المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صوتي ومفرغ: نصيحة طيبة من الشيخ يحيى حفظه الله


أكرم بن نجيب التونسي
07-20-2010, 08:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

فهذه نصيحة طيبة وهي عبارة عن سؤال قدم للشيخ العلامة أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ووفقه وقد يسر الله عز وجل لي فقمت بتفريغه الله الموفق.

المادة الصوتية من موقع الشيخ:

من هنا (http://www.sh-yahia.net/show_sound_561.html)


التفريغ:



السؤال: أخ يقول أنا من منطقة فيها جميع أنواع البدع والشركيات وأعرفها -أي وأعرف تلك البدع والشركيات- وأجد نفسي وحيدا في الإنكار عليها ماذا تنصحني أن أفعله؟


الجواب: أنصحك بالتضلع من العلم وبالإنكار بقدر ما تستطيع وهكذا سنة الله في خلقه في كثير من الأحوال يأتي الرجل المصلح بين أناس على هذا الحال بما فيهم من الشركيات والبدع والخرافات فيصلح ما أراد الله إصلاحه وما لا يريد الله عز وجل إصلاحه له الحكمة البالغة والحجة الدامغة والله عز وجل يقول {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (سددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة القصد القصد تبلغوا) لا تذهب نفسك عليهم حسرات, هؤلاء خلق الله, الله خلقهم وهو عليم بظواهرهم وبواطنهم {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ} وقال الله عز وجل {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ} وقال {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} فالله ابتلى الناس بالناس ابتلى المصلحين بالمفسدين والمحقين بالمبطلين وهكذا أيضا ابتلى المحقين بالمبطلين والمبطلين بالمحقين لأن الله يقول {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} فهي بلوى {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}.


الواجب الصبر على الحق وعلى الابتلائات فيما يحصل من الأعداء ومن الأقرباء ومن الأباعد ومن الشيطان ومن الأمراض ومن الفتن ومن ضيق الصدر ومن كل ذلك ثم تذكر مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها عن خطاياه) وأن هذه في حق المستقيم عبادات وأجور وفي حق البغاة المعتدين ظلم وفجور, فهذا لو تذكرته يهون عليك جدا, أنك تعبد الله وأنك في أجور فيما تدفع به عن نفسك من البغي وعن دين الله عز وجل وأن الباغي أو الظالم أو الفاسد أو المبتدع أو ما إلى ذلك في ظلم وفجور والله سبحانه وتعالى أغير على دينه منا وبلا مقارنة (إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه) الحديث, وإنما نحن نبذل سببا كلفنا الله عز وجل إياه وألزمنا به {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} هذا الميثاق مأخوذ على كل من كلفه الله عز وجل إياه أن يبذله وأدلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة كلها من هذا الباب تبرأ ذمة المسلم بأدائها بقدر مستطاعه ولا تبرأ بكتمانها مع القدرة البتة, فالقصد تبرئة الذمة ونصح الأمة والقصد كذلك أيضا (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) والقصد أن (المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا) فالمسلمون مثل البنيان المحق يشد المخطئ ويقومه وينصحه إن قبل وإلا أجر المحق ثابت ولم ينزل قدره والله عز وجل يثيب على قدر الأتعاب (إنما أجرك على قدر نصبك) هذا هو الصواب بارك الله فيكم.


ثم إنكم لا تكادون تجدون ولله الحمد ما يحصل من الخير في كثير من البلدان كما يحصل في هذا الخير فهو بحاجة إلى حفاظ عليه بطاعة الله عز وجل, لا نستطيع أن نحافظ على الخير بعضلات ولا والله بمدافع ورشاشات إنما طاعة الله عز وجل هي التي يحفظ الله بها دينه لأن الله يقول {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } فإذا حصل تغيير لدني من الناس من أنفسهم حصل التغيير في الظاهر تغيير باطن يحصل تغيير الظاهر وإذا حصلت مخالفات شرعية سببت الذلة وأما إنسان ما زال راجيا خائفا لله عز وجل, ضارعا, جادا فيما يستطيعه من الخير هذا لا يزال الخير عليه محفوظ لأن زوال النعم له أسباب ومن زوالها تغييرها والتنكب لها وعدم معرفتها وعدم شكرها كما قال الله عز وجل {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }.


