المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موقف شيخ الإسلام ابن تيمية وعلماء الإسلام من دعوة حرية التدين وأخوة ومساواة الأديان للعلامة ربيع المدخلي حفظه الله


أكرم بن نجيب التونسي
06-01-2010, 03:54 PM
موقف شيخ الإسلام ابن تيمية وعلماء الإسلام من دعوة حرية التدين وأخوة ومساواة الأديان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد:

فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - في مجموع الفتاوى ( 28/523-525 ) وهو يتحدث عن ديانة التتار وعقائدهم ومساوتهم بين الأديان :

" فَهُمْ يَدَّعُونَ دِينَ الْإِسْلَامِ وَيُعَظِّمُونَ دِينَ أُولَئِكَ الْكُفَّارِ عَلَى دِينِ الْمُسْلِمِينَ وَيُطِيعُونَهُمْ وَيُوَالُونَهُمْ أَعْظَمَ بِكَثِيرِ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمُوَالَاةُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْحُكْمُ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَ أَكَابِرِهِمْ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا بِحُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ .

وَكَذَلِكَ الْأَكَابِرُ مِنْ وُزَرَائِهِمْ وَغَيْرِهِمْ يَجْعَلُونَ دِينَ الْإِسْلَامِ كَدِينِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا طُرُقٌ إلَى اللَّهِ بِمَنْزِلَةِ الْمَذَاهِبِ الْأَرْبِعَةِ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ .

ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ يُرَجِّحُ دِينَ الْيَهُودِ أَوْ دِينَ النَّصَارَى وَمِنْهُمْ مَنْ يُرَجِّحُ دِينَ الْمُسْلِمِينَ وَهَذَا الْقَوْلُ فَاشٍ غَالِبٌ فِيهِمْ حَتَّى فِي فُقَهَائِهِمْ وَعُبَّادِهِمْ لَا سِيَّمَا الْجَهْمِيَّة مِنْ الِاتِّحَادِيَّةِ الْفِرْعَوْنِيَّةِ وَنَحْوِهِمْ فَإِنَّهُ غَلَبَتْ عَلَيْهِمْ الْفَلْسَفَةُ .

وَهَذَا مَذْهَبُ كَثِيرٍ مِنْ الْمُتَفَلْسِفَةِ أَوْ أَكْثَرِهِمْ وَعَلَى هَذَا كَثِيرٌ مِنْ النَّصَارَى أَوْ أَكْثَرُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْ الْيَهُودِ أَيْضًا ؛ بَلْ لَوْ قَالَ الْقَائِلُ : إنَّ غَالِبَ خَوَاصِّ الْعُلَمَاءِ مِنْهُمْ وَالْعِبَادِ عَلَى هَذَا الْمَذْهَبِ لِمَا أَبْعَدَ .

وَقَدْ رَأَيْت مِنْ ذَلِكَ وَسَمِعْت مَا لَا يَتَّسِعُ لَهُ هَذَا الْمَوْضِعُ .

وَمَعْلُومٌ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْمُسْلِمِينَ وَبِاتِّفَاقِ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ مَنْ سَوَّغَ اتِّبَاعَ غَيْرِ دِينِ الْإِسْلَامِ أَوْ اتِّبَاعَ شَرِيعَةٍ غَيْرِ شَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ كَافِرٌ وَهُوَ كَكُفْرِ مَنْ آمَنَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَكَفَرَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { إنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا } { أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا } .

وَالْيَهُودُ وَالنَّصَارَى دَاخِلُونَ فِي ذَلِكَ وَكَذَلِكَ الْمُتَفَلْسِفَةُ يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضِ .

وَمَنْ تَفَلْسَفَ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى يَبْقَى كُفْرُهُ مِنْ وَجْهَيْنِ .

وَهَؤُلَاءِ أَكْثَرُ وُزَرَائِهِمْ الَّذِينَ يُصْدِرُونَ عَنْ رَأْيِهِ غَايَتُهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ فَإِنَّهُ كَانَ يَهُودِيًّا مُتَفَلْسِفًا ثُمَّ انْتَسَبَ إلَى الْإِسْلَامِ مَعَ مَا فِيهِ مِنْ الْيَهُودِيَّةِ وَالتَّفَلْسُفِ وَضَمَّ إلَى ذَلِكَ الرَّفْضَ .

فَهَذَا هُوَ أَعْظَمُ مَنْ عِنْدَهُمْ مِنْ ذَوِي الْأَقْلَامِ وَذَاكَ أَعْظَمُ مَنْ كَانَ عِنْدَهُمْ مِنْ ذَوِي السَّيْفِ . فَلْيَعْتَبِرْ الْمُؤْمِنُ بِهَذَا .

