المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفتاوى الجامعة في حكم الأيمان الكاذبة ( الغمــوس )


أم جابر السلفية
07-31-2010, 10:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التغليظ في اليمين الكاذبة

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حلف على مال امرئ مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان، قال ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } متفق عليه

وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة. فقال رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟قال: وإن كان قضيباً من أراك) أخرجه مسلم
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم (قال: الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس ) أخرجه البخاري
واليمين الغموس هي التي تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار
وفي رواية أن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما الكبائر؟قال: الإشراك بالله، قال ثم ماذا؟قال: اليمين الغموس، قلت وما اليمين الغموس؟قال: الذي يقتطع مال امرئ مسلم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى
وَلِهَذَا إذَا كَانَتْ الْيَمِينُ غَمُوسًا كَانَتْ مِنْ الْكَبَائِرِ الْمُوجِبَةِ لِلنَّارِ, كَمَا قَالَ تَعَالَى:إنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. وَذَكَرَهَا النَّبِيُّ فِي عَدِّ الْكَبَائِرِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إذَا تَعَمَّدَ أَنْ يَعْقِدَ بِاَللَّهِ مَا لَيْسَ مُنْعَقِدًا بِهِ فَقَدْ نَقَصَ الصِّلَةَ الَّتِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ
رَبِّهِ، بِمَنْزِلَةِ مَنْ أَخْبَرَ عَنْ اللَّهِ بِمَا هُوَ مُنَزَّهٌ عَنْهُ أَوْ تَبَرَّأَ مِنْ اللَّهِ.


ما هي اليمين الغموس، وهل توجد كفارة لليمين الغموس إن كان كذلك؟


اليمين الغموس هو اليمين الكاذبة التي يقتطع بها الإنسان حق أخيه بغير حق، هذه اليمين الغموس الكاذبة، وهي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم بغير حق فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة)، وفي اللفظ الآخر: (لقي الله وهو عليه غضبان) فالذي يحلف كاذباً أنه اشترى كذا أو أنه أعطي كذا، أو ما أشبه ذلك وهو كاذب فهذه هي اليمين الفاجرة الغموس، يأخذ بها مال أخيه بغير حق، أو يحلف على أنه ما فعل كذا من العدوان على أخيه أو أنه ما سبه أو ما أشبه ذلك وهو كاذب، هذه اليمين الغموس الذي يقتطع بها حق أخيه بغير حق، فكل كاذبة فهي يمين غموس، لكنها تختلف في الكبر والعظم على حسب ما يترتب عليها من الظلم والشر. وليس فيها كفارة فيها العقوبة العظيمة والوعيد الشديد، فلو قال: والله ما سافرت ويكذب تكون يمين غموس كاذبة، يأثم بها، ولكنها ليست مثل من قال: والله ما أخذت منه ولا شيء وقد أخذ منه شيئاً، لأن هذا أخذ مال أخيه بغير حق، كأن ادَّعى عليه الإنسان يقول أنه اقترض مني ألف ريال، فيحلف ويقول: ما اقترضت منه، والمقرض ما عنده بينة والمقترض كاذب يقول: والله ما اقترضت منه، هذه يمين غموس؛ لأنه أخذ بها مال أخيه بغير حق، أو أعاره عارية مثل سلاح أو عباءة أو إناء، ثم يجحد ويحلف أنه ما استعار هذه يمين غموس؛ لأنه أخذ مال أخيه بغير حق، بهذه اليمين، أو باع على أخيه شيئاً ثم جحد البيع وليس عنده بينة، ليس عند المشتري بينة، فيحلف أني ما بعتك! فهذه يمين غموس عظيمة خطيرة؛ لأنه أخذ مال أخيه بغير حق، جحد حق أخيه بغير حق، وهكذا ما أشبه ذلك، واليمين الغموس -كما تقدم- هي الكاذبة لكنها تختلف وتتفاوت تفاوتاً عظيماً على حسب ما يترتب عليها من الشر.

