أم جابر السلفية
02-02-2010, 11:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(العمل بالقرآن )
قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى
لا يكفي منا أن نتعلم القرآن وأن نتلو القرآن وأن نتدبر القرآن بل لا بد من الأمر الرابع وهو العمل به بمعنى أن نحل حلاله ونحرم حرامه ونتقيد بأوامره ونتجنب ما نهانا عنه .
وهذا هو المقصود وما سبق من تعلمه وتلاوته وتدبره كله وسيلة إلى العمل . أما إذا اقتصرنا على التلاوة والتدبر وتركنا العمل فإننا وقفنا في أول الطريق ولم نحصل على شيء وصار تعبنا لا فائدة منه؛ لأننا أتعبنا أنفسنا في السبب وتركنا الثمرة؛ لأن الثمرة هي العمل بالقرآن .
قال الله سبحانه وتعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF .
فهذه الآية دلّت على أنهم لم يقتصروا على التلاوة بل أقاموا الصلاة بعد أن قاموا بتلاوة كتاب الله، وكذلك أنفقوا مما رزقهم الله بإيتاء الزكاة والصدقات والإحسان إلى المخلوقين وهذه هي ثمرة التلاوة وهي العمل بما فيه؛ لأنك إذا عملت به صار حجة لك عند الله سبحانه وتعالى، وإذا عطلت العمل به صار حجة عليك . قال صلى الله عليه وسلم : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H1.GIF والقرآن حجة لك أو عليك http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H2.GIF . يسألك الله عنه يوم القيامة فيقول سبحانه وتعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF . http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF . فالله سبحانه وتعالى يوم القيامة يقول للكفرة وأصحاب النار ألست قد بيّنت لكم في القرآن الكريم هذا المصير وهذه العاقبة من أجل أن تتجنبوها ومن أجل أن تعملوا الأعمال الصالحة التي تنقذكم منها .
فمن اقتصر على تعلم القرآن وتلاوة القرآن وتدبره ولم يعمل به، فهذا أقام الحجة على نفسه ولهذا يقول بعض السلف: رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ، قالوا : وكيف ذلك ؟ قال : يقرأ قول الله سبحانه وتعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF . وهو يكذب ويقرأ قول الله سبحانه وتعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF . وهو يظلم .
فليس المطلوب من قراءة القرآن هو مجرد التغني بألفاظه والتلذذ بالصوت الجميل، فإن هذا لا يكفي ولا يفيد . كما يفعل بعض الناس اليوم فقد اتخذوا تلاوة القرآن حرفة للتطريب ولتشنيف الأسماع، يتلذذون بسماع القرآن ويلذذون آذانهم، ولكنهم لو سئلوا عن العمل والتطبيق لم تجد إلا القليل، فهذا لا يكفي ولا يفيد .
نعم، مطلوب تحسين الصوت بالقرآن والأداء الحسن؛ لأن هذا يؤثر ولأن هذا يليق بالقرآن، ولكن لا يكون هذا هو المقصود، بل يكون المقصود أن ينتفع الإنسان بالقرآن وأن يستفيد ويخشع إذا سمعه .
والرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يستمع القرآن من غيره فكان صلى الله عليه وسلم يستمع إلى قراءة أبي موسى الأشعري (http://javascript<b></b>:InfoPopup(110,'alam'))وكان ذا صوت حسن .
وأمر عبد الله بن مسعود (http://javascript<b></b>:InfoPopup(10,'alam'))أن يقرأ عليه ليستمع فقال عبد الله بن مسعود (http://javascript<b></b>:InfoPopup(10,'alam'))رضي الله عنه : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H1.GIF كيف أقرأ عليك وعليك أنزل فقال صلى الله عليه وسلم : إني أحب أن أسمعه من غيري . فقرأ عبد الله بن مسعود (http://javascript<b></b>:InfoPopup(10,'alam'))رضي الله عنه من أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : حسبك . قال : فالتفت إليه ، يقول عبد الله بن مسعود (http://javascript<b></b>:InfoPopup(10,'alam'))رضي الله عنه : فإذا عيناه تذرفان http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H2.GIF فدلّ هذا على أنه يشرع للمستمع للقرآن أن يخشع ولا يكون مقصوده هو التلذذ فقط بل المقصود الخشوع من كلام الله سبحانه وتعالى .
قال الله تعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF .
وهذا من آداب المسلمين مع القرآن : الاستماع والإنصات . أما الذي يقرأ القرآن أو يستمع للقرآن لمجرد التلذذ به فقط فهذا لا يستفيد شيئًا إنما الذي يستفيد هو الذي يخشع من كلام الله سبحانه وتعالى . هو الذي يفقه ويتفقه معاني كلام الله سبحانه وتعالى . هو الذي يعمل بكلام الله سبحانه وتعالى . هو الذي يقرأ القرآن أو يستمع للقرآن احتسابًا لوجه الله سبحانه وتعالى، لا من أجل الرياء والسمعة أو تحسين الصوت أو التلذذ بالأصوات، فهذا كله لا يكفي ولا يفيد الإنسان شيئًا ما لم يتصف بهذه الصفات العظيمة .
هذا، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذين يتلونه حق تلاوته ويتدبرونه حق تدبره ويعملون به ويخلصون لله سبحانه وتعالى أعمالهم، إنه سميع مجيب .
