المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاعتصام بالكتاب والسنة أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي


زكريا عبدالله النعمي
02-07-2010, 06:39 PM
الاعتصام بالكتاب والسنة
من شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة
للإمام الحافظ
أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من تبع هداه
أمّا بعد :
العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس خلف فيه
عن أبي نجيح العرباض بن سارية رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال: وعظنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم موعظة بليغة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون. فقلنا: يا رَسُول اللَّهِ كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: أوصيكم بتقوى اللَّه والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً! فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)) رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
النواجذ)) بالذال المعجمة: الأنياب وقيل الأضراس.
عن ابن عباس في قوله تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} قال: سبيل وسنة.
عن الحسن في قوله تعالى: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها} قال: على السنة.
عن الحسن في قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} قال: وكان علامة حبه إياهم إتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسئل سفيان بن عيينة عن قوله صلى الله عليه وسلم : "المرء مع من أحب"، فقال: ألم تسمع قوله تعالى: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} قال: يقربكم الحب من الرب، قال: {يتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين} لا يقرب الظالمين.
عن الحسن في قوله تعالى: {ويعلمهم الكتاب والحكمة} قال: الكتاب: القرآن، والحكمة: السنة.
عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى} قال: ثم استقام، قال: لزوم السنة والجماعة.
وعن ابن عباس في قوله تعالى: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} فأما الذين أبيضت وجوههم: فأهل السنة والجماعة وأولو العلم، وأما الذين اسودت وجوههم: فأهل البدع والضلالة.
قال عبد الله ين مسعود : لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من قبل كبرائهم، فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم هلكوا. قال ابن المبارك: الأصاغر: أهل البدع.
وسئل عبد الله بن مسعود : عن الدجال فقال: لغير الدجال أخوف عليكم من الدجال: أمور تكون من كبرائكم؛ فأيما مريه [تصغير: امرأة] أورُجيل أدرك ذاك الزمان فالسمت الأول، السمت الأول، فأما اليوم على السنة. [ السمت: الطريق]
وقال أيضاً: عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبضه: أن يذهب أهله - أو قال أصحابه -، وقال: عليكم بالعلم، فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه، أو يُفتقر إلى ما عنده. وإنكم ستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم. فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدع، وإياكم والتنطع، وإياكم والتعمق، وعليكم بالعتيق.
قال محمد بن سيرين: كانوا يرونه على الطريق ما دام علي الأثر.
قال يحيى: ليس طريق أقصد إلى الجنة من طريق من سلك الآثار.
قال سفيان: وجدت الأمر الإتباع.
قال عبد الله بن مسعود : الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة
وكان معاذ بن جبل يقول في كل مجلس يجلسه: الله حكم قسط، تبارك اسمه، هلك المرتابون. إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه الرجل والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير، فيوشك الرجل أن يقرأ القرآن فيقول: قد قرأت القرآن فما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ثم ما هم بمتبعيّ حتى ابتدع لهم غيره. وإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة، واتقوا زيغة الحكيم فإن الشيطان يلقي علي فيّ الحكم الضلالة، ويلقي المنافق كلمة الحق. قالنا: وما يدرينا يرحمك الله أن المنافق يلقي كلمة الحق وأن الشيطان يلقي على فيّ الحكيم كلمة الضلالة؟. قال: اجتنبوا من كلام الحكيم كل متشابه الذي إذا سمعته قلت ما هذا، ولا ينأ بك ذلك عنه فإنه لعله أن يراجع ويلقي الحق إذا سمعه فإن على الحق نورا.
قال الزهري: الاعتصام بالسنة نجاة.
قال أبو المليح: كتب عمر بن عبد العزيز بإحياء السنة وإماتة البدعة
قال أبو العالية: تعلموا الإسلام فإذا تعلمتوه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام. ولا تحرفوا الإسلام يمينا ولا شمالا. وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء.
فحدثت الحسن، فقال: صدق ونصح. قال: فحدثت حفصة بنت سيرين فقالت: يا باهلي أنت حدثت محمدا (أي: أخوها: محمد بن سيرين) بهذا؟ قلت: لا. قالت: فحدثه إذاً.
قال الحسن: لا يصح القول إلا بعمل، ولا يصح قول وعمل إلا بنية، ولا يصح قول وعمل ونية إلا بالسنة.
