المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفخيم في الألقاب!


الشاعر أبو رواحة الموري
05-09-2010, 08:55 PM
[التفخيم في الألقاب!]




بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الكريم نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد.


فهذا الموضوع هو كتنقيح لماسبق كتابته من قبل ، في موضوع بعنوان [ التفخيم في الألقاب ! ] وغيره من هـنـا (http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=353421) وهـنـا (http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=353640) .
وهذا الموضوع الآنف الذكر ، كنت كتبه كتذكير لمالوحظ في إسراف البعض في إطلاق بعض الألقاب الفخمة ، أو إنزال تلك الألقاب في غير محلها على بعض أهل العلم من المعاصرين خاصة .
فعلينا كسلفيين أن لا نتشبه بأهل الأهواء بجميع أشكالهم وأصنافهم ، وبجميع طُرقهم وتصرفاتهم، وأن لا نرفع الطالب علم فوق درجته ومنزلته التي أنزلها الله إياها ، وكثير من المشاكل والفتن التي تقع بين الفترة والفترة في الصف السلفي من هذا الجانب ،أي من الغلو في الأصاغر..
ولو كان من أهل العلم المشايخ ، فلا تغلو فيه وتلقبه بألقاب وكأنه إمام أهل السنة - رحمه الله -، أو شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-الذي هو شبه إجماع الأمة على تلقيبه بذلك اللقلب ، ولاشك أن مثل هذا الغلو في الألفاظ له من العواقب الوخيمة..
كما أنه قد لُوحظ في الآونة الأخيرة مما لا يسر ، وهو أنه كل يتعصب لمن يعتبره بأنه شيخ له ،وكل منهما يقول بأن الشيخ الذي ينتصر له بأنه هو الذي على الحق ، وهذا ولاشك أنه مخالف لما جاء به النبيّ عليه أفضل الصلاة والسلام من الهُدى ،
والله تعالى يقول :) فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ( [النساء : 59] فلا يجب علينا أن نعتقد مثل هذا ، ولا أن نتصرف مثل هذا التصرف ، وإنما علينا أن نُرجع في ما اختلفنا فيه إلى الكتاب والسنة، وما جاء عن علماء الأمة من سلف هذه الأمة ، من الصحابة ومن تبعهم بإحسان ، ومن سار على هداهم . وقد تكون المسألة المتنازع فيها والمختلف من أجلها من المسائل التي يسوغ الخلاف فيها.
وإذا لوحظ أن الأمر المختلف فيه سيولد شروراً وخلافات ، فلا نرجع وقتها المختلف فيه إلى ما قال الشيخ الفلاني والعلاني من المعاصرين ، وخاصة إذا كانوا في مستوى واحد في الطلب ، فقد يكون للشيخ قول على حسب اجتهاده ، وقد يكون مصيباً فيه كما أنه قد يكون مخطأً ، وإنما خُذ عمّن أخذوا ونقلوا من الأئمة السابقين .
وفرضاً أن الشيخ الذي تحبه وتتعصبله قد أخطأ ، أو خالف جمهور علماء الأمة ، في مسألة لا يحق الخلاف فيها ، أو الدليل الذي استدل به أهون من خيط العنكبوت ، فهل يتعصب له في الحالة مثل هنا أيضاً ؟
فعلينا جميعاً أن نتق الله تعالى ونراقبه ، وعلينا أن نعلم أن العالم ليس بالمعصوم عن الخطأ ، فقد يزل لسانه أو قلمه ، فلا يحق علينا وقتها متابعته فيه.
فأنزلوا الناس منزلتهم.
فالعجب أنك تجد الآن من يُلقب أحد المشايخ من المعاصرين بإمام أهل السنة ، والثاني يلقب الشيخ الآخر بالمجدد وإمام الأئمة ،والآخر يُلقب الشيخ الآخر بشيخ الإسلام ، والأعجب من هذا أنك تجد من لقب أحد طلبة العلم بـ ( البحر)!
ليت شعري ماذا بقي لأئمة السنة بحق ، الحفاظ الكبارمن ألقاب ؟، الذين ابتلوا في دين الله حقّ الابتلاء ، والذين أوصلوا لنا هذا الدين الخالي من الشوائب والشبهات ؟
فمنهج أهل الأهواء الغلو في مشايخهم ، وكثرة التفخيم في الألقاب والألفاظ فيهم ، ولو كان الذي قيلت فيه ليس على الجادة ، وكلامهم عبر التاريخ شاهد عليهم في هذا ، كما هو مدون في كتبهم ورسائلهم ، ومن هؤلاء مثلاً - الغزالي- غفر الله له - الذي قيل فيه الإمام ، وأنت وأنت ...،
قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل - رحمه الله - (1) في رده على هذا الزعم " لُقب الغزالي في التاريخ الذي صنعته الأهواء بالإمام ، وغولي فيه حتى لقب بحجة الإسلام أما هو في التاريخ الذي يستمد من الحق قصصه وعبره ويشهد بصدقه كتبه فليس من هذه الألقاب السحرية في شيء .
بما خلفه في كتبه من تراث هو أرجاس من الباطنية ، والصوفية ، والفلاسفة ، وفيه ما يناقض أصول الدين الذي لقب هو بأنه حجته وإمامه .
يقول ابن تيمية عنه - وقوله عنبينة : - " ولهذا صنف الكتب المضنون بها على غير أهلها .
وهي فلسفة محضة سلك فيها مسلك ابن سينا" ثم يقول عن كتابه المضنون به على غير أهله "وهو فلسفة محضة قول المشركين من العرب خير منه ، دع قول اليهود والنصارى" النبوات لابن تيمية من 81-82.
وقال عنه أخص أصحابه أبو بكر بن العربي الفقيه المالكي "شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج منها فما قدر" والغزالي نفسه يقر في كتابه التأويل : بأنه رجل رديء البضاعة في الحديث !! " ا.هـ
وهذا الخطأ للأسف [أي الإسراف في الألقاب] يقع فيه من هم محسوبون على العلم من بعض العلماء و المشايخ بدون قصد منهم في الغالب ، كحسن الظن منهم بالمترجم له ، أو المتكلم أو المسئول عنه
ومنهم صاحب " ذيل تذكرة الحفاظ " أبو المحاسن - رحمه الله - حيث ذكر في ترجمة السبكي



