المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جمع كلام أهل العلم في حجية خبر الآحاد والرد على المفتونين


أبو عبد الرحمن عبدالله العماد
06-20-2010, 07:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخوة الفضلاء ارجوا منكم إثراء هذا الموضوع

ونقل كلام أهل العلم الربانيين

وذلك للفائدة والمذاكرة

وأبتدأ بنقل

كلام الشيخ العلامة المحدث

ربيع بن هادي المدخلي

حفظه الله تعالى

في رده على المفتون ابي الحسن المصري





حجج وبراهين أهل السنة على أن أخبار الآحاد تفيد العلم

نقلا عن ابن القيم من الصواعق المرسلة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد:
فقد كنت نشرت مقالات في نصرة سنة رسول الله والذب عنها ودفع شبهات كثيرة جلب بها أبو الحسن المأربي على أخبار الآحاد الصحيحة الثابتة عن النبيr مؤيداً بهذه الشبه مذاهب أهل ا لضلال من المعتزلة والخوارج والروافض، فعل هذه الأفاعيل في كتابه "إتحاف النبيل".
وفي الوقت نفسه أخفى حجج وبراهين أهل السنة وإجماعهم على أن أخبار الآحاد المحتفة بالقرائن والمتلقاة بالقبول تفيد العلم وشوش على أحاديث الصحيحين المحتفة بالقرائن التي تفيد العلم، وشوش على هذه القرائن التي ذكرها أهل العلم وقال إنه لا يلزم منها القطع.
فماذا فعل أبو الحسن وأصحابه في مواجهة هذا المقال :
ذهبوا يردون عليه بأن المسألة خلافية وليست من الأصول ولا يعقد عليها الولاء والبراء .
وذهبوا ينسبون إلى بعض كبار علماء السنة موافقة أبي الحسن في أن أخبار الآحاد تفيد الظن، كابن باز والألباني وابن عثيمين والشنقيطي، وارتكبوا الأفاعيل الشنيعة في حق هؤلاء:
منها- إغفال حجج الألباني لنصرة مذهب أهل السنة ودحض أباطيل أهل الأهواء في كتابين له مشهورين، وذهبوا إلى جواب سؤال وجهه إليه أبو الحسن الذي يركض بفتنة التشويش على أخبار الآحاد، ومع أن الجواب يحمل في طياته ما يدحض تلبيسهم إلا أنهم تجرؤا على إيهام الناس أن الألباني مع أبي الحسن وعلى مذهبه، وشتان وشتان بين الرجلين والمذهبين.
ومنها- إيهام الناس أن العلامة ابن باز يوافق أبا الحسن في أن أخبار الآحاد تفيد الظن معتمدين على نقله لكلام النووي الصريح في أن أخبار الآحاد تفيد الظن بما في ذلك أخبار الصحيحين، هذا الكلام نقله ابن باز لغرض مهم وهو أن أخبار الآحاد توجب العمل لأنه يرد على مبتدع يرى أن أخبار الآحاد لا توجب العمل.
اقتصروا على نقل هذا الكلام عن الشيخ ابن باز وأخفوا ما نقله الشيخ عن ابن القيم في عشر صحائف ضمنها ابن القيم الحجج والبراهين على أن أخبار الآحاد تفيد العلم ونقله عنه ابن باز للرد على شبهات أهل الضلال الذين يقولون إن أخبار الآحاد لا تفيد العلم وإنما تفيد الظن .