وَبِالْجُمْلَةِ فَمَا مِنْ نِفَاقٍ وَزَنْدَقَةٍ وَإِلْحَادٍ إلَّا وَهِيَ دَاخِلَةٌ فِي اتِّبَاعِ التَّتَارِ

لِأَنَّهُمْ مِنْ أَجْهَلِ الْخَلْقِ وَأَقَلِّهِمْ مَعْرِفَةً بِالدِّينِ وَأَبْعَدِهِمْ عَنْ اتِّبَاعِهِ وَأَعْظَمِ الْخَلْقِ اتِّبَاعًا لِلظَّنِّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ .اهـ.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
17/6/1431هـ

عبد الغني بن أحمد الأثري
06-01-2010, 05:20 PM
بارك الله في شيخنا ربيع المدخلي وحفظه الله من كيد الاعداء
وجزى الله خيرا مشرفنا الفاضل وفقكم الله لما يحب ويرضى
ولكم مني جزيلا الشكر

الشاعر أبو رواحة الموري
08-02-2010, 04:37 PM
بارك الله في شيخنا الربيع وأمد في عمره
والشكر موصول لأخي الفاضل أكرم على إنزال هذا الموضوع الهام
ولأهميته أنقل لكم هذه الفتوى للعلامة ابن باز رحمه الله في حكم التقارب بين الأديان :

س: ما حكم التقارب بين الأديان ، لأنه فيه دعوة مطروحة الآن للتقارب بين الأديان ؟
ج: هذه دعوة فاسدة ، ليس هناك تقارباً ،فهي دعوة فاسدة ، إلا إذا كان المراد بالتقريب بينها دعوة أهلها لينصفوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ويتأملوه ، وأنه لا يخالف ما جاءت به الأنبياء الذين ينتسبون إليهم ، كالنصارى إلى عيسى ، واليهود إلى موسى ، وأنه لا يخالف ذلك لو أنصفوا ، يعني: التقارب ، يدعون إلى أن ينصفوا حتى يقروا بما جاء به الحق الذي هو موجود عندهم في التوارة والأنجيل .

س: ما نظنهم (1 ) يدعون إلى ذلك؟

ج: أما أن تجتمع أهل الأديان وأن تكون فئة واحدة ، وأن هذا وهذا وهذا كلهم في دين الحق ، فهذا من أبطل الباطل ، وأضل الضلال ، وأكفر الكفر ، فلا يمكن للنصارى واليهود أن يكونوا على حق وعلى هدى وهم لا يقرون بنحمد عليه الصلاة والسلام ، ولا ينقادون لما جاء به أبداً ، وهذا بإجماع أهل الحق ، وليس في هذا نزاع والنصوص قائمة بهذا ، فكل من كذب بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يقر بأنه رسول الله إلى الجميع فهو كافر ، ولو كان على دين موسى وعيسى ولم يؤيد شيئاً من ذلك.
ولكن جحده لمحمد كفر مستقل .
كيف وقد كفر قبل ذلكم ؛كفرت اليهود باتخاذها العزيز ابن الله وتكذيبها عيسى ، وكفرت النصارى بما حرفوا وغيروا وبدلوا وزعموا أن عيسى ابن الله ، وأنه ثالث ثلاثة ، وأنه الله ، هذا كفر مستقل.
ثم جاء كفر آخر وهو : عدم إيمانهم بمحمد عليه الصلاة والسلام ، فاجتمع عندهم أنواع من الكفر - نعوذ بالله - فكيف يقرب بين هذا وهذا في التوحيد بين الأديان ؟!
كيف يقرب بين الكفر والإسلام ؟!
لا يمكن.
ومثل هذا أيضاً: التقريب بين الشيعة وبين أهل السنة ، فلا يمكن ، لا يمكن إلا برجوع الشيعة عما هم عليه من الباطل ، والأخذ بما قاله أهل السنة ، أما أن يبقى الشيعة على حالهم والسنة على حالهم ، فكيف يحصل التقريب ؟!
فهذه دعوة فاسدة خبيثة نسأل الله العافية .
المصدر : الفوائد العلمية من الدروس البازية ( 2/322-324 ) ط الرسالة العالمية .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
[1] أقول: ومما يؤيد هذا الظن أنهم الآن يقيناً يدعون إلى حرية الأديان وأخوة الأديان ومساواة الأديان ويدعون إلى تطبيق القانون الدولي وإحترام المواثيق والقرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة وإلزام كافة الأطراف القبول بها ووضعها موضع التنفيذ !!!