قائلاً :(2) .


((السبكي الشيخ الإمام الحافظ العلامة قاضي القضاة تقي الدين بقية المجتهدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام الخزرجي الأنصاري السبكي المصري ثم الدمشقي الشافعي )) اهـ
قلت : كل من عادى شيخ الإسلام لا يستحق مثل هذه الألقاب المزخرفة ، ثم الإمام الحافظ أبا عبدالله بن محمد بن أحمد بن عبد الهادي - رحمه الله - قد بين حال السبكي هذا ، والذي لقب بالإمام ! في مقدمته لكتابه"الصَّارِمُ المُنْكِي فيالرَّدِّ عَلَى السُّبْكِي "
(3) .
فقال " أما بعد : فإني وقفت على الكتاب الذي ألفه بعض قضاة الشافعية في الرد على شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن تيمية في مسألة شد الرحال وإعمال المطيّ إلى القبور ، وذكر أنه كان قد سماه شن الغارة على من أنكر سفرالزيارة ثم زعم أنه اختار أن يسميه شفاء السقام في زيارةخير الأنام فوجدت كتابه مشتملاً على تصحيح الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، وتقوية الآثار الواهية والمكذوبة ، وعلى تضعيف الأحاديث الصحيحة الثابتة والآثار القوية المقبولة ، وتحريفها عن مواضعها وصرفها عن ظاهرها بالتأويلات المستنكرة المردودة : ورأيت مؤلف هذا الكتاب المذكور رجلاً ممارياً معجباً برأيه متبعاً لهواه ذاهباً في كثير مما يعتقده إلى الأقوال الشاذة والآراء الساقطة ، صائراً في أشياء مما يعتمده إلى الشبه المخيلة والحجج الداحضة ، وربما خرق الإجماع في مواضع لم يسبق إليها ولم يوافقه أحد من الأئمة عليها .
وهو في الجملة لون عجيب وبناء غريب ؛ تارة يسلك فيما ينصره ويقويه مسلك المجتهدين فيكون مخطئاً في ذلك الاجتهاد ، ومرة يزعم فيما يقوله ويدعيه أنه من جملة المقلدين ،فيكون من قلده مخطئاً في ذلك الاعتقاد ، نسأل الله سبحانه أن يلهمنا رشدنا ويرزقنا الهداية والسداد.
هذا مع أنه إن ذكر حديثاً مرفوعاً أو أثر موقوفاً وهو غير ثابت قبله إذا كان موافقاً لهواه ، وإن كان ثابتاً رده إما بتأويل أو غيره إذا كان مخالفاً لهواه ، وإن نقل عن بعض الأئمة الأعلام كمالك وغيره وما يوافق رأيه قبله ، وإن كان مطعوناً فيه غير صحيح عنه ، وإن كان مما يخالف رأيه رده ولم يقبله وإن كان صحيحاً ثابتاً عنه ، وإن حكي شيئاً مما يتعلق بالكلام على الحديث وأحوال الرواة عن أحد من أئمة الجرح والتعديل كالإمام أحمد بن حنبل ، وأبي حاتم الرازي ،وأبي حاتم بن حبان البستي ، وأبي جعفر العقيلي وأبي أحمد بن عدي ؛ وأبي عبد الله الحاكم صاحب المستدرك ، وأبي بكر البيهقي ، وغيرهم من الحفاظ ، وكان مخالفاً لما ذهب إليه ، لم يقبل قوله ورده عليه وناقشه فيه .
وإن كان ذلك الإمام قد أصاب في ذلك القول ووافقه غيره من الأئمة عليه ، وإن كان موافقاً لما صار إليه تلقاه بالقبول واحتج به واعتمد عليه ، وإن كان ذلك الإمام قد خولف في ذلك القول ولم يتابعه غيره من الأئمة عليه ، وهذا هو عين الجور والظلم وعدم القيام بالقسط ، نسأل الله التوفيق ونعوذ به من الخذلان وإتباع الهوى.