ومنها- نقلهم لكلام ابن عثيمين حول أخبار الآحاد الذي ضمنه ما يفيد أن أخبار الآحاد المحتفة بالقرائن تفيد العلم، لكنهم أوهموا الناس أن ابن عثيمين يقول بأن أخبار الآحاد تفيد الظن .
وما لقي هذا التلاعب والتلبيس من أبي الحسن إلا التأييد والتباهي بالردود على الشيخ ربيع.
ثم اضطر أبو الحسن وأصحابه إلى تغيير لباسهم متظاهرين بأن أخبار الآحاد المحتفة بالقرائن تفيد العلم وأن أبا الحسن قرر هذا في كتابه "إتحاف النبيل"، ذلك الكتاب الذي لا يزال أبو الحسن يعتز به.
وأنا أسأل أبا الحسن وأصحابه:
لماذا جلب أبو الحسن بتلك الشبه الغليظة التي تنصر أهل البدع ؟!
ولماذا خذل أهل السنة بإخفاء حججهم وبراهينهم؟!
ونقول لو كان أبو الحسن صادقاً فيما يدعيه الآن من أن أخبار الآحاد الصحيحة المحتفة بالقرائن تفيد العلم لساق حجج وبراهين أهل السنة وإجماعهم على أن أخبار الآحاد الصحيحة المحتفة بالقرائن وغير المحتفة بالقرائن تفيد العلم في كتابه "إتحاف النبيل"، كما جرى على ذلك أعلام السنة وكما هو مقتضى العقل والفطرة والعادات البشرية من أن من يؤمن بمذهب أو فكرة فإنما يكرس جهوده في حشد الأدلة التي تنصر مذهبه أو فكرته، ويكر على حجج الخصوم وشبههم بالرد والهدم.
لو كان أبو الحسن يؤمن حينذاك بأن أخبار الآحاد المحتفة بالقرائن تفيد العلم لحشد أدلة أهل السنة وحججهم لنصرة مذهبهم الحق ولدحض أباطيل أهل البدع وشبهاتهم، هذا ما يقتضيه العقل والفطرة والعادات البشرية.
يا أبا الحسن إنك فعلت هذا عمداً و اختياراً، ولو كنت صادقاً ناصحاً ما فعلته ولو سل عليك سيف الإكراه لأن فيه بدين الله إضراراً، فما هو عذرك غداً عند الله، إن انتحلت للناس اليوم أعذاراً ؟.
يا أبا الحسن كفاك تلاعباً بعقول الشباب، فضع حداً لهذا التلاعب، أتسير على الطرق التي ترفضها الشرائع والعقول والفطر والعادات البشرية ثم تطمع في أن يصدق الناس دعاواك الباطلة التي برهنت أعمالك وتصرفاتك على بطلانها ؟.
فيا معشر المخدوعين بأبي الحسن إلى متى تلغون عقولكم وتستسلمون لأباطيل هذا الرجل الذي يصول ويجول على منهج أهل السنة وأصولهم بالأباطيل والترهات والحيل.
بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد.
ثم إني الآن أعرض للقراء حجج وبراهين أهل السنة على أن أخبار الآحاد تفيد العلم وإليك الحجج التي ساقها الإمام ابن القيم في كتابه " الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة"، ومنها هذه الصواعق على أهل الباطل من الجهمية والمعطلة ومن ركض في ميدانهم، فخذوا بها وانصروا بها سنة نبيكم، وادحضوا بها أباطيل المبطلين .
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى ولنصرة دينه والذب عنه إن ربي لسميع الدعاء.
كتبه:
ربيع بن هادي عمير المدخلي
ضحى يوم الإثنين 25/05/1423هـ

أكرم بن نجيب التونسي
06-20-2010, 10:31 PM
بارك الله فيك يا أخانا أبا عبد الرحمن على هذه المواضيع وجزاك خيرا

وقد سئل سماحة العلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله وغفر له : ما المقصود بحديث الآحاد؟ وهل يؤخذ بها في أمر العقيدة؟



خبر الآحاد هو كل حديث لم تتوافر فيه شروط المتواتر، ويسمى خبر آحادٍ وهو أقسام ثلاثة: مشهور ويسمى المستفيض، وعزيز، وخبر الواحد. كما أوضح ذلك أئمة الحديث ومنهم الحافظ ابن حجر رحمه الله في النخبة وشرحها.
وخبر الآحاد حجة في العقيدة وغيرها، عند أهل السنة إذا صح سنده، والله ولي التوفيق.

http://www.binbaz.org.sa/mat/3323 (http://www.binbaz.org.sa/mat/3323)

أبو عبد الرحمن لخضر ابن أحمد السبداوي
06-21-2010, 01:07 PM
جزاك الله خيرا أبا عبد الرحمن وبارك الله فيك .

سئل العلاّمة محمد ابن صالح العثيمين -رحمه الله -
عمّن يرى أنّ أحاديث الآحاد لا تثبت بها العقيدة ؟
فأجاب رحمه الله تعالى بقوله :
جوابنا على من يرى أن أحاديث الآحاد لا تثبت بها العقيدة لأنها تفيد الظن، والظن لا تبنى عليه العقيدة أن نقول : هذا رأي غير صواب لأنه مبني على غير صواب وذلك من عدة وجوه :
1. القول بأن حديث الآحاد لا يفيد إلا الظن ليس على إطلاقه، بل في أخبار الآحاد ما يفيد اليقين إذا دلت القرائن على صدقه، كما إذا تلقته الأمة بالقبول مثل حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه " إنما الأعمال بالنيات " فإنه خبر آحاد ومع ذلك فإننا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله وهذا ما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن حجر وغيرهما .

2. أن النبي صلى الله عليه وسلم يرسل الآحاد بأصول العقيدة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإرساله حجة ملزمة، كما بعث معاذاً إلى اليمن واعتبر بعثه حجة ملزمة لأهل اليمن بقبوله .

3. إذا قلنا بأن العقيدة لا تثبت بأخبار الآحاد أمكن أن يقال : : والأحكام العملية لا تثبت بأخبار الآحاد، لأن الأحكام العملية يصحبها عقيدة أن الله تعالى أمر بهذا أو نهى عن هذا، وإذا قبل هذا القول تعطل كثير من أحكام الشريعة، وإذا رد هذا القول فليرد القول بأن العقيدة لا تثبت بخبر الآحاد إذ لا فرق كما بينا .

4. أن الله تعالى أمر بالرجوع إلى قول أهل العلم لمن كان جاهلاً فيما هو من أعظم مسائل العقيدة وهي الرسالة فقال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) . وهذا يشمل سؤال الواحد والمتعدد .

والحاصل أن خبر الآحاد إذا دلت القرائن على صدقه أفاد العلم وثبتت به الأحكام العملية والعلمية، ولا دليل على التفريق بينهما، ومن نسب إلى أحد من الأئمة التفريق بينهما فعلية إثبات ذلك بالسند الصحيح عنه، ثم بيان دليله المستند إليه .

-مجموع الفتاوى -م1-

زكريا عبدالله النعمي
06-21-2010, 01:54 PM
بوركتم بوركتم احسنتم
جزيتم خيراً على جهودكم
نفع الله بكم

الشاعر أبو رواحة الموري
06-21-2010, 10:25 PM
أحسنت أخي أبا عبد الرحمن على هذا الموضوع الهام

