المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ترجمة الشيخ إحسان إلهي ظهير وأحداث وفاته


الشاعر أبو رواحة الموري
04-18-2010, 07:29 PM
ترجمة الشيخ إحسان إلهي ظهير وأحداث وفاته

إحسان إلهي عالم باكستاني من أولئك الذين حملوا لواء الحرب على أصحاب الفرق الضالة، وبينوا بالتحقيق والبحث الأصيل مدى ماهم فيه من انحراف عن سبيل الله وحياد عن سنة نبيه، وإن ادعوا الإسلام وملأوا مابين الخافقين نفاقاً وتقية.
ولد في "سيالكوت" عام (1363هـ) ولما بلغ التاسعة كان قد حفظ القرآن كاملاً وأسرته تعرف بالانتماء إلى أهل الحديث.. وقد أكمل دراسته الابتدائية في المدارس العادية وفي الوقت نفسه كان يختلف إلى العلماء في المساجد وينهل من معين العلوم الدينية والشرعية.
الجامعة والنبوغ الجامعي:
لقد حصل الشيخ على الليسانس في الشريعة من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وكان ترتيبه الأول على طلبة الجامعة وكان ذلك عام (1961م).
وبعد ذلك رجع إلى الباكستان وانتظم في جامعة البنجاب، كلية الحقوق والعلوم السياسية، وفي ذلك الوقت عين خطيباً في أكبر مساجد أهل الحديث بلاهور. ثم حصل على الليسانس أيضاً.
وظل يدرس حتى حصل على ست شهادات ماجستير في الشريعة، واللغة العربية، والفارسية، والأردية، والسياسة. وكل ذلك من جامعة البنجاب وكذلك حصل على شهادة الحقوق من كراتشي.
المناصب والوظائف والدعوة:
كان رحمه الله رئيساً لمجمع البحوث الإسلامية.
بالإضافة إلى رئاسة تحرير مجلة "ترجمان الحديث" التابعة لجمعية أهل الحديث بلاهور في باكستان، كذلك كان مدير التحرير بمجلة أهل الحديث الأسبوعية.
وكان رحمه الله عظيم الشأن في أموره كلها.. رجع يوم رجع إلى بلاده ممتلئاً حماساً للدعوة الإسلامية.
وقد عرض عليه العمل في المملكة العربية السعودية فأبى آخذاً بقوله تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (122)} (التوبة: 122).
يقول عنه الدكتور محمد لقمان السلفي في مجلة الدعوة :
"لقد عرفت هذا المجاهد الذي أوقف حياته بل باع نفسه في سبيل الله أكثر من خمس وعشرين سنة، عندما جمعتني به رحمه الله مقاعد الدراسة في الجامعة الإسلامية، جلست معه جنباً إلى جنب لمدة أربع سنوات فعرفته طالباً ذكياً يفوق أقرانه في الدراسة، والبحث، والمناظرة! وجدته يحفظ آلاف الأحاديث النبوية عن ظهر قلب كان يخرج من الفصل.. ويتبع مفتي الديار الشامية الشيخ ناصر الدين الألباني ويجلس أمامه في فناء الجامعة على الحصى يسأله في الحديث ومصطلحه ورجاله ويتناقش معه، والشيخ رحب الصدر يسمع منه، ويجيب على أسئلته وكأنه لمح في عينيه ما سيكون عليه هذا الشاب النبيه من الشأن العظيم في سبيل الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله بالقلم واللسان".
وكان الشيخ رحمه الله يتصل بالدعاة والعلماء في أيام الحج في شتى بقاع الأرض.. يتداول معهم الموضوعات الإسلامية والمشاكل التي يواجهها المسلمون.
دعاة الضلالة والحقد المستعر:
لكل مجاهد مخلص.. خصوم وأعداء، ولكل حق ضده من الباطل، وبما أن الشيخ كان سلفي العقيدة من المنتمين لأهل الحديث فقد جعله هذا في حرب فكرية دائمة مع الطوائف الضالة كالرافضة والإسماعيلية والقاديانية.
لقد كان يرفضها.. ويرد على ضلالاتها.. ويجابهها في كل مكان وكل منتدى شأنه شأن كل مؤمن حقيقي الإيمان، يعتقد في قرارة نفسه أن الكتاب والسنة هما الطريق الأوحد ولا طريق سواه لكل من أراد أن يكون من المنتمين لدين الإسلام. ويعتقد كذلك أن أدياناً تبنى على الكذب وتتستر خلف الترهات والأباطيل لجديرة بألا تصمد أمام النقاش وأن تتضعضع أمام سواطع الحق ونور الحقيقة.