قال يونس بن عبيد: ليس شيء أغرب من السنة، وأغرب منها من يعرفها
قال أيوب: إني أُخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي.
وقال أيضاً: إن من سعادة الحَدث [أي: صغير السن] والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة.
عن ابن شوذب قال: إن من نعمة الله على الشاب إذا نَسك [أي: استقام] أن يـواخي صاحب سنة يحمله عليها.
قال يوسف بن أسباط: كان أبي قدريا، وأخوالي روافض، فأنقذني الله بسفيان.
قال أيوب : إذا كان الرجل صاحب سنة وجماعة فلا تسأل عن أي حال كان فيه.
وكان أيوب يبلغه موت الفتا من أصحاب الحديث فيُرى ذلك فيه، ويبلغه موت الرجل يذكر بعباده فما يرى ذلك فيه.
قال حماد بن زيد: حضرتُ أيوب السختياني وهو يغسل شعيب بن الحبحاب وهو يقول: إن الذين يتمنون موت أهل السنة يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون.
قال الأوزاعي: ندور مع السنة حيث دارت.
وقال أيضاً: كان يقال: خمس كان عليها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعون بإحسان: لزوم الجماعة، وإتباع السنة، وعمارة المساجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله.
وكان سفيان الثوري يقول: استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء.
وكان يقول أيضاً: إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة وآخر بالمغرب؛ فابعث إليهما بالسلام وادع لهما. ما أقل أهل السنة والجماعة !!.
قيل لأبي بكر بن عياش: يا أبا بكر من السني؟ قال: الذي إذا ذكرت الأهواء لم يتعصب لشيء منها.
وكان أبو بكر بن عياش يقول: السنة في الإسلام أعز من الإسلام في سائر الأديان.
قال عبد الله بن المبارك: ما رأيت أحداً أشرح للسنة من أبي بكر بن عياش.
قال أحمد بن عبد الله بن يونس: امتحن أهل الموصل بمعافى بن عمران فإن أحبوه فهم أهل السنة، وإن أبغضوه فهم أهل بدعة. كما يمتحن أهل الكوفة بيحي (أي: ابن سعيد القطان)
قال معافى بن عمران: لا تحمدن رجلاً إلا بعد الموت؛ إما يموت على السنة، أو يموت على بدعة.
قال حذيفه : اتقوا الله يا معشر القراء، خذوا طريق من قبلكم، فوالله لئن سبقتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، وإن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا.
قال ابن مسعود : إعلم إن الضلالة حق الضلالة: أن تعرف ما كنت تُنكِر، وأن تُنكِر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله تعالى فإن دين الله واحد.
وعنه أيضاً قال: يجيء قوم يتركون من السنة مثل هذا - يعني مفصل الأصبع - فإن تركتموهم جاءوا بالطامّة الكبرى. وإنه لم يكن أهل كتاب قط إلا كان أول ما يتركون "السنة" وإن آخر ما يتركون "الصلاة" ولولا أنهم يستحيون لتركوا الصلاة.
وعنه أيضاً قال: كيف أنتم إذا البستكم فتنة يربوا فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، إذا ترك منها شيء قيل تركت السنة. قيل: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟. قال: ذلك إذا ذهب علماؤكم، وكثرت جهالكم ، وكثرت قراؤكم، وقلّت فقهاؤكم، والتمست الدنيا بعمل الاخرة، وتفقه لغير الدين.
قال ابن عباس : ما يأتي على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا سنة، حتى تحيا البدع وتموت السنن.
وقال ابن عمر : ما ابتدعت بدعة إلا ازدادت مضيا، ولا تُركت سنة إلا ازدادت هويا.
قال حسان بن عطية: ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها عليهم إلى يوم القيامة
قال عبد الله بن مسعود : ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا إن آمن آمن وإن كفر كفر فإن كنتم لا بد مقتدين فبالميت فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة؛ أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلّم، كانوا أفضل هذه الأمة، وأبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلّفاً، قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.
قال عمر بن عبد العزيز: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وولاة الأمر بعده: سننا؛ الأخذ بها تصديق لكتاب الله عز وجل واستكمال لطاعته وقوة على دين الله ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في رأي من خالفها فمن اقتدى بما سنوا اهتدى ومن استبصر بها أبصر ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله عز وجل ما تولاّه وأصلاه جهنم وساءت مصيرا.