كما اشكر لأخوي الفاضلين أكرم والسبداوي في إثراء الموضوع

وبارك الله في الجهود

أبو عبد الرحمن لخضر ابن أحمد السبداوي
07-14-2010, 02:26 PM
قال العلاّمة الوادعي رحمه الله في معرض ردّه على الخليلي مفتي عمان:
وبدعة حديث الآحاد بدعة منكرة .
يقول عبد الله بن أحمد كما في "زوائد المسند" على حديث "لا شخص أغير من الله " :
"ليس أشد على الجهمية من هذا الحديث "
وهكذا كان علماؤنا ، ولا يزال علماؤنا يستدلون بالأحاديث سواء أكانت آحادا أم كانت مستفيضة مشهورة أم كانت متواترة يستدلون بها في العقيدة .
وقد سمعتم قبل حديث ثابت عن أنس(01) وهو يعتبر في العقيدة، وثابت يضرب حميدا لماذا يعترض عليه ، وما أكثر الأحاديث في العقيدة .
ويتلاقاها علماؤنا بالقبول ما يتفلسفون إذا ثبتت.
بل التفلسف في مقابلة ومواجهة السنن شأن أهل الزيغ والضلال ، ففي الصحيح من حديث المغيرة بن شعبة وحديث أبي هريرة أن امرأتين اقتتلتا فضربت إحداهما الأخرى في بطنها فأسقطت فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " فيه غرة عبد أو أمة " يعني فيه عبد أو أمة أو قيمة واحد منهما . فجاء حمل بن مالك النابغة فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كيف ندي من لا شرب ولا أكل ، ولا صاح ولا استهل ، فمثل ذلك يطل ؟ فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" إنما هذا من إخوان الكهان " من أجل سجعه .
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند أن رأى رجلا يأكل بشماله كما في صحيح مسلم قال له : "كل بيمينك " قال : لا استطيع قال :
" لا استطعت " !!
فما رفعها إلى فيه ، ما منعه إلا الكبر .
أي ابتلى الله يده إما بالتصلب وإما بشلل ، الله أعلم ما هو الذي ابتلى الله يده به حتى لم يستطع أن يرفع يده إلى فيه .
وروى البخاري ومسلم في صحيحهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذهب يعود شيخا كبيرا وكان مريضا فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " طهور " قال الشيخ : بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور . قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" فنعم إذن "
هكذا حرم بركة الدعوة النبوية بسبب عناده وبسبب جهله بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
والصحابة رضوان الله تعالى عليهم إذا بلغتهم السنة لا يقولون هذا حديث آحاد ولا يقولون ما كذا وكذا ، المهم أن يثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهكذا التابعون وتابعوا التابعين .
روى الإمام أحمد في مسنده أن عروة رحمه الله قال لابن عباس : يا ابن عباس أضللت الناس ، لم تفتيهم بأن يتمتعوا بالعمرة ؟!
فقال : يا عروة سل أمك فإنها تمتعت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
فقال عروة : إن أبا بكر وعمر لم يفعلا ذلك .
فقال ابن عباس : ما أراهم منتهين حتى يعذبهم الله أقول قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويقولون قال أبو بكر وعمر !

وروى الإمام البيهقي في كتابه مناقب الشافعي :
أن شخصا قال للشافعي حديث كذا صحيح ؟ قال :نعم صحيح. قال: أتقول به ؟
قال فأخذت الشافعي الرحضاء وجعل يرتجف ، فقال : أتراني عليَّ زنارا أي أتظنني يهوديا أشهدكم أنني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثا وقد صح فلم أقل به أشهدكم أنه قد ذهب عقلي.
هكذا إخواننا كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ، يتلقون سنن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سواء أكانت في العقائد أم كانت في الأحكام ، أم كانت في الترغيب والترهيب ، لم يكونوا يتفلسفون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)-روى ابن خزيمة في كتاب التوحيد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله تعالى عنه قال في تفسير قول الله عز وجل {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا }
قال وأشار بخنصره ، يعني أن الله سبحانه وتعالى ما تجلى إلا بشيء يسير منه.
، ثم بعد ذلك قال حميد : ما هذا يا أبا محمد ؟ تحدث بهذا يا أبا محمد ؟
ثم بعد ذلك ضرب ثابت حميدا في صدره وقال :
أحدثك عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم تقول ما هذا يا أبا محمد ؟

