المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ / للأصمعي


أبو أحمد علي بن أحمد السيد
04-13-2010, 04:56 PM
صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ






1- صَــوتُ صَــفـِيـــرِ الـبُـلـبُـــلِ *** هَــــيَّــــجَ قَــلـــبِــي الـتَـمِـــــلِ
2- الــــمـــاءُ وَالــزَهــرُ مَــعــــاً *** مَــــع زَهـــــرِ لَـــحــظِ الــمُقَلِ
3- وَأَنـــتَ يــــا سَـــيِّـــدَ لِــــــي *** وَسَــــيِّــــدِي وَمَـــولـــى لِـــي
4- فَــكَــم فَــكَــم تَــيَــمَّـــنِـــــــي *** غُــــــزَيِّــــــلٌ عَـــــقَــــيــقَــلي
5- قــَطَّــفـتَــهُ مِـــن وَجـــنَــــــةٍ *** مِــــن لَــــثــــمِ وَردِ الـخَـجَــلِ
6- فَـــــــــقـــــــــالَ لا لا لا لا لا *** وَقَـــد غَـــــــدا مُــــــهَــــــرولِ
7- وَالـــخُــوذُ مــــــالَــت طَــرَباً *** مِــــن فِـــعـــلِ هَـــذا الـــرَجُـلِ
8- فَــوَلــوَلَــت وَوَلـــــــــوَلَــــت *** وَلــــي وَلــــي يـــا وَيـــلَ لِـي
9- فَــقُــلــتُ لا تُــوَلـــــــوِلـــــي *** وَبَــيّــنــي الـــلُـــــؤلُــــؤَ لَـــي
10- قــالَــت لَـــهُ حـــيــنَ كَـــذا *** اِنــهَـــض وَجـــد بِـــالـــنــقــَلِ
11- وَفِــتــيــةٍ سَــــقَــونَــــنِـــي *** قَــهــوَةً كَــالـــعَـــــسَــــلَ لِــي
12- شَــــمَــــمــتُــــهـا بِـــأَنَــفي *** أَزكـــى مِـــنَ الـــقَـــرَنـــفُــــلِ
13- فِي وَسطِ بُسـتانٍ حُــــلِـــي *** بِــالـــزَهـــرِ وَالــسُـــرورُ لِــي
14- وَالــعُــودُ دَنـــدَن دَنــا لِـي *** وَالــطَـبـلُ طَـبـطَــب طَـبَ لِــي
15- طَـــب طَبِطَب طَب طَبَطَب *** طَــب طَــبَــطَــب طَــبــطَــبَ لِي
16- وَالسَقفُ سَق سَق سَق لِي *** وَالــرَقــصُ قَــــد طـــابَ لِــــي
17- شَـوى شَــوى وَشــاهــشُ *** عَـــــلـــــى حِـــــمــــارِ أَهـــزَلِ
18- يَــمـشِــي عَــلــى ثَـــلاثَــةٍ *** كَــمَـــشـــيَـــةِ الـــعَـــرَنـــجـــلِ
19- وَالــنــاسِ تَــرجــم جَمَلِي *** فِـــي الــسُــواق بِـالــقُــلـقُــلَـــلِ
20- وَالـكُــلُّ كَــعــكَــع كَــعِــكَع *** خَــلــفــي وَمِــــن حُــوَيــلَــلــي
21- لَــكِــن مَــشَــيــتُ هــارِبـاً *** مِـــن خَــشـــيَـــــةِ مُـــبَــــجَّـــلِ
22- يَــأمُــرُ لِــي بِـــخَـــلــعَـــةٍ *** حَـــمــــراء كَـــالـــدَم دَمَـــلـــي
23- أَجُــرُّ فــيــهــا مــاشِــيـــاً *** مُــــــبَـــــغــــــدِداً لِـــــلـــــذِيِّـــلِ
24- أَنــا الأَدِيـــبُ الأَلــمَــعِـي *** مِـــن حَــــيِّ أَرضِ الــمُــوصِــلِ
25- نَــظِــمــتُ قِطعاً زُخرِفَت *** يَــعــجــزُ عَـــنـــهـــا الأَدبُ لِـــي
26- أَقــولُ فَـــي مَـطـلَـعِــهــا *** صَـــوتُ صَــفــيـــرِ الــبُـــلــبُـــلِ

أبو عبد الرحمن لخضر ابن أحمد السبداوي
04-13-2010, 07:40 PM
سئل الشيخ الناصح الأمين يحي ابن علي الحجوري -حفظه الله-
هل ثبتت قصيدة صوت صفير البلبل ؟
مالها أصل ، صوت صفير البلبل قصيدة مالها أصل قد بحثنا عنها حتّى تعبنا ، يذكرها بعض- الذين يعني أصحاب - الذين لا يعتمد عليهم أمّا أنّها بسند مؤصّل سواء بسند ضعيف أو بسند صحيح لها أصل يعني ممكن أن تجمع ، لا مالها من هذا شيء .

أبو عبد الرحمن محمد العكرمي
04-13-2010, 08:24 PM
بيان تهافت و كذب حكاية قصيدة ‘‘ صوت صفير البلبل ‘‘

شاع بين نابتة هذا العصر قصيدة متهافتة المبنى والمعنى ، منسوبة للأصمعي ،
صنعت لها قصة أكثر تهافتاً ، وخلاصة تلك القصة أن أبا جعفر المنصور كان يحفظ الشعر
من مرة واحدة ،وله مملوك يحفظه من مرتين ، وجارية تحفظه من ثلاث مرات ، فكان إذا جاء شاعر
بقصيدة يمدحه بها ،حفظها ولو كانت ألف بيت (؟!!) ثم يقول له :إن القصيدة ليست
لك ، وهاك اسمعها مني ، ثم ينشدها كاملة ،ثم يردف : وهذا المملوك يحفظها أيضاً – وقد سمعها المملوك
مرتين ، مرة من الشاعر ومرة من الخليفة – فينشدها ، ثم يقول الخليفة :

وهذه الجارية تحفظها كذلك – وقد سمعتها الجارية ثلاث مرات- فتنشدها ،
فيخرج الشاعر مكذباً متهماً .

قال الراوي : وكان الأصمعي من جلسائه وندمائه ، فعرف حيلة الخليفة ،
فعمد إلى نظم أبيات صعبة ، ثم دخل على الخليفة وقد غيّر هيئته في صفة أعرابي غريب
ملثّم لم يبِنْ منه سوى عينيه (!!) فأنشده :

صــوت صفير البلبل هيّج قلب الثمــل
الماء والزهـــر معاً مع زهر لحظ المقل
وأنت يا سيـــددلي وسيددي وموللي (!)

ومنها - وكلها عبث فارغ - :

وقــــال : لا لا لللا وقد غدا مهــرولي (!)
وفـــــتية سقونني (!) قهــيوة كالعسل
شممـــــتها في أنففي (!) أزكى من القرنفل
والــعود دن دن دنلي والطبل طب طب طبلي (!)
والكـــل كع كع كعلي (!) خلفي ومن حويللي (!)

وهلمّ شرّا ( بالشين لا بالجيم ) ، فكلها هذر سقيم ، وعبث تافه معنى ومبنى .
ولم ينته العبث بالعقول ، فقد زاد الراوي أن الخليفة والمملوك والجارية لم يحفظوها ،فقال
الخليفة للأصمعي : يا أخا العرب ، هات ما كتبتها فيه نعطك وزنه ذهباً ،فأخرج
قطعة رخام وقال : إني لم أجد ورقاً أكتبها فيه ، فكتبتها على هذا العمود
من الرخام ،فلم يسع الخليفة إلا أن أعطاه وزنه ذهباً ، فنفد ما في خزانته (!!!) .

إنّ هذه القصة السقيمة والنظم الركيك كذب في كذب ،
وهي من صنيع قاصّ جاهل بالتاريخ والأدب ، لم يجد ما يملأ به
فراغه سوى هذا الافتعال الواهن .

إن القصة المذكورة لم ترد في مصدر موثوق ، ولم أجدها بعد بحث طويل إلا في كتابين ،الأول :
إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس ، لمحمد دياب الإتليدي ( ت بعد 1100هـ )
وهو رجل مجهول لم يزد من ترجموا له على ذكر وفاته وأنه من القصّاص ، وليس له سوى هذا الكتاب .


والكتاب الآخر : مجاني الأدب من حدائق العرب ، للويس شيخو ( ت 1346هـ ) ،وهو رجل متّهم
ظنين ، ويكفي أنه بنى أكثر كتبه على أساس فاسد - والتعبير لعمر فرّوخ ( ت 1408هـ ) -
وكانت عنده نزعة عنصرية مذهبية ، جعلته ينقّب وينقّر ويجهد نفسه ، ليثبت أن شاعراً من
الجاهليّين كان نصرانياً ( راجع : تاريخ الأدب العربي 1/23) .


ويبدو أن الرجلين قد تلقفا القصة عن النواجي ( ت859هـ ) _
وقد أشار شيخو إلى كتابه ( حلبة الكميت ) على أنه مصدر القصة ، ولم أتمكّن من الاطلاع
عليه ، على أن النواجي أديب جمّاع ، لا يبالي أصحّ الخبر أم لم يصحّ ، وإنما مراده الطرفة ،فهو يسير
على منهج أغلب الإخباريين من الأدباء ، ولذا زخرت مدوّنات الأدب بكل ما هبّ ودبّ ، بل إن
بعضها لم يخلُ من طوامّ وكفريّات .


وتعليقاً على كون الإتليديّ قصّاصاً ، أشير إلى أن للقصّاص في الكذب والوضع والتشويه تاريخاً
طويلاً ، جعل جماعة من الأئمة ينهون عن حضور مجالسهم ،وأُلّفت في التحذير منهم عدة مصنّفات
( راجع : تاريخ القصّاص ، للدكتور محمد بن لطفي الصباغ ) .



ثمّ اعلم أيها القارئ الحصيف أن التاريخ يقول :

إن صلة الأصمعي كانت بهارون الرشيد لا بأبي جعفر المنصور
الذي توفي قبل أن ينبغ الأصمعي ،ويُتّخذ نديماً وجليساً
ثم إن المنصور كان يلقّب بالدوانيقي ، لشدة حرصه على أموال الدولة ، وهذا
مخالف لما جاء في القصة ،ثم إن كان المنصور على هذا القدر العجيب من العبقريّة في الحفظ
فكيف أهمل المؤرخون والمترجمون الإشارة إليها ؟

أضف إلى ذلك أن هذا النظم الركيك أبعد ما يكون عن الأصمعي وجلالة قدره ، وقد نسب
له شيء كثير ، لكثرة رواياته ،وقد يحتاج بعض ما نُسب إليه إلى تأنٍّ في الكشف والتمحيص
قبل أن يُقضى بردّه ، غير أن هذه القصة بخاصة تحمل بنفسها تُهَم وضعها ، وكذلك النظم ، وليس
هذا بخافٍ عن اللبيب بل عمّن يملك أدنى مقوّمات التفكير الحرّ .

ولم أعرض لها إلاّ لأني رأيت جمهرة من شُداة الأدب يحتفون بالنظم الوارد فيها ويتماهرون في
حفظه ، وهو مفسدة للذوق ، مسلبة للفصاحة ، مأذاة للأسماع .

وبعد : فإنه يصدق على هذه القصّة
قول عمر فرّوخ رحمه الله :
( إن مثل هذا الهذر السقيم لا يجوز أن يُروى ،
ومن العقوق للأدب وللعلم وللفضيلة أن تؤلف الكتب لتذكر أمثال هذا النظم) .

نشر في المجلة العربية - عدد ( 256 ) جمادى الآخرة 1419 ص 94

كتبها الأستاذ :عبدالله بن سليم الرشيد في زاوية تحقيق مرويات أدبية .

منقوووووول

أبو عبد الله حسين الكُحلاني
04-13-2010, 08:55 PM
سئل الشيخ الناصح الأمين يحي ابن علي الحجوري -حفظه الله-

هل ثبتت قصيدة صوت صفير البلبل ؟
مالها أصل ، صوت صفير البلبل قصيدة مالها أصل قد بحثنا عنها حتّى تعبنا ، يذكرها بعض- الذين يعني أصحاب - الذين لا يعتمد عليهم أمّا أنّها بسند مؤصّل سواء بسند ضعيف أو بسند صحيح لها أصل يعني ممكن أن تجمع ، لا مالها من هذا شيء .



بارك الله فيكم..

وحفظ الله الشيخ المجاهد الصابر يحيى الحجوري.

أبو أحمد علي بن أحمد السيد
04-13-2010, 10:51 PM
أخواي أبا عبد الرحمن السبداوي وأبا عبد الرحمن العكرمي

جزاكما الله خيرا على هذه الفوائد في الرد على هذه القصيدة

فأنا لم أكن أعلم بهذا

أبو عبد الرحمن عبدالله العماد
05-01-2010, 12:03 PM
جزاكم الله خيرا على إثراء هذا الموضوع