المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (نصيحـة لـمن شعــر بالأمـان فــي مخالطـة الحــزبيين) للشيخ الفاضل المحدث يحيى الحجوري حفظه الله ورعاه


أحمد البوسيفي الليبي
01-12-2010, 10:34 AM
السؤال: ما هي نصيحتكم لبعض إخواننا السلفيين الذين يدرسون مع الحزبيين، ويخالطونهم، ويحادثونهم بحجة أنه آمن من منهجهم ومن دعوتهم؟

الجواب:
كيف يكون آمنا من منهجهم ودعوتهم وهو معهم، هذا تلبيس احذروا، احذروا هذا التلبيس وهذا المكر؛ فإن بعض الناس يكون إما مغررًا به، وإما هو حزبي مندس هذا هو الواقع, فلا شك أن مجالسة الأجرب تكون سببًا لانتقال الجرب، نحن نقول: إنه سبب، وإلا فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لا عدوى»(1)، وقال: «فِرَّ من المجذوم» (2) ، قال أهل العلم: مخالطة السقيم سبب لانتقال المرض، فالإنسان يجب عليه أن يحرص على سلامة قلبه، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ألا
وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»، متفق عليه من حديث النعمان (3)، ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: «مثل الجليس الصالح، والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تجد منه ريحًا طيبًا، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا منتنة»(4) متفق عليه من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»(5) ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: «من سمع بالدجال فلينأ عنه»(6)، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا عن مالك بن الدخشم: يا رسول الله، والله، ما نرى وده وحديثه إلا من المنافقين(7). حتى زكاه رسول الله أنه ليس منهم؛ فسبب مخالطة مالك بن الدخشم لبعض من أهل الهوى، يقول فيه أولئك الصحابة: منافق. منهج السلف البعد من هذا جدًّا قال أبو قلابة عبد الله بن زيد: لا تجالسوا أهل الأهواء؛ فإني أخشى أن يغمسوكم في البدعة، أو يلبسوا عليكم دينكم(8) وقال رجل لأيوب بن أبي تميمة: أريد أن أكلمك كلمة قال: ولا نصف كلمة(9)، وقال محمد بن سرين لرجل أراد أن يقرأ عليه القرآن، قال:أخرجوا هذا من عندي إني لا أملك قلبي(10) وقال الإمام مالك رحمة الله عليه وعليهم أجمعين قال له رجل: أريد أن أناظرك, قال:إن غلبتني؟ قال: اتبعني قال: إن غلبتك؟ قال: أتبعك قال: إذن يصير ديننا عرضة للتنقل اذهب إلى شاك مثلك أنا على بصيرة من أمري(11) وقبله قوله تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأوا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ﴾; [البقرة:166]، وغيرها من أدلة القرآن والسنة في هذا الصدد، في التحذير من مجالسة هؤلاء الأصناف المرتبكين المفتونين، واقرؤوا ما قاله الآجري في ”الشريعة“ وما قاله اللالكائي في ”أصول اعتقاد أهل السنة“ في هذا الفصل بالذات, فحقيقة أنه تلبيس أن يقول الإنسان من الناس أن أدرس عند هذا المبتدع ولكن أنا ما أغتر به.
وأخيرًا نرجو من فضيلة شيخنا نصيحةً لإخواننا السلفيين القائمين بالدعوة إلى الله والتعليم في هذه الجمهورية.
نتواصى جميعًا بتقوى الله عز وجل، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾; [النساء: من الآية 131]، وأيضًا يقول سبحانه وتعالى:﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾; [البقرة: من الآية 282]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾; [الطلاق: من الآية23]. ويقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾; [الأنفال: من الآية 29].
فأمر مهم تقوى الله سبحانه في الأقوال، والأفعال، والحركات، والسكنات, وهكذا بالتزود من العلم الشرعي والتفقه في دين الله تعالى، قال تعالى: ﴿فَلو لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾; [التوبة: 122]، «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»(12) «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» (13)، وبالتمسك بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، قال تعالى: ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾; [الزخرف:43]، وقال تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهو اءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾; [الجاثـية: من الآية 1819]، ولا تصلح هذه الدعوة ولا يتسنى لها الخير إلا بالتميز وبالبعد عن أهل الأهواء, لا توجد ثمرتها إلا بالتميز وبالصبر والمصابرة، والجد والمثابرة، وبالصدق مع الله سبحانه وتعالى، والإخلاص له، وبالاستمرار في طلب العلم، وإرشاد أهل العلم إلى أهل السنة، والتحاب، والتزاور في الله سبحانه وتعالى، هذه الأمور مهمة لابد منها للمسلمين ولطلبة العلم، ومشاورة أهل العلم، وسؤالهم عند المعضلات, و بسبب التفريط في هذا الأمر هـلك الخـوارج، فقد قال ابن عباس حين ناظر الخـوارج: ماذا تنقمون عـلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وهم أعلم بكتاب الله منكم وليس فيكم منهم أحد(14) معناه: أنهم ما كانوا يرجعون إلى الصحابة ولا فيهم عالم ولا ينبغي أن يستقل الطالب بنفسه بغير مشاورة أهل العلم وبغير مشاورة أفاضل إخوانه أهل السنة. واحذروا احذروا من أهل التلبيس ومن الجمعيات والبدع والخرافات؛ فإن الجمعيات ما دخلت دعوة إلا فرقتها وقد رأينا جمعية إحياء التراث وكذا جمعية البر الآن تنخر في عظام الدعوة، بالتفريق بين أهل السنة عن بعض الذين تمدهم مثال أبي الحسن؛ فإنه الآن ينخر في الدعوة ويصرخ بـ: المفاصلة، المفاصلة, يريد أن يفصل الدعوة اليوم قبل الغد، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
*/حاشية/ـــــــــــــــــــــ
(1) الحديث بهذا اللفظ لا عدوى جاء من جمع من الصحابة وهم: أبو هريرة رواه البخاري (5770)، ومسلم (5749)، وأنس أخرجه البخاري (5756)، ومسلم (5761)، وعبد الله بن عمر أخرجه البخاري (5753)، ومسلم (5766)، وجابر رواه مسلم (5756).
(2) هذا اللفظ قطعة من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب: الجذام رقم (5707).
(3) البخاري في كتاب الإيمان باب فضل من استبرأ لدينه (52) ومسلم في كتاب المساقاة والمزارعة، باب: أخذ الجلال وترك الشبهات (4070).
(4) أخرجه البخاري في كتاب الذبائح والصيد باب المسك (5534)، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب: استحباب مجالسة الصالحين ومجانبة القرناء السوء (6635).
(5) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه الترمذي (2378)، وأبو داود (4832).
(6) من حديث عمران بن حصين اأخرجه أبو داود (11/442)، وهو في ”الصحيح المسند“ (2/131).
(7) رواه البخاري ( 68)، ومسلم (33).
(8) أخرجه الآجري في ”الشريعة“ (120) أثر (37) من طريق قتيبة بن سعيد عن حماد بن زيد عن أيوب عنه، وهذا إسناده صحيح.
(9) أخرجه الآجري في ”الشريعة“ (126) أثر (43).
(10) أخرجه الآجري في ”الشريعة“ (127) أثر(44).
(11) أخرجه الآجري في ”الشريعة“ (123) أثر(40).
(12) أخرجه البخاري في كتاب العلم باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (71) ومسلم في كتاب الزكاة باب النهي عن المسألة (2386 و2389) من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
(13) أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه(5027) من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.
(14) عن ابن عباس رواه النسائي في ”الخصائص“ (195) وهو في ”الصحيح المسند“ (1/479).

المرجع:كتاب
الإفتاء على الأسئلة الواردة من دول شتى (http://www.sh-yahia.net/show_books_28.html)

الشاعر أبو رواحة الموري
01-12-2010, 04:05 PM
أخي أحمد
رفع الله قدرك وحط في الآخرة وزرك

أغبطك على هذا الاختيار الموفَّق والتوجيه الموثَّق
من عالم مجاهدٍ مصدَّق
مدركٍ لخطورة المخالطة مع الحزبيين وأهل الباطل المزوَّق
فكم انخدع كثيرٌ من الناس ببهرج قولهم المنمَّق

أحمد البوسيفي الليبي
01-14-2010, 12:08 PM
أخي أحمد
رفع الله قدرك وحط في الآخرة وزرك

أغبطك على هذا الاختيار الموفَّق والتوجيه الموثَّق
من عالم مجاهدٍ مصدَّق
مدركٍ لخطورة المخالطة مع الحزبيين وأهل الباطل المزوَّق
فكم انخدع كثيرٌ من الناس ببهرج قولهم المنمَّق
نسأل الله العظيم أن يرفع قدركم ويبارك فيكم وفي علمكم ياشعر السنة

نسأل الله العظيم أن يجزيكم عنا خير ًا

أبو أحمد علي بن أحمد السيد
04-02-2010, 03:29 PM
نسأل من الله السلامة

من ذا الذي يأمن على قلبه من الحزبية

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك