المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل كان منهج السلف تتبع عثرات الغير ؟!


الشيخ أبو الفضل محمد بن عمر
05-07-2010, 09:40 PM
هل كان منهج السلف تتبع عثرات الغير ؟!


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فقد كتب لي أحدهم وهو يستنكر عليَّ بقوله هل من منهج السلف أن تتتبَّع عثرات الدعاة وتُشهِّر بهم.

أقول وبالله أستعين : كان أئمة هذا المنهج الشريف متتبعين لنهج الأنبياء فى الدعوة الى الله , فكان شغْلهم الشاغل هو الدعوة الى التوحيد ونصرة منهج الأنبياء , ولا يسكتون عن مخالف صيانةً لهذا الدين الحنيف , من أن تشوبه شائبة , وسوف أذكر بعض الآثار تدل على أن أهل السنة رحم الله امواتهم وثبت على السنة أحياءهم أنهم كانوا ينكرون على المخالف فى مواطن كثيرة .

قال العجلي : في أبي إسحاق الفزاري: كان ثقة صاحب سنة صالحا , هو الذي أدَّب أهل الثغر , وعلمهم السنة وكان يأمر وينهى , واذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه .
فهل كان الفزاري يتتبَّع أخطاء الناس وعثراتهم فى موقف يجب فيه تكثير أهل الإسلام على أهل الأوثان .
أليس عندما دخل الفزاري دمشق واجتمع الناس يسمعون منه فقال: من كان يرى القدر فلا يحظر مجالسنا ومن كان يرى رأى فلان فلا يحظر مجالسنا .

فهل كان الفزاري: يتتبع الزلة ويحرج الناس أمام الأشهاد ويطردهم من مجلسه.

أليس: عندما أرسل أسد بن موسى الى أسد بن الفرات رسالةً قال فيها:
إن ما حملني على الكتابة إليك ما ذكر أهل بلدك من صالح ما أعطاك الله من انصافك الناس وحسن حالك مما أظهرت من السنة وعيبك لأهل البدعة وكثرة ذكرك لهم وطعنك عليهم .
فهل كان أسد بن الفرات يتتبع الزلات ويكثر من ذكرهم من أجل نفسه وهواه أم من أجل نصرة الدين والذب عنه .

أليس قد جاء في ترجمة أحمد بن عون قولهم فيه: كان أبو جعفر محتسبا على أهل البدع , غليظا عليهم , مذلاً لهم طالبا لمساوئهم , مسارعا فى مضارِّهم شديد الوطأة عليهم , مشرِّداً لهم اذا تمكن منهم , غير مبق عليهم , وكان كل من كان منهم خافيا منه على نفسه متوقياً لا يداهن احداً منهم على حال ولا يسالمه , وان عثر على منكر وشهد عليه عنده بانحراف عن السنة نابذه وفضحه وأعلن بذكره والبراءة منه وعيَّره بذكره السوء في المحافل وأغرى به حتى يهلكه أو ينزع عن قبيح مذهبه وسوء معتقده , ولم يزل دؤوبا على هذا جاهدا فيه ابتغاء وجه الله إلى أن لقي الله .

فهل كان أبو جعفر - يا صاحب المقالة - مخالف لمن سبقه من أئمة الهدى؟ أم كان مقتفياً آثارهم فى التحذير من أهل البدع؟ ويذكر في ترجمته هذا الكلام ويعتبره أهل السنة منقبة له ويمدحونه بهذه الأوصاف المشرفة ( طالبا لمساوئهم مسارعا فى مضارهم ) أم سوف تقول ليس عنده حكمة فى الدعوة يا صاحب المنهج الواسع الأفيح , ( وإن عثر على منكر وشهد عليه عنده بانحراف عن السنة نابذه وفضحه وأعلن بذكره)
فهل كان أبو جعفر يتتبع الأخطاء ويشهر بها ؟ أم كان يدافع عن دين الله
بثلبه لأهل البدع والتشهير بهم. اللهم سلم .

