المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استقيموا ولن تحصوا\\أي لن تقدروا على الإستقامة كلها


أم جابر السلفية
03-14-2010, 09:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركا
((شرح حديث استقيموا ولن تحصوا))
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ثوبان وغيره أنه قال: استقيموا ولن تحصوا أخرجه أحمد 5/276(22737) المستدرك على الصحيحين:ج1/ص220 ح447 المعجم الكبير:ج2/ص101 ح1444 سنن ابن ماجه:ج1/ص102 ح278 سنن البيهقي الكبرى:ج1/ص82 ح389 سنن الدارمي:ج1/ص174 ح655 مسند الحارث(زوائدالهيثمي):ج1/ص239 ح108 مسند الطيالسي:ج1/ص134 ح996 موطأ مالك:ج1/ص34 ح66 مسند الشاميين:ج2/ص277 ح1335

يعني لن تقدروا على الاستقامة كلها وروى الحكم بن حزن الكلفي قال وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدت معه الجمعة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا أو قوس فحمد الله وأثنى عليه بكلمات خفيفات طيبات مباركات ثم قال يأيها الناس إنكم لن تطيقوا ولن تفعلوا كل ما أمرتكم به ولكن سددوا وأبشروا أخرجه الإمام أحمد وأبو داود وفي قوله صلى الله عليه وسلم إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم دليل على أن من عجز عن فعل المأمور به كله وقدر على بعضه فإنه يأتي بما أمكن منه


ونحوه( استقيموا ولن تحصوا ) أي لن تستطيعوا أن تستقيموا في كل شيء حتى لا تميلوا
ومنه( استقيموا ولن تحصوا ) ثوابها أي الاستقامة أو لن تطيقوا أن تستقيموا حق الاستقامة لعسرها اْسِتَقيُموا ولن تُحْصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء إلا مُؤْمن
حصى أي لن تطيقوا الاستقامة في كل شىء حتى لا تميلوا ; من قوله تعالى :(( عَلمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوِه )). ومعنى التركيب الضبط فالعاد يضبط ما يعده ويحصره وكذلك الُمطيق للشىء ضابطٌ له . ومنه اَلحصْو وهو المنع . يقال : حَصَوْتنى حقى . بلغه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أن قبطيا يتحدث إلى مارية فأمر عليّاً عليه السلام بقَتْله قال على عليه السلام : فاخذت السيف وذهبت إليه ; فلما رآنى رقى على شجرة فرفَعَت الريح ثوبه ; فإذا هو حصور فأتيتُ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فأخبرته فقال : إنما شفاء العىّ السؤال
حصر قيل : الحصُور هاهنا المْجبوٌب ; لأنه حِصُر عن الجماع . والعى : الجهل من عى بالأمر يَعْيا عيّا : إذا لم يهتد له . نهى صلى الله عليه و سلم عن بَيْعِ الحَصَاة . هو أن يقول : إذا نَبَذْتُ إليك الحصاة فقد وجب البْيع ; وهو من بُيوُع الجاهلية
ومنه اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا قَالَ ابْنُ نَافِعٍ مَعْنَاهُ وَلَنْ تُحْصُوا الْأَعْمَالَ الصَّالِحَاتِ وَلَا يُمْكِنُكُمْ الِاسْتِقَامَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ قَالَ الْقَاضِي أَبُو الْوَلِيدِ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُ مَعْنَاهُ عِنْدِي لَا يُمْكِنُكُمْ اسْتِيعَابُ أَعْمَالِ الْبِرِّ مِنْ قَوْلُهُ تَعَالَى وَاَللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ وَقَالَ مُطَرِّفٌ مَعْنَاهُ وَلَنْ تُحْصُوا مَالَكُمْ مِنْ الْأَجْرِ إِنْ اسْتَقَمْتُمْ



ومنه( يا حنظلة ساعة وساعة )