هذا مع أن حمله إعجابه برأيه ، وغلبة إتباع هواه على أن نسب سوء الفهم والغلط في النقل إلى جماعة من العلماء الأعلام المعتمد عليهم في حكاية مذاهب الفقهاء.. ,
فالنظر إلى كلام هذا المعترض المتضمن لرد النقل الصحيح بالرأي الفاسد ، وأجمع بينه وبين ما حكاه عن شيخ الإسلام من الافتراء العظيم والإفك المبني والكذب الصراح، وهو ما نقله عنه من أنه جعل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور سائر الأنبياء عليهم السلام معصية بالإجماع مقطوعاً بها ، هكذا ذكر هذا المعترض عن بعض قضاة الشافعية عن الشيخ أنه قال هذا القول الذي لا يشك عاقل من أصحابه وغير أصحابه أنه كذب مفترى لم يقله...،
وليعلم : قبل الشروع في الكلام مع هذا المعترض أن شيخ الإسلام رحمه الله لم يحرم زيارة القبور على الوجه المشروع في شيء من كتبه ، ولمينه عنها ، ولم يكرها بل استحبها ، وحض عليها . ومناسكه ومصنفاته طافحة بذكراستحباب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسائر القبور ." اهـ
ولن تعرف على من يستحق مثل هذه الألقاب كـ(شيخ الإسلام - والإمام- وحتى الشيخ)!
قال الإمام ابن ناصر الدين الدمشقي - رحمه الله - في كتابه: (الرد الوافر على من زعم: بأن من سمى ابن تيمية "شيخ الإسلام" كافر)-(4) ، في معنى شيخ الإسلام.
" ومنها أن معناه المعروف عند الجهابذة النقاد المعلوم عند أئمة الإسناد أن مشايخ الإسلام والأئمة الأعلام هم المتبعون لكتاب الله عز وجل المقتفون لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ،الذين تقدموا بمعرفة أحكام القرآن ووجوه قراآته وأسباب نزوله ، وناسخه ومنسوخة ، والأخذ بالآيات المحكمات والإيمان بالمتشابهات ، قد أحكموا من لغة العرب ما أعانهم على علم ما تقدم وعلموا السنة نقلاً وإسناداً وعملاً بما يجب العمل به اعتماداً وإيماناً بما يلزم من ذلك اعتقاداً واستنباطاً للأصول والفروع من الكتاب والسنة ، قائمين بما فرض الله عليهم متمسكين بما ساقه الله من ذلك إليهم ، متواضعين لله العظيم الشأن ، خائفين من عثرة اللسان ، لا يدعون العصمة ولا يفرحون بالتبجيل ، عالمين أن الذي أوتوا من العلم قليل فمن كان بهذه المنزلة حكم بأنه إمام واستحق أن يقال له شيخ الإسلام .
وإذا نظرنا في مشايخ الإسلام بعد طبقة الصحابة وجدنا منهم خلقاً بهذه المثابة..."اهـ
وقال لإمام أبو النصر عبيد الله السجزي - رحمه الله تعالى- في كتابه "رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت"(معرفاً : بالإمام – والإمامة)(5) .
" اعلموا أرشدنا اللّه وإياكم أن الإمامة هي التقدم في معنى بالناس إلى معرفته حاجة أو قضي عليهم



( خوض ) فيه وارتكابه وإن كان بهم عنه غنى فأئمـة قد أثنى اللّه عليهم خيراً قال:)وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ( [السجدة : 24] (6) .
وقال تعالى:)وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ( [القصص : 5] (7) .
وأئمة قد أثنى (8) اللّه سبحانه عليهم شراً فقال:)وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ ... ([التوبة : 12] إلى آخر الآية .
وقال:)وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ ([القصص : 41 ، 42] (9) .
فلما علم أن الأئمة على ضربـين: أئمة حق ممدوحون، وأئمة ضلال مذمومون .احتجنا إلى أن نبين أحوال الضربـين ليتبع المحق ويهجر المبطل .
فأئمـة الحق: هم المتبعـون لكتـاب ربهم سبحـانه، المقتفون سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، المتمسكون بآثار سلفهم الذين أُمروا بالاقتداء بهم .
وعلومهم التي صاروا بمعرفتها وجمعها والتقدم فيها أئمة لغيرهم: القرآن ومعرفة قـراءآته وناسخة ومنسوخة، وأحكامه، وفيمن نزل، والعلم بمحكمه ومتشابهه، والأخذ بالآيات المحكـمات منه، والإيمان بالمتشابه.
ثم الحديث، وتبيين صحيحة من سقيمة، وناسخه من منسوخة، ومتواترة من آحاده، ومشهورة من غريبة، وما تلقته الأمة منه بالقبول، وما تركوا العمل به، وما يجب اعتقاد ما فيه،ومعرفة علله وأحوال رواته .
ثم الفقه: الذي مدار الشريعة على ضبطه، وهومستنبط من الكتاب والحديث، وطلبه فرض، وأحكام أصوله التي شرحها متقدموا الفقهاء ،دون ما أحدثه المتكلمون منها ومزجوه ببدعهم، ورضي به بعض المتأخرين .
ومـا يستقيم لكم تحصيل هذه العلوم إلا بأن يشرع في أخذ لغة العرب قبل ذلك، ليعلم معنى ما يرد عليه في القرآن، والحديث، والفقه .
ولا بد له من تعلم شيء من النحـو الذي به يوزن كلام العرب ويعرف صحيحة من فاسدة .
فإذا تقدم واحد في هذه العلوم، وكان أخذه إياها ممن علم تقدمه فيها، وكونه متبعا للسلف مجانباً للبدع حكم بإمامته..."اهـ
قال الشيخ العثيمين ، معقباً على قول : الحجاوي- رحمهما الله - في " زاد المستقنع في اختصارالمقنع " على العبارة : [ من مُقْنعِ الإِمامِ]
((وقد كَثُر في الوقت الأخير إطلاق الإمام عند النَّاس؛ حتى إِنه يكون الملقَّب بها من أدنى أهل العلم، وهذا أمرٌ لو كان لا يتعدَّى اللفظَ لكان هيِّناً، لكنه يتعدَّى إلى المعنى؛لأنَّ الإِنسان إِذا رأى هذا يُوصفُ بالإِمام تكون أقوالُه عنده قدوة؛ مع أنَّه لا يستحِقُّ... ))اهـ
(10)على من تطلق كلمة شيخ وإمام:
* السائل : " فضيلة الشيخ:السلام عليكم ورحمة الله:
السؤال : هل يصح أن تطلق كلمة (الشيخ) لكل واحد من الناس ، ولا سيما أن هذه الكلمة أصبحت متفشية ، أرجو توضيح ذلك ؟
*الشيخ : نعم:
الجواب : " كلمة (شيخ) في اللغة العربية لا تكون إلا للكبير ، إما كبير السن ، أو كبير القدر بعلمه أو ماله أو ما أشبه ذلك ، ولا تطلق على الصغير.
لكن كما قلت : تفشت الآن حتى كاد يلقب بـ(الشيخ) من كان جاهلاً أو لم يعرف شيئًا ، وهذا فيما أرى لا ينبغي ، لأنك إذا أطلقت على هذا الشخص شيخ وهو جاهل لا يعرف اغتر الناس به ، وظنوا أن عنده علمًا ، فرجعوا إليه في الاستفتاء وغير ذلك ، وحصل بهذا ضرر عظيم.
وكثير من الناس - نسأل الله لنا ولهم الهداية - لا يبالي إذا سئل أن يفتي ولو بغير علم ،لأنه يرى إذا قال : لا أدري كان ذلك نقصًا في حقه ، والواقع أن الإنسان إذا قال فيما لا يعلم : لا أدري ، كان ذلك كمالاً في حقه.
ولكن النفوس مجبولة على محبة الظهور إلا من عصم الله عز وجل.
فالذي أرى : أنها لا تطلق كلمة (شيخ) إلا على من يستحقها ، إما لكبره ، أو لشرفه ،وسيادته في قومه ، أو لعلمه.
وهذا كما كان بعض الناس الآن يطلق كلمة (إمام) على عامة العلماء ، حتى وإن كان هذا العالم من المقلدة يقول : هو (إمام)، وهذا أيضاً لاينبغي ، ينبغي ألا تطلق لفظ (إمام) إلا على من استحق أن يكون إمامًا ، وكان له أتباع ، وكان معتبرًا قوله بين المسلمين"اهـ
وهذا كلام مفيد حول [ المجدد ] وفي من تقال ؟ : للشيخ ناصر الدين - رحمه الله - من"سلسلة الهدى والنور " مستفاد من فهرسة أهل الحديث والأثر ، للسلسلة.
(1) هل يشترط في المجدد أن يكون من أهل السنة .؟
[المدةالصوتية - د: 03 - 02 / من الدقيقة - : 46 - 02 - الشريط رقم - 313 - حجم الملف: 726 KB - على هيئة / MP3 ]
http://www.ilmsahih.com/abohamza/abo...e/31%203_0.mp3 (http://www.ilmsahih.com/abohamza/abohamza/aljawale/31%203_0.mp3)
(2)من هو المجدد وما هي شروطه وهل يشترط أن يكون على رأس القرن وهل يلزم أن يكون سالماً من أي بدعة ؟
[المدة الصوتية - د : 00 - 10 / من الدقيقة - : 25 - 46 - الشريط رقم - 791 -حجم الملف : 44 ، 3 mb على هيئة / MP3 ]
http://www.ilmsahih.com/abohamza/abo...e/79%201_0.mp3 (http://www.ilmsahih.com/abohamza/abohamza/aljawale/79%201_0.mp3)
وبرجى مراجعة هذا الموضوع لأهميته ولصلته بالموضوع هذا : " الألقاب الفخمة وسيلة جديدة لإسقاط العلماء "
من هـنـا (http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=336966)
فأسأل الله أن يوفقنا لمعرفة كيف نتصرف مع أهل العلم بدون غلو فيهم ولا جفاءً.
وكتبه أخوكم في الله أبو حمزة السلفي.
(1)على حاشية الصفحة [ 23] * في كتاب " مصرع التصوف أو تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي " للعلامة برهان الدين البقاعي - رحمه الله- .
(2) ص - 25 / دار الكتب العلمية.
(3) ص - 13 / 14الطبعة الأولى 1424هـ ، مؤسسة الريان .
(4)ص 22 / 23.
(5) بدءاً من الصفحة -313 .
(6)سورة السجدة:(آية:24) .
(7)سورة القصص:(آية 5) .
(8) الثناء: يستعمل في الخير والشر، والمدح والذم، يقال أثنى عليه خيراً ويقال: أثنى عليه شراً.انظر:(لسان العرب 14/124) و(الفروق للعسكري: 42) وفي الحديث "مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: وجبت ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا.." خـ 3/128.[ من المحقق ط/2].
(9) سورة القصص: (آية 41، 42).
(10) من" سلسلة لقاء الباب المفتوح " لفضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله-الشريط رقم [ 117 / ب " د : 56 - 00] .