قال الزهري: كان من مضى من علمائنا يقول: الاعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض سريعا، فنعش العلم ثبات الدين والدنيا، وذهاب العلماء ذهاب ذلك كله.
وخطب ابن مسعود فقال: يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فإنهما السبيل في الأصل إلى حبل الله الذي أمر به وأن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة
عن عمرو بن ميمون قال: قدم علينا معاذ بن جبل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع حبه في قلبي فلزمته حتى واريته في التراب بالشام، ثم لزمت أفقه الناس بعده: عبد الله بن مسعود، فذكر يوما تأخير الصلاة عن وقتها فقال: صلوها في بيوتكم واجعلوا صلاتكم معهم سبحة. قال عمرو بن ميمون: فقيل لعبد الله بن مسعود: وكيف لنا بالجماعة؟ فقال لي: يا عمرو بن ميمون: إن جمهور الجماعة هي التي تفارق الجماعة، إنما الجماعة ما وافق طاعة الله وإن كنت وحدك.
عن قتادة في قوله تعالى: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم} قال: صاحب بدعة يدعو إلى بدعته.
قال عبد الله بن مسعود : إياكم وما يحدث الناس من البدع فإن الدين لا يذهب من القلوب بمره ولكن الشيطان يحدث له بدعا حتى يخرج الإيمان من قلبه ويوشك أن يدع الناس ما ألزمهم الله من فرضه في الصلاة والصيام والحلال والحرام ويتكلمون في ربهم عز وجل فمن أدرك ذلك الزمان فليهرب قيل: يا أبا عبد الرحمن فإلى أين؟. قال: إلى لا أين، قال: يهرب بقلبه ودينه لا يجالس أحدا من أهل البدع.
قال معاذ : إنما أخشى عليك ثلاثة من بعدي زلة عالم وجدال منافق في القرآن والقرآن حق وعلى القرآن منار كمنار الطريق فما عرفتم منه فخذوه ومن لم يكن غينا من الدنيا فلا دين له قال عبد المؤمن فسالت أبي ما يعني بهذا فقال سألناه فقال من لم يكن له من الدنيا عمل صالح فلا دين له
قال عمر بن الخطاب : اكم وأصحاب الرأي، فإنهم أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها؛ فقالوا بالرأى، فضلوا وأضلوا.
وقال أيضاً : سيأتي أناس سيجادلونكم بشبهات القرآن خذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله
قال عبد الله بن عباس : أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والفرقة وأخبرهم بما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات.
قال الحسن: لمّا أتاه رجلا فقال: يا أبا سعيد إني أريد أن أخاصمك. فقال الحسن: إليك عني، فإني قد عرفت ديني وإنما يخاصمك الشاك في دينه.
قال ابن عمر : ما فرحت بشيء من الإسلام أشد فرحا بأن قلبي لم يدخله شيء من هذه الأهواء
عن الشعبي قال: إنما سميت الأهواء لأنها تهوي بصاحبها في النار.
عن أبي الجوزاء قال: لأن يجاورني قردة وخنازير أحب إلي من أن يجاورني أحد منهم يعني أصحاب الأهواء.
قال الحسن: أهل الهوى بمنزلة اليهود والنصارى.
وكان سفيان الثوري يقول: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، والمعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها.
عن الأوزاعي قال: قال عمر بن عبد العزيز: إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة.
قال قتادة: إن الرجل إذا ابتدع بدعة ينبغي لها أن تذكر حتى تحذر.
عن الحسن قال: صاحب بدعة ولا يقبل الله له صلاة ولا صياما ولا حجا ولا عمرة ولا جهادا ولا صرفا ولا عدلا.
قال الفضيل بن عياض: لا يرفع لصاحب بدعة إلى الله عمل.
رأى أيوب: رجلا من أهل الأهواء فقال: إني أعرف الذلة في وجهه، ثم قرأ: {إن الذين اتخذوا العجل سينالهم عضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين}، ثم قال: هذه لكل مفترٍ
عن مطرف بن الشخير قال: لو كانت هذه الأهواء كلها هوى واحداً؛ لقال القائل: الحق فيه. فلما تشعبت واختلفت عرف كل ذي عقل أن الحق لا يتفرق .

و صلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه

منقول من سحاب