استقيموا ولن تحصوا قال في النهاية أي استقيموا في كل شيء حتى لا تميلوا ولن تطيقوا الاستقامة من قوله تعالى علم ان لن تحصوه أي لن تطيقوا عده وضبطه وقال المظهري أي الزموا الصراط المستقيم في الدين في الإتيان بجميع المأمورات والانتهاء عن جميع المناهي وقال البيضاوي الاستقامة اتباع الحق والقيام بالعدل وملازمة المنهج المستقيم وذلك خطب عظيم لا يتصدى لاحصائه إلا من استضاء قلبه بالانوار القدسية وتخلص عن الظلمات الانسية وايده الله من عنده وقليل ما هو وأخبرهم بعد الأمر بذلك انهم لا يقدرون على ايفاء حقه والبلوغ الى غايته كيلا يغفلوا عنه فلا يتكلوا على ما يأتون به ولا ييأسوا من رحمة الله تعالى فيما يزرون وقيل معناه لن تحصوا ثوابه وقال الطيبي لما أمرهم بالاستقامة وهي الشاقة جدا تداركه بقوله ولن تحصوا رحمة ورافة من الله تعالى على هذه الأمة كما قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم بعد ما انزل اتقوا الله حق تقاته زجاجة قوله

ونعما ان استقمتم نعما أصله نعم ما فأدغم الميم الأول في الميم الثاني كقوله تعالى ان الله نعما يعظم به وما موصولة أي نعم الذي أمرتم به فيه مبهم وشيئا تميز يفسره وان استقمتم مخصوص بالمدح أي نعم الشيء أو شيئا استقامتكم انجاح الحاجة قوله
« استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة » وفي بعض النسخ : « من خير أعمالكم الصلاة ، ولا يحافظ على الطهور إلا مؤمن » قال الشيخ الإمام المصنف رحمه الله : روي في التفسير في قوله تعالى(( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )) لا إله إلا الله ، فالاستقامة هي الإقامة على قول لا إله إلا الله بإيفاء حقه ، ورعاية حده ، وأولى حقه إسقاط تعظيم ما سوى الله تعالى عن شرك ، وهو أن لا نخاف غيره ، ولا نرجو سواه ، ولا نراعي إلا حقه ، وكل حق أوجبه الله تعالى فهو من حق الله ، وأدنى حدوده إقامة ما أوجبه حق هذا القول ، وهو أداء أوامره ، والانتهاء عما نهى عنه ، والرضا بما يكون منه . وقوله : « ولن تحصوا » قيل : لن تحصوا ثوابها ، وقيل : لن تطيقوا أي لا تستطيعوا أن تستقيموا ، ومعناه لا تستطيعون بحولكم وقوتكم ، ولا باجتهادكم واستطاعتكم ، بل لن تطيقوه ، وأحرى أن لا تطيقوه ، وإن بذلتم مجهودكم ، أي عجزهم في أداء حق الله تعالى ، ويجوز أن يكون معنى قوله : « واستقيموا » على ما أقررتم في الذر الأول حين أجبتم ربكم عز وجل بقولكم على حين قال لكم : « ألست بربكم » أي استقيموا على قولكم « بلى » بمراعات الأنفاس ، ومراقبة الأهجاس ، ولن تحصوا عدد أنفاسكم ، ولا تطيقون مراقبة خواطركم ، فكيف تستقيمون ، صرفهم عن أوصافهم في رؤية الاستقامة منهم ، وإقامتهم مقام الاضطراب لعجز البشرية ، ودلهم على الافتقار إلى الله تعالى في طلب الاستقامة .



من كتاب بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخيار للإمام أبي نصر الكلابادي رحمه الله تعالى

أم جابر السلفية
03-14-2010, 10:03 PM
قلت : كان من دعاء الحسن ابن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهما كان يقول :
((اللهم أنت ربنا فارزقنا الإستقامة ))
ذكره العلامة المحدث الفقيه أحمد بن يحي النجمي رحمه الله تعالى في كتابه الماتع
الموردُ العَذْبُ الُّزلَالُ

بنت العمدة - أم الشيماء
03-15-2010, 05:01 PM
أحسنت أختي أم جابر
موضوع موفق بإذن الله
نعم أختي لن نقدر على الاستقامة كلها
فعلينا اتباع الحق وابطال الباطل
والافتقار إلى الله تعالى في طلب الاستقامة

أم جابر السلفية
07-11-2010, 12:37 AM
وأحسن إليكِ ربي ,أخيتي أم الشيماء
وشكرا للمرور والتعقيب

فاللهم أنت ربنا فارزقنا الإستقامة
اللهم آمين