أبو عبد الله بلال يونسي
03-10-2011, 06:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال شيخ الشعراء :


(وهذا الخطأ للأسف [أي الإسراف في الألقاب] يقع فيه من هم محسوبون على العلم من بعض العلماء و المشايخ بدون قصد منهم في الغالب ، كحسن الظن منهم بالمترجم له ، أو المتكلم أو المسئول عنه)


قال أبو عبد الله بلال :


وهل حالي التي ذكرتها مع الصفدي إلا ما وصفت شيخنا الكريم ..؟؟
وقد أعددت بحثا حول أشعرية الصفدي وتصوفه ؛ سأنزله إذا سنحت الفرصة إن شاء الله ...


وقال شيخ الشعراء :


( فمنهج أهل الأهواء الغلو في مشايخهم ، وكثرة التفخيم في الألقاب والألفاظ فيهم ، ولو كان الذي قيلت فيه ليس على الجادة ، وكلامهم عبر التاريخ شاهد عليهم في هذا ، كما هو مدون في كتبهم ورسائلهم ، ومن هؤلاء مثلاً - الغزالي- غفر الله له - الذي قيل فيه الإمام ، وأنت وأنت ...،
قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل - رحمه الله - (1) في رده على هذا الزعم " لُقب الغزالي في التاريخ الذي صنعته الأهواء بالإمام ، وغولي فيه حتى لقب بحجة الإسلام أما هو في التاريخ الذي يستمد من الحق قصصه وعبره ويشهد بصدقه كتبه فليس من هذه الألقاب السحرية في شيء .
بما خلفه في كتبه من تراث هو أرجاس من الباطنية ، والصوفية ، والفلاسفة ، وفيه ما يناقض أصول الدين الذي لقب هو بأنه حجته وإمامه )


قال أبو عبد الله :


لا فض فوك شيخ الشعراء وجعل ما نقلت عن الشيخ عبد الرحمن الوكيل في ميزان حسناتك وحسناته - رحمه الله-


وقال شيخ الشعراء :