من هنا (http://www.binbaz.org.sa/mat/20614)

ما هي اليمين الغموس، ولماذا سميت بذلك، وما هي الكفارة؟

اليمين الغموس: هي الكاذبة، التي قال فيها النبي-صلى الله عليه وسلم-: (من حلف على يمين صبر هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان)، وفي اللفظ الآخر: (من حلف على يمين صبر وهو فيها كاذب أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة)

، فالواجب على المؤمن أن يحذر الكذب بالأيمان وغير الأيمان، وإذا حلف على ذلك صار الإثم أكبر، ولا سيما إذا اقتطع بها حق أخيه، كأن يحلف أن ما عنده لفلان شيء، وهو عنده له مال، يحلف أنه ما أخذ منه شيء وقد أخذ منه، هذا كذب وظلم، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم-: (من حلف على مال يقتطع مال امرئ مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان)، وفي لفظ: (فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة)، قالوا: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله، قال: (وإن كان قضيباً من أراك)، فالواجب الحذر، يقال لها الغموس، لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار، تغمسه في الإثم والعصيان لله ثم تغمسه في النار، هذه من أسباب دخول النار نسأل الله العافية.


من هنا (http://www.binbaz.org.sa/mat/12105)


العلامة صالح الفوزان حفظه الله
نص السؤال امرأة تقول‏‏ ما هي اليمين الغموس‏؟‏ وما هي الكفارة‏؟‏

وإنني مريضة نفسيًّا وأتعالج عند طبيب نفساني وأضطر أحيانًا بالحلف بالقرآن الكريم لأمنع نفسي من عمل شيء لا أريده ، وأكثر الأحيان أحنث باليمين وأخشى أن أكون قد وقعت باليمين الغموس .
نص الإجابة إن اليمين بالله عزّ وجلّ أمرها خطير ، ولا ينبغي للمسلم أن يتساهل في شأن اليمين ويكثر من الأيمان من غير داع إلى ذلك ، بل ينبغي للمؤمن عدم الحلف إلا عند الحاجة ، ولا يحلف على صدق وعلى بر والله جلّ وعلا يقول‏‏ : ‏( ‏وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ) ‏[‏القلم‏‏ : 10‏]‏ ، يعني‏‏ كثير الحلف وكثرة الحلف من صفات المنافقين ، وقد أخبر أنهم يحلفون على الكذب وهم يعلمون ، فينبغي للمؤمن أن يبتعد عن كثرة الأيمان وأن لا يعوِّد لسانه ذلك ، لأنها مسؤولية كبيرة ولا يحلف إلا عند الحاجة‏‏ ، أما اليمين الغموس التي سألت عنها ، فهي أن يحلف بالله على أمر ماضٍ كاذبًا متعمدًا كأن يحلف أنه ما صار كذا وكذا ولا كان كذا وكذا ، أو يحلف على سلعة أنه اشتراها بكذا وأنها سليمة من العيوب ، وهي غير سليمة‏‏‏‏‏‏ ، وما أشبه ذلك ، فهذه هي اليمين الغموس وهي من كبائر الذنوب ، وسميت غموسًا ، لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار‏‏ ، وهذه اليمين أكثر ما تقع من الذين يبيعون ويشترون ، ليغرروا بها الناس ، وليصدقوهم وليروجوا سلعهم بذلك‏‏ ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏‏ : « ‏إن اليمين منفقة للسلعة ممحقة للبركة » ‏[‏رواه البخاري في ‏‏صحيحه‏‏‏‏]‏ ، وذكر الوعيد على الشخص الذي لا يبيع إلا بيمينه ولا يشتري إلا بيمينه ، فهذه هي اليمين الغموس وهذه ليس لها كفارة ، يعني‏‏ لم يشرع لها كفارة مالية أو صيام وإنما كفارتها التوبة إلى الله سبحانه وتعالى والندم على ما حصل منه ، وأن لا يعود إلى الحلف بهذه اليمين‏‏ وأما ما ذكرت السائلة من أنها تحلف بالقرآن وأنها تكرر منها ذلك ، وأنها تخالف يمينها ، تحلف بالقرآن على أن لا تفعل كذا أو أن تفعل كذا‏‏‏‏‏‏ نقول‏‏ الحلف بالقرآن لا بأس به ، لأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى وهو صفة من صفاته والمسلم يحلف بالله أو بصفة من صفاته سبحانه وتعالى ، ككلامه وسائر صفاته التي وصف بها نفسه أو وصفها بها رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك كلام الله عزّ وجلّ وهو القرآن‏‏ ، ولكن كما ذكرنا ينبغي للمسلم أن لا يتسارع إلى الحلق واليمين وأن يمتنع عن الأمور المحظورة من غير حلف وأن يفعل الطاعات من غير حلف ، لأن الحلف مسؤولية عظيمة وخطر كبير‏‏ أما ما صار من السائلة من أنها حلفت بالقرآن وخالفت يمينها ، فإنها يكون عليها الكفارة إذا حلفت على أمر مستقبل ممكن أن تفعله أو على أمر مستقبل أن لا تفعله ثم خالفت يمينها ، فإنها تكفِّر ، كما قال سبحانه وتعالى‏‏ : ‏( ‏لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ في أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ‏[‏المائدة‏‏ : 89‏]‏‏‏ فكفارة اليمين تجمع بين أمرين‏‏ تخيير وترتيب‏‏ أما التخيير ، فبين خصال ثلاث هي‏‏ العتق أو إطعام عشرة مساكين أو كسوة عشرة مساكين ، يخير في هذه الأمور ، فإذا لم يقدر على واحدة منها ، فإنه يصوم ثلاثة أيام ، لقوله تعالى‏‏ ‏: ( ‏فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ) ‏[‏المائدة‏‏ : 89‏]‏‏‏‏‏ فهذه كفارة اليمين المنعقدة التي قصد الحالف عقدها على أمر ممكن‏ .