فأبشروا بتقدم الخير للأمام, ما فيش أبدا نكوص على العقب, ما دام أهل الخير ماسكين في الخير وعاضين عليه بالنواجذ وداعين إليه هذا وعد الله لأن الله عز وجل يقول {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} ونحن معشر أهل السنة ارتضينا توحيد الله وارتضينا السنة وارتضينا نصرة دينه أهم إلينا من الغذاء بالطعام والشراب ارتضينا ذلك فإن شاء الله وعد الله محقق في هذا الجانب ونراه ونلمسه أن الخير للأمام جدا وما هذه الإرهاصات إلا لما يلاحظ يدفع الشيطان بمثل يعني هؤلاء المعترضين أمثال هؤلاء المفتنين ربما من الداخل ومن الخارج إلا لما لعل الله عز وجل يريده من تقدم الخير بما قد لا يدور في الخلد وقد حصل ولله الحمد إقبال الناس على السنة, إقبال الناس على التوحيد, إقبال الناس على العلم وإقبال الناس أيضا على كلمة الحق والبعد عن التقليد وإقبال الناس على خير كثير هذا من فضل الله ورحمته بالمؤمنين {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} فأين يتحقق هذا في كثير من الأماكن؟ هذا من فضل الله يجب مزيد الشكر لله عز وجل ويجب كذلك مزيد الحفاظ بطاعة الله والصبر على ما يحصل من أذى وكان شيخنا رحمه الله يقول الذي يريد أن يقيم دعوة وما يحصل له أذى مخطئ قال يذهب يأخذ له البطانية ويلتحف أحسن, كلام جيد مجرب في الدعوة (ما جاء أحد بمثل ما جئتَ به إلا عودي) هذا حق له ثقل على النفوس وله مرارة كما قال (وإن كان مرا) فإذن تقديمه للناس يقدم إليه شيئا قد يكون مرا عندهم في بادئ الأمر فلا بد أن يحصل لك شيء من الأذى تصبر عليه لله عز وجل {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} هذه كلمة جيدة أعني أن الذي يريد أن يقدم للناس خيرا وعلما وسنة ويريد كذلك أنه لا يحصل له من قبلهم أي أذى هذا تصور خاطئ ليس على ما دلت عليه الأدلة {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ } فإنه مترتب على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتصدي لذلك أن يصبر الإنسان على ما أصابه لأنه لا بد من مصاب إثر ذلك وأذى من وراء ذلك {إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور} وليس من عزم الأمور أنه إن أصاب الإنسان مثل هذه الفتن يعني يصاب بالخور ويصاب بالجبن والتنحي عن الحق وهؤلاء الناس:


غزلت لهم غزلا نسيجا فلم ..... أر لغزلي نساجا فكسرت مغزلي




هذا مبدأ باطل يعني ماذا؟ الطريقة الإلهية وما أبانه الله عز وجل, والطريقة النبوية {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ . قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً. نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً. إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً. إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً. وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً. رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً. وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً. وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً} الله ليس بغافل, وهكذا مثل هذه الآيات تريحك جدا, تريحك جدا وتصير بذلك صابرا مرتاحا, هذا هو أيها الداعي.


ثم أنت إيش الذي حصل على أهل السنة؟ الخير كله, ما فيه إلا الطمأنينة وما فيه إلا راحة البال, الناس يتهاترون وهم في أمن, الناس كذلك أيضا يتخبطون وهم في قناع وهدى وإقبال على الخير, الناس كذلك يضيعون وهم في محافظة على دينهم وسلامة استقامتهم, الناس يلهثون بعد الدنيا وهم في قناعة وفي كفاية وعدّد من النعم التي أمد الله أهل السنة بها والله, فإذن في راحة جدا نحن, أهل السنة في راحة, في راحة وأولئك في دوامة, أهل البدع والخرافات في ضياع في فتن في قلق في.. لو تسمعون ما في الجوالات, بعض الجوالات وما في الإذاعات يدوخك, إيش هؤلاء كيف يعني بعض الإعلاميين والمجلات والجرائد تسبب لك القلق وتشده بالك وتضيع وقتك وأنت في سلامة, تقرأ في الإثبات {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ } وفي النفي {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وهكذا في أمثالها من الخير, أحسن تفسير.