( وإنما علينا أن نُرجع في ما اختلفنا فيه إلى الكتاب والسنة، وما جاء عن علماء الأمة من سلف هذه الأمة ، من الصحابة ومن تبعهم بإحسان ، ومن سار على هداهم . وقد تكون المسألة المتنازع فيها والمختلف من أجلها من المسائل التي يسوغ الخلاف فيها.
وإذا لوحظ أن الأمر المختلف فيه سيولد شروراً وخلافات ، فلا نرجع وقتها المختلف فيه إلى ما قال الشيخ الفلاني والعلاني من المعاصرين ، وخاصة إذا كانوا في مستوى واحد في الطلب ، فقد يكون للشيخ قول على حسب اجتهاده ، وقد يكون مصيباً فيه كما أنه قد يكون مخطأً ، وإنما خُذ عمّن أخذوا ونقلوا من الأئمة السابقين .
وفرضاً أن الشيخ الذي تحبه وتتعصبله قد أخطأ ، أو خالف جمهور علماء الأمة ، في مسألة لا يحق الخلاف فيها ، أو الدليل الذي استدل به أهون من خيط العنكبوت ، فهل يتعصب له في الحالة مثل هنا أيضاً ؟
فعلينا جميعاً أن نتق الله تعالى ونراقبه ، وعلينا أن نعلم أن العالم ليس بالمعصوم عن الخطأ ، فقد يزل لسانه أو قلمه ، فلا يحق علينا وقتها متابعته فيه.
فأنزلوا الناس منزلتهم.
فالعجب أنك تجد الآن من يُلقب أحد المشايخ من المعاصرين بإمام أهل السنة ، والثاني يلقب الشيخ الآخر بالمجدد وإمام الأئمة ،والآخر يُلقب الشيخ الآخر بشيخ الإسلام ، والأعجب من هذا أنك تجد من لقب أحد طلبة العلم بـ ( البحر)! )

قال أبو عبد الله بلال :


وهل مثل هذا غير ما أردته بموضوعيَّ :

(الحدود المشروعة ...)
http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3019 (http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3019)


و

(سؤال هام وخطير ...)

http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3097 (http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3097)



فاللهَ اللهَ عليك شيخنا من ناصح


زادنا الله من أمثال فقهك


فياما حصل بيني وبعض إخواننا نقاش حول :


من هو العالم ؟؟؟


وكثيرا ما أقول لهم كما قال علماؤنا :

العالم من توفرت فيه خصلتان أو إحداهما :

الأولى :
أن يشهد له جمع من العلماء الراسخين المعتد بشهادتهم في مثل هذا .

الثانية :
أن يشتهر علمه وفضله بحيث يغلب على الظن أن صيته بلغ آذان عدد من العلماء الراسخين المعتبرين ثم لم يردفوه بذم أو نوع جرح قادح ؛ مع اشتهار وصفه بين الناس بمسمى العالم .

وأحد الخصلتين تغني عن أختها .

واليوم صار العالم عند كثيرين من ألف كتابا أو قال عنه أحد العلماء :
ذاك عالمكم ؛ والغالب أن مثل هذي الشهادات في عصرنا الحاضر تكون من باب التشجيع والدفع إلى العطاء والاستزادة من الخير أكثر فأكثر .

وقد سألت مرة أحد المشايخ في بلادنا عن الرسلان أهو عالم حقيقة فقال :
لا ليس عالما حقيقة وإنما قال الشيخ حسن بن عبد الوهاب البنا ما قال فيه تشجيعا واعتذارا عن كلامه فيه من قبل مما أحدث له يوم تكلم فيه خمولا كبيرا ؛ لم يرجعه إلى البروز إلا تلك المديحة من الشيخ حسن بن عبد الوهاب .

وكما سألت مرة أحد مشايخ جدة وهو إمام مسجد بلال بن رباح عن قول الشيخ الفوزان عن الحصين :
(علامة)
فقال :
ذاك من باب التشجيع والدفع إلى الأمام في أبواب الخير ؛ والرجل -أي الحصين- معروف بنصحه للولاة والوزراء مع كبر سنه مضافا إليه ما شغله من مناصب دبلوماسية تمكنه من تقديم ما لا يقدر عليه غيره .

وكما سألت مرة احد مشايخنا في الجزائر عن العيد شيريفي ولما وصفه في يوم من الأيام شيخنا العلامة ربيع الخير بأنه :
عالم الجزائر؛ أو شيء من هذا القبيل
فقال :
لقد كلمنا الشيخ ربيعا حول هذا بعد فتنة العيد شيريفي فقال حفظه الله :
ما قلتها إلا تشجيعا ولفتا لانتباه الناس إلى أنه من أهل العلم والفضل وذلك لما كان معروفا من مواقفه في مناصحة التكفيريين وقتذاك .