أبو عبد الرحمن عبدالله العماد
07-16-2010, 01:44 AM
أحسن الله اليكم

أبو عبد الرحمن لخضر ابن أحمد السبداوي
07-17-2010, 06:27 PM
وسئل العلاّمة الوادعي- رحمه الله-ما نصّه :-بالنسبة لحديث الآحاد هل يفيد العلم، وهل تقبل قراءة القرآن بخبر الآحاد؟
فأجاب رحمه الله :أما تقسيم الحديث إلى آحاد ومتواتر، فهو تقسيم مبتدع، وأول من ابتدع هذا هو عبدالرحمن بن كيسان الأصم الذي قال فيه بعضهم: وهو عن الحق أصم. وتبعه على ذلك تلميذه إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم الشهير بابن علية، ووالده هو المشهور بابن علية وهو -أي والده إسماعيل- من مشايخ الإمام أحمد ومن رجال الشيخين، أما إبراهيم بن إسماعيل فجهميّ جلد، وأما ما جاء عن الشافعي أنه استعمل في "الرسالة" متواترًا فلعله أخذها عن أهل الكلام.
فتقسيم الحديث إلى آحاد ومتواتر يهون من قيمة السنة المطهرة في نفوس كثير من الباحثين، وهو باب للشر قد فتح، فحالق اللحية يحلق لحيته وتريد أن تنصحه فيقول: أحاديث إعفاء اللحية أحاديث آحاد، والمصور يصور فتنصحه، ثم يقول: أحاديث تحريم الصور أحاديث آحاد. فقد فتحوا بابًا من أبواب الشر.
والصحيح أن الحديث إذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجب قبوله، ونقول يجب قبوله ولا نقول: يجب العمل به، لأن العمل قد يكون واجبًا، وقد يكون محرمًا وقد يكون مكروهًا، وقد يكون مستحبًّا، وقد يكون مباحًا.
ولكننا نقول: يجب قبوله، إذا ثبت سنده، وسلم من العلة والشذوذ، ولا يضرنا أأفاد علمًا أم أفاد ظنًا، فالناس يختلفون في معرفتهم للرجال، ويختلفون في معرفتهم لأوهام الرجال، فقد يهم الحفاظ أمثال: شعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وغير هذين الحافظين، وإنما مثّلت بهما لكونهما غاية في الإتقان.
فعلى هذا إذا ثبت سند الحديث وسلم من العلة والشذوذ وجب قبوله، سواء أفاد علمًا أم أفاد ظنًا.
وأبومحمد بن حزم يقول: إنه يفيد علمًا، واستدل بقوله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم} والصنعاني في تعليقه على "المحلى" عند كلام أبي محمد بن حزم المتقدم يقول: إنه يفيد ظنًّا، واستدل بحديث ((لا يموتنّ أحدكم إلاّ وهو يحسن الظّنّ بالله عزّ وجلّ)) وليس كل الظن ممقوتًا، لأن ابن حزم -رحمه الله- استدل بقوله تعالى: {إن يتّبعون إلاّ الظّنّ وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئًا[1] (http://www.salafi-poetry.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=2014#_ftn1)}.
فقال الصنعاني: إن المراد بالظن ههنا: الذي هو بمعنى الشك، وإلا فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (( لا يموتنّ أحدكم إلاّ وهو يحسن الظّنّ بالله عزّ وجلّ )).
ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا شكّ أحدكم في صلاته فليتحرّ الصّواب))، أي: مبناها على التحري وهي من أشرف العبادات.
ويقول أيضًا في شأن بيان العمل بالظن: ((إنّكم تختصمون إليّ، ولعلّ بعضكم ألحن بحجّته من بعض، فمن قضيت له بحقّ أخيه شيئًا، فإنّما أقطع له قطعةً من النّار)).
شاهدنا من هذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد يحكم بغير العلم، ويحكم بالظن، ويجوز أن يكون في حكمه مصيبًا وأن يكون مخطئًا.

[1] (http://www.salafi-poetry.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=2014#_ftnref1) سورة النجم، الآية:28.
- المقترح في أجوبة بعض أسئلة المصطلح-

أبو عبد الودود عيسى البيضاوي
01-04-2011, 08:18 AM
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني: وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة والرد على شبه المخالفين (http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/07/0622/0622.rar)


الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي : حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام (http://ia700102.us.archive.org/9/items/waq9521/9521.pdf)

أبو عبد الرحمن عبدالله العماد
01-04-2011, 09:59 AM
بارك الله فيكم