المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا : للشاعر معروف الرصافي


الشاعر أبو رواحة الموري
04-09-2010, 07:27 PM
قال الشاعر : معروف الرصافي



لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا ..... تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا

أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ ..... وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا

بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا ..... وَاصْفَرَّكَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا

مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا ..... فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا

المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا ..... وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا

فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا ..... وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـا

كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـا ..... فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـا

وَمَزَّقَ الدَّهْرُ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا ..... حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَـا

تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَـا ..... كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَـتْ زُبَانَاهَـا

حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً ..... كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا

تَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَا ..... حَمْلاً عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَـا

قَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْـدَامٍ مُمَزَّقَـةٍ ..... في العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَـا

مَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَا ..... تَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَـا

تَقُولُ يَا رَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ ..... هَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَـا

مَاتَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَا ..... إِنْ مَسَّهَا الضُّرُّ حَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَـا

يَارَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْ ..... كَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَـا

مَابَالُهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌ ..... وَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَـا

يَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَـا ..... تَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَـا

وَيْلُمِّهَا طِفْلَـةً بَاتَـتْ مُرَوَّعَـةً ..... وَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَـا

تَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَـا ..... وَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَـا

قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَـا ..... وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَـا

أبو أحمد علي بن أحمد السيد
04-09-2010, 10:55 PM
عفوا شاعرنا لتدخلي وتطفلي .
أليست هذه الأبيات تكملة للقصيدة ؟ أم أني أتوهم؟




22- ويح ابنتي أن ريب الدهر روّعها *** بالفقر واليتم آها منهما آها

23- كانت مصيبتها بالفقر واحدة *** وموت والدها باليتم ثنّاها

24- هذا الذي في طريقي كنت أسمعه *** منها فأثرّ في نفسي وأشجاها

25- حتى دنَوت إليها وهي ماشية *** وادمعي أوسعت في الخد مجراها

26- وقلت يا أخت مهلاً أنني رجل *** أشارك الناس طرّاً في بلا ياها

27- سمعت يا أخت شكوىً تهمسين بها *** في قالة أوجعت قلبي بفحواها

28- هل تسمح الأخت لي أني أشاطرها *** ما في يدي الآن استرضي به اللها

29- ثم اجتذبت لها من جيب ملحفتي *** دراهماً كنت استبقي بقاياها

30- وقلت يا أخت أرجو منك تكرِمتي *** بأخذها دون ما منٍّ تغشاها

31- فأرسلت نظرةً رعشاءَ راجفةً *** ترمي السهام وقلبي من رماياها

32- وأخرجت زفرات من جوانحها *** كالنار تصعد من أعماق أحشاها

33- وأجشهت ثم قالت وهي باكية *** واهاً لمثلك من ذي رقة واها

34- لو عمّ في الناس حسٌ مثل حسّك لي *** ماتاه في فلوات الفقر من تاها

35- أو كان في الناس انصاف ومرحمة *** لم تشك أرملة ضنكاً بدنياها

36- هذي حكاية حال جئت أذكرها *** وليس يخفي على الأحرار مغزاها

37- أولى الأنام بعطف الناس أرملةٌ *** وأشرف الناس من في المال واساها

الشاعر أبو رواحة الموري
04-09-2010, 11:59 PM
نعم أحسنت أخي أبا أحمد السيد فهذه هي تكملة القصيدة
فبارك الله فيك على جبرك للنقص , وسدادك للخلل
ولله درك من أخ متابع مسدد

أبو أحمد علي بن أحمد السيد
04-10-2010, 12:40 AM
نعم أحسنت أخي أبا أحمد السيد فهذه هي تكملة القصيدة
فبارك الله فيك على جبرك للنقص , وسدادك للخلل
ولله درك من أخ متابع مسدد

آمين

وفيك بارك شاعرنا

وجزاك الله خيرا على تحسن الشكل العام للأبيات

الشاعر أبو رواحة الموري
05-31-2010, 09:26 PM
وأنت بارك الله فيك ونفع بك
والحق أننا افتقدناك عسى أن تكون في صحة وعافية