من هنا (http://www.alfawzan.ws/node/3228)

نص السؤال أنا إنسان عصبي جدًّا فأكثر من الحلف بالله عندما أغضب أحيانًا أقسم بأن أفعل شيئًا ثم لا أفعله ، وأحيانًا أقسم بأن لا أفعل شيئًا ثم أفعله ، ولا أعرف كم عدد المرات التي أقسمت بها وقد عاهدت الله في صلاتي بأن لا أعود مرة أخرى إلى ذلك الشيء ، وأنني لا أقسم عندما أكون غاضبًا جدًّا وإذا أقسمت وأنا بحالتي هذه أنفذ القسم ، ما حكم القسم في المرات التي لا أبر بها علمًا بأنني لا أعرفها‏؟‏
نص الإجابة الحلف بالله أمره عظيم يجب احترامه ولا يجوز الإكثار من الحلف‏‏ قال الله تعالى‏‏ : ‏( ‏وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ) ‏[‏المائدة‏‏ : 89‏]‏ ، قيل‏‏ معناه‏‏ لا تحلفوا‏‏ وقال تعالى‏‏ : ‏( ‏وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ) ‏[‏القلم‏‏ : 10‏]‏‏‏ فعليك بالتوبة من ذلك وأن لا تحلف إلا عند الحاجة إلى الحلف وإذا حلفت فبر بيمينك ، وإذا حنثت في اليمين فكفر عنها إذا كانت مما يشرع منه الكفارة وهي اليمين التي تكون على شيء مستقبل ممكن كأن تحلف لتفعلن كذا أو لا تفعل كذا ثم خالفت يمينك ، أما اليمين على الماضي وأنت كاذب ، فهي اليمين الغموس التي ليس فيها كفارة وإنما فيها التوبة إلى الله وعدم العودة إليها‏‏ وما دمت لا تعرف نوع الأيمان التي حلفتها سابقًا ، وهل هي مما تشرع فيه الكفارة أو لا ولا تعرف عددها ، فالواجب عليك التوبة والاستغفار وحفظ اليمين في المستقبل وليس عليك غير ذلك‏ .


من هنا (http://www.alfawzan.ws/node/3227)

نص السؤال أحسن الله إليكم سماحة الوالد ، يقول السائل : هل يدخل في معنى اليمين الغموس من حلف على غير حق ليقتطعه ، كأن يسأل هل فعلت هذا الأمر فيحلف ويقول : والله لم أفعله وهو كاذب ؟

إجابة الفتوى صوتيا من هنا (http://www.alfawzan.ws/node/3260)

اليمين الغموس من كبائر الذنوب ، ولا تجدي فيها الكفارة لعظيم إثمها ، ولا تجب فيها الكفارة على الصحيح من قولي العلماء ، وإنما تجب فيها التوبة والاستغفار "

من فتاوى اللجنة الدائمة 23\123

قال شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى34\139


بعد أن نقل الخلاف في كفارة اليمين الغموس :
" واتفقوا على أن الإثم لا يسقط بمجرد الكفارة .


انتهى