبعد ذلك تريثتُ لعل العلمي يراجع نفسه ولكن دون جدوى فأضفت بعض الإضافات وأجريتُ على الرد بعض التعديلات ثم عزمتُ على نشره وشجعني على ذلك بعض الأخوة فلله الحمد والمنة . وسأنقل كلام العلمي مَقطعاً مقطعاً وقد فرغّته كاملاً وجعلته في بداية هذا الردّ حتى لا أُتَهم ببتر الكلام والمحاضرة موجودة ومنتشرة بصوته وربما موجودة على الأنترنت , وقد أخفيتُ بعض الأسماء في الرد خوفاً عليهم من كيد أعدائهم – حفظهم الله من شرورهم - .
وأعتذر من الشدة التي قد يجدها القارئ في ثنايا هذا الرد فإن الحق أغلى من الرجال , وأحياناً الشدة أنفع من اللين قال شيخ الإسلام ( وقد لا يَنْقَلِعُ الْوَسَخُ إلَّا بِنَوْعِ مِنْ الْخُشُونَةِ ؛ لَكِنَّ ذَلِكَ يُوجِبُ مِنْ النَّظَافَةِ وَالنُّعُومَةِ مَا نَحْمَدُ مَعَهُ ذَلِكَ التَّخْشِينَ ) [ مجموع الفتاوى 28/ 54 ] .


كلام العلمي هدانا الله وإياه سواء الصراط





العلمي –هداه الله - (( 000 وشنأ من بغضه وبغض سنته وجعل الرفعة للمؤمنين في الدنيا والآخرة قال تعالى -:]وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ [(الشرح4) و قال تعالى -:]كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ [(ص29) و قال -: ]فِيهِ ذِكْرُكُمْ[(الأنبياء 10) يعني رفعتكم وقال عمّن شنأه ]إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [(الكوثر3) ولذلك لمّا جاء كتاب النبيّ r إلى كسرى مزّقه ، قال النبيّ r " مزّق الله ملكه "، فمزّق ملك كسرى .
و لمّا جاء كتاب النبيّ r إلى هرقل ملك الروم قبّله وحفظه فحفظ الله له ملكه فملك النصارى قائم إلى يوم القيامة بما حفظوا أمر النبيّ r وإن كانوا لم يتبعوه ظاهراً ولا باطناً وإنما عظَّموا الكتاب الّذي جاء من عند النبي r ولذلك كان هرقل وهو مُقَدَّمُهُم قال لو أعلم أني أخلص إليه لتجشمتُ عناءه ولغسَّلتُ على رجليه حتى قال ابو سفيان - وكان كافراً آنذاك- قال لقد (عَظُمَ) أو أمِر (يعني) عظم أمرُ ابن أبي كبشة أن يخافه ملك بني الأصفر. فلطالما أنَّ النبيّ r أمرنا بأوامر ونهانا عن مناهي كان من ضمن هذه الأوامر التي أمرنا الله بها هو أنّه الأخذُ بكتاب الله U بقوة واتباع أمر النبيّ r ظاهراً وباطناً بل إنَّ هذا أمر الله U قال ]وإن تطيعوه تهتدوا[ فإذا أطعنا النبيّ r وأطعنا من ورّثهمُ النبيّ r وهم العلماء فإنَّ الأنبياء لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً وإنَّما ورَّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافرٍ . وقد سمعت أو قرأت كلمةً أعجبتني جداً يردُّ فيها أحد الشباب على من كان رأساً في الفتنة وهو شخصُ يُدعى بازمول قال ويقول الكاتب (( وكنت – يعني- منذ سنين وأنا أعجب كيف الدعوة السَّلفية تكون في العراق ومعهم الروافضُ ومعهم الإخوان المسلمين ومعهم التكفيرية –القاعدة- ومعهم أنصار الإسلام ومعهم العوام ومعهم الصوفيّة والدعوة السلفية قائمة ولم تتآكل وكنت أعجب من ذلك حتى جئت يا بازمول فأدخلت لهم الواقع الذي هو في السعودية تعيشونه, تعيشون أنتم في السعودية الاستقرار الاجتماعي و الاستقرار الاقتصادي و الاستقرار العلمي و الاستقرار السياسي وتريدون أن تطبِّقوا ذلك الواقع –واقع السعودية- على الواقع الذي في العراق وشتّان بين الواقعين فأقول لك يا بازمول رفقاً بأهل السنة في العراق فلا تنقلوا ما عندكم من فتنٍ إلى الساحة العراقية فإن الساحة العراقية لا تتحمَّل)). أقول والله جزا الله الكاتب خير الجزاء فإنه والله صدق وبرّ فإنَّ الساحة العراقية لا تحتمل ما تحتمله الساحة السعودية, الساحة السعودية مستقرة سياسيّاً, دينياً, أمنياً, غير ذلك الساحة العراقية الدعوة فيها حديثة عهد, الدعوة فيها لم تتربَّ على يد علماء كبار, الدعوة فيها يتيمة, فعلاً –يعني- العلماء الذين يقولون الدعوة في العراق يتيمة, هم كذلك ليس لها رأس ليس لها أبّ تتربّى على يديه ليس هناك عالم ربّاني فنقول لطلبة العلم المبتدئين والمتقدِّمين منهم نقول لا تنقلوا المشاكل التي في البلاد المستقرة إلى بلاد حالها أنّها في احتلال أنّ معهم الإخوان و معهم الروافض و معهم الصوفيّة و معهم فئات كلّها تريد الكيد للسلفية فنقول للشباب السلفي هذه المسائل التي في البلاد المجاورة لا تنقلها إلى بلدك وعليك بالعلم الشرعي علِّموا الناس التوحيد, التوحيد هو الذي دعا إليه النبيّ r في أوَّل حياته وفي أوسط حياته وفي آخر حياته التوحيد الذي قال عنه النبيّ r ((من قال لا إله إلاّ الله دخل الجنّة)) وقال ((من كان آخر كلامه لا إله إلاّ الله دخل الجنّة)) علينا أن نعلِّم الناس التوحيد نحن في بلاد شرك نحن في بلاد خرافات نحن في بلاد قبور نحن في بلاد عزوف عن منهج الأنبياء علّموا الناس هذا العلم الشرعي لا تشتغلوا بما اشتغل به العلماء كان بين أحمد بن أبي صالح والنسائي ما بينهم من الخلافات وكان بين الإمام مالك وأحد أقرانه وكان بين البخاري وأحد أقرانه وكان بين العلماء في ما بينهم وحتى الجرح منهم من جرَّح عالم ومنهم من طعن به ومنهم من وثَّقه, كان الشافعيُّ -رحمه الله- يقول عن إبراهيم بن محمد ابن أبي يحيى يقول الثقة وكان جماهير المحدِّثين يقولون عنه أنه أحاديثُهُ مناكير فما ضرَّت الشافعيّ تزكيته لإبراهيم وما نفعت إبراهيم التزكية من قبل الشافعي فإذا شيخ من المشايخ زكَّى عالماً أو طالب علمٍ وتزكيته نراها بأنها ليست في موطنها أو أنَّ عالماً من العلماء قدح في عالمٍ آخر ونرى أنَّ القدح هذا ليس بصحيح ولا يستحق ذلك العالم فإننا بإمكاننا أن نقول أن فلاناً أخطأ العالم الفلاني يخطِئ العالم يخطِئ لماذا خطّأنا الشافعي في تزكيته لإبراهيم ( بن أبي محمد) ابن محمد بن أبي يحيى ؟ لماذا خطّأناه فيها ؟ لأن جماهير العلماء قالوا أنّ إبراهيم منكر الحديث بل وصفه بعضهم –يعني- أنه كذّاب . فإذا كان كذلك ممكن أنّ العلماء المعاصرين تجد عندهم الخطأ. فعلى طالب العلم الشرعي أن لا يشتغل بما بين العلماء. آحاد العلماء هم الذين كانوا في الجرح والتعديل, آحاد تجد فلان يحيى بن معين الأوزاعي الثوري علي بن المديني البخاري الرازي الدار قطني ابن خزيمة الذين تكلموا في الرجال آحاد, عشرات , في الأمة ملايين , مليارات, الذين تكلّموا في الرجال آحاد فطالب العلم الذي لم يصل إلى كعب العالم تجد أنه يقدح في العالم الفلاني ويتكلّم في العالم الفلاني ويقول عن العالم الفلاني كذا وكذا وهو مبتدع وهو ضالٌّ وهو. أنت من حتى تتكلم في العالم الفلاني أنت سمعت كلمة مجملة لا تعرف –يعني- أبعادها في بلد مستقر ثم تأتي وتطبقها على واقعك أنت ويكون الولاء والبراء يعقد على هذه الكلمة هذا من الظلم هذا من الظلم بمكان أنت هذا ليس عملك أنت, أنت عملك أنت لا تحسن قراءة القرآن لا تحسن أن تفرِّق بين الحديث المدبَّج والمدرج لا تحسن مسألة من مسائل الفقه –يعني- هل المسح على الخُفَّين يوم وليلة للمسافر أم للمقيم ؟هذه المسائل لا لا لم (........[كلمة غير مفهومة]) فيها أول العلم لا تحسنه كيف تأتي إلى عالم من علماء الأمة وتقدح به وتأتي بمشاكل التي في البلاد المستقرة وتأتي بها إلى بلدك وأهل بلدك أغنياء عن هذا لمّاذا لا تعلّم الناس العلم الشرعي؟ هذا واجبك. هل يسألك الله U يوم القيامة عن الشيخ ربيع عن الفوزان عن علي الحلبي عن أسامة العتيبي عن فلان وفلان لا ما يسألك الله U عن هؤلاء . يسألك عن المسائل الثلاثة التي يجب عليك أن تدرِّسها, ما دينك؟ من نبيك؟ من ربك؟ من هذا الذي بعث فيكم ؟ هذه المسائل التي تُسأل عنها يوم القيامة علِّم الناس هذا تنتفع بهذا أما إذا وجدت أن الإنسان –يعني- فارغ وليس له إلاّ –يعني- بضاعته بالعلم قليلة وتذهب البضاعة والناس تنظر إليه يريدون (منه منهم ) من عنده شيء جديد فلا يجد هذا الشيء الجديد فيبدأ يبتدئ بالطعن بالعلماء ويأتي بمشاكل التي في البلاد المستقرة حتى يطبقها على واقعه ويزعم بذلك أنّه يأخذ بقول العلماء لماذا أخذت بقول عالم وتركت عالم؟(كذا) الشيخ ربيع قال عن الشيخ علي قول شديد, شيخ الشيخ ربيع العلّامة العبّاد قال : هو سلفي سلفي سلفي خذوا عنه وقال قد ذكرت ذلك في بداية طبعتي الجديدة لكتابي رفقاً أهل السنة بأهل السنة .لماذا غلّبتَ تلك الكلمة على هذه الكلمة ؟ هذا غبن هذا ظلم وأنت تُسأل عنه يوم القيامة . الظلم إذا كان بينا هو شديد فكيف بظلم أهل العلم ؟ ولذلك (قالوا)كما قال الشافعي رحمه الله قال إذا (كان) كانت الغيبة صغيرة فإنها في أهل العلم كبيرة أنت –يعني- تركتَ الغيبة لفلان وفلان وتقول أنا لا أغتاب أحداً وتأتي إلى العلماء الكبار وتطعن فيهم وتقول إن هذا من الدين وتتدين الله بالغيبة وتتدين الله عزّ وجلّ بالغيبة هذا لا يمكن أبداً فأنا –يعني- أقول للشاب إنه هذه المسائل التي في المناطق المستقرة يتركها ويتقِ الله عزّ وجلّ وإذا أراد الرفعة عليه بدين الله عزّ وجلّ وعليه أن يُعلِّم الناس التوحيد . هذه المناطق التي حولنا هذا الآن شباب (البو عجيل) جالسون هنا, في البو عجيل الآن ممن –يعني- يتلبّس بالشرك الأكبر؟ يذبح لغير الله, وينذر ويستعين ويتوكّل على غير الله ويحلف بغير الله , وهذا في منطقة تبعد عنّا عشرة كيلو أو أقل. مَن مِن الشباب -هؤلاء الذين الآن انطمسوا في الفتنة- أتى إلى (البو عجيل) وأعطى محاضرات في مساجد البوعجيل وقال يا ناس مسألة توحيد , ومسألة إتباع وغير ذلك؟ أبداً وإنّما وجدناهم (........[كلمة غير مفهومة]) الانترنت , شيخهم الانترنت ويأتون بكلام لبازمول ولغيره من الطعن في العالم الفلاني والعالم الفلاني ويوزعونها في البو عجيل وفي الجامعة وفي غير ذلك. هذا هو دين الله عزّ وجلّ الذي أمرنا الله عزّ وجلّ به ؟ لا والله حاشا , وإنّما دين الله عزّ وجلّ التي هي الأُصول الستّة , أركان الإيمان ، علِّموا الناس أركان الإيمان الستة التي لا تكاد تجد طرفة من كتاب ربِّنا عزّ وجلّ إلاّ وتجد فيها هذه الأصول الستة علِّموا الناس هذه المسائل التي تدخل الإنسان الجنة والنار. أما أن تُعلِّم الناس. الشباب الذي لم يكن له باع في العلم أو قل دخل في السلفية منذ شهر أنّه قال الحلبي قال مشهور وقال بازمول وقال فلان وقال فلان هذه مسائل يا إخوان عظيمة هذه ما تنبغي لطلاّب العلم الكبار فضلاً عن طالب العلم المبتدئ إنما الواجب على الإنسان أن يشغل نفسه وأهله وذويه ومَن يعول بثلاث مسائل كما قال الزهري : بكتابٍ محكمٍ , أو سُنّةٍ متَّبعة, أو لا أدري. يُشغِل الناس بهذه المسائل . وإلاّ إذا الإنسان ما شغلته السنة تشغله البدعة والإنسان إذا ما اشتغل بكتاب الله عزّ وجلّ انشغل بكتاب فلانٍ وعِلاّن وكان شيخه الانترنت –يعني- أربأُ أنا بنفسي ومن أعول ومَن تبلُغُهُ كلمتي إن يترك هذه المسائل التي فيها القيل والقال والمشاكل التي في البلاد المستقرة أن يأتوا بها (........[كلمة غير مفهومة]) وينزلونها إلى واقع العراق فإن واقع العراق لا يتحمّل هذا والله أعلم.) انتهى كلامه هداه الله .


بداية الرد على العلمي


قال العلمي هداه الله (وقد سمعت أو قرأت كلمةً أعجبتني جداً يردُّ فيها أحد الشباب على من كان رأساً في الفتنة وهو شخصٌ يُدعى بازمول)
ولي مع هذا الكلام وقفات
الأولى : إنّ الشيخ أحمد بازمول – حفظه الله – معروف عند العلماء بالاستقامة على المنهج والعلم والردّ على من خالف منهج السلف ولم يعرف بأنه صاحب فتنة فضلاً عن أن يكون رأساً في الفتنة وقد زكاه العلماء الذين خبروه ورأوا منه ما يستحق عليه الثناء والتزكية وإليك بعض التزكيات له من العلماء:
1- الشيخ العلّامة أحمد بن يحيى النجمي – رحمه الله- مفتي جنوب المملكة العربية السعودية :
- وصفه بالشيخ الفاضل العلّامة السلفي. كما في تقديمه لكتابه (السنة فيما يتعلّق بولي الأمة) بتأريخ 1/11/1424
- وصفه بالشيخ العلّامة. كما في تقديمه لكتابه (بالدرر السنية في ثناء العلماء على المملكة العربية السعودية )
بتأريخ 29/12/1424
2 - الشيخ العلّامة عبد الله البسام (رئيس المحكمة الكبرى بالغربية) :
وصفه بأنه صاحب دين واستقامة في بتأريخ 15/5/1416
3- الشيخ الدكتور عبد العزيز المطرفي – رحمه الله – رئيس قسم القضاء سابقاً قال :
وبعد : فإن الاخ الأستاذ أحمد بن عمر بازمول ..... وله فهم علمِيٌّ ممتاز في تقرير المسائل العلمية , فهماً وقراءةً, ويحسن معرفة المراجع العلمية وفهم ما فيها من قضايا فكرية ممّا يدلُّ على تأهله العلمي, وهو أهلٌ لِأن يُستفاد منه علمياً , وأُوصي به خيراً لعلَّ الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين ....... بتأريخ 19/4/1415
4 - الشيخ محمد بن عبد الله السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام :
وصفه بأنّ له جهود مباركة في الدعوة إلى الله وتبصير الناس بأُمور دينهم , وبأنه عرفه بحسن المعتقد وسَيرِهِ على منهج أهل السنة والجماعة محذراً من أهل والبدع والأهواء . بتأريخ 20/10/1423
5 - الشيخ العلّامة الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان – حفظه الله - وأمدَّه بالعافية لقمع أهل الزيغ والضلال - : قرّض له كتابه (المدارج) وقال فيه : الحمد لله وبعد : فقد قرأتُ هذا الكتاب الذي هو من تأليف الأخ في الله أحمد بن عمر بن سالم بازمول , في موضوع كشف شبهات الخوارج فوجدتُه بحمد الله وافياً في موضوعه , في ردّ شبهات هذه الفرقة المارقة المفسدة .... فجزى الله المؤلف لهذا الكتاب خير الجزاء فهو إسهام جيد منه في دفع خطر هؤلاء , وإبطال شبهاتهم , نفع الله بهذا الكتاب , وردّ به كيد الأعداء .
6 - الشيخ العلّامة زيد بن محمد المدخلي – حفظه الله - : قال في تقديمه لكتابه (الدرر السنية ) : تمّ لي الإطلاع على الرسالة الموسومة بالدرر السنية في ثناء العلماء على المملكة العربية السعودية من إعداد أخينا صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن عمر بن سالم بازمول . بتأريخ 4/11/1424
7 - الشيخ الإمام العلّامة حامل لواء الجرح والتعديل والمدافع عن المنهج النبيل الدكتور ربيع بن هادي المدخلي
- حفظه الله وبارك في عمره لقمع المعاند والرد على كل زائغ جاحد ونصر به السنة وأهلها – قال : إنّ الأخ أحمد بازمول أعرفه بأنه من خيرة حملة العلم ديناً وخُلُقاً ومنهجاً وأعتقد أنه ممن يصلح للتدريس والدعوة وقد طلب مني هذه التزكية فأعطيته إياها لاعتقادي أنه لذلك أهل . بتأريخ 27/11/1417
- وقال عنه: عالم دَرَسَ الحديثَ والعقيدةَ والفقهَ على علماء ومؤَصَّل تأصيلاً علمياً ودكتور في الجامعة . بتأريخ 4/7/1430[نقل هذه التزكيات الأخ أبو جميل الرحمن الجزائري في 27 / محرم / 1430 هـ غير الأخير فهو من البيان الصادق البديع] هذه تزكيات العلماء للشيخ أحمد وثنائهم عليه ومدحهم له واعترافهم له بالعلم والفضل , ويأتي من يقول عنه (رأس فتنة) و(يُدعى ) وكأنّه غير معروف , وما يضرّ بازمول أن لا يعرفه العلمي وقد عرفه العلماء ؟ .

ثم ألم يسمع العلمي –بأُذُنه- الشيخ ربيع – حفظه الله – يقول ( لو لم يرد – يعني بازمول-على علي الحلبي لرددت أنا عليه ولكنه كفاني)؟!
فلو ردّ الشيخ ربيع على الحلبي هل سيكون رأساً في الفتنة ؟!!
ثمّ هل الشيخ أحمد بازمول – حفظه الله – وحده رد على الحلبي وقواعده –الجديدة- حتى يُطعن به ويقال أنه رأس في الفتنة؟
أما نصح الشيخ العلّامة أحمد النجمي-رحمه الله- قبل أن يموت بعدم أخذ العلم عن مشايخ الأردن ؟!!
أما رد الشيخ العلّامة عبيد الجابري- حفظه الله- على علي الحلبي كما في أجابته على أسئلة رائد المهداوي وإجاباته عن أسئلة شباب العراق (كركوك) وغيرها؟!
وكذا ردّ الشيخ يحيى الحجوري- حفظه الله- ,-ولا يُستبعد أن يقال عنه صاحب فتنة- وكذا الشيخ أسامة العتيبي والشيخ محمد المدخلي والشيخ أبو بكر المصري وأبو عبد الأعلى المصري وغيرهم .هل هؤلاء المشايخ كلهم أهل فتنة؟
أم كل مَن ردّ على الحلبي صار صاحب فتنة عندكم ؟!
ثم ما هي الفتنة التي تتكلم عنها يا شيخ ؟! ألم تكن أنت ساعياً فيها وداعياً إليها ومحذرا ممن لم يقع في شباك قواعد التمييع ؟!
ألم تنشر كتاب الفتنة (منهج السلف) وتنصح أتباعك بقراءته؟!
ألم تنشر كتاب (المنح الصحيحة) وتنصح أتباعك بقراءته وتوزيعه؟!
ألم تنشر كتاب (تحذير الناصحين) وتنصح أتباعك بقراءته ؟!
ألم تنشر الكتاب السياسي (نازلة العراق) وتنصح أتباعك بقراءته؟!
أم يجوز لكم نشر باطلكم ولا يجوز لأهل الحق أن يدافعوا عن حقّهم؟!
وأخطاء الحلبي يعرفها مؤيّدوه قبل منتقديه!! فها هو (علي أبو هنية الفلسطيني) في مقاله بيان ( طلبة العلم من فلسطين ) مع فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله - يقول : (وأنَّ كتاب شيخنا " منهج السلف الصالح " كتاب حق وعلم – بمجموعه) (فقوله (بمجموعه) فيه اعتراف منه بأن الكتاب فيه أخطاء . [ينظر : البيان الصاق] وإن من العجيب أن تعلَم -أخي القارئ- أنّ العلمي –أصلح الله حالنا وحاله وهدانا الله وإيّاه إلى سواء الصراط- يعلم بل ويُقِرُّ هو أيضاً أنّ الشيخ علي الحلبي عنده أخطاء وخاصَّةً في كتابه منهج السلف !! [قال ذلك أمام الأخ عبد الباسط أبا عمر في بيجي وقد اتصل أحد الأخوة بأبي عمر فأقر ذلك والمكالمة مسجلة وهي عندي] بل ويزداد العجب إذا علمت أنّ الشيخ علي بنفسه يقر أن في كتابه هذا أخطاء!!! ففي مقال له بعنوان (لا تجعلوا (كتابي) هو المشكلة! فالأمر أعظم من ذلك) قال عن كتابه منهج السلف : ( فمن قائل : وقفت على خطئين فيه! فأقول لقد أقللت –يا أخي- إذا!! فباليقين ما في (كتابي) من الأخطاء أو الملاحظات أكثر من ذلك بكثير ... ولكن الله هو الستِّير ...) !!.
فهو اعترف بنفسه أنه يعلم أن في كتابه أخطاء وبيقين ولم يبين تلك الأخطاء الكثيرة !!!.

فإذا تحقق هذا فما الضير أنْ بيَّنها -أوبيَّن بعضها- الشيخ الدكتور أحمد بازمول نصحاً لله ولدينه؟ وهل بيان الخطأ للناس وردِّ الخطأ على المخطئ فتنة ؟! قال محمد بن بندار السبّاك الجرجاني قلت: لأحمد بن حنبل رضي الله عنه إني ليشتدّ عليّ أن أقول فلان ضعيف, فلان كذاب قال: أحمد إذا سكتَّ أنت وسكتُّ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم؟ [ ذكره ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة ص 113 ] وقال الشيخ ابن باز - رحمه الله - في (تنبيهات على ما كتبه الصابوني ) : ومتى سكت أهل الحق عن بيان أخطاء المخطئين وأغلاط الغالطين لم يحصل فهم ما أمر الله به من الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعلوم ما يترتب على ذلك من إثم الساكت عن إنكار المنكر وبقاء الغالط على غلطه والمخالف للحق على خطئه وذلك خلاف ما شرع الله سبحانه من النصيحة والتعاون على الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والله ولي التوفيق [ نقلاً من صيانة السلفي الحلقة السابعة ] .

وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – في إتحاف القارئ (1/113) : الذي خرج عن الحق متعمداً لا يجوز السكوت عنه بل يجب أن يُكشف أمره ويُفضح خزيه حتى يحذره الناس ...) [المصدر السابق]
الثانية : قوله (رأس الفتنة) عجباً ينهون الشباب عن نقل كلام العلماء في منحرفين أو مُتكلّم عليهم وهم يتكلمون في أناس مُزَكون من العلماء الراسخين ثم يقولون إياكم والغلو في الجرح أو أنتم حدّادية! أليست هذه الحدادية بعينها التي تنهون عنها ؟!
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
الثالثة : قوله (شخص يدعى بازمول) وكأن الشيخ أحمد نكرة لا يُعرف !! وما يضر الشيخ أحمد أن لا يعرفه العلمي إن عرفه العلماء وزكوه وأثنوا عليه .
قال العلمي –هداه الله – (قال [أي الكاتب] أنا أشكر الشيخ بازمول وأقول له لِيَهنَك الرفعة يا بازمول فإن جميع الشباب السلفي في العراق يعرفونك يا بازمول ولكن للأسف يعرفونك بغير ما أردت أن تعرف به).
ولي مع كلام الكاتب –المجهول- وقفات :
الأولى : قد ساءت بعض الناس تزكية العلماء للشيخ بازمول وساءهم أكثر دحضه للباطل ونصرة الحق ولذا
وبدءوا بغمزه والطعن به ولم يسبقهم إلى جرحه عالمٌ من علماء الجرح والتعديل بل العلماء يمدحونه ويثنون عليه وعلى كتاباته.
الثانية : قول الكاذب - عفواً الكاتب- (فإن جميع الشباب السلفي في العراق....)
هذا كذب (واضح = فاضح) فإن الشباب السلفي –الصادق- بحمد الله يعرفون الشيخ أحمد بالعلم والتقوى والورع والمنهج الصحيح والشباب السلفي قرأ الصواعق البازمولية (صيانة السلفي) ونشرها إلاّ من هو مفتون بال..... ولم يرفع لقول العلماء رأساً.
الثالثة : قوله (بغير ما أردت أن تعرف به) هذا طعن في نية الرجل واتهامه بالرياء وأنّه ما كتب إلاّ ليُعرف ويُمدح ويُثنى عليه !!
أشققتَ عن قلبه ؟! أم أعماك التعصُب للرجال فجعلك ترمي من يخالفك بكلِّ نقيصةٍ؟!
الشيخ أحمد – حفظه الله - كتب ما كتب للذبِّ عن منهج السلف الصالح - هكذا نحسبه والله حسيبه ولا نزكّيه على الله-.

قال العلمي –هداه الله – (ويقول الكاتب (( وكنت – يعني- منذ سنين وأنا أعجب كيف الدعوة السَّلفية تكون في العراق ومعهم الروافضُ ومعهم الإخوان المسلمين ومعهم التكفيرية –القاعدة- ومعهم أنصار الإسلام ومعهم العوام ومعهم الصوفيّة والدعوة السلفية قائمة ولم تتآكل وكنت أعجب من ذلك حتى جئت يا بازمول فأدخلت لهم الواقع الذي هو في السعودية تعيشونه, تعيشون أنتم في السعودية الاستقرار الاجتماعي و الاستقرار الاقتصادي و الاستقرار العلمي و الاستقرار السياسي وتريدون أن تطبِّقوا ذلك الواقع –واقع السعودية- على الواقع الذي في العراق وشتّان بين الواقعين فأقول لك يا بازمول رفقاً بأهل السنة في العراق فلا تنقلوا ما عندكم من فتنٍ إلى الساحة العراقية فإن الساحة العراقية لا تتحمَّل)).
ولي مع كلام الكاتب –المجهول- وقفات :
الأولى : وأعجب أنا أيضاً من هذا الكلام وكيف يصدر من رجل يقول أنا سلفي !! .
أليس هذا هو – بعينه – فقه الواقع الذي يدندن حوله دعاة الأخوان المسلمين؟!
أم بسبب تمييّع قواعد منهج السلف صرتم - ربَّما - تجالسونهم حتى تأثرتم ببعض أفكارهم !! وأصبحتم تتكلَّمون ببعض كلامهم !! وتتصرَّفون ببعض تصرفاتهم !!
الثانية : الكاتب _ الذي أُعجِبَ به العلمي جداً – يفرقُ بين واقع مستقر أمنياً و........... وبين واقع أناس معهم الروافض و........... فالأول يتحمل الفتن – بزعمه – والثاني لا يتحمّل !! سبحان الله العظيم !! هل يتحمّل واقع الساحة العراقية الباطل والتأصيلات الفاسدة الكاسدة – سيما والعراق يموج بالشرك والكفر والبدع والخرافات – ولا يتحمّل الحق الذي إذا جاء وأزهق الله به الباطل؟؟!! . هل الساحة العراقية تتحمّل أن يتعلّم الشباب السلفي قاعدة ( لا نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للخلاف بيننا ) [وهي نفس قاعدة المعذرة والتعاون ( نجتمع على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه) بل هي أشرّ لأنّ قاعدة المعذرة والتعاون تقول : أنا أقرّ بأننا مختلفين ولكن ليعذر بعضنا بعضاً ! وأمّا قاعدة الحلبي فتقول : لا نختلف ] و قاعدة ( التفريق بين العقيدة والمنهج ) و قاعدة ( وجوب الانتخابات ) وتتحمّل الطعن في العلماء الربّانيين كاللجنة الدائمة بأنها صارت بعد ابن باز تفتي بما يحلو لها !! [ قلتُ لرجل أنّ هناك شخصاً يقول اللجنة الدائمة بعد ابن باز صارت تفتي (بكيفها) أي بما يحلو لها !! فقال : هذا أبو منار. فقلتُ : لا ؛ بل هو من أتباعه . فقال : بلى ؛ قال لي سنة 2005 تقريباً أنّ اللجنة بعد ابن باز أصبحت تفتي بما يحلو لها فجئناهم بعلماء الشام تلامذة الألباني فهم أعلم منهم ثم قال الرجل : حتى أكون دقيقاً قال لي هذا أو شبه ذا أو نحو ذا أو مثل ذا ] - وكالشيخ ربيع – بقول أحدهم الشيخ ربيع عنده شدة في الحكم على الرجال [ واليوم يقول الشيخ ربيع خَرِفَ بسبب كبَرِ سنه فهو مختلط كما كان المحدثون يختلطون ] وقول الآخر عن كتبه أنّها نتنة – [ قالها أحد أتباع العلمي وهو موجود الآن في مسجد مسلم ويدرّس في مدرسة الإمام مسلم الإسلامية التي مديرها (الروحي !!) العلمي ] وكالشيخ عبيد الجابري [عندما يقول آخر: الشيخ عبيد سليط اللسان ] وغيرها من الطعونات ؟ ولا تتحمّل أقوال العلماء ونصائحهم وردّ هذا الباطل والهُراء ؟!!!.
الثالثة : وأنا أقول للكاتب وقبله العلمي :بل أنتم أرفقوا بأهل السنة في العراق فالرفق بأهل السنة لا يكون بتعليمهم الباطل وتحذيرهم من العلماء الناصحين , وإنّما بربطهم بالعلماء وتحذيرهم من الخطأ ورده على قائله كائناً من كان حاشا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الرابعة : سبحان الله! لا تنقل يا بازمول ما عندكم من حق ليعلمه الشباب ويحذروا الباطل , وهم ينشرون (منهج الحلبي المسمى منهج السلف) و(تحذير الناصحين) و(المنح الصحيحة) و(نازلة العراق) وغيرها من الكتب التي تحمل الباطل ( والساحة العراقية تتحمل الباطل ولا تتحمل الحق !! , والله المستعان )

قال العلمي هداه الله (أقول والله جزا الله الكاتب خير الجزاء فإنه والله صدق وبرّ فإنَّ الساحة العراقية لا تحتمل ما تحتمله الساحة السعودية, الساحة السعودية مستقرة سياسيّاً, دينياً, أمنياً, غير ذلك الساحة العراقية الدعوة فيها حديثة عهد, الدعوة فيها لم تتربَّ على يد علماء كبار, الدعوة فيها يتيمة, فعلاً –يعني- العلماء الذين يقولون الدعوة في العراق يتيمة, هم كذلك ليس لها رأس ليس لها أبّ تتربّى على يديه ليس هناك عالم ربّاني)

ولي مع هذا الكلام وقفات :
الأولى : أقول كذب والله الكاتب فليس الشيخ أحمد رأساً للفتنة ؛ بل هو أبان الحق وردّ الباطل , والفتنة هي مخالفة الحق , والشيخ أحمد – حفظه الله – لو خالف الحق لردّ عليه العلماء كالشيخ ربيع والشيخ عُبيد والشيخ محمد بازمول والشيخ صالح الفوزان والشيخ زيد المدخلي والشيخ يحيى الحجوري والشيخ صالح السحيمي والشيخ محمد بن عبد الله الإمام وغيرهم من المشايخ ولكنه قال الحقّ فوافقه العلماء وأيدوه .
الثانية : الساحة العراقية لكثرة الباطل الذي فيها لا تحتمل الحقّ ؟! فهي تحتمل القواعد التمييعية والأصول الإخوانية ولا تحتمل القواعد السُنية والأصول السلفية ؟! , تحتمل الجمعيات ولا تحتمل كلام العلماء ؟! تحتمل كتاب (نازلة العراق لفتحي الموصلي) الذي يقول بأنّ الانتخابات واجب شرعي ولا تحتمل مثلاً كتاب (تنوير الظلمات لكشف مفاسد الانتخابات) للشيخ محمد بن عبد الله الإمام – حفظه الله - ؟! , تحتمل أن يقول أهل الباطل كلمتهم ولا تحتمل أن يقول أهل الحق كلمتهم ؟! .
الثالثة : ما علاقة الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني والديني برد الباطل على أهله ؟ أليس الأولى بالمنع هم أهل الباطل؟ فيقال لهم: اتركوا الباطل وعلّموا الناس منهج السلف؛ لأنّ الساحة العراقية – لكثرة ما فيها من باطل – لا تحتمل باطلاً آخراً , بل لنردّ الباطل وننشر الحق ؟! , بل يجب ردّ الباطل ونشر الحق وإن كان الباطل قليلاً .
الرابعة : إذا كان واقع الدعوة في العراق – كما تنقل عن العلماء – يتيمة أليس الواجب علينا جميعاً أن نربط الناس بالعلماء الكبار الربانيين الراسخين؟ أم نحذرهم منهم ونزهدهم فيهم كقول أحدهم – هداه الله : الشيخ ربيع عند شدة في الحكم على الأشخاص ويستدلون بما قاله الشيخ الألباني [ والشيخ الألباني يقصد شدة في الأسلوب في الرد على المخالف وهذا ما صرح به الشيخ الألباني في نصيحته للشيخ ربيع لا كما فهمه الأغمار] فقلتُ لأحدهم رجع عنها فقال : المهم أنه قالها !! ومن المناسب هنا التذكير بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( البركة مع أكابركم ) [ الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي والألباني وانظر: السلسلة الصحيحة حديث رقم 1778 ]. ومن هم إن لم يكونوا (العلماء الذين شابت لحاهم في العلم).

قال العلمي – هداه الله – (فنقول لطلبة العلم المبتدئين والمتقدِّمين منهم نقول لا تنقلوا المشاكل التي في البلاد المستقرة إلى بلاد حالها أنّها في احتلال أنّ معهم الإخوان و معهم الروافض و معهم الصوفيّة و معهم فئات كلّها تريد الكيد للسلفية فنقول للشباب السلفي هذه المسائل التي في البلاد المجاورة لا تنقلها إلى بلدك وعليك بالعلم الشرعي) .

أولاً : أقول للعلمي أنتم أحق بهذه الوصية من غيركم , ألم تنقلوا كتب الفتنة إلى داخــــل العراق وتوزعــــــوها كـ(منهج الحلبي) و(المنح السقيمة) و(نازلة العراق) و(تحذير الحزبيين من اتباع العلماء والمربين ) وغيرها ؟!! فالشباب السلفي لمّا رأى الباطل قد انتشر فلا يجوز له السكوت بل يجب عليه التحذير من الباطل ورده بالحق والحجج البينة والأدلة الدامغة النيرة فنقلوا كلام العلماء الكبار في حقّ من يزكيهم الحلبي ويدافع عنهم لتقام الحجة وتبين المحجة وتزول الشبهة و]لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ[ .
فإن قلتم: هذه فتنة وعلى الشباب السلفي أن لا يدخل فيها ومنهج السلف في زمن الفتن هو كسر الأقلام عن الكتابة والأسنّة عن القتال .
قلنا لكم : فلماذا دخلتم أنتم وتنهون غيركم ؟! .
فإن قلتم : نحن لم ندخل في الفتنة وإنما التزمنا منهج السلف !! .
نقول : إذن فماذا تسمون نشر كتب الانحراف وتقرير الباطل وإلباسه لباس الحق؟ , أليس نشركم للكتب هو الفتنة بعينها ؟! , وما ذنب أهل السنة سوى دفاعهم عن منهجهم الحق الذي يحملونه وينتمون إليه وردهم الباطل الذي انتشر انتشار النار في الهشيم ؟! أم يجوز لكم ما لا يجوز لغيركم ؟! .
ثانياً : قولك عن الجماعات المنحرفة ( إخوان وروافض وصوفية ..) كلها تريد الكيد للسلفية ؛ ألا تقول ذلك على الجمعيات التي فرقت السلفيين وشتت شملهم في كل مكان وفعلت بالسلفية وأهلها ما لا يستطيع أعداؤها الظاهرون فعله ؟ أليس الحلبي يمدح ( جمعية إحياء التراث) وهي باعترافكم أنها حزبية ؟! [ بل باعتراف الحلبي : عندها مسالك حزبية] ألم يُقِم فتحي الموصلي في ( جمعية التربية البحرينية ) وهي حزبية في نظركم ؟! [ سئل العلمي عن الجمعيتين فقال : حزبيتان فقيل : له عن فتحي وأنه يقيم في التربية فقال : ليس حزبياً!! وذلك في تكيته!! = بيته ] ألم يمدح مشهور القرضاوي ويقول عنه (عالم) وهو من رؤوس الإخوان المسلمين ؟! ألم يمدح مشهور سيد قطب ويصفه بـ(ومضة نور) وهو مجدد القرن الرابع عشر لفكر الخوارج ؟! [ مدحهما في كتابه (كتب حذر منها العلماء ) وحق للعلماء أن يحذروا من هذا الكتاب أيضاً فهو (كتاب خطـــير ، وهو يُعَّدُ فهرسا لكتب المبتدعة ، وفتح طريقٍ للغافلين المقلدين للمبتدعة في أن يعرفوا الكتب التي ترد على أهل السنَّة وأين توجد ... والآن بهذا الكتاب سيعرفون المراجع التي تدلـهم ، وهـذا أمر خطـير جداً ) كما قال العلامة حماد الأنصاري وانظر سيرته التي ألفها ابنه عبد الأول ( 2 / 721 ) . ]
ألم تزكوا محمد حسان الذي يقول عن سيد قطب : (قدّس الله روحه بقدر ما أعطى للقرآن من معاني ) [ كما في شريط أهوال القيامة ] ويطعن بالحكام بوصفهم بالعمالة فيقول [في شريط عندما ترعى الذئاب الغنم ]: ( لو أن أمريكا وجدت غير صدام غير عميل لها لأزالته ) [ أي حكام العرب عملاء لأمريكا كلهم سوى صدام فلو وجدت أمريكا غيره ليس لها عميلاً لأزالته كما أزالت صدام ]
قالوا : قد تاب . فأقول: إنه مدح حركة حماس [ ومعروف منهج حماس عند الجميع ] بعد التوبة بل ومدح سيد قطب وطعن بالشيخ ربيع وغيره – وإن كان لم يسمهم فالمتأمل لكلامه يعرف الكلام لمن متوجه – [ استمع إلى شريطه رسالة إلى غلاة التجريح وقد رد على هذا الشريط شيخان مصريان هما أبو بكر بن ماهر بن عطية أبو عبد الله وخالد بن محمد بن عثمان أبو عبد الأعلى بأشرطة طيبة] ألم تزكوا الحويني مخالفين بذلك أقوال العلماء بأنه تكفيري كالشيخ مقبل والشيخ النجمي وغيرهما وزكيتم غيرهم من القطبيين والسروريين ودعاة الباطل . [ سألتُ أبا منار في بيته عن محمد حسان والحويني ومحمد حسين يعقوب ومحمود المصري فقال : سلفيون وعليهم ملاحظات ] .
فمن نقل هذه المشاكل غيركم إلى بلاد حالها أنها في احتلال وأن مع السلفيين الإخوان والروافض والصوفية ؟!
ثم جاء منهج التمييع مكملاً لتلك المناهج وزاد الطين بلة وصار ضد السلفية الحقة وصار يكيد للسلفية وأهلها بالكذب عليهم تارة وتشويه سمعتهم أخرى والوشاية بهم عند السلطات وتنفير الناس منهم وقلب الحقائق والتدليس والتلبيس والتمويه وغير ذلك في سبيل إسكات أهل الحق , والله حسبنا ونعم الوكيل .

قال العلمي هداه الله (علِّموا الناس التوحيد, التوحيد هو الذي دعا إليه النبيّ r في أوَّل حياته وفي أوسط حياته وفي آخر حياته التوحيد الذي قال عنه النبيّ r ((من قال لا إله إلاّ الله دخل الجنّة)) وقال ((من كان آخر كلامه لا إله إلاّ الله دخل الجنّة)) علينا أن نعلِّم الناس التوحيد نحن في بلاد شرك نحن في بلاد خرافات نحن في بلاد قبور نحن في بلاد عزوف عن منهج الأنبياء علّموا الناس هذا العلم الشرعي لا تشتغلوا بما اشتغل به العلماء كان بين أحمد بن أبي صالح والنسائي ما بينهم من الخلافات وكان بين الإمام مالك وأحد أقرانه وكان بين البخاري وأحد أقرانه وكان بين العلماء في ما بينهم) .

أولاً : قال : (علّموا الناس التوحيد ... )وهل يتعارض تعليم الناس التوحيد مع ربط الناس بالعلماء والرد على
المنحرفين وتفنيد شبهاتهم ؟! وهل يتعارض النهي عن الشرك والبدع والخرافات مع تحذير الناس من القصاص الحزبيين والكُتّاب المنحرفين وتعريف الناس بالعلماء وتمييزهم عن غيرهم وتعليم الناس منهج السلف في الأخذ عمّن يُعرف بالأمانة والعلم والورع والنهج الصافي , مع عدم الأخذ من المجهولين فضلاً عن المنحرفين ؟!! [قال الإمام محمد بن سيرين رحمه الله (إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ ) رواه مسلم في مقدمة صحيحه ]. ألم يكن الإمام أحمد يعلم الناس السنة ويحدثهم بالأحاديث وفي نفس الوقت يحذر من المحاسبي [ أين هؤلاء من المحاسبي فلو قارنتهم بوعظه وتخشعه لوجدتهم صفراً ومع هذا اشتد تحذير الإمام أحمد حتى قال : ذاك فعل الله به وفعل ...] ويؤلف في الرد على المبتدعة كما في رده على الزنادقة والجهمية ؟ وكذا الدارمي هل منعه تعليم الناس التوحيد والسنة من الرد على بشر المريسي ؟ وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هل منعه نشر السنة وتعليم الناس من الرد على الرافضة والأشاعرة والقدرية وغيرهم ؟ وهذا الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هل منعه نشر التوحيد وتعليم الناس دينهم والنهي عن الشرك من الرد على المتصوفة والمتكلمين ؟ وكانت بلاده بلاد شرك وخرافات وقبور وعزوف عن منهج الأنبياء بل هذا مجدد هذا العصر – بحق – الإمام الألباني لم يمنعه تعليم الناس السنة وتأليفه السلستين الصحيحة والضعيفة والصحيح الجامع وأحكام الجنائز وصفة الصلاة وغيرها من الكتب العظيمة النافعة من الرد على البوطي والسقاف وأبي غدة وغيرهم وهو في سورية وبلده بلد شرك وخرافات وقبور وعزوف عن منهج الأنبياء . إن الرد على أهل البدع والأهواء هو منهج السلف الصالح الذي كنتم تعلمونه أنتم لطلابكم , فما بالكم اليوم لمّا كان المردود عليه الحلبي أنكرتم هذا المنهج ووصفتم أصحابه بالحدادية ؟ ألم ترد أنتَ على الخوارج في كتابك ( دحر المثلّب ) والساحة العراقية كانت أشد اضطراباً من الآن ؟ ولكن عذراً الرد كان قبل أن يدخل عليكم منهج التمييع وقبل أن يفتنكم فتحي بالتربية البحرينية وقبل أن ... !! إن الردّ على المخالف للكتاب والسنة أصل أصيل عند أهل السنة والجماعة قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ( 28 / 231 - 232 ) : (وَمِثْلُ أَئِمَّةِ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْمَقَالَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْعِبَادَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ؛ فَإِنَّ بَيَانَ حَالِهِمْ وَتَحْذِيرَ الْأُمَّةِ مِنْهُمْ وَاجِبٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قِيلَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَعْتَكِفُ أَحَبُّ إلَيْك أَوْ يَتَكَلَّمُ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ ؟ فَقَالَ : إذَا قَامَ وَصَلَّى وَاعْتَكَفَ فَإِنَّمَا هُوَ لِنَفْسِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُسْلِمِينَ هَذَا أَفْضَلُ . فَبَيَّنَ أَنَّ نَفْعَ هَذَا عَامٌّ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ مِنْ جِنْسِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؛ إذْ تَطْهِيرُ سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينِهِ وَمِنْهَاجِهِ وَشِرْعَتِهِ وَدَفْعِ بَغْيِ هَؤُلَاءِ وَعُدْوَانِهِمْ عَلَى ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَلَوْلَا مَنْ يُقِيمُهُ اللَّهُ لِدَفْعِ ضَرَرِ هَؤُلَاءِ لَفَسَدَ الدِّينُ وَكَانَ فَسَادُهُ أَعْظَمَ مِنْ فَسَادِ اسْتِيلَاءِ الْعَدُوِّ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ إذَا اسْتَوْلَوْا لَمْ يُفْسِدُوا الْقُلُوبَ وَمَا فِيهَا مِنْ الدِّينِ إلَّا تَبَعًا وَأَمَّا أُولَئِكَ فَهُمْ يُفْسِدُونَ الْقُلُوبَ ابْتِدَاءً ).
ثانياً : قال العلمي ( لا تشتغلوا بما اشتغل به العلماء )
وأقول شُغل العلماء هو الرد على أهل الباطل وبيان الحق وتبديع من يستحق التبديع وتزكية من هو أهل للتزكية وشغلنا نحن نشر أقوال العلماء والعلمي يريد أن لا ننشر كلام العلماء وليس ان لا نشتغل بما يشتغل به العلماء فمعلوم أن التبديع للعلماء ولكن من يعرف قول العلماء إن لم يَقم طلبة العلم بنشره ؟ فالعلماء لمن يكتبون ولمن يتكلمون إذا لم يكن هناك من يسمع ويقرأ ويبلغ وينشر ؟ قل للعلماء لا تتكلموا حتى لا ينشر الشباب السلفي كلامكم , وهل تجرؤ ؟! لا أخالك !! وجلستك أنت والفلسطينيين أكبر دليل على أنك تقول عند العلماء شيئاً وتقول شيئاً في (الساحة العراقية ) !! فأنت تقول للشيخ ربيع أنا أقول في الحلبي ما تقوله أنت وأنتَ إمام وقدوتنا وتأتي في الساحة العراقية فتقول أنا مع الحلبي قلباً وقالباً !! وتقول الشيخ ربيع من فرقة الإقصاء والتبديع !! [ لمّا نزل في عيد الأضحى مقال الشيخ أحمد الزهراني وانتشر وفيه حوار الشيخ ربيع مع أبي منار عن الحلبي وهذا نصه قال الزهراني:( دار حديث بين الشيخ وأبي منار عن هذه المشكلة وخاصة القول في علي الحلبي :
فقال الشيخ : أنت ما تقول به ؟ فقال أبو منار : يا شيخ أنت إمام وقدوتنا أقول بما تقول أنت به .
فقال له الشيخ : أريد قولك .
فقال أبو منار : قولي من قولك إن قلت عنه مبتدع أبدعه وإن قلت مخطئ أخطئه .
قال الشيخ : أريد أن تقول به ما تعتقده .
قال أبو منار : أقول ما تقول يا شيخ .
فقال الشيخ : هو مخطئ .
فقال أبو منار : هو مخطئ .
فقال الشيخ : هل أنت ببغاء تردد ما أقول ؟!. ثم بعد ذلك مازحه الشيخ ) فبعد أن قرأ هذا المقال كثير من الشباب واستبشروا برجوع العلمي إلى العلماء أرسل أحد الشباب رسالة إلى الحلبي بأن العلمي قد تركك وهو مع العلماء بناءً على قوله للشيخ ربيع فاتصل الحلبي أو أرسل له رسالة عن صحة الخبر فنفاه العلمي فأرسل الحلبي الرقم الذي جاءت منه الرسالة إلى العلمي فعرفه العلمي واتصل به وقال له لمَ تكذب؟! وأنتَ كذّاب!! فقال هذا الشاب ولمَ؟ قال أنتَ أرسلتَ للحلبي رسالة تقول له أن أبا منار تركك فقال الشاب نعم بناءً على قولك للشيخ ربيع أقول فيه ما تقول وهو مخطئ فقال العلمي: أنا مع الحلبي قلباً وقالباً !! ] دخل أبو مسعود على حذيفة رضي الله عنهما فقال : اعهد إلي فقال له : ألم يأتك اليقين ؟ قال : بلى وعزة ربي ، قال : فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر ، وأن تنكر ما كنت تعرف وإياك والتلون فإن دين الله واحد [ أخرجه اللالكائي في شرح اعتقاد أصول أهل السنة 1/129 والبيهقي في الأسماء والصفات 1/ 285]ورحم الله الإمام الوادعي فإنه كان يتمثّل بأبياتٍ إذا رأى متلوناً كما في سيرته التي كتبها أحد طلابه بعنوان ( الإمام الألمعي مقبل بن هادي الوادعي) وهي :

يدور مع الزجاجة حيث دارت ويلبس للسياسة ألـف لبس


فعند المسلمين يُعدّ منهم ويأخذ سهمه من كل خمس


وعند الملحدين يُعدّ منهم وعن ماركسَ يأخذ كلّ درس


ومثل الإنجليز إذا رآهم وفي باريس تحسبه فرنسي

ثالثاً : قال العلمي (كان بن أحمد بن أبي صالح والنسائي ما بينهم من الخلافات ...)
أقول لا بد أن نفرق بين كلام العلماء على بعضهم البعض في المسائل الشخصية وبين ردود العلماء فيما بينهم في المسائل المنهجية , فإذا ردّ عالم على عالم في مسألة منهجية أخطأ فيها المردود عليه فيجب قبول قول الراد بدليله ورد قول المردود عليه , فإن كان المردود عليه عالماً سنياً فيجب رد الخطأ عليه مع حفظ كرامته إن كان صدر منه الخطأ عن اجتهاد من غير تعمد وينصح ويبين له الخطأ , وأما إن كان المردود عليه صاحب بدعة فلا ولا كرامة بل يُردّ عليه خطؤه ويُشنع عليه لأن صاحب السنة قصده الحق فأخطأه وأمّا صاحب البدعة فهو يتبع هواه ويميل معه حيث مال فيُحذّر منه ومن قوله , وأمّا إن كان الرادّ ينصح المردود عليه سنوات وينصحه العلماء الآخرون والخطأ ليس عن اجتهاد بل منهجي واضح بَيّن والأدلة على هذا الخطأ كثيرة فيُصرّ المردود عليه على الخطأ ويتمادى فيه ويطعن ويشنع على من ينصحه بل ويقعد لهذا الخطأ ويؤصّل له ويلبس على المحسنين الظنّ به فهذا متبع لهواه , فلا كرامة له ؛لأن الحق أغلى من الرجال , فالكلام الذي يطوى ولا يروى هو ما يحصل بين الأقران من الأمور الشخصية كما تكلم محمد بن إسحاق في مالك وتكلم مالك في محمد بن إسحاق بكلام شديد فلم يقبل العلماء كلامهما فيما بينهما واعترفوا لهما بفضلهما , فالأمر ليس على إطلاقه .
والعلمي من كلامه هذا يريد أن يقول أن الحلبي والشيخ ربيع أقران , والواقع ليس كذلك فالأقران يكونون بتقارب الأعمار وتقارب المكانة العلمية , فإذا جئنا إلى الأعمار وجدنا الشيخ ربيعاً – حفظه الله – قد قارب عمره الثمانين سنة , والحلبي لم يتجاوز الخمسين أو تجاوزها بقليل , بل الشيخ ربيع مقارنة بعمر الحلبي يكون بسن أبي الحلبي , وأما من الناحية العلمية فالشيخ ربيع قد زكّاه جملة من العلماء ووصفوه بأوصاف يستحقها فهو العالم الجبل وحامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر بشهادة الإمام الألباني – رحمه الله -, بل وإمام الجرح والتعديل بشهادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا – رحمه الله - , وأما علي الحلبي فهو طالب علم ومنزلته مقارنة منزلة الشيخ ربيع لا يعدو أن يكون بمنزلة بعض طلاّبه ولو قيل عالم , فهناك من طلاّب الشيخ ربيع من وصف بأنه عالم , فالحلبي من حيث العمر بعمر ابن الشيخ ربيع ومن حيث المنزلة فبمنزلة طالب من طلاّبه , والسبب الذي يجعل بعض الناس يعتقدون أن علياً الحلبي والشيخ ربيعاً المدخلي أقران : أن الحلبي يذكر في كتبه العلماء الكبار ويصفهم بالأخ وكأنهم من أقرانه !! فها هو يقول في التعليقات الأثرية على المنظومة البيقونية يصف الشيخ مقبلاً بالأخ ويصف الشيخ ربيعاً بالأخ الدكتور في النكت على نزهة النظر وفي علم أصول البدع يقول عن الشيخ بكر أبو زيد : الأخ . وهذا معروف عنه ومشهور وقديم .

قال العلمي –هداه الله – (وحتى الجرح منهم من جرَّح عالم (كذا) ومنهم من طعن به ومنهم من وثَّقه, كان الشافعيُّ -رحمه الله- يقول عن إبراهيم بن محمد ابن أبي يحيى يقول الثقة وكان جماهير المحدِّثين يقولون عنه أنه أحاديثُهُ مناكير فما ضرَّت الشافعيّ تزكيته لإبراهيم وما نفعت إبراهيم التزكية من قبل الشافعي فإذا شيخ من المشايخ زكَّى عالماً أو طالب علمٍ وتزكيته نراها بأنها ليست في موطنها أو أنَّ عالماً من العلماء قدح في عالمٍ آخر ونرى أنَّ القدح هذا ليس بصحيح ولا يستحق ذلك العالم فإننا بإمكاننا أن نقول أن فلاناً أخطأ العالم الفلاني يخطِئ العالم يخطِئ لماذا خطّأنا الشافعي في تزكيته لإبراهيم ( بن أبي محمد) ابن محمد بن أبي يحيى ؟ لماذا خطّأناه فيها ؟ لأن جماهير العلماء قالوا أنّ إبراهيم منكر الحديث بل وصفه بعضهم –يعني- أنه كذّاب . فإذا كان كذلك ممكن أنّ العلماء المعاصرين تجد عندهم الخطأ. فعلى طالب العلم الشرعي أن لا يشتغل بما بين العلماء.)
ولي مع هذا الكلام وقفات :
أولاً : ليس كل جرح يقبل ولا كل من يجرح يقبل جرحه , وليس كل تعديل يقبل ولا كل من يعدل يقبل تعديله. بل إنّ الجرح والتعديل له قواعده وأصوله ذكرها العلماء في كتبهم , وسطروها في دواوينهم , فليس كل من هبّ ودبّ يجرح ويعدل بل إنّ لهذا العلم أهله وحملته ، فالعالم التقي العارف بأسباب الجرح يقبل جرحه ولا يرد بـ(العالم يخطِئ) وبكل بساطة ولكن يقبل منه الجرح لا سيما إذا كان مفسراً , وأسباب الجرح مبينةً , إلاّ إذا تبين خطأُ الجارح كأن يكون جرح ما بما لا يُجرح به ولذا عقد الخطيب باباً في بعض أخبار من استفسر في جرحه فذكر ما لا يصلح جارحا منها عن شعبة أنه قيل له لم تركت حديث فلان فقال رأيته يركض على برذون فتركت حديثه [الكفاية في علم الرواية 111] .
ثانياً : في قول العلمي لماذا خطّأنا الشافعي في تزكيته لإبراهيم ؟...... لأن جماهير العلماء قالوا أنّ إبراهيم منكر الحديث بل وصفه بعضهم –يعني- أنه كذّاب . ردّ على الشيخ علي في اشتراطه الإجماع في الجرح [ قالها الشيخ علي أمام الشيخ ربيع وأنكرها عيله الشيخ ربيع وقالها عند الشيخ خالد بن عبد الرحمن المصري [ صيانة السلفي الحلقة الثانية ] كما في الشريط الذي ردّ عليه الشيخ الزعتري في كتابه تنبيه الفطين ] فالحمد لله أنك وافقت العلماء ورددت على من تدافع عنه دون أن تشعر.
ثالثاً: قاعدة (العلماء يخطئون ) كلمة حق فكلّ بني آدم خطاء كما صحّ ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم [رواه الترمذي وغيره وحسنه الإمام الألباني (رحمه الله ) في الصحيح الجامع برقم 4515 من حديث أنس t ] ولكن بإطلاق هذا الكلام نستطيع أن نرد جميع أقوال العلماء صواباً كان أم خطأً . فنحن لا نقول أن الشيخ ربيعاً لا يخطئ ( معصوم ) والعياذ بالله! ولكن من البديهي خطأ الإنسان كائناً من كان -حاشا الأنبياء – ولكن نقول كما قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/82) : (وَنَحْنُ لاَ نَدَّعِي العِصْمَةَ فِي أَئِمَّةِ الجَرحِ وَالتَّعدِيلِ، لَكِنْ هُمْ أَكْثَرُ النَّاسِ صَوَاباً، وَأَنْدَرُهُمْ خَطَأً، وَأَشَدُّهُم إِنصَافاً، وَأَبْعَدُهُمْ عَنِ التَّحَامُلِ) .
رابعاً : إن قال بعض الشباب أن الشيخ ربيعاً لا يخطئ لا يقصد أنه معصوم - حاشا وكلا - بل أنه لا يعرف له خطأً أو أنه نادر الخطأ فلندرة الخطأ يقال لا يخطأ وهذا بشهادة الإمام الألباني – رحمه الله - لمّا قرأ العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم وهذا مثل قول النسائيفي كتابه ( تسمية فقهاء الأمصار فما بعدهم ) ص42 قال : (الوليد بن مزيد أحب إلينا في الأوزاعي من الوليد بن مسلم , ولا يخطئ ولا يدلس ) فهل يقال أن النسائي يقول عن الوليد بن مزيد (معصوم) ويُشنع عليه ويطعن به ؟!! , فالمسألة كما قلتُ : لا يخطئ أي لا يكاد أن يخطئ , أو أنه لا يعرف له خطأ , أو نادر الخطأ .[ كتبتُ هذا وبعد ذلك سمعتُ أنّ بعض الناس نقَل للشيخ ربيع : أنّ بعض الناس قال: الشيخ ربيع نبي لا يخطئ ثلاث مرات !! , فأقول : إني لا أصدق أن يصدر هذا من عامّي بله صاحب سنة , ولكن النقلة يقسمون للشيخ , فقال لهم الشيخ هل وافقه السلفيون ؟ . فأقول لا يوافق القائل – إن صحّ ذلك عن القائل – فلا يوافقه مسلم لأنّ هذا كفر بالله عز وجل وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس معنى دفاعنا عن الشيخ ربيع أن نغلو فيه بل ندافع عن الحق الذي يحمله هذا الإمام الجبل فكما أنّا لا نرضى الطعن فيه , لا نرضى الغلو فيه , وإلا لماذا نرد على المميعة أليسوا لأنهم على الباطل , فلا يجوز الغلو بالمشايخ لأنه باطل أيضاً , فأقول للغالي – هذا – اتقِ الله الذي خلقك وتب إلى ربك وإلا فلا أظن أن يتوقف في تكفيرك مسلم . وأقول : الحمد لله إنّ الله أعطى للشيخ فطنة وفراسة قلّ نظيرها فهم يريدون من الشيخ أن يتكلم عن الغلاة ويترك المميعة فالشيخ ردّ على الطرفين وقال أنا أحارب الطرفين فحفظ الله الشيخ ربيعاً لنصر الإسلام والسنة وقمع الكفر والبدعة].
خامساً : إنّ ترديد مقولة فلان يخطئ وفلان يخطئ يراد بها الطعن بهذا العالم لا سيما وهم لا يقيمون برهاناً على خطأ هذا العالم في هذه المسألة فالعلماء لا يتكلمون من عند أنفسهم بل هم موقعون عن الله تبارك وتعالى والعالم يُعرف خطؤه إمّا بمخالفة الكتاب أو السنة أو في أمر اجتهادي يعرف خطؤه فيه بالقرائن فيقال أخطأ بدليل كذا وكذا والصحيح كذا وكذا والدليل كذا وكذا – وليس بقول فلان أخطأ العالم الفلاني في المسألة الفلانية وبلا دليل - فكيف إذا كانت القرائن تؤيد صحة ما ذهب إليه !!.
سادساً : العلماء– وخاصّة الشيخ ربيع – يحلمون على من يجهل عليهم, ويصبرون على من خالفهم ويسعون إلى جمع الكلمة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً فينصحون المخالف وهم حريصون على رجوعه إلى السنة ويفرحون أشد الفرح برجوعه إلى الجادّة والصواب لا كما يزعم الزاعمون أنهم إذا أخطأ شخص سارعوا إلى تبديعه ويفرحون بخطئه ليسقطوه !! لا والذي بعثَ محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بالحق. فأنتَ تراهم كم يفرحون إذا تابَ عاص ورجع إلى الجادة مبتدع وأسلم كافر وهذا قد يكون لا يملك من العلم شيئاً فكيف يفرحون بابتداع سُني !! بل هم أرحم الخلق بالخلق وأعرفهم بالحق .
سادساً : هذا الكلام صحيح لو كانت المسألة بين العلماء في مسألة شخصية كأن يكون حسد أقران ونحو ذلك فمثل هذا يقال فيه كلام العلماء فيما بينهم يطوى ولا يروى أمّا إذا كانت مسألة منهجية أخطأ فيها طالب علم وأنتشر الخطأ فلا بدّ من التحذير من الخطأ وإن لم يشنع على المخطئ بل يردّ الخطأ وتحفظ له كرامته وينصح فأن رجع فهذا هو المطلوب من النصيحة وإن لا فيلحق أهل البدع ولا كرامة !!ويحذر منه ومن كتبه.[كتبتُ هذا قبل أكثر من سنة والآن أقول لم يرجع الحلبي عن أخطائه بل ازداد انحرافه ومنها مدحه لرسالة عمّان وأنها تحمل رسالة الإسلام ! وهي تدعو إلى وحدة الأديان ويكفي أنه شارك فيها رؤوس الضلال السيستاني وعلي خامنئي وحسين الصدر ومحمد حسين فضل الله من الرافضة وكذا شارك فيها القرضاوي ومحمد سعيد الطنطاوي شيخ الأزهر وعلي جمعة مفتي مصر وغيرهم فنُصح فدافع عنها أكثر والله المستعان فبدعه الشيخ ربيع حفظه الله وقبله قال العلامة الشيخ عبد الله الغديان رحمه الله عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية : هو الذي يقود المرجئة في الجزيرة ] .

قال العلمي هداه الله : (آحاد العلماء هم الذين كانوا في الجرح والتعديل, آحاد تجد فلان يحيى بن معين الأوزاعي الثوري علي بن المديني البخاري الرازي الدار قطني ابن خزيمة الذين تكلموا في الرجال آحاد, عشرات , في الأمة ملايين , مليارات, الذين تكلّموا في الرجال آحاد) .
العلمي يردد قواعد الحلبي وينشرها ويقررها ويدعوا إليها وهي باطلة عاطلة – وصدق في قوله أنه مع الحلبي قلباً وقالباً – معارضاً بذلك كلام العلماء الكبار الأجلاّء ويريد من الشباب السلفي أن يسكت ولا يتكلم ولا ينشر الردود على تلك القواعد , فهذه الكلمات نفسها يرددها الحلبي , وقد رد عليها الزعتري في تنبيه الفطين فليرجع إليها , [ الرد على الفقرة الثانية رقم 5 ] . ومن خلال كلام العلمي يتضح أنه يعترف أنّ هناك علماء متخصصين بالجرح والتعديل فيجب علينا أن نقبل كلامهم , والدليل على ذلك أنك قبلت كلام العلماء في محمد بن إبراهيم ابن أبي يحيى , فلماذا لا تقبل كلام العلماء المعاصرين الذين أفنوا أعمارهم في نصرة السنة وهم كذلك متخصصون في الجرح والتعديل ؟! ومن هؤلاء العلماء الشيخ مقبل وتلميذه الشيخ يحيى بن علي الحجوري , والشيخ أحمد النجمي وتلميذه الشيخ ربيع المدخلي , والشيخ عبيد الجابري وغيرهم , وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ وَأَقْضَاهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ) [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه ابن ماجة وقال الشيخ مقبل في الجامع الصحيح ( 1 / 60 ) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يأتِ مَن أعله ببرهان .وصححه الألباني في الصحيحة برقم (1224 )] فهذا الحديث يدل على أن هناك تخصصاً بالعلم ولذا بوب عليه الشيخ مقبل في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين ( التخصص في العلم) , أليس من العدل أن نسأل كل صاحب تخصص عن تخصصه ؟ فالشيخ ربيع متخصص في الجرح والتعديل فنقدم كلامه على كلام غيره إلاّ إذا أخطأ وبان خطأه بدليل فحينئذٍ نقدم الدليل على قوله , ومن العجيب حقّاً أنك إذا قلت لأحدهم عن الشيخ ربيع قال هو إمام الجرح والتعديل ثم لا يأخذ بجرحه بل ولا بتعديله , فيزعمون احترام الشيخ ربيع وتوقيره وآخذين فيه بنظر الاعتبار قول الشيخ الألباني – رحمه الله - عن الشيخ ربيع (حامل راية الجرح والتعديل ) ولكنهم لا يعملون به . فإنا نقول لهم : إن الشيخ ربيع المدخلي
– حفظه الله – جرح أبا الحسن والمغراوي والحويني ومحمد حسان وفتحي والحلبي ومشهور والعلمي وغيرهم , قالوا : الشيخ ربيع متشدد!! قلنا : لهم عدّل المشايخ أحمد بازمول وأبو عبد الحق عبد اللطيف الكردي وأبو عبد الأعلى المصري وغيرهم قالوا : ربما لا يعرفهم ويقول بعضهم لا نأخذ بتزكيته وإن زكاهم !! فعندهم الشيخ ربيع متشدد في الجرح متساهل في التوثيق , فلا يأخذون بجرحه ولا تعديله وبالتالي هم يردون كلام الشيخ الألباني فيه - بل كلام كثير من العلماء - ولكن بالحيلة !! والله المستعان .

قال العلمي –هداه الله وأعاده إلى رحاب السنة – (فطالب العلم الذي لم يصل إلى كعب العالم تجد أنه يقدح في العالم الفلاني ويتكلّم في العالم الفلاني ويقول عن العالم الفلاني كذا وكذا وهو مبتدع وهو ضالٌّ وهو. أنت من حتى تتكلم في العالم الفلاني أنت سمعت كلمة مجملة لا تعرف –يعني- أبعادها في بلد مستقر ثم تأتي وتطبقها على واقعك أنت ويكون الولاء والبراء يعقد على هذه الكلمة هذا من الظلم هذا من الظلم بمكان أنت هذا ليس عملك أنت)
أولاً : يحق لك أن تقول لطالب العلم الذي لا يصل إلى كعب مَن تسميه عالماً إذا كان طالب العلم هو الذي يتكلم من عند نفسه ويتقدم بين يدي العلماء ويبدع مَن لم يبدعوه ويتكلم على من لم يتكلم عليه العلماء – كما فعلتَ أنتَ في طعنك في أحمد بازمول – أما إذا كان طالب العلم ينقل أقوال العلماء في فلان وفلان أنه كذا وكذا وهو مبتدع وهو ضالٌّ فلا يقال له أنتَ قلتَ كذا بل هو ناقل . وهذه مسألة عقدية قد وافق العلمي – ويرددها كثير من أتباعه – الأشاعرة – وأرجو أن لا يعتقد هذا – فالأشاعرة قالوا : القرآن هذا ليس كلام الله حقيقة وإنما كلام الله معنى قائم بنفسه وفهمه جبريل وبلّغه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو – عندهم – إذاً كلام جبريل مستدلين بقول الله تبارك وتعالى ] إنه لقول رسول كريم [( الحاقة : 40 ) ومنهم من قال إن عُبر عنه بالعبرية كان توراةً وإن عُبّر عنه بالعربية كان قُرآناً , فردّ عليهم ابن أبي العز – شارح الطحاوية – بأن الكلام يُنسب إلى قائله لا إلى ناقله , فالكلام يُنسب إلى مَن قاله ابتداءً لا إلى مَن بلّغه , فمن سمع قائلاً يقول ] الحمد لله رب العالمين _ الرحمن الرحيم _ مالك يوم الدين [ لقال : هذا كلام الله ولم يقل هذا كلام فلان , وكذا مَن سمع قائلاً يقول (( إنما الأعمال بالنيات )) لقال هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومَن سمع قائلاً يقول :

واتقِ الله فتقوى الله مـــــا جاورت قلب امرئٍ إلاّ وصل

ليس مَن يقطع طرقاً بطلاً إنما مَن يتـــــــــــقِ الله البطل
لقال – إن كان يعرف قائله - : هذا كلام عمر بن الوردي – رحمه الله – ولم يقل لمن يتكلم به ناقلاً هذا كلامك , ولهذا مَن سمع مِن غيره نظماً أو نثراً يقول: هذا كلام مَن ؟ أ هذا كلامك أم كلام غيرك ؟ [ انظر : شرح الطحاوية لابن أبي العز بتهذيب صالح بن عبد الرحمن 96 – 106 ] وكذلك هنا الكلام يجب أن يُنسب إلى قائله ( حقيقـــــــة ) لا إلى ناقله
( مبلغاً ) فإذا قال أحد طلبة العلم قال الشخ مقبل رحمه الله : أبو إسحاق الحويني تكفيري , فلا يقال فلان يطعن في الحويني وهكذا , والحمد لله نحن ما قلنا شيئاً من عند أنفسنا بل نقلنا أقوال أهل العلم فلا ينسب الكلام لنا ولا يقال فلان وفلان وفلان يطعنون في فلان وفلان قال عن فلان كذا وكذا بل يقال فلان نقل عن العلماء قولهم في فلان أنه كذا وكذا .
ثانياً : أقول للعلمي : من الظلم أن تقول أن طالب العلم الذي لم يصل – على حدّ تعبيرك - إلى كعب العالم هو الذي يطعن لأنه مبلغ لا قائل , وهذا الكلام يردده الحلبي أيضاً أعني اتهامه طلبه العلم بالطعن بالعلماء للدفاع عمّن انحرفوا عن جادة الصواب وبدعهم العلماء , فكأنهما رجل واحد وصدق العلمي في قوله : ( أنا مع الحلبي قلباً وقالباً ) !! .
ثالثاً : لو سأل شخص العلمي : هل أنتَ من علماء الجرح والتعديل ؟ فأظن أنه سيقول : لا , فيقال له لماذا إذاً تطعن في إبراهيم بن محمد بن أبي ليلى فسيقول : أنا لم أطعن به ! , فيقال له بل أنتَ قلتَ عنه ( كذاب , ومنكر الحديث ) فسيقول : أنا ما قلتُ عنه هذا بل أنا نقلت قول جمهور العلماء عنه أنه منكر الحديث وبعضهم قال كذّاب . فنقول للعلمي هذا هو جوابنا عمّا تردده بأن بعض طلبة العلم يطعنون بمن هم عندك علماء فإننا ما قلنا وإنما نقلنا , فإن أصرّ البعض وقال بل قلتم نقول له الكلام ينسب إلى قائله أم إلى ناقله : فإن قال : إلى ناقله فقد وافق أهل البدع والضلال كالأشاعرة وغيرهم , وإن قال : إلى قائل فقد ردّ على نفسه ونكص على عقبيه وبطل قوله (أنكم تطعنون ) .
رابعاً : اضطرب العلمي هنا فقبل قليل يقول: طالب العلم الذي لم يصل إلى كعب العالم يطعن وهنا يقول: أنتَ سمعت كلمة مجملة وتريد أن تطبقها!! فلا أدري هل يفرق بين القائل والناقل أم عنده القائل هو الناقل أم ماذا؟!!.
خامساً : يقول العلمي أنتَ سمعتَ كلمة مجملة ! فأقول: أي تفصيل بعد هذا التفصيل ؟ الشيخ أحمد النجمي كتب رسالة يُحذر فيها من الحلبي وغيره من القائمين على المركز العماني , والشيخ عبيد الجابري تكلم كثيراً على قواعد الحلبي فأجاب على أسئلة رائد المهداوي بشأن الحلبي ساعة وربع تقريباً وأجاب على أسئلة شباب كركوك ساعة تقريباً وأجاب على أسئلة شباب الشرقاط ساعة تقريباً مع إجابات أخرى عن أسئلة متفرقة , وكذلك سئل الشيخ محمد المدخلي عن قاعدة الحلبي ( لا نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للخلاف بيننا ) فأجاب بجوابٍ مفصّل على نقض هذه القاعدة الهدّامة فهدمها . وأيّد الشيخ ربيع – حفظه الله – كتابات الشيخ أحمد بازمول في سلسلة الرد على كتاب ( منهج السلف !!) الموسومة بـ(صيانة السلفي ...) وأيّد ردّ الشيخ سعد الزعتري على بعض قواعد الحلبي المحْدَثة في كتاب ماتع بعنوان ( تنبيه الفطين على تهافت تأصيلات علي الحلبي المسكين ) , هل كلّ هذا يسمى ( كلمة مجملة من بلاد مستقرة ) , ثم إن الشيخ يحيى الحجوري - حفظه الله - سئل عن كتاب في الرد على الحلبي هل يجوز بيعه فأجاب : لا بأس ببيعه ثم ذكر من أخطاء الحلبي الشيء الكثير , وبلادهم ليست مستقرة !! بل معهم الأخوان والصوفية والرافضة وكلهم يكيد للسلفية وأهلها هناك , بل ومعهم دعاة التمييع الذين يكيدون للسلفيين الأقحاح أكثر مما يكيد لهم الطوائف المنحرفة المكشوفة !! والله المستعان .
وسبحان الله ! كان العلمي قبل احتلال الأمريكان للعراق ينكر على سفر وسلمان وعائض وناصر العمر وغيرهم أنهم دعاة فقه الواقع وكان يقول العلماء هم فقهاء الواقع وهو الآن ينادي بفقه الواقع بأن هذه الكلمات صدرت من بلاد مستقرة والعراق ليس بمستقر !! بل وصل به الأمر أن سئل عن مسألة فأجاب بجواب فقيل له سئل الشيخ عبيد الجابري عن هذا فأجاب بغير ما أجبتَ فقال : الجابري لا يفقه الواقع !! .
سادساً : يقول العلمي الجرح والتعديل ليس من عمل طلبة العلم بل هو شُغل العلماء , فما بال العلمي يجرح أحمد بازمول بأنه رأس الفتنة ويجرح أبا عبد الحق بأنه إخواني ! فهل هذا من عملك أنتَ ؟! فأنتَ يا علمي قلتَ أنتَ مبتدأً جرحهم من نفسك ولم تنقل عن العلماء جرحهم – وهيهات بل العلماء يزكونهم – فكلامك أن طلبة العلم لا يحق لهم أن يشتغلوا بما ليس لهم يرجع عليك لأنك أصبحتَ أنتَ الداخل في عملٍ ليس لك ! وأمّا إن أصبحتَ اليوم عالم جرح وتعديل فهذا ما درينا عنه إلاّ الساعة!! .
قال العلمي - هداه الله - (أنت لا تحسن قراءة القرآن لا تحسن أن تفرِّق بين الحديث المدبَّج والمدرج لا تحسن مسألة من مسائل الفقه –يعني- هل المسح على الخُفَّين يوم وليلة للمسافر أم للمقيم ؟هذه المسائل لا لا لم (....[كلمة غير مفهومة]) فيها أول العلم لا تحسنه كيف تأتي إلى عالم من علماء الأمة وتقدح به وتأتي بمشاكل التي في البلاد المستقرة وتأتي بها إلى بلدك وأهل بلدك أغنياء عن هذا لمّاذا لا تعلّم الناس العلم الشرعي؟ هذا واجبك)
أولاً : ليس من العيب أنك لا تعلم , وإنما العيب أن تصرّ على الجهل وعلى الدفاع بالباطل , والعلمي كالحلبي في تهويل الأمور وتضخيمها ! فالسامع لهذا الكلام يظن أن الذي يقرأ والذي لا يقرأ , وطالب العلم والجاهل والعامي كلهم أصبحوا يجرحون ويعدّلون , وهذه الكلمات أيضاً ممّا يرددها الحلبي فيقول كما في الشريط الذي ردّ عليه الزعتري ( الآن صار الجرح والتعديل على كل لسان , صار من يفهم ومن لا يفهم يتكلم بالجرح والتعديل ) , مع أنّ الشباب السلفيين كانوا نقلة وليسوا هم الذين يجرحون , ولكن صار في هذا الزمن جرح أهل البدع والتحذير منهم يقض مضجع بعض المنتسبين – زعموا – إلى السنة كالحلبي والعلمي , وهذه مزلة خطيرة , قال عقبة بن علقمة : كنت عند أرطأة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنة ويخالطهم فإذا ذكر أهل البدع قال دعونا من ذكرهم لا تذكروهم قال يقول أرطأة: هو منهم لا يلبس عليكم أمره قال: فأنكرت ذلك من قول أرطأة قال: فقدمت على الأوزاعي وكان كشافا لهذه الأشياء إذا بلغته فقال: صدق أرطأة والقول ما قال هذا ينهي عن ذكرهم ومتى يحذروا إذا لم يُشاد بذكرهم .
ثانياً : إذا كان أهل البلاد أغنياء عن الحق وعن كلام العلماء – وهم ليسوا كذلك – فهم عن الباطل وعن القواعد الدخيلة وعن أقوال المنحرفين أغنى وأغنى .
ثالثاً : يتساءل العلمي : لماذا لا نعلِّم الناس العلم الشرعي ؟ وأن هذا هو الذي يجب عليكم , أقول مَن قال أننا لا نعلّم الناس العلم الشرعي ؟ بل نعلمهم التوحيد والسنة ومنهج سلف الأمة والحمد لله , فنحن قائمون بتعلّم العلم الشرعي على أيدي المشايخ الفضلاء الذين هم سائرون على منهج السلف ويرجعون عند النوازل إلى العلماء ويربطون الشباب بهم , ودروسهم عامرة في مساجدهم بفضل الله , وكذا مَن تعلم شيئاً فهو قائم بتعليم إخوانه في مسجده ولا تكاد تدخل مسجداً من مساجد أهل السنة ( الذين يصفهم المميعة بفرقة الإقصاء والتبديع!! ) إلا وتجد الدروس قائمة إلا ما شاء الله فها هو (كتاب التوحيد) و(الأصول الثلاثة) و(القواعد الأربعة) لمحمد بن عبد الوهاب و(أصول السنة للإمام أحمد) و(شرح السنة للبربهاري) و(الإبانة لابن بطة) و(رياض الصالحين) و(الأربعون النووية) و(اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان) و(نزهة النظر) و(الروضة الندية) وغيرها من الكتب تدرس في المساجد والحمد لله .
قال العلمي – هداه الله – (هل يسألك الله U يوم القيامة عن الشيخ ربيع عن الفوزان عن علي الحلبي عن أسامة العتيبي عن فلان وفلان لا ما يسألك الله U عن هؤلاء . يسألك عن المسائل الثلاثة التي يجب عليك أن تدرِّسها, ما دينك؟ من نبيك؟ من ربك؟ من هذا الذي بعث فيكم ؟ هذه المسائل التي تُسأل عنها يوم القيامة علِّم الناس هذا تنتفع بهذا أما إذا وجدت أن الإنسان –يعني- فارغ وليس له إلاّ –يعني- بضاعته بالعلم قليلة وتذهب البضاعة والناس تنظر إليه يريدون (منه منهم ) من عنده شيء جديد فلا يجد هذا الشيء الجديد فيبدأ يبتدئ بالطعن بالعلماء ويأتي بمشاكل التي في البلاد المستقرة حتى يطبقها على واقعه ويزعم بذلك أنّه يأخذ بقول العلماء ) .

أولاً : العلمي هداه الله يخلط بين سؤال العبد في القبر وبين سؤله يوم القيامة!! مع أن طالب العلم المبتدئ يفرق بين السؤالين لأن أسئلة القبر الثلاثة ويوم القيامة سؤالين وأسئلة القبر الثلاثة مذكورة في كتاب الأصول الثلاثة وهو من أوائل الكتب التي يدرسها طالب العلم ! وليراجع العلمي الدرر السنة في الأجوبة النجدية ليعلم ذلك وهي في مكتبته !, فالعبد يسأل في قبره عن ثلاثة أسئلة , مَن ربك؟ وما دينك؟ وما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ [ كما ورد في حديث البراء بن عازب الطويل رواه أبو داود وحسنه الشيخ مقبل في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / باب ذم التقليد ] وأما يوم القيامة فيسأل العبد سؤالين كما قال أبو العالية: ماذا كنتم تعبدون ؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ [ ينظر : الدرر السنة في الأجوبة النجدية 1/ 116 و 197 ] .
ثانياً : هذه شبهة كثيراً ما يرددها الحلبي وأتباعه ومنهم العلمي ليصدوا أتباعهم عن البحث عن أقول العلماء في المجروحين ليَحذروهم فهم يريدونهم أن يسمعوا من الكل حتى إنك تجد كثيراً منهم إذا قلتَ له: خالد الراشد تكفيري ومحمد العريفي سروري ومحمد المنجد قطبي وعائض وابن حسان وغيرهم . يتعجب ويظن أنك أنتَ مَن يتكلم عليهم ويصفهم بهذه الأوصاف فالعلمي يقول : لا تبحث عن هذه المسائل فإن الله لا يسألك عنها !!
فأقول : هذه الشبهة قد ردّ عليها فضيلة الشيخ أبو بكر بن ماهر المصري – حفظه الله – في رسالة طبعت مع مجموعة رسائل منهجية له , وسأنقل شيئاً منها ملخَصاً :
ساق المصري حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها في كسوف الشمس وفيه أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ((مَا مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ مِثْلَ أَوْ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ لَا أَدْرِي أَيَّتَهُمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ يُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ لَهُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوْ الْمُوقِنُ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَأَجَبْنَا وَآمَنَّا وَاتَّبَعْنَا فَيُقَالُ لَهُ نَمْ صَالِحًا فَقَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ الْمُرْتَابُ لَا أَدْرِي أَيَّتَهُمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ)) [رواه البخاري (1053 ) ومواضع بألفاظ متقاربة ومسلم (905 ) بنحوه ] ثم قال : قلتُ : فأنتَ ترى هذا الحديث أن العبد في قبره يؤتى فيُسأل عن علمه بهذا الرجل – ألا وهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم – فيقول المؤمن أو الموقن : هو محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءنا بالبينات والهدى فأجبناه وآمنّا واتبعناه فيقال له نم صالحاً فقد علمنا إنْ كنتَ لموقناً . والآن أقول إنّ جرح الكفار والمبتدعين والفاسقين هو من العلم الذي جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فالمؤمن أو الموقن أجاب وآمن واتبع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن الله – عز وجل – قد كفّر في كتابه الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم , وذمّ الكافرين في غير ما موضع من كتابه , ويَدْخُل المبتدعة في مثل قوله تعالى ]أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [ (الشورى21) وفي غير ذلك من الآيات , وكذلك ذمّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخوارج في غير ما حديث , وذمّ الله الفاسقين في كتابه , وقال في الذين يقذفون المحصنات العفيفات ]وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ _ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [( النور 4-5 ) وقال تعالى ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [(الحجرات6) والفاسق قد يكون كافراً إذا كان فسقه فسقاً أكبر ,مخرجاً من الملة , كفسق إبليس ... وقد يكون الفاسق مسلماً إذا كان فسقه فسقاً أصغر , أو فسقاً غيرَ مخرج من الملة , أو فسقاً دون فسقٍ , كما في قاذف المحصنات مثلاً ...فبان بذلك , وبغيره من الأدلة أن جرح المجروحين هو من العلم الذي جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبلّغه إلينا وأن العبد يسأل في قبره عن علمه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد علمتَ أنّ جرح المجروحين من العلم الذي جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيكون داخلاً ضمن سؤال العبد في قبره عن علمه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن العلمَ – أعني جرح المجروحين – هو من البينات والهدى وأنه يجب على المؤمن أو الموقن أن يقبل هذا العلم وغيره من العلوم التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبلّغها البلاغ المبين , وأن يجيبَ ويؤمنَ ويتبعَ ما أوجبه الله – عز وجل – عليه , وأمّا ما يتعلق بالسؤال عن هذا يوم القيامة فإنّا نحتج عليهم بقول الله تعالى ]فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ [(الأعراف6) فنقول إن الله – عز وجل – أكّد أنّه سيسأل الذين أُرسل إليهم رُسُلُهم بالبينات والهدى وبلغوهم البلاغ المبين ولا شك في أن جرح المجروحين هو من العلم والهدى والبلاغ والبينات التي جاء بها المرسلون والتي سيسأل عنها العبد يوم القيامة فدلّ ذلك على أنه سيسأل عن جرح المجروحين يوم القيامة فكما يسأل المرسلون يوم القيامة عن إبلاغ رسالات ربهم بما فيها من جرح المجروحين وذمهم وعيبهم , فكما يُسأل هؤلاء المرسلون يُسأل كذلك مَن أُرسل إليهم هؤلاء المرسلون عن تلك الرسالات بما فيها من جرح هؤلاء المجروحين وذمهم وعيبهم . فسحقاً للتلبيس وأهله الذين يلبسون على الناس أمر دينهم بشبههم الزائفة , وسحقاً للبدع وأهلها الذين يصدون عن سبيل الجرح للمجروحين , سبيل السلف الصالحين , سبيل كتاب رب العالمين وسنة خاتم النبيين الذي أرسله ربه ببيان السبيلين , سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين من منافقين وزنادقة وملاحدة وكفار ومشركين ومبتدعين وفاسقين . وبعداً للجهل وأهله الحيارى في ظلمات الجهالة , فهم يخبطون خبط عشواء [ (والعشواء الناقة لا تبصر أمامها) أهـ من القاموس ] ويركبون متن عمياء . إذا علمتَ ما سبق – فاعلم أن من يحلف ويقسم ويتألى على الله بأن الله لن يَسألَ عبده يوم القيامة وأنه لن يُسأل في قبره : لِمَ لم تكفر أو تبدع أو تفسق فلاناً ؟ - اعلم أن من تألى على الله بذلك فإنه كذّابٌ مفترٍ جريٌ على الله - عز وجل - فتباً لمن هذا حاله أو مقاله . إذ قد علمت فساد مقاله وضلال حاله ) اهـ .
ثالثاً : سبحان الله ! مَن يسمع هذا الكلام يحسب أن الذين حوله علماء أجلاّء فضلاء !! ولذا لا يملكون الوقتَ الذي يمكنهم من الرد على المخالفين وبيان حالهم للناس!! وهم قد راجت عليهم قواعد التمييّع بسبب جهلهم بالمنهج ! فهذا الكلام بأتباعك أليق وبهم ألصق , فهم فارغون من العلم ؛ ولذا تجد أحدهم يحسب كل مَن ظهر في (المفسديون = التلفاز) وتكلم بالكتاب والسنة عالماً, وعلاّمة, ولا يجوز أن تنتقده لأنه أعلم منك! ودع هذا الكلام, ونحو ذلك . ولو وقع فيما وقع فيه - ذلك المتكلم على الشاشات - من الطوام , وتجد بعضهم لا يعرف كثيراً من علماء أهل السنة بل يحسب العلماء هم أهل القنوات ولا حول ولا قوة إلاّ بالله , وبسبب جهلهم يقولون نحن نسمع لفلان وفلان ونراهم لا يتكلمون إلا الحق !! فلماذا تحذرون منهم ؟!
فأقول : الله أكبر أنتَ جاهل لا تعرف الحق من الباطل فكيف تريد تمييز الحق من كلام ( منافق عليم اللسان) وهل أنتَ أعلم مـــــن العلماء الذين بينوا ضلالاته وحذروا منه ؟! إذاً لنطلب العلم عندك لأنك أصبحتَ للناس إماماً !! ولذا سبقتَ العلماء وميّزتَ أهل السنة من غيرهم بعلمك الجمّ !! . ألا يتقيَ الله قائل هذا الكلام لو كان مميزاً لما انطلت عليه شبههم وبدعهم وضلالاتهم فدعك من هذا الكلام والزم غرز العلماء تنجو وتفز !! ]وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً [(النساء : 83) .
رابعاً : لا حاجة للردّ على شبهة الطعن بالعلماء والبلاد المستقرة (فقه الواقع) لتقدم الردّ عليهما وإنما هنا أمر ينبغي التنبيه عليه وهو قول العلمي : (يزعم بذلك انه يأخذ بقول العلماء ) .
أقول : نعم نأخذ بقول العلماء ولا نزعم ودليل ذلك أننا أخذنا بأقوالهم لمّا تكلموا – بحق - على المنحرفين وبينوا بالأدلة الدامغة انحرافهم عن السبيل والسنة ولم نعارضهم ونرد كلامهم بـ(لعل ولكن) كما فعلتم ! ولو رددتم قول عالم من العلماء بدليل وبينتم خطأه لما أنكر عليكم أحد ولكنكم رددتموه بالهوى نسأل الله العافية والسلامة .

قال العلمي – هدانا الله وإياه سواء الصراط وجنبنا وإياه الفتن ما ظهر منها وما بطن – (لماذا أخذت بقول عالم وتركت عالم ؟ (كذا) الشيخ ربيع قال عن الشيخ علي قول شديد, شيخ الشيخ ربيع العلّامة العبّاد قال : هو سلفي سلفي سلفي خذوا عنه وقال قد ذكرت ذلك في بداية طبعتي الجديدة لكتابي رفقاً أهل السنة بأهل السنة .لماذا غلّبتَ تلك الكلمة على هذه الكلمة ؟ هذا غبن هذا ظلم وأنت تُسأل عنه يوم القيامة . الظلم إذا كان بينا هو شديد فكيف بظلم أهل العلم ؟ ولذلك (قالوا)كما قال الشافعي رحمه الله قال إذا (كان) كانت الغيبة صغيرة فإنها في أهل العلم كبيرة أنت –يعني- تركتَ الغيبة لفلان وفلان وتقول أنا لا أغتاب أحداً وتأتي إلى العلماء الكبار وتطعن فيهم وتقول إن هذا من الدين وتتدين الله بالغيبة وتتدين الله عزّ وجلّ بالغيبة هذا لا يمكن أبداً ) .
أولاً : يتساءل العلمي : لماذا أخذتَ بقول عالم وتركت (عالم) ؟[كذا قال والصحيح (عالماً)] .
وأجيبه بقولي : أنتَ أخذتَ بقول عالمٍ وتركتَ علماء لا إتباعاً للحقّ وإنما تعصباً للحلبي وأمّا نحن فأخذنا بقول علماء وتركنا قول العالم اتباعاً للحق وللأدلة التي أقامها العلماء في الكلام على الحلبي ومن الذين تكلموا في الحلبي (الشيخ ربيع) و(الشيخ عبيد) و(الشيخ يحيى الحجوري) و(الشيخ أحمد النجمي) و(الشيخ صالح الفوزان) و(الشيخ عبد الله الغديان) وهؤلاء كلهم من العلماء الكبار - رحم الله الميت منهم وحفظ الحي – وبعض العلماء ردّ عليه وكذا بعض طلبة العلم . أ بعد كلّ هؤلاء تقول لماذا أخذت بقول عالم وتركت عالماً ؟! وكأن الشيخ ربيعاً وحده تكلم على الحلبي ! .
ثانياً : سأرد على كلامه هذا بمنطقه هو – وإن كنتُ أعتقدُ أنه ليس منطقاً علمياً , فالمنطق العلمي هو تقديم الدليل وليس رد قول التلميذ لمخالفة قول الشيخ – فالعلمي يقدم قول الشيخ العباد – حفظه الله – على قول الشيخ ربيع بحجة أن العباد شيخ الشيخ ربيع ! وأنا أقول : إن من الذين تكلموا على الحلبي الشيخ أحمد النجمي – رحمه الله – وحذر منه ونصح بعدم الأخذ منه بل وممن معه كذلك ( القائمون على المركز العمّاني ) وهو شيخ الشيخ ربيع , أفنقدم قوله؟ أم نقدم قول العلامة العباد؟ أم نقدم الدليل والبرهان وننصر من ينصره الدليل؟! .
ثالثاً : رددتُ على قول العلمي من نفس منطقه تنزلاً وأرى أن ذلك لا ينفع لأنه ليس منطق أهل العلم وطلبته ؛ ولذا فسأردّ عليه من الناحية العلمية ( بالمنطق العلمي ) المذكور معه دليله وحجته فأقول : لقد قدمنا قول الشيخ ربيع على قول الشيخ عبد المحسن العباد لأنّ الشيخ ربيعاً جرح الحلبي جرحاً مفسراً والعباد عدّل والقاعدة السلفية تقول أنّ الجرح مقدم على التعديل وهذا ما ذكره العلماء في كتبهم وطبّقه الأئمة في معرفة حال شخص ما , وإليك البيان :
قال الخطيب البغدادي [في الكفاية في علم الرواية ( 1/308) ] (باب القول في الجرح والتعديل إذا اجتمعا ، أيهما أولى اتفق أهل العلم على أن من جرحه الواحد والاثنان ، وعد له مثل عدد من جرحه ، فإن الجرح به أولى ، والعلة في ذلك أن الجارح يخبر عن أمر باطن قد علمه ، ويصدق المعدل ويقول له : قد علمت من حاله الظاهرة ما علمتها ، وتفردت بعلم لم تعلمه من اختبار أمره ، وأخبار المعدل عن العدالة الظاهرة لا ينفي صدق قول الجارح فيما أخبر به ، فوجب لذلك أن يكون الجرح أولى من التعديل) . وقال ابن الصلاح في مقدمته [ص 109 – 110 طبعة دار الفكر] : (إِذَا اجْتَمَعَ فِي شَخْصٍ جَرْحٌ وَتَعْدِيلٌ ، فَالْجَرْحُ مُقَدَّمٌ ؛ لِأَنَّ الْمُعَدِّلَ يُخْبِرُ عَمَّا ظَهَرَ مِنْ حَالِهِ ، وَالْجَارِحَ يُخْبِرُ عَنْ بَاطِنٍ خَفِيَ عَلَى الْمُعَدِّلِ ، فَإِنْ كَانَ عَدَدُ الْمُعَدِّلِينَ أَكْثَرَ فَقَدْ قِيلَ التَّعْدِيلُ أَوْلَى وَالصَّحِيحُ - وَالَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ - أَنَّ الْجَرْحَ أَوْلَى لِمَا ذَكَرْنَاهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .) فها أنتَ ترى العلماء يقدمون الجرح على التعديل لا سيما إنْ كان الجرح مفسراً , وقد نقل العلمي في كتابه زبدة علوم الحديث أقوال العلماء في تقديم الجرح على التعديل عند التعارض وسأنقله مع هوامشه قال العلمي ص 237- 238 ( إن جمهور المحدثين قدموا الجرح على التعديل سواء استوى الطرفان في العدد أم لا , وذلك لأن الجارح يخبر بأمر باطني قد علمه وجهله المعدّل فمعه زيادة علم , ولكن بشرط أن يكون مفسراً وقد نقل الخطيب اتفاق العلماء على ذلك . [ الكفاية ص 105 ] أما إن لم يكن الجرح والتعديل مفسراً فيقدم التعديل كما قاله المزني وغيره . [ فتح المغيث 2/ 32 ] قال الحافظ ابن حجر : الجرح مقدم على التعديل إن صدر مبيناً من عارف بأسبابه , فإن خلا المجرَّح عن التعديل قبل الجرح فيه مجملاً على المختار [ نزهة النظر ص 122 ] وقال ابن دقيق العيد [فتح الباقي 1/ 113] إن الأقوى حينئذٍ أن يطلب الترجيح لأن كلاً منهما ينفي قول الآخر. وقيل : إن ظهر التعديل من الأكثر فهو المعتبر ثم ردّه الخطيب وقال [ الكفاية ص 107 ] : هذا خطأ وبعد ممن توهمه [ فتح المغيث 2/ 32 – 33 و تدريب الراوي 1 / 365 ] .
فها هو العلمي ينقل عن العلماء أقوالهم مقراً لها وقد تبين من خلاله أن الجرح مقدم على التعديل عند التعارض فإن خلا المجروح من تعديل قُبل فيه الجرح وإن كان مبهماً إذا صدر من عارف بأسباب الجرح ,

وهناك مسألة أخرى وهي : هل يقدم التعديل إذا كثر المعدلون على المجرحين

قال الخطيب البغدادي في الكفاية ( 1 / 311 ) :( فصل إذا عدل جماعة رجلا وجرحه أقل عددا من المعدلين ، فإن الذي عليه جمهور العلماء أن الحكم للجرح والعمل به أولى ، وقالت طائفة : بل الحكم للعدالة ، وهذا خطأ ، لأجل ما ذكرناه من أن الجارحين يصدقون المعدلين في العلم بالظاهر ، ويقولون : عندنا زيادة علم لم تعلموه من باطن أمره ، وقد اعتلت هذه الطائفة بأن كثرة المعدلين تقوي حالهم ، وتوجب العمل بخبرهم ، وقلة الجارحين تضعف خبرهم ، وهذا بعد ممن توهمه ، لأن المعدلين وإن كثروا ليسوا يخبرون عن عدم ما أخبر به الجارحون ، ولو أخبروا بذلك وقالوا : نشهد أن هذا لم يقع منه ، لخرجوا بذلك من أن يكونوا أهل تعديل أو جرح ، لأنها شهادة باطلة على نفي ما يصح ، ويجوز وقوعه وإن لم يعلموه ، فثبت ما ذكرناه) وقال الزركشي – رحمه الله – في النكت على مقدمة ابن الصلاح (3/361 – 362 ) : (قوله "فإن كان عدد المعدلين أكثر فقد قيل التعديل أولى " يعني لأن الكثرة تقوي الظن والعمل بأقوى الظنين واجب كما في تعارض الحديثين والأمارتين ," والصحيح تقديم الجرح لما ذكرنا " يعني لأن تقديم الجرح إنما هو لتضمنه زيادة خفيت على المعدل وذلك موجود مع زيادة عدد المعدل ونقصه ومساواته فلو جرحه واحد وعدله مائة قدم قول الواحد لذلك ) [نقلاً من الحلقة الثالثة من سلسلة صيانة السلفي للشيخ أحمد بازمول ] .