وياما استفسر بعض إخواننا الكرام عن الإمامة في الدين فكنت أوجهه إلى مقدمة الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ العلامة محمد الصالح العثيمين -رحمه الله- .

وكم هي فرحتي وأنا أقف على هذي الدرر التي انتقاها شيخ الشعراء من مشاركة الأخ أبي حمزة السلفي ؛ فما أكبر جهلي وغفلتي عن مثل هذي الغوالي العوالي .

وزيادة في الفائدة هذا تمام كلام الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله :


(من مُقْنعِ الإِمامِ ..................
قوله: «من مُقْنِعِ» ، جار ومجرور، صفة لمختصر. و«مُقْنِع» اسم كتاب للموفّق رحمه الله، مؤلف «زاد المستقنع».
قوله: «الإمام» ، هذا من باب التَّساهل بعض الشيءِ، لأن الموفَّق ليس كالإِمام أحمد، أو الشَّافعي، أو مالك، أو أبي حنيفة، لكنه إِمام مقيَّد، له مَنْ يَنْصُرُ أقوالَه ويأخذُ بها، فيكون إِماماً بهذا الاعتبار، أما الإِمامةُ التي مثل إِمامة الإِمام أحمد ومَنْ أشْبَهَهُ فإِنَّه لم يصلْ إلى دَرجتها.
وقد كَثُر في الوقت الأخير إطلاق الإمام عند النَّاس؛ حتى إِنه يكون الملقَّب بها من أدنى أهل العلم، وهذا أمرٌ لو كان لا يتعدَّى اللفظَ لكان هيِّناً، لكنه يتعدَّى إلى المعنى؛ لأنَّ الإِنسان إِذا رأى هذا يُوصفُ بالإِمام تكون أقوالُه عنده قدوة؛ مع أنَّه لا يستحِقُّ. وهذا كقولهم الآن لكل مَنْ قُتِلَ في معركة: إِنَّه شهيد. وهذا حرام، فلا يجوز أن يُشْهَدَ لكل شخصٍ بعينه بالشَّهادة، وقد بَوَّبَ البخاريُّ رحمه الله على هذه المسألة بقوله: (بابٌ: لا يقول: فلانٌ شهيدٌ، وقال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «واللَّهُ أعلمُ بمن يُجاهدُ في سبيله، والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله»)[(16)].
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه نهى عن ذلك[(17)].
نعم يقال: من قُتِل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قُتِل بهدمٍ، أو غرق فهو شهيد، لكن لا يُشْهَدُ لرَجُلٍ بعينه.
ولو أنَّنَا سوَّغنا لأنفسنا هذا الأمر؛ لساغَ لنا أن نشهد للرَّجُلِ المعيَّن الذي مات على الإِيمان أنَّه في الجنَّة؛ لأنَّه مؤمنٌ، وهذا لا يجوز).


وقال أبو عبد الله بلال :


وأخيرا لعل في هذه الروابط ما له ولو بعض التعلق بما كتبه شيخ الشعراء :

http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3019 (http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3019)

و:

http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3097 (http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3097)




والحمد لله رب العالمين


وكتب

أبو عبد الله بلال يونسي
السلفي السكيكدي

الشاعر أبو رواحة الموري
03-10-2011, 09:25 PM
بارك الله فيك أخي ابا عبد الله بلال على متابعاتك الهامة
لهذا الموضوع الهام

ومما يدل على اهميته اهتمام أمثالك به والاعتناء بتفاصيله

ولا عجب فمثلك له حضور واضح في مثل هذه المواضيع الساخنة
التي لها مساس بأرض الواقع وملامسة حية بقضايا دعوتنا

فكيف وفلول الفتنة لم تقم إلا بسبب غلو في مدح أو إفراط في قدح
فبهما يعظُم الخطب وتتَّسع الهوَّة .

والله أسأل أن يهيِّء لهذه الأمة أمر رشْد

وأن يبارك في جهودك أخي بلال