وعندما بلغ ابن أبي ذئب أن مالكاً لم يأخذ بحديث( البيِّعان بالخيار ) قال يستتاب فى الخيار فإن تاب وإلا ضربت عنقه .
فهل كان ابن أبي ذئب يتتبع أخطاء مالك ويفرح بها أم كان يذب على السنة وقولك يا صاحب المقال يفضي الى الموازنة لو شعرت .

وهل كان منهج الأوزاعي الإقصاء وتتبع الزلات: عندما جاءه ثور بن يزيد يريد أن يسلم عليه لم يسلم عليه , وقال : لو كانت الدنيا لكان ولكنه الدين , ورفض أن يسلم عليه .

وهل كان حجاج بن أرطاة منهجه الإقصاء وتتبع الزلات - يا صاحب اليد القصيرة والرجل العرجاء -
فعندما سئل عن رجل يذكر عنده أهل البدع فيقول اتركنا منهم فقال : هو منهم لا يلبس عليك
هل كان منهجه الإقصاء وتتبع الزلات يا حكميين وعندما جاء الأوزاعي وكان كشافا لهذه الأمور قال صدق أرطاة والقول ما قال , أم الأوزاعي ليس عنده حكمة في الدعوة .

وعندما كان محمد بن إسحاق يحدث فقال له رجل إلى متى حدثنا واخبرنا فقال: له قم , وطرده من مجلسه , فهل كان منهجه الإقصاء أم الدفاع عن الدين .

وفى الحقيقة أن دعاة هذا المنهج الخسيس هم وأبو الحسن إخوة لعلات منهجهم واحد وامهاتهم مختلفات , وهم دعاة المنهج الواسع النتن لا أقول الأفيح الذي يفضي بهم إلى الموازنة شعروا بذلك أم لم يشعروا .

وعلى هذا المنطلق فقد كان أحمد بن حنبل من أكبر دعاة الإقصاء فعندما توقف يعقوب بن شيبة في القرآن قال أحمد : مبتدع .
وعندما جاءه داود بن علي, وحلف له أنه ما قال بالخلق طرده , وقال : أرسل لي محمد بن يحي أنه يقول به .

فهل كان منهج أحمد منهج الإقصاء ولماذا لم يتخذ أحمد المنهج الواسع الذي يسع الامة , ويدخل يعقوب وداود , ولماذا لم يرتض المنهج الواسع يحي بن معين ويحي بن سعيد وأبو حاتم وأبو زرعة والبخاري والنسائي وشعبة والثورى وابن عيينة والشافعي الذي يقول : من روى عن البياضي بيَّض الله عيونه ويقول الرواية عن حرام بن عثمان حرام , اما كان عند حرام وغيره يا صاحب المقال حسنات تدخلهم فى منهجكم الواسع أم كان أئمة الجرح والتعديل ظلمة معاذ الله .

فالحذر الحذر من هذا المنهج الدخيل وقد انطلى هذا المنهج على كثير من الشباب ففارقوا أهل العلم الكبار أمثال شيخنا ربيع السنة وشيخنا أحمد النجمي وأشياخ الدعوة السلفية في المدينة وأشياخنا في اليمن واتبعوا هؤلاء الأحداث واغتروا بما عندهم من الشقشقة والتشدق فظن أن ما عند هؤلاء هو التأصيل الصحيح وهو كما قيل .

كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد.

هذا ونسال الله الثبات والتوفيق .

كتبه
أبو الفضل الأثري

زكريا عبدالله النعمي
05-07-2010, 09:52 PM
بارك الله فيك ياشيخنا
على هذا الموضوع المهم

وانا سعيد
أن أكون أول من يعلق عليك
تقبل مروري

أكرم بن نجيب التونسي
05-08-2010, 11:42 AM
جزاكم الله خيرا
وبارك فيكم على مقالاتكم الرائعة
ونسأل الله أن يجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم