المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آثار سلفيه في التحذير من قُصّاص ووعّاظ أهل البدع


أبو الخنساء عبد الهادي شاهين
08-26-2010, 12:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين :


هذا الإمام أحمد يضرب لنا مثلا ألا نغتر بصلاح صالح ، أو باجتهاد مجتهد في العبادة إذا خالف السنة وإن كان من كان ، فعن علي بن أبي خالد قال : قلت لأحمد بن حنبل رحمه الله : إن هذا الشيخ - وأشار إلى شيخ حضر معه - هو جاري وقد نهيته عن رجل وهو يحب أن يسمع قولك فيه ألا وهو حارث القصير - وهو الحارث المحاسبي هذا الرجل الصوفي - قال : وقد سمعتك من سنين لما رأيتني معه حذرتني من مجالسته وأتيت بجاري هذا ليسمع قولك فيه ، قال: فرأيت أحمد قد احمرَّ لونه، وانتفخت أوداجه، وعيناه، ومارأيته هكذا قط، ثم جعل ينتفض ويقول : ذاك ؟ فعل الله به وفعل ، ليس يعرف ذاك إلا من خبره وعرفه ، أَوَّيْه ، أَوَّيْه ، أَوَّيْه ، ذلك جالسه المغازني ويعقوب وفلان فأخرجهم إلى رأي جهم بن صفوان هلكوا بسببه . فقال له الشيخ : يا أبا عبد الله إنه يروي الحديث - أي : هذا الرجل المبتدع يروي الحديث - ساكن ، خاشع ، من قصته ومن قصته - كأنه يثني عليه بعبادته وأنه يذكر الحديث فذكر من شأنه ما ذكر - ، فغضب أبو عبد الله وجعل يقول : لا يغرك خشوعه ، لا يغرك لينه ، لا تغتر بتنكيس رأسه فإنه رجل سوء ، ذاك لا يعرفه إلا من خبره ، لا تكلمه ولا كرامة له ، كل من حدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مبتدعا تجلس إليه ؟!

وتأمل هذه العبارة : كل من حدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مبتدعا تجلس إليه ؟
لا ولا كرامة ولا نُعمى عين وجعل يقول : ذاك ، ذاك ، كأنه ينكر هذا الأمر إنكارًا عظيمًا .




وسئل أبو زرعة - رحمه الله - عن الحارث هذا وعن كتبه - وكتبه كتب في الرقائق والخطرات والوساوس ومحاسبة النفس - فلما سئل أبو زرعة رحمه الله قال للسائل : إياك وهذه الكتب ، هذه كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب .
فقيل له : هذه الكتب فيها عبرة - أي : فيها عظة وترقق القلب - فقال رحمه الله : من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة . ثم قال : ما أسرع الناس إلى البدع ! .ما أسرع الناس إلى البدع !