وهنا مسألة ثالثة وهي : هل يثبت الجرح بواحد أم لا بد من تعدد الجارحين؟

قال ابن الصلاح في مقدمته ص 109 (الرَّابِعَةُ : اخْتَلَفُوا فِي أَنَّهُ هَلْ يَثْبُتُ الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ بِقَوْلِ وَاحِدٍ ، أَوْ لَا بُدَّ مِنَ اثْنَيْنِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : لَا يَثْبُتُ ذَلِكَ إِلَّا بِاثْنَيْنِ ، كَمَا فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ فِي الشَّهَادَاتِ . وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ - وَهُوَ الصَّحِيحُ الَّذِي اخْتَارَهُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ وَغَيْرُهُ - أَنَّهُ يَثْبُتُ بِوَاحِدٍ ، لِأَنَّ الْعَدَدَ لَمْ يُشْتَرَطْ فِي قَبُولِ الْخَبَرِ ، فَلَمْ يُشْتَرَطْ فِي جَرْحِ رَاوِيهِ وَتَعْدِيلِهِ ، بِخِلَافِ الشَّهَادَاتِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .) وقال ابن كثير في الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث ص 11 :( ويكفي قول الواحد في التعديل والتجريح على الصحيح). بل إن العلمي قال في زبدة علوم الحديث ص 237 : ( اعلم أنّ الصحيح في الجرح والتعديل أنها تثبت بواحد مثل حكم العدالة وقيل لا بد من اثنين كالشهادة وقد مرت بنا ) وقد رجح في (ص 232 – 233) أن الجرح والتعديل يثبت بواحد ناقلاً ذلك عن أئمة هذا الشأن . ولنطبق هذه القواعد على المسألة المذكورة ولنأتِ بأقوال الجارحين والمعدلين وننظر كلام مَن يقدم عند العلماء :
1 - قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – لمّا سئل عن خلاف الحلبي مع اللجنة الدائمة وهل هو صوري :
( محنا بحاجة لإنسان جديد يأتي ويلخبط الناس بأفكاره وجهله وتخرصاته محنا بحاجة لأمثال هؤلاء يكفينا قول علماءنا وما دونوه في الكتب الصحيحة من كتب الفقه وكتب العقيدة يكفينا هذا ونمشي عليه ونترك هالكتابات الجديدة وهالتعالم الجديد الذي شغل الشباب وشغل الناس) أهـ (وهو مسجل بصوته )
2- قال الشيخ ربيع : علي الحلبي مخطئ قال ذلك أمام أبي منار في زيارته للشيخ ربيع مع الفلسطينيين أبي هنية وزمرته , أيّد رد الزعتري المسمى تنبيه الفطين , وأيد رد أحمد بازمول المسمى صيانة السلفي وقال لو لم يرد [ يعني بازمول] لرددتُ أنا عليه, [ كتبتُ هذا قبل سنة من الآن تقريباً والآن قد بدعه هو والعلمي وقال كذّابان وفاجران وقال للعراقيين انقلوا هذا عني]
3 - وقال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله : "الشيخ علي مبتلى بهذه الفلسفات وهي في الحقيقة وصمة في جبين من ينتسب إلى الحديث" . وقال :" لا أدري كيف وقع الشيخ علي – عفا الله عنا وعنه في هذا المسلك المشين ". كما في إجاباته عن أسئلة المهداوي , وأقواله في الحلبي كثيرة ومعروفة [ والآن يقول كما في إجاباته على أسئلة قطر وهو موجود على شبكة سحاب وغيره : وقد قام الدليل عندنا فيما أطلعتَ عليه من قبل الشيخ ربيع أخينا الكبير - وفقه الله - ومن قبل قراءاتنا التي لم نظهرها أن علياً بن حسن بن عبد الحميد المتلقب بالأثري ليس صاحب ... بل هو مبتدع ضالٌّ مضل , داعية ضلال , مفسد في العباد والبلاد , ومن خلال تجمعكم ومن خلال شبكة سحاب السلفية وغيرها إن كانت هناك مواقع مشاركة أُحذر جميع المسلمين من هذا الرجل حيث كانت وجهتهم وأدعوهم إلى بغضه ومفاصلته في الله حتى يراجع السنة ويتبرأ من كل ضلالة نشرها جملة وتفصيلاً علناً كما أحذر أيضاً من المركز المسمى ( مركز الإمام الألباني ) فما هو إلاّ مصيدة وفخّ وشبكة ينصبها علي وأتباعه لتضليل المسلمين والمسلمات ...]
4 وقال الشيخ أحمد النجمي – رحمه الله - : "لا يؤخذ عن مشايخ الشام العلم ". كما في تعليقه على فتوى للحلبي وهي موجودة ضمن مجموعة مؤلفاته – رحمه الله - .
5 وقال الشيخ العلامة يحيى بن علي الحجوري – حفظه الله – "علي الحلبي مميِّع ودعوته دعوة تمييع ..." , وقال: "همزة وصل بين السلفيين والإخوان المسلمين" وهو مسجل بصوته .[هذا قبل أكثر من سنة ولا أدري ماذا يقول اليوم ]
6 وقال الشيخ عبد الله الغديان - رحمه الله - لمّا سئل عن الحلبي " أتركوه لأن هذا هو الذي يقود مذهب المرجئة في المملكة " وهو مسجل بصوته .
7 واللجنة الدائمة في فتوتها المتعلقة بكتابيه (التحذير من فتنة التكفير) و(صيحة نذير) أبانت أنه (خائن بالنقل عن ابن كثير) و(قيام كتابيه على نصرة مذهب المرجئة) و(تقويله لشيخ الإسلام ابن تيمية ما لم يقل) و(تحريف مراد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في كتابه تحكيم القوانين) و(تحميل كلام بعض العلماء ما لا يحتمل) . والفتوى موجودة ج 28 ص 137 – 139 الفتوى رقم ( 21517 ) .
وهناك أقوال فيه ومآخذ عليه لعلماء وطلبة علم لا أذكرها خشية الإطالة وإلاّ ففي الجعبة المزيد من الأقوال . هذا بعض كلام الجارحين وهو كما ترى مفسراً وصدر من علماء عارفين بأسباب الجرح . وأمّا كلام المعدلين فهو : قال الشيخ عبد المحسن العباد – حفظه الله - "سلفي سلفي سلفي خذوا عنه " [ ذكرها العلمي عنه وقال أن العباد قال ذكرتها في الطبعة الجديدة من كتاب رفقاً أهل السنة بأهل السنة ] وإن كان هناك تزكيات فلا أعلمها [ أعني في هذه الآونة وإلاّ هناك تزكيات قديمة له من بعض العلماء وممن زكاه قديماً الشيخ ربيع والشيخ عبيد ]
فإذا أردنا تطبيق القواعد نجد :
1 – أن الجرح مفسر .
2 – أن الجرح صادر من علماء عارفين بأسباب الجرح بل بعضهم مختص بالجرح والتعديل .
3 – التعديل مجمل .
4 – ومع هذا كله فإن عدد الجارحين أكثر من عدد المعدلين , ولو كان المعدلون أكثر لما قدم فكيف بهم أقل!! .
ومع ما سبق فإن الشيخ ربيعاً أيّده الله بين حال تزكية العباد للحلبي بقوله : العباد لا يقرأ [كما في البيان الصادق البديع ] أي أنه لا يقرأ ما يدور في الساحة ليعرف ما هو عليه حال الحلبي من انحراف عن الجادة وما عنده من تأصيلات وقواعد جديدة , ولذا فمبنى تزكيته على حسن الظن بالحلبي .
رابعاً : إن العلمي من المعترفين بأخطاء الحلبي وانحرافاته وقد قال لأبي عمر ومن معه : إذا أردتم التحذير فَحَذِّروا وأما أنا فلا أحذر [وهذا الإقرار من العلمي حصل في بيجي وكان من الحاضرين عبد الباسط وحمد وغيرهما ].
أفََمِن الظلم أن نعمل قواعد الجرح والتعديل؟!
أم مّن الغبن أن ندافع عن الحق المبين؟!
وننشر كلام العلماء بأهل المنهج المشين؟!
وهل نسأل أمام الله عن نشرنا لكلام العلماء في الحلبي ولا يُسأل هو عن التلاعب في عقول الشباب بالتلبيس والتدليس وقلب الحقائق والدفاع عن البدع والمبتدعين ؟! .
خامساً : صدقت يا علمي بقولك( الظلم إذا كان بينا هو شديد فكيف بظلم أهل العلم ؟ ) فقل لنفسك ولأتباعك أن تترك الطعن في العلماء والاستهزاء بهم [ أخبرني أحد الأخوة بقوله : ذهبنا إلى أبي منار في بيته لزيارته لمّا عاد من العمرة قبل سبعة أشهر تقريباً وكان قد قال الشيخ ربيع لأحد مرافقي العلمي بقوله : قل لأبي منار ليتقي الله في السلفيين في العراق أو ليعذبنّّه الله عذاباً شديداً وقليل أنه كتب له خمس ملاحظاتٍ ينصحه بها العلمي فقال العلمي مستهزأ : أبو منار لم تبقَ له توبة ! لأن الشيخ ربيعاً قد تكلم عليه ثم ضحك !!] .
أليس من الظلم لأهل العلم أن يقول بعضهم ( اللجنة صارت تفتي بعد ابن باز بما يحلو لها ) ؟!
أليس من الظلم أن يقول آخر ( الشيخ ربيع لم يسلم منه أحد )؟!
أليس من الظلم أن يقول ثالث ( الشيخ عبيد سليط اللسان ) ؟!
أليس من الظلم أن يقول رابع ( إن كتب الشيخ ربيع نتنة ) ؟! وهذا الأخير من المقربين الآن لأبي منار وهو مدرس في مسجد مسلم وفي المدرسة الإسلامية التي هي تحت إشراف أبي منار !!
ألا يُسأل هؤلاء عن طعنهم في العلماء الربانيين ونسأل نحن عن نقلنا لكلام أهل العلم في المنحرفين ؟!! .
وفي نهاية هذه الفقرة أقول: الراجح عند العلمي أن الجرح يثبت بواحد , بمعنى : أن الشيخ ربيعاً إذا جرح شخصاً وقبلنا فلا يقال لنا أنتم تقلدونه , فكيف إذا كان الجارحون كُثُر حتى طغوا على المعدلين ؟! .
رابعاً : العلمي يتهم السلفيين بالطعن وغيبة العلماء وقد تقدم أنّ الطعن صادر منهم وأما نحن فنقلنا أقوال العلماء , وأمّا عن الغيبة التي ينسبها العلمي للشباب السلفي قائلاً: أنهم لا يغتابون أحداً ثم يغتابون العلماء ويتدينون إلى الله بالغيبة . فأقول : إن الشباب السلفي الحق لا يحذرون من العلماء وإنما من أدعياء العلم الذين يتسترون بالسلفية وهم بعيدون عنها فهم يلبّسون على السلفيين دينهم فالعلماء حذروا منهم السلفيون نقلوا كلام العلماء فيهم وأنتَ تصفهم بالعلماء بل أنتَ تعلم أن أتباعك وأتباع الحلبي هم الذين يطعنون بالعلماء ولا يخافون الله فيهم ولا يتقونه بل إن بعضهم يبهتهم لا فقط يغتابهم وبعضهم يتجاوز عليهم ويسيء الأدب معهم بحضرتهم فكيف بغيبتهم.
خامساً : هناك فرق بين الغيبة والنصيحة للأمة قال بان رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه القيّم (الفرق بين النصيحة والتعيير) ص 1-3 (اعلم أن ذِكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص . فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه . وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة وردُّوا على من سوَّى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه .ولا فرق بين الطعن في رواة حفَّاظ الحديث ولا التمييز بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل ، وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّلَ شيئاً منها على غير تأويله وتمسك بما لا يتمسك به ليُحذِّر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه ، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضًا . ولهذا نجد في كتبهم المصنفة في أنواع العلوم الشرعية من التفسير وشروح الحديث والفقه واختلاف العلماء وغير ذلك ممتلئة بالمناظرات وردِّ أقوال من تُضَعَّفُ أقواله من أئمة السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم .ولم يترك ذلك أحد من أهل العلم ولا ادعى فيه طعناً على من ردَّ عليه قولَه ولا ذمَّاً ولا نقصاً اللهم إلا أن يكون المصنِّف ممن يُفحش في الكلام ويُسيءُ الأدب في العبارة فيُنكَر عليه فحاشته وإساءته دون أصل ردِّه ومخالفته ، إقامةً للحجج الشرعية والأدلة المعتبرة . وسبب ذلك أن علماء الدين كلُّهم مجمعون على قصد إظهار الحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ولأنْ يكون الدين كله لله وأن تكون كلمته هي العليا ، وكلُّهم معترفون بأن الإحاطة بالعلم كله من غير شذوذ شيء منه ليس هو مرتبة أحد منهم ولا ادعاه أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيراً ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم ) إلى أن قال ص 6 (فحينئذٍ رد المقالات الضعيفة وتبيين الحق في خلافها بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكرهه أولئك العلماء بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ويثنون عليه . فلا يكون داخلاً في الغيبة بالكلية فلو فرض أن أحداً يكره إظهار خطئه المخالف للحق فلا عبرة بكراهته لذلك فإن كراهة إظهار الحق إذا كان مخالفاً لقول الرجل ليس من الخصال المحمودة بل الواجب على المسلم أن يحب ظهور الحق ومعرفة المسلمين له سواءٌ كان ذلك في موافقته أو مخالفته . وهذا من النصيحة لله ولكتابه ورسوله ودينه وأئمة المسلمين وعامتهم وذلك هو الدين كما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وأما بيان خطأ من أخطأ من العلماء قبله إذا تأدب في الخطاب وأحسن في الرد والجواب فلا حرج عليه ولا لوم يتوجه إليه وإن صدر منه الاغترار بمقالته فلا حرج عليه) أهـ. فتبين أن النصيحة للأمة ببيان خطأ من أخطأ واجبة وهي ليست من الغيبة في شيء . قَالَ أَبُو صَالِحٍ الفَرَّاءُ: حَكَيتُ لِيُوْسُفَ بنِ أَسْبَاطٍ عَنْ وَكِيْعٍ شَيْئاً مِنْ أَمرِ الفِتَن، فَقَالَ: ذَاكَ يُشْبِهُ أُسْتَاذَهُ - يَعْنِي: الحَسَنَ بنَ حَيٍّ- فَقُلْتُ لِيُوْسُفَ: أَمَا تَخَافُ أَنْ تَكُوْنَ هَذِهِ غِيبَةً؟ فَقَالَ: لِمَ يَا أَحْمَقُ، أَنَا خَيْرٌ لِهَؤُلاَءِ مِنْ آبَائِهِم وَأُمَّهَاتِهِم، أَنَا أَنْهَى النَّاسَ أَنْ يَعْمَلُوا بِمَا أَحْدَثُوا، فَتَتْبَعُهُم أَوْزَارُهُم، وَمَنْ أَطْرَاهُم كَانَ أَضَرَّ عَلَيْهِم . [ سير أعلام النبلاء 4/364]
قال العلمي – هداه الله – (فأنا –يعني- أقول للشاب إنه هذه المسائل التي في المناطق المستقرة يتركها ويتقِ الله عزّ وجلّ وإذا أراد الرفعة عليه بدين الله عزّ وجلّ وعليه أن يُعلِّم الناس التوحيد)
أقول : لماذا لم تتركوها أنتم ؟ فأنتم مَن بدأ بنشر (المنح الصحيحة) و(منهج السلف) و(تحذير الناصحين) و
(نازلة العراق) وغيرها من الكتب التي تدعوا إلى الباطل فحذَّر أهلُ الحق من الباطل وأبانوا الحق بدليله , واتقوا الله أنتم في أنفسكم وأتباعكم ومخالفيكم , واعلموا – رحمني الله وإياكم – أن الرفعة بأخذ الدين كاملاً والأخذ به أخذاً ]شاملاً يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ[(البقرة208) ثم إن منهج السلف لم يقتصر على التوحيد وإن كان التوحيد هو أساس الأمر فالمنهج يشمل العقيدة والعبادة والسلوك وغيرها, ثم إن الله يرفع المرء باتباع الكتاب والسنة ويضعه بمخالفتهما لا بالباطل والدعوة إليه .

قال العلمي هداه الله (هذه المناطق التي حولنا هذا الآن شباب (البو عجيل) جالسون هنا, في البو عجيل الآن ممن –يعني- يتلبّس بالشرك الأكبر؟ يذبح لغير الله, وينذر ويستعين ويتوكّل على غير الله ويحلف بغير الله , وهذا في منطقة تبعد عنّا عشرة كيلو أو أقل. مَن مِن الشباب -هؤلاء الذين الآن انطمسوا في الفتنة- أتى إلى (البو عجيل) وأعطى محاضرات في مساجد البوعجيل وقال يا ناس مسألة توحيد , ومسألة إتباع وغير ذلك؟ أبداً وإنّما وجدناهم (........[كلمة غير مفهومة])الانترنت , شيخهم الانترنت ويأتون بكلام لبازمول ولغيره من الطعن في العالم الفلاني والعالم الفلاني ويوزعونها في البو عجيل وفي الجامعة وفي غير ذلك) .
أولاً : هذا سوء ظنّ منك بشباب أهل السنة , بل كم منهم مَن ذهب وألقى الدروس والمحاضرات والخطب قبل هذه الفتنة وأنا من الذين ذهبوا وشباب البو عجيل يعرفون ذلك جيداً .
ثانياً : الذين يتلبسون في الشرك من الناس كثير في البو عجيل وفي غيرها وقد ذهبنا إلى بعض تلك المناطق ولله الحمد بدأ الناس يعرفون التوحيد من الشرك والسنة من البدعة , وهذا تهويل منك للمسائل تشبه تهويلات الحلبي – هدانا الله وإياكم إلى الحق – فبحمد الله الشباب السلفي سائرون على منهج علمائهم في دعوتهم لا تثنيهم الفتن ولا تصدهم المكائد عن دعوة الناس إلى المنهج الحق .
ثالثاً : العلمي أتى بأداة الحصر (إنّما) فكلامه يقتضي أن الشباب قد تركوا كل شيء وجلسوا فقط على الأنترنت ولم يدعوا إلى الله ولكن همهم الطعن في فلان وفلان , ألا تستثني لعل بعضهم لا يدخل في وصفهم فيوقفك أمام الله ]وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ [(الصافات24) .
رابعاً : وصف العلمي السلفيين بأن شيخهم الأنتر نت والسامع لهذا الكلام العريض يحسب أن الشباب قد ضيعوا أوقاتهم على الأنترنت ولم يعلِّموا ولم يتعلَّموا , ثم ألم يكن الأنتر نت شيخك بل وشيخ شيخك (الحلبي) وإلا من أين أطلعت على كلمة الكاتب التي أُعجبتَ بها جداً حتى أنك أعدتها أكثر من ثلاث مرات , من أين اطلعت على كثير من المقالات وكيف يكتب شيخك المسئول عن منتدى (الكل سلفيون إلا السلفيين) إلا عن طريق الأنترنت ؟ ولكن أغاظكم اهتمام الشباب بأقوال العلماء بالدعاة ليعرفوا ممن يأخذون ومن يسمعون فما إن ظهر داعيةً أو طالب علم حتى سألوا العلماء عن طريق الأنترنت أو الهاتف ليعرفوا حاله وهذا هو منهج السلف إن هذا الأمر دين .
خامساً : إن الشيخ أحمد بازمول – حفظه الله – لم يطعن بأحد وإنما أبان الحق بدليله ووافقه العلماء عليه فقد رد الخطأ على صاحبه وأوضح الحق فجزاه الله خيراً ونفع به وبارك في عمره وعلمه وليس الشيخ أحمد وحده ردّ على الحلبي حتى صببتَ جام غضبك عليه ووصفته بما لم يصفه أحد قبلك متقدماً في ذلك بين يدي العلماء , بل رد الجابري والحجوري والعتيبي والزعتري وغيرهم .
سادساً : هناك فرق بين الطعن والنصيحة , فاتهام الرجل بما ليس فيه والتنقّص منه وقلب الحقائق واحتقاره هذا هو الطعن , وأما إبانة الحق بدليله فليس بطعن بل هو الجهاد الواجب فهو يؤجر على ذلك إن شاء الله .
سابعاً : نشر كلام العلماء – الذي ينكره العلمي على السلفيين - في المنحرفين للتحذير منهم هو منهج السلف الذي بدأتم تتنكرون له بعد أن كنتم دعاة إليه وكنتم تحذرون من المنحرفين واليوم تدافعون عنهم , والله المستعان .