هذا تذكير لإخواني وفقهم الله لأن هذا يعني عند مناسبته يلزم أننا في خير في نعمة في طريقة نرجو إن شاء الله ثمرتها داعين رب العالمين سبحانه وتعالى أن يدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يُقبل بقلوبنا وجوارحنا وسائر ما نملك على طاعته وعلى علم الكتاب والسنة هذا الذي نرجو أن ينفع المسلمين ويدفع عنا العراقيل هي تحصل لكن الحمد لله يحصل مقاومة لها بحيث أنها ما تميلنا عن العلم ولله الحمد, يحصل مقاومة لهذا وإعراض عنها وما يحصل ميول عن العلم ولهذا بعض ما ترونه من كتب ورسائل إخوانكم ومن الخروج دعوة ومن غير ذلك كل هذا من عدم المبالاة بما قد يحصل من المعارضات ولو أن الإنسان يعني انهمر مع من يخالفه ومع من كذلك يأذيه وفوت العلم النافع خسر, خسر, وهي الفتن سحابة صيف عما قريب تقشعُ, كما يقولون وإذا انقشعت تلك السحابة وإذا الله المستعان لو أني أقبلت على العلم وشُغلت به كان أحسن فهي عبارة عن سحابة صيف وغيرها تأتي سحابة مثلها وقد جاء في الحديث (تأتي الفتنة يقول هذه مهلكتي) إلى آخره فنحن نعني بفتن الكفار وفتن المشركين وفتن المبتدعة الضلال وفتن الحزبيين وفتن الحساد والماكرين وإيش ذنب دماج بالله عليك لما يخرج الخارج من أمريكا وكثير من الإخوان يخبرونا بذلك يقول له أنت تخرج من دماج وقف أنت تريد دماج, وهو خارج لليمن وتوقيف وبحث هل يريد دماج أم لا؟ والذي يدخل هناك أيضا توقيف, جئت من دماج يعني هكذا, دماج قالوا لأنهم يردوا الناس إلى الطريقة القديمة فلهذا خائفون من رد الناس إلى الطريقة القديمة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو عذرهم, وهم يعترفون أن ما فيها فتن, ما فيها تفجيرات, ما فيها كذلك أيضا تكفيريين لأن هذا يعني يُطرد, ما فيها, ما فيها إلى آخره لكنهم يردوا الناس إلى الطريقة القديمة, يردوا الناس إلى الطريقة القديمة والله هكذا أخبرنا, فهم موتهم أن يرد الناس إلى الطريقة القديمة التي عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه هكذا يقولون ويرسلون إلينا من بعض اليمنيين الجواسيس عندهم هناك وبعض الناس كذلك عندهم وهم يوافونهم بالأخبار أنهم على هذا الحال, لا عندهم فتنة لا ثورات لا انقلابات يكرهون البدع يخالفون, إلا أنهم عندهم يعني رد الناس للطريقة القديمة وعندهم بغض للكفار, أما هذا فنبغضهم من قلوبنا ونصرح بذلك وندين به رب العالمين, نعتقده لله عز وجل هذا هو فلهذا ما كان لأحد علينا سبيل {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} والله لا أمريكا ولا غيرها, ما فيش هناك مدخل ولسنا مبالين برضاها ولا بغضبها أمريكا الله سبحانه وتعالى نواصي العباد بيده إنما نذكر هذا عبارة عن مذاكرة فقط وإلا هي إن غضبت ما ضرتنا وإن رضيت ما نفعتنا قوم كفار إيش علينا منهم؟ اهـ



ومن كان عنده ملاحظة على التفريغ ينبهني وجزاكم الله خيرا

أبو أنس محمد السلفي الليبي
07-20-2010, 11:41 AM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

أكرم بن نجيب التونسي
12-07-2010, 07:05 PM
اللهم آمين وإياك أخي أبا أنس