ولهذا الأمر طفق يلقي المحاضرات، ويعقد المناقشات والمناظرات مع أصحاب الملل الضالة، ويصنف الكتب المعتمدة على مبدأ الموضوعية في النقل والمناقشة والتحقيق. وكثيراً ما كان يرد على المبطلين بأقوالهم.. ويسعى إلى كشف مقاصدهم والإبانة عن انحرافهم وضلالهم وفي كل ذلك كان يخرج من المعركة منتصراً يعضده الحق، وينصره الله تعالى.
ولما أحس به أهل الانحراف، وشعروا بأنه يخنق أنفاسهم، ويدحض كيدهم عمدوا إلى طريقة تنبئ عن جبن خالع.. عمدوا إلى التصفية الجسدية بطريقة ماكرة!
وفاته واستشهاده:
في لاهور بجمعية أهل الحديث وبمناسبة عقد ندوة العلماء كان الشيخ يلقي محاضرة مع عدد من الدعاة والعلماء، وكان أمامه مزهرية ظاهرها الرحمة والبراءة، وداخلها قنبلة موقوتة.. انفجرت لتصيب إحسان إلهي ظهير بجروح بالغة، وتقتل سبعة من العلماء في الحال وتلحق بهم بعد مدة اثنان آخران.
كان ذلك في 23 /7/ 1407هـ، ليلاً.
وبقي الشيخ إحسان أربعة أيام في باكستان، ثم نقل إلى الرياض بالمملكة العربية السعودية على طائرة خاصة بأمر من الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله واقتراح من العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
وأدخل المستشفى العسكري، لكن روحه فاضت إلى بارئها في الأول من شعبان عام (1407هـ)، فنقل بالطائرة إلى المدينة المنورة ودفن بمقبرة البقيع بالقرب من صحابة رسول الله .
آثاره:
بالإضافة إلى محاضراته في الباكستان، والكويت، والعراق، والمملكة العربية السعودية والمراكز الإسلامية في مختلف ولايات أمريكا.
فقد كتب العديد من الكتب والمؤلفات التي سعى إلى جمع مصادرها من أماكن متفرقة كإسبانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيران، ومصر..
وإليك قائمة بأسماء تلك الكتب :
1- الشيعة والسنة (1393هـ).
2- الشيعة وأهل البيت (1403هـ) وهي الطبعة الثالثة.
3- الشيعة والتشيع فرق وتاريخ.
4- الإسماعيلية تاريخ وعقائد (1405هـ).
5- البابية عرض ونقد.
6- القاديانية (1376هـ).
7- البريلوية عقائد وتاريخ (1403هـ).
8- البهائية نقد وتحليل (1975م).
9- الرد الكافي على مغالطات الدكتور علي عبد الواحد وافي (1404هـ).
10- التصوف، المنشأ والمصادر الجزء الأول (1406هـ).
11- دراسات في التصوف وهو الجزء الثاني.
12- الشيعة والقرآن (1403هـ).
13- الباطنية بفرقها المشهورة.
14- فرق شبه القارة الهندية ومعتقداتها.
15- النصرانية.
16- القاديانية باللغة الإنجليزية.
17- الشيعة والسنة بالفارسية.
18- كتاب الوسيلة بالإنجليزية والأوردية.
19- كتاب التوحيد.
20- الكفر والإسلام بالأوردية.
21- الشيعة والسنة بالفارسية والإنجليزية والتايلندية.
**********
_____________________________________
الهوامش:
1. مجلة الدعوة السعودية عدد (1087).
2. حيث كان الألباني مدرساً بالجامعة الإسلامية في الفترة ما بين (1381هـ و 1383).
3. إحسانا إلهي ظهيرا ص (23).
4. المصدر نفسه ص: (9) - ص (16).
5. الدعوة عدد (1087).
*المراجع:
1. إحسان إلهي ظهير ـ رسالة من تأليف: محمد إبراهيم الشيباني.
2. مجلة الدعوة السعودية العدد (1087) .
3. مجلة المجتمع الكويتية (812) .
4. مجلة الفيصل السعودية العدد (123).
منقول من مجلة الجندي المسلم (مجلة تصدر عن وزارة الدفاع السعودية) العدد 105
5.أنظر شريط423 أدقيقة 42 من سلسلة الهدي والنور

* * *

بسم الله الرحمن الرحيم



أسد السنة في لاهور



في مدينة ( سيالكوت) شمال منطقة البنجاب بباكستان ولد الشيخ العلامة المجاهد إحسان إلهي ظهير في حدود سنة ( 1360هـ) في أسرة تميزت بالتدين الشديد والعلم والثراء لكونهم يعملون في التجارة من قديم ، ولهذا طلب إليه أبوه أن يكرس وقته كله للعلم ولا يفكر في كسب قوته ومعاشه ، بل حثه أن يقف نفسه على طلب العلم والدعوة إلي الله 0 وكان والده بل الأسرة كلها منتمية إلي أهل الحديث ، وهي الجماعة المعروفة في شبه القارة الهندية 0 حفظ الشيخ إحسان القرآن في سن مبكرة حيث أكمل حفظه وهو في سن التاسعة من عمره 0 واشتهر من صغره بالذكاء والفطنة وحب العلم والدعوة إلي الله ومقارعة الخصوم0 وهذا موقف يحكيه لنا حينما سئل : ألم يحدث أن دخلت مع الفرق في جدل ؟ فقال : بلى ، ناقشتهم ونازلتهم كثيرا منذ صغرى ، وتسببت في إغلاق محفل بهائي كبير ، كنت في طريقي إلي مدرسة دار الحديث في المرحلة المتوسطة فمررت من أمام محفل فوجدت القوم يتكلمون عن موضوع عقدي ، ولم تكن لدي فكرة عن البهائية 0 وأخذت أتردد على هذا المحفل ثمانية أيام ، والحمد لله خلا ل هذه المدة أدركت عقائد القوم وأدركت مخازيها ومعائبها فأخذت هذه الأشياء 0 واحتفظت بها ورددت بها عليهم، فانتبه الناس إلي خطر هذا المحفل وأغلق مباشرة 0 ومن أبرز الصفات التي تميز بها الشيخ إحسان إلهي ظهير وعرف واشتهر بها : الشجاعة والصدع بالحق ، لا يبالى في هذا السبيل بأحد كائنا من كان 0 حتى قال أحد أشقائه عن شجاعته : إنها شجاعة أكثر من اللازم0 ويقول عنه أحد أساتذته الذين درسوه بالجامعة الإسلامية : لا أعرف أحدا من الشباب كان أكثر اندفاعا منه في إظهار الحق وإعلان الدعوة إلي الله ، ولا يعبأ بمن يعارض سواء كان من المسؤلين أو غيرهم ، شجاعته ليست في محل شك 0 ومن مواقفه رحمه الله التي تدل على شجاعته وثباته أن أميرا شيوعيا ظالما من أمراء البنجاب جمع العلماء في مجلسه فجعل يوبخهم ويسبهم وينال منهم ، والشيوعيون لا يكرهون أحدا كما يكرهون علماء المسلمين ، فقام إليه الشيخ إحسان إلهي ظهير وكان حاضرا وأنكر عليه بل وبخه أمام الناس ولم يبال به فشكر الحضور له هذا الموقف الشجاع0 ومع شجاعته رحمه الله كان جوادا كريما منفقا ، وهاتان صفتا المؤمن الشجاعة والكرم ، في يوم من الأيام دعي الناس إلي التبرع لمركز أهل الحديث فقام الشيخ إحسان إلهي ظهير أول الناس ودفع " خمسمائة ألف روبية " تبرعا للمركز ، فلما رآه الناس ، تأسوا به وتبرعوا بأموال كثيرة بلغت في ذلك اليوم سبعة ملايين روبية لبناء المركز 0 فكان رحمه الله يقول ويفعل ويتعلم ويعمل 0 أما ثباته على دينه وعقيدته ومنهجه فالحديث عنه عجيب ، فالشيخ إحسان إلهي ظهير عرف بأنه قاصم ظهور الفرق المخالفة للإسلام والسنة كثير التنديد والردود عليها والتحذير منها وكشف أستارها وإظهار ما عندها من الضلالات والمخازي ولا سيما الروافض فقد كتب فيهم مجموعة من الكتب التي لازالت إلى اليوم من أفضل ما كتب في الرد عليهم 0 وكانت الروافض تطلب إليه أن يكف عنهم وأن يصادر الكتب التي ألفها فيهم فكان يقول لهم : أفعل ذلك إذا أحرقتم كتبكم ! ومن المواقف الظريفة التي وقعت له مع الرافضة أن أحد ملالى إيران ممن يلقب بآية كان أرسله الخميني إلي الشيخ إحسان إلهي ظهير لينقل له إعجاب الخميني بكتابي الشيخ إحسان " البابية " و " البهائية " ثم دعاه إلي زيارة إيران فقال له الشيخ إحسان : ومن يضمن حياتي؟ فقال له : أنا أضمن حياتك وسأبقي هنا عند أتباعك إلي أن تعود إلي باكستان ، فرد عليه الشيخ إحسان : وما يدريك لعلك من المغضوب عليهم عند الخميني!! أما الإسماعلية فقد حاولوا معه فلم تفلح محاولتهم حيث قام زعيمهم " كريم الآغا خان" بدعوة الشيخ إحسان إلي بريطانيا للتفاهم معه وإقناعه بعدم الكتابة في الإسماعلية ، ولو بإغرائه بالمال ! وأرسل الأغا طائرة خاصة إلي كراتشي لتحمل علي متنها الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله ، فما كان من الشيخ إلا أن رفض هذا العرض فأرسل إليه الأغا رسالة يقول له : يجب أن تكتب لتوحيد صفوف المسلمين(!) لا لتفرق كلمتهم0 فرد عليه الشيخ إحسان إلهي ظهير : نعم لتوحيد صفوف المسلمين المؤمنين بالله وحده وبرسوله وتعاليمهما ، لا لتوحيد صفوف المسلمين مع الكفار المنكرين لختم نبوة محمد صلي الله عليه وسلم ، والمعتقدين برسالة محمد بن إسماعيل !! ولم يزل الشيخ إحسان إلهي ظهير ماضيا في جهاده لهذه الفرق ما جعل حياته مهددة بالخطر ولم تزل هذه الفرق ترسل له بالتهديدات كتابيا وهاتفيا ، وهو لا يلوي على شيء رحمه الله ولقد كاد أن يقتل في أمريكا وأهدر دمه الخميني وقال : من يأتي برأس إحسان فله مئتا ألف دولار 0 وحاولوا قتله مرات وأطلقوا عليه الرصاص ! يقول احد أساتذته من مشايخ الجامعة الإسلامية : زرته في باكستان مرة وهو مصاب وقد هدد مرات ومرات من قبل أهل الأهواء ، فهم ما رأوا أحدا من المعاصرين بعد محب الدين الخطيب أشد منه 0اهـ ولم تزل تهديدات القوم تترى عليه ، وحياته في خطر دائم يزداد يوما بعد يوم حتى وقع الحادث الأليم والخطب الجلل الذي اهتزت له باكستان بل اهتزت له الدنيا 0 ففي يوم الثالث والعشرين من شهر رجب سنة 1407هـ كان الشيخ إحسان إلهي ظهير جالسا في ندوة العلماء التي تعقدها جمعية أهل الحديث وكان الحاضرون قريبا من ألفين وفي أثناء الليل وقد قرب الوقت من الساعة الحادية عشرة ليلا كان الشيخ إحسان يتكلم وقد أرسلت مزهرية إلي المنصة قدمها أحد الأشخاص مكتوب عليها " إحسان إلهي ظهير الذي لا يخاف في الله لومة لائم " وتناقلتها الأيدي إلي أن وصلت إلي المنصة ، وبعد نحو من عشرين دقيقة انفجرت المزهرية انفجارا هائلا مدويا فحصدت في الحال تسعة أشخاص وأصيب العشرات ورمت بالشيخ إحسان إلي مسافة عشرين أو ثلاثين مترا وقد ذهب ثلث جسده عينه اليسرى وجنبه ورجله وأذنه غير أنه لم يفقد وعيه ، وهرع الناس إلي الشيخ وكانوا في حالة لا يعلم بها إلا الله ! فكان يقول لهم وهو في جراحه: اتركوني واذهبوا إلي الناس الآخرين ، ورأى أحد الحاضرين يبكي عليه ، فزجره وقال له: إذا كنت تبكى فكيف تعزى غيرك ، لله تلك النفوس الأبية ، وتلك القلوب الشجاعة القوية ! ونقل الشيخ إلي المستشفي المركزي في مدينة لاهور ، وبلغ الخبر إلي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الذي كلم خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز بضرورة نقل الشيخ إلي المملكة لتلقى العلاج فتحركت الحكومة ممثلة في قنصلها بباكستان الذي بادر بزيارة الشيخ إحسان ومن ثم نقله إلي المملكة ، وفي الرياض استقبل الشيخ إحسان استقبالا كبيرا من قبل المسؤلين والعلماء والوجهاء 0 وتم تحويله إلي المستشفي العسكري بالرياض ، وكان أمر الله قدرا مقدورا، ففي صباح يوم الاثنين الموافق الأول من شعبان سنة 1407هـ في تمام الساعة الرابعة فاضت روح الشيخ إحسان إلهي ظهير إلي باريها 0 بعد حياة حافلة بالعلم والدعوة والجهاد والدفاع عن الإسلام والسنة ، ومقارعة أعداء الدين والملة وحينما انتشر خبر وفاته رحمه الله في الرياض حزن عليه الناس خزنا شديدا ، وأغلقت المعاهد العلمية في الرياض وأغلقت المحلات التجارية القريبة من الجامع الكبير واحتشد الناس للصلاة عليه يتقدمهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في جمع غفير من العلماء والدعاة وطلبة العلم وعامة الناس وسمع البكاء والنشيج ورؤى التأسف على وجوه الناس ثم نقل جثمانه إلي المدينة النبوية في طائرتين عسكريتين بصحبة أقاربه وأحبابه ، طائرة لنعش الشيخ ومعه ستة أشخاص فقط وطائرة لأسرته ومن كان في رفقته 0 وفي المدينة استقبل استقبالا رسميا من قبل المسؤلين والعلماء وصلي عليه في المسجد النبوي وقد تقدمت للصلاة عليه جموع غفيرة حتى تسآل بعض أهل المدينة : من هذا الذي صلي عليه اليوم ؟ من كثرة من رأوا من المصلين ، وبعد الصلاة عليه شيع إلي بقيع الغرقد فدفن هناك 0 وكان الانفجار قد أودى بحياة ثمان عشرة نفسا منهم عشرة من العلماء ّ فإنا لله وإنا إليه راجعون! نعم ! قتلوا الشيخ إحسان إلهي ظهير وباؤوا بإثمه لكنهم لم يقتلوا الدعوة التي قام بها وعاش لها إحسان إلهي ظهير ، ولله دره حينما يقول وهو مثخن بالجراح في مطار لاهور قبل سفره إلي السعودية سأستمر في خدمة الإسلام بعد العلاج في السعودية0 إنها رسالة يوجهها إلى أولئك الحاقدين المتربصين أن لا تفرحوا ولا تظنوا أنكم أسكتم إحسان إلهي ظهير بل سيعود ريثما يتماثل للشفاء ، ولكن الله قدر أن لا يعود واختاره إلى جواره غير أن دعوته ورسائله وجهاده باق إلي أن يشاء الله ، شاهدة على أعداء الإسلام وأعداء السنة بالخزي والضلال ، ألا ما أجملك وأعظمك يا أسد السنة في لاهور في جهادك ودعوتك وفي رسائلك وخطبك0 لقد كنت درسا لهم في حياتك وبعد مماتك 0 وهم قد أعيتهم الحيلة فيك فما رأوا طريقا للتخلص من قذائفك المزلزلة وشهبك الحارقة إلا بهذه الوسيلة القذرة التي لا يفكر فيها ولا يقدم عليها إلا من عدم إنسانيته ، ولم تبق عنده ذرة من رحمة أو رأفة أو إيمان0 رحم الله الشيخ إحسان إلهي ظهير وألحقه بالشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون !

إحسان سافرت عن دنيا مدنسة **** إلى عوالم خير كلها نعم
سافرت والأرض حبلى بالخطوب وكم **** قد أنجبت سقما في ذيله سقم

سافرت عن كل خداع ومحــترف**** للغدر ، ليس له دين ولا ذمم

كم بدعة نشرتها بيننا فرق *** تضاءلت في مدى أوهامها القيم

رفعت في وجهها صدق العقيدة في**** قوم بآذنهم من جهلهم صمم
ناديتهم ـ يا أخا الإسلام ـ ترشدهم **** إلى كتاب هو النبراس والحكم

لكنهم جهلوا ما كنت تعلمه **** وبعضهم علموا لكنهم كتموا

وهربوا غدرهم في باقة حملت **** وردا وفي وردها الجرم الذي اجترموا
يا باقة الورد يا رمز المحبة قد** أصبحت رمزا الأسى في كف من ظلموا

ما أنت للغدر لكن الذين ظلموا ** غطوا بأوهامهم عينيك وانتقموا

يا باقة الورد لو أن الضمير صحا **** لما تخبأ فيك الموت والألم

إحسان إن أحكم الطغيان قبضته ***** وسل خنجره فالله منتقم

قوافل الشر تمضى في تآمرها ***** والخير منتصر والشر منهزم

وكتبه / أبو مالك عبد الحميد الجهني
حرر في يوم الأحد 17 شوال 1428هـ

معظم المعلومات الواردة في المقال مستفادة من رسالة علمية " دكتوراه" عن حياة الشيخ إحسان إلهي ظهير تأليف الدكتور على بن موسى الزهرانى0 جامعة أم القرى ـ مكة المكرمة0


http://www.ajurry.com/vb/attachment....3&d=1256767421 (http://www.ajurry.com/vb/attachment....3&d=1256767421)

سالم ابودجانه الموري
04-18-2010, 10:06 PM
جزاك الله خيرا اخانا ابا رواحة على تذكيرك لنا بهذا الامام المجاهد الذي حمل على عاتقه راية الدفاع عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واخذ يعرِّي فساد معتقدات الشيعه , و حسب الذين قتلوه انهم قتلو دعوته بل والله مازاد اسشهاده الدعوة الا قوة , دحض الله بها اهل التحريف والذين يرفعون راية الكذب والنفاق باسم التقية , قاتلهم الله انى يؤفكون , ورحم الله الشيخ المجاهد رحمة واسعة

الشاعر أبو رواحة الموري
04-19-2010, 01:21 PM
شكر الله لك أخي أبا دجانة على هذه الكلمات المعبِّرة والمشاعر الجياشة
التي تنم عن غيرة على الدين ومحبة لأهله

وشكر الله مرورك الطيب العاطر

ولا عدمناك
أخا متعاونا , وعضوا فعَّالاً ,
وصديقا وفيا , وقلما صادقا