قال العلمي : (هذا هو دين الله عزّ وجلّ الذي أمرنا الله عزّ وجلّ به ؟ لا والله حاشا , وإنّما دين الله عزّ وجلّ التي هي الأُصول الستّة , أركان الإيمان ، علِّموا الناس أركان الإيمان الستة التي لا تكاد تجد طرفة من كتاب ربِّنا عزّ وجلّ إلاّ وتجد فيها هذه الأصول الستة علِّموا الناس هذه المسائل التي تدخل الإنسان الجنة والنار.)
أقول هذه شبهة تكلمت عليها فأغنت الإعادة ولكن لا بد من تنبيه وهو: أنّ هذا الأسلوب فيه تهوين من شأن علم الجرح والتعديل وتنقّص من أهله وهدر لجهود حامليه من السلف والخلف , والله إنّ علم الجرح والتعديل من أجلّ العلوم وبه يُعرف السني من المبتدع والصادق من الكاذب وهو الذي تميزت به هذه الأمة عن غيرها وبه حفظ الله لهذه الأمة دينها, وهذا نفس أسلوب الحلبي من التهوين بشأن هذا العلم ]تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ[( البقرة 118) .

قال العلمي (أما أن تُعلِّم الناس. الشباب الذي لم يكن له باع في العلم أو قل دخل في السلفية منذ شهر أنّه قال الحلبي قال مشهور وقال بازمول وقال فلان وقال فلان هذه مسائل يا إخوان عظيمة هذه ما تنبغي لطلاّب العلم الكبار فضلاً عن طالب العلم المبتدئ ).
أولاً : أليس أخذ العلم متوقفاً على معرفة السني حتى يأخذ من المبتدع حتى يُترك ألم يقل الإمام محمد بن سيرين ( إن هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم ) ؟ [ رواه مسلم 26 ] ألم يقُل كذلك: ( لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلمّا وقعت الفتنة قالوا : سمّوا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم )؟ [ رواه مسلم 27 ] ألم ترَ إلى كثير ممن يحملون شهادات الدكترة ضاعوا بسبب أنهم لا يعرفون ممن يأخذون , ومن يسمعون ؟ فلو لم يحذر الشيخ مقبل من القرضاوي والشيخ ربيع من سيد قطب وغيرهم لاغترّ بهم كثير من الناس وضلوا بضلالهم . أليس الأولى بك أن تتابع العلماء وتبين الخطأ – وأنتَ تعرفه - وتنصح الحلبي بدلاً من أن تغشه وتظهر له موافقتك أمامه ثم تقر بخطئه أمام الشيخ ربيع وأمام بعض الشباب في بيجي؟
وأقول لك يا شيخ كدتُ أن أضلّ أنا بسبب تزكياتك ( الغير منضبطة وللأسف) فقد سألتك يوماً عن مراد شكري برسالة عن طريق الجوال كان هذا نصها [ وكنتُ مستشيراً لك لا ممتحناً ؛ حتى لا يفهم أني أمتحن أسأل لأتتبع العورات] : ( ما منهج مراد شكري ؟ وهل تنصحونا بقراءة منخلته ؟ ) فأجبت برسالة نصها : ( تعبان سلوكياً فقط , نعم أنصح بذلك ) ويعنى ذلك أن عنده أخطاء سلوكية مع صحة منهجه , وكنتُ وقتئذٍ لا أعرف عن الرجل شيئاً فاطلعتُ فيما بعد على فتوى للجنة الدائمة بشأنه ج 28 / 133-135 الفتوى رقم ( 20212 ) وهذا نصها :
س : نحن في هذه البلاد\ المملكة العربية السعودية في نعم عظيمة ، ومن أعظمها نعمة التوحيد ، وفي مسألة التكفير نرفض مذهب الخوارج ومذهب المرجئة . وقد وقع في يدي هذه الأيام كتاب باسم ( إحكام التقرير في أحكام التكفير ) بقلم : مراد شكري الأردني الجنسية ، وقد علمت أنه ليس من العلماء ، وليست دراسته في علوم الشريعة ، وقد نشر فيه مذهب غلاة المرجئة الباطل ، وهو أنه لا كفر إلا كفر التكذيب فقط ، وهو فيما نعلم خلاف الصواب وخلاف الدليل الذي عليه أهل السنة والجماعة ، والذي نشره أئمة الدعوة في هذه البلاد المباركة ، وكما قرر أهل العلم في أن الكفر يكون بالقول وبالفعل وبالاعتقاد وبالشك . نأمل إيضاح الحق حتى لا يغتر بهذا الكتاب الذي أصبح ينادي بمضمونه الجماعة المنتسبون للسلفية في الأردن . والله يتولاكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ج : بعد الاطلاع على الكتاب المذكور ، وجد أنه متضمن لما ذكر من تقرير مذهب المرجئة ونشره ، من أنه لا كفر إلا كفر الجحود والتكذيب ، وإظهار هذا المذهب المُرْدي باسم السنة والدليل ، وأنه قول علماء السلف ، وكل هذا جهل بالحق وتلبيس وتضليل لعقول الناشئة بأنه قول سلف الأمة والمحققين من علمائها ، وإنما هو مذهب المرجئة الذين يقولون : لا يضر مع الإيمان ذنب ، والإيمان عندهم هو التصديق بالقلب ، والكفر هو التكذيب فقط ، وهذا غلو في التفريط ، ويقابله مذهب الخوارج الباطل الذي هو غلو في الإفراط في التكفير ، وكلاهما مذهبان باطلان مرديان من مذاهب الضلال ، ويترتب عليهما من اللوازم الباطلة ما هو معلوم ، وقد هدى الله أهل السنة والجماعة إلى القول الحق والمذهب الصدق والاعتقاد الوسط بين الإفراط والتفريط من حرمة عرض المسلم وحرمة دينه ، وأنه لا يجوز تكفيره إلا بحق قام الدليل عليه ، وأن الكفر يكون بالقول والفعل والترك والاعتقاد والشك ، كما قامت على ذلك الدلائل من الكتاب والسنة ؛ لما تقدم : فإن هذا الكتاب لا يجوز نشره وطبعه ، ولا نسبة ما فيه من الباطل إلى الدليل من الكتاب والسنة ، ولا أنه مذهب أهل السنة والجماعة ، وعلى كاتبه وناشره إعلان التوبة إلى الله فإن التوبة تغفر الحوبة ، وعلى من لم ترسخ قدمه في العلم الشرعي أن لا يخوض في مثل هذه المسائل ؛ حتى لا يحصل من الضرر وإفساد العقائد أضعاف ما كان يؤمله من النفع والإصلاح . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فلو أني بقيتُ على تزكيتك لقرأتُ له غير النخلة من الكتب ولضللتُ ولكن الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله .[ علماً أنّ هذا الكتاب (إحكام التقرير) لمراد شكري قدّم له الحلبي فاعتبر !!]
ثانياً : إذا كانت هذه المسائل عظيمة فما بال الجُهّال يدخلون بها وعلى مرأى ومسمع منكم كـ(نوفل الجبوري) والعجيب أن مقاله نُشر في منتدى الحلبي المسمى ( كل السلفيين ) وصدق الشيخ ربيع – حفظه الله – لمّا قال عنه بأنه : من أسوأ المواقع !! بل وصدق من قال: ( هو منتدى الكل سلفيون إلا السلفيين ) !!, فلماذا لا تمنعون سفهائكم وجهّالكم عن التدخل في الفتنة ؟! أم يجوز لكم ما لا يجوز لغيركم ؟! .
وأما نحن فبفضل الله تركنا الأمر للعلماء أن يقولوا كلمتهم وما نحن إلا ناشرون لأقوالهم , وساءكم هذا النشر جداً فبدأ - من لا يحسن قراءة القرآن – يطعن بالعلماء والمشايخ ويصفونهم بما هم منه أبرياء والله المستعان . وإني لأعجب من شخص يُظهر الدفاع عن العلماء والمحبة لهم ويُطعن فيهم أمامه في بيته ولا يحرك ساكناً بل يسكت ولا يتفوه بكلمة !! بل هو يطعن أحياناً تصريحاً أو تلميحاً !!.

قال العلمي هداه الله (إنما الواجب على الإنسان أن يشغل نفسه وأهله وذويه ومَن يعول بثلاث مسائل كما قال الزهري : بكتابٍ محكمٍ , أو سُنّةٍ متَّبعة, أو لا أدري. يُشغِل الناس بهذه المسائل . وإلاّ إذا الإنسان ما شغلته السنة تشغله البدعة والإنسان إذا ما اشتغل بكتاب الله عزّ وجلّ انشغل بكتاب فلانٍ وعِلاّن وكان شيخه الانترنت) .

أولاً : الكتاب المحكم فيه الجرح والتعديل فإن الله قد جرح أبا لهب بقوله ]تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ [( المسد 1) وعدّل الصحابة بقوله ]مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [(الفتح29) والأيات في الجرح والتعديل كثيرة , والسنة المتبعة فيها الجرح والتعديل قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما اسأذن عليه رجل ( بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ ) [متفق عليه] وعدّل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عثمان t لمّا جهّز عثمان t جيش العسرة فقال :( ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم مرتين ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] والأحاديث في هذا المعنى كثيرة , ولا أدري هذه التي ينبغي أن نشغل أنفسنا به " ولو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف " ولكن لما تكلم من لا يعلم ومن يجادل بالباطل عن أهل الباطل حدثت الفتنة وكان الواجب على الجميع هو الرجوع إلى العلماء الربانيين الكبار ]وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً [(النساء83) ولكن تكلم أهل العلم ولم يمتثل الناس أمرهم – إلا قليلاً – وشُغِّب على مَن ينشر كلامهم ولا حول ولا قوة إلا بالله !! بل وطُعن به ووصف بالكذب وأُريد به سوءً ولكن الله من ورائهم محيط , فنشكوا إلى الله ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس .

قال العلمي (أَربأُ أنا بنفسي ومن أعول ومَن تبلُغُهُ كلمتي إن يترك هذه المسائل التي فيها القيل والقال والمشاكل التي في البلاد المستقرة أن يأتوا بها (.........[كلمة غير مفهومة ]) وينزلونها إلى واقع العراق فإن واقع العراق لا يتحمّل هذا والله أعلم ) .
هذه نهاية الكلمة التي ما أنصف العلمي فيها نفسه ووددتُ لو رجع عن كلامه لأنه اشتمل على بعض قواعد الحلبي التي رد عليها العلماء وكذا ظلم فيها الشيخ أحمد بازمول حين وصفه بأنه رأس الفتنة , وظلم فيها نفسه لمّا تلاعب بعقول بعض الشباب حيث صور لهم أن الأمر الذي يقوم به الشباب السلفي من التحذير من الباطل وأهله ما هو إلاّ طعن في العلماء ودعوة إلى ترك الواجبات وفعل المحرمات وكذا لم ينصف نفسه لمّا أراد التسوية بين كلام الجارح وكلام المعدل بل وتقديم كلام المعدل على كلام الجارح ضارباً بقواعد هذا العلم الجليل عرض الحائط وهو الذي نقل بعضها في أحد كتبه وكذا شغّب على شباب أهل السنة الذين اتبعوا العلماء في تبيين الخطأ ليخفَّ حمل المخطئ يوم القيامة ولا يتبعه على خطئه أحد فيحمل وزره , وكذا ألبس في هذه الكلمة الباطل لباس الحق والحق لباس الباطل وغبن حق الشباب السلفي باتهامه لهم بأنهم تركوا الدعوة إلى الله والتعلم والتعليم وجلسوا على الأنترنت يَسْتمدون منه علمهم وطرح في كلمته شبهات عديدة تُبلبل أفكار كثير من الشباب وتصدهم عن معرفة السلفي من الخلفي والسني من المبتدع والعالم من المتعالم وأظهر في كلمته هذه الغيرة على المنهج السلفي وهو يردد قواعد تخالفه وأظهر الغيرة على العقيدة وهو يؤصل أصولاً تجعل الرجل لا يميز بين أهل الحق وأهل الباطل ولو طُبقت قواعده لحسِبَ الناس أنّ المنحرفين من المتصوفة وغيرهم علماء[ فهو يثني على محمد حسان ومحمد حسان يثني على الشعراوي وكشك ] والله المستعان .
وقبل أن أنهي مقالي هذا أودّ أن أنصح العلمي ببعض النصائح فالدين النصيحة فأقول :

يا أبا منار ! اتقِ الله في نفسك وفي أتباعك وإياك والتلون في الدين فإن دين الله واحد , عليك بمنهج السلف وملازمة العلماء, ولا تنصب نفسك محامياً عن أهل الباطل, واعلم – وعلمي بك أنك تعلم – أنّ العلماء ورثة الأنبياء فسِر على طريقهم لتكون (منهم ومعهم وفيهم) ولا تكن مخاصماً لهم فتكون ممّن قال فيهم أبو حاتم :
( علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر) [السنة للالكائي 1/ 179] وإياك ونصر الباطل فإنك متبوع فلا تحمل وزرك
ووزر غيرك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم , وأُذكركَ بأنك كنتَ نبراساً تهدي إلى الحق وتربط طلابك ومن يثق بك بالعلماء وتنصح باحترام العلم والعلماء حتى أنك كنتَ تتصل بهم ليلقوا المحاضرات في مسجدك عبر الهاتف فعُد إلى ما كنتَ عليه تنجو, وأحذرك من حرب أهل السنة ودعاتها الذين لم يوافقوك على منهجك الجديد فتكون من المعذبين , وأقول لك كما قال ابن عساكر – رحمه الله – [ تبيين كذب المفتري 29 ]
( وأعلم يا أخي - وفقنا الله وإياك لمرضاته ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته - أن لحوم العلماء - رحمة الله عليهم - مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم, والتناول لأعراضهم بالزور والإفتــــراء مرتع وخيـــم, والإختلاق على من إختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم , ) وقال [ص 425] ( وكل من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله عز و جل قبل موته بموت القلب) واعلم أن من تجادل عنهم اليوم لن تستطيع أن تجادل عنهم يوم القيامة ولا تكون عليهم وكيلاً , واعلم أنّ من ينصحك ويبين خطأك من العلماء وطلبة العلم خير لك من الذين يتبعونك فالأولون يريدون أن لا يتبع الناس أخطاءك فتكثر أوزارك والآخرون منهم المغرض الذي يريد فصلك عن ورثة الأنبياء ومنهجهم ومنهم الأحمق الذي يريد أن ينفعك فيضرك ومنهم الجاهل الذي لا يعلم شيئاً . وتذكّر أنك ستدخل القبر وحدك وستسأل وحدك وتحاسب وحدك فلا ينفعك غير عملك . وأنصحك بما نصح الإمام الأوزاعي المسلمين فقال في كتاب له : [ كما في تاريخ دمشق 6/361 – 362 ] (اتقوا الله معشر المسلمين وأقبلوا نصح الناصحين وعظة الواعظين واعلموا أن هذا العلم دين فانظروا ما تصنعون وعن من تأخذون وبمن تقتدون ومن على دينكم تأمنون فإن أهل البدع كلهم مبطلون أفاكون آثمون لا يرعوون ولا ينظرون ولا يتقون ولا مع ذلك يؤمنون على تحريف ما تسمعون ويقولون ما لا يعلمون في سرد ما ينكرون وتسديد ما يفترون والله محيط بما يعملون فكونوا لهم حذرين متهمين رافضين مجانبين فإن علماءكم الأولون ومن صلح من الآخرين كذلك كانوا يفعلون ويأمرون واحذروا أن تكونوا على الله مظاهرين ولدينه هادمين ولعراه ناقضين موهنين بتوقير المبتدعين والمحدثين فإنه قد جاء في توقيرهم ما تعلمون وأي توقير لهم أو تعظيم أشد من أن تأخذوا عنهم الدين وتكونوا بهم قتدين ولهم مصدقين موادعين مؤالفين معنيين لهم بما يصنعون على استهواء من يستهوون وتأليف من يتألفون من ضعفاء المسلمين لرأيهم الذي يرون ودينهم الذي يدينون وكفى بذلك مشاركة لهم فيما يعملون) أهـ .
والله إني كنتُ من المحبين لك جداً ولكنه الدين , والله وبالله وتالله إني لك ناصح وعليك مشفق .
والله أسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن لا يلتبس علينا فنضل ونشقى , ويعيذنا من مضلات الفتن وأن يكفينا شر البدع وشر أهلها .
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .

سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك .


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كــــــتبه
أبــــــو عبد المهيمن العراقي
في يوم السبت 21 / 12/ 1431 من الهجرة
المــــــوافق 27 / 11 / 2010 بالتأريخ الإفرنجي

أبو الخنساء عبد الهادي شاهين
11-29-2010, 11:08 AM
اخي زكريا -وفقك الله- ارجو منك ان تنقل هذا الرد العلمي على منتدى اتباع خير العباد وغيره من المنتديات -ان استطعت-

أبو الخنساء عبد الهادي شاهين
11-29-2010, 11:12 AM
لم استطع ان انزل الرابط الصوتي -الان- وسوف انزله قريباً -باذن الله- فالصوتيه موجوده ومنتشره عندنا

أبو تيمية حسن الناصري
11-30-2010, 05:24 PM
جزى الله الكاتب خيرى فإني قرأت المقال كاملاً فالكاتب لم يتجنَ على الرجل ولكن ذكر كلامه وعلّق عليه فأنصح بقراءة الرد ومن استطاع أن ينشره في المنتديات السلفية فلينشره والدال على الخير كفاعله , والله أسأل أن يجزي الكاتب خيراً كما أسأله تعلى أن يحفظ أبا الخنساء وأن يعينه على نشر الخير والفضيلة .

أبو الخنساء عبد الهادي شاهين
01-14-2011, 03:52 PM
أكرمك ربي ووفقك لكل خير