من هنا (http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Library/tabid/90/Default.aspx?View=Page&PageID=5&PageNo=1&BookID=15&SectionID=1)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(العمل بالقرآن )
قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى
لا يكفي منا أن نتعلم القرآن وأن نتلو القرآن وأن نتدبر القرآن بل لا بد من الأمر الرابع وهو العمل به بمعنى أن نحل حلاله ونحرم حرامه ونتقيد بأوامره ونتجنب ما نهانا عنه .
وهذا هو المقصود وما سبق من تعلمه وتلاوته وتدبره كله وسيلة إلى العمل . أما إذا اقتصرنا على التلاوة والتدبر وتركنا العمل فإننا وقفنا في أول الطريق ولم نحصل على شيء وصار تعبنا لا فائدة منه؛ لأننا أتعبنا أنفسنا في السبب وتركنا الثمرة؛ لأن الثمرة هي العمل بالقرآن .
قال الله سبحانه وتعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF .
فهذه الآية دلّت على أنهم لم يقتصروا على التلاوة بل أقاموا الصلاة بعد أن قاموا بتلاوة كتاب الله، وكذلك أنفقوا مما رزقهم الله بإيتاء الزكاة والصدقات والإحسان إلى المخلوقين وهذه هي ثمرة التلاوة وهي العمل بما فيه؛ لأنك إذا عملت به صار حجة لك عند الله سبحانه وتعالى، وإذا عطلت العمل به صار حجة عليك . قال صلى الله عليه وسلم : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H1.GIF والقرآن حجة لك أو عليك http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H2.GIF . يسألك الله عنه يوم القيامة فيقول سبحانه وتعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF . http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF . فالله سبحانه وتعالى يوم القيامة يقول للكفرة وأصحاب النار ألست قد بيّنت لكم في القرآن الكريم هذا المصير وهذه العاقبة من أجل أن تتجنبوها ومن أجل أن تعملوا الأعمال الصالحة التي تنقذكم منها .
فمن اقتصر على تعلم القرآن وتلاوة القرآن وتدبره ولم يعمل به، فهذا أقام الحجة على نفسه ولهذا يقول بعض السلف: رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ، قالوا : وكيف ذلك ؟ قال : يقرأ قول الله سبحانه وتعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF . وهو يكذب ويقرأ قول الله سبحانه وتعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF . وهو يظلم .
فليس المطلوب من قراءة القرآن هو مجرد التغني بألفاظه والتلذذ بالصوت الجميل، فإن هذا لا يكفي ولا يفيد . كما يفعل بعض الناس اليوم فقد اتخذوا تلاوة القرآن حرفة للتطريب ولتشنيف الأسماع، يتلذذون بسماع القرآن ويلذذون آذانهم، ولكنهم لو سئلوا عن العمل والتطبيق لم تجد إلا القليل، فهذا لا يكفي ولا يفيد .
نعم، مطلوب تحسين الصوت بالقرآن والأداء الحسن؛ لأن هذا يؤثر ولأن هذا يليق بالقرآن، ولكن لا يكون هذا هو المقصود، بل يكون المقصود أن ينتفع الإنسان بالقرآن وأن يستفيد ويخشع إذا سمعه .
والرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يستمع القرآن من غيره فكان صلى الله عليه وسلم يستمع إلى قراءة أبي موسى الأشعري (http://javascript<b></b>:InfoPopup(110,'alam'))وكان ذا صوت حسن .
وأمر عبد الله بن مسعود (http://javascript<b></b>:InfoPopup(10,'alam'))أن يقرأ عليه ليستمع فقال عبد الله بن مسعود (http://javascript<b></b>:InfoPopup(10,'alam'))رضي الله عنه : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H1.GIF كيف أقرأ عليك وعليك أنزل فقال صلى الله عليه وسلم : إني أحب أن أسمعه من غيري . فقرأ عبد الله بن مسعود (http://javascript<b></b>:InfoPopup(10,'alam'))رضي الله عنه من أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : حسبك . قال : فالتفت إليه ، يقول عبد الله بن مسعود (http://javascript<b></b>:InfoPopup(10,'alam'))رضي الله عنه : فإذا عيناه تذرفان http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H2.GIF فدلّ هذا على أنه يشرع للمستمع للقرآن أن يخشع ولا يكون مقصوده هو التلذذ فقط بل المقصود الخشوع من كلام الله سبحانه وتعالى .
قال الله تعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF .
وهذا من آداب المسلمين مع القرآن : الاستماع والإنصات . أما الذي يقرأ القرآن أو يستمع للقرآن لمجرد التلذذ به فقط فهذا لا يستفيد شيئًا إنما الذي يستفيد هو الذي يخشع من كلام الله سبحانه وتعالى . هو الذي يفقه ويتفقه معاني كلام الله سبحانه وتعالى . هو الذي يعمل بكلام الله سبحانه وتعالى . هو الذي يقرأ القرآن أو يستمع للقرآن احتسابًا لوجه الله سبحانه وتعالى، لا من أجل الرياء والسمعة أو تحسين الصوت أو التلذذ بالأصوات، فهذا كله لا يكفي ولا يفيد الإنسان شيئًا ما لم يتصف بهذه الصفات العظيمة .
هذا، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذين يتلونه حق تلاوته ويتدبرونه حق تدبره ويعملون به ويخلصون لله سبحانه وتعالى أعمالهم، إنه سميع مجيب .
من هنا (http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Library/tabid/90/Default.aspx?View=Page&PageID=5&PageNo=1&BookID=15&SectionID=1)