المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " يئن القلب من ألم و حزن " برجاء أن يعلق عليها الشاعر السلفي المجيد أبو رواحة المروي


أبو عبد الرحمن محمد العكرمي
01-09-2010, 01:20 PM
" يئن القلب من ألم و حزن "


يئن القلب من ألم و حـــزن ***يسير أنينه في كل عظمٍ

وتبكي العين في كمد و غمٍّ*** يسيل الدمع في خدٍّ بدمٍّ

و لامتني النساء على بكاءٍ*** و فرطٍ في المودّة دون علمٍ

أتدرون القلوب لمـــــن تحِّنُ ؟ *** لفقــد أئمة عرفت بحلمٍ

شيوخ الحق كانت كل حيــن *** تنيــــر دروبنا في كلِّ يومٍ

و تجْلي الحق في علم غزيرٍ*** و تدنِي العلم في سلسٍ و فهمٍ

أيا باز الجزيرة قد رحلتم *** و لن يخْلفك فينا ألف شهمٍ

رزئْنا في مصابٍ قد يجِّلُ***كأنّا قــــد أصبنا ألف سهمٍ

فأنتم في الهدى علمٌ كبيرٌ *** و أنتم في الأبوة فوق أمٍّ

و يا ألباني أنتم خير شيخٍ *** علا ذكـــرٌ له في أرض شآمٍ

فأحييت الحديث بكلِّ حفلٍ*** و سيَّرت البنان بكلِّ عزمٍ

جمعتم من صحيح خير جمعٍ *** فكان كمن سقا أرضا بيمٍّ

فصارت بعد جهد خيــر أرضٍ *** و فاقت في البهاء بلاد رومٍ

عثيمينَ الهدى أنتم منــارٌ *** و فخر قصيمكم و بني تميمٍ

لكم في كل فنٍّ مكرماتٌ***بشـرح متونه و كذا لنظمٍ

و يا أبناء صعدة قد فجعتم *** بموت الوادعِي في يوم شؤمٍ

فإنَّ الوادعي علم الهداة *** و فيه الخطـــب يعلو كلّّ همٍّ

و لكن في الربيع لنا عزاءٌ *** كذا العـــبَّاد في بلدٍ كريمٍ

كذا النجميُّ شيخ في المعالي *** و زيدٌ صِنْوُهُ في كلِّ علمٍ

فحمدا للإلاه على مصابٍ *** و حـــــمداً للإلاه بكلِّ كَلْمٍ

فلو لم تنجب الأمُّ البخاري*** و لا مـــن بعده مسلمْ بيومٍ

لما ضاع الصحيح من الحديث *** و لا ضاع الحديث بموت جمٍّ



ليلة السبت 15 من شهر شوال لعام 1428 هجري
الموافق 27 من الشهر العاشر 2007 نصراني

أبو عبد الرحمن محمد العكرمي
01-09-2010, 01:24 PM
نشرت هذه القصيدة في منبر القصائد

على شبكة سحاب منذ ما يزيد على العامين

قبل وفات الشيخ العلامة أحمد النجمي

بزمن و قوّم فيها بعض الأفاضل

فأتت على النحو الذي ترونه ها هنا

لكن بودي و يشرفني أن يعلق عليها

شاعرنا السلفي الكبير

أبو رواحة الموري

و أن يعطيني رأيه فيما أكتب

و هل أصلح لقرض الشعر ؟

أم يصلح لي قول الشاعر :

فدع عنك الكتابة ........؟

الشاعر أبو رواحة الموري
01-23-2010, 08:04 AM
أخي أبا عبد الرحمن العكرمي أشكرك على حسن ظنك وجميل لفظك ,
والشرف لي أخي الفاضل حينما أكون في حاجة إخواني ومن لهم حق عليَّ ,
فإليك هذه الهدية المتواضعة :
زكى منك القريضُ فهاجَ شِعري * * * لذكْرى أهلِ إيمان وعلْم
فكم في فقـْدهم ألمٌ عظيمٌ * * * برى قلبي وسار بوسْط دمِّي
فإن بفقْدهم تشقى البرايا * * * ويطـوي سيرَهم ظلُمات يـمِّ
تنغَّصَ عيشُهم وغدوا حيارى * * * وما طعْمُ الحياة لهم بطعْم

لذا فالعكرميُّ حداه شـوقٌ * * * وأحزان لمن لمعوا كنجْم
فخطَّ قصيدةً فيمن تولَّوا * * * وكانوا للـورى روَّاد علْم
فحاز السبقَ حين أضاف حزْناً * * * على حزْن لمن صاروا برسْم

تعليق أبي رواحة على مرثية العكرمي

أيا باز الجزيرة قد رحلتم *** و لن يخْلفك فينا ألف شهمٍ
صوابه :
أيا باز الجزيرة قد رحلتم *** و لم يخْلفك فينا ألف شهمٍ
التعليق :
لقد جزمت "يخلفك" بحرف نصب وهو "لن" وهذا مخالف للقواعد النحوية
وكان بإمكانك أن تجزم ب" لم" كما فعلتُ أنا هنا

* * *

رزئْنا في مصابٍ قد يجِّلُ***كأنّا قــــد أصبنا ألف سهمٍ
صوابه :
رزئْنا في مصابٍ قد يجلُّ * * * كأنّا قــــد رمانا ألف سهمٍ
التعليق :
لأن أصبْنا أي نحن ولا تريد ذلك ولكن أردت أصابنا أي أصابتنا هذه الأسهم ولم يسعفك الوزن لقول ذلك
فكان الاولى أن تخرج من هذه اللفظة إلى رمانا مثلا ليستقيم الوزن والمعنى في آن واحد

* * *

ويا ألبانيْ أنتم خير شيخٍ * * * علا ذكـــرٌ له في أرض شآمٍ
صوابه :
وألبانيُّنا في الناس شيخ *** علا ذكـــرٌ له في أرض شآمٍ
التعليق :
وذلك أن قولك "وياألباني" ثقيل في الوزن وزائد في التفعيلة , فأنت تحاول أن تتلافى ذلك الثقل بحذف التشديد والضمة في الياء مع تسكينها , وكل ذلك يسوغ في العربية لأنه من لغات ياء المتكلم , وقد بذلك خفَّ عندك الوزن وقارب الصواب , ولكنه بقي عليك شئ يسير تلافيته بحذف الياء نطقا فكأنك قلت : " ويا ألبانِ أنتم " فوقعت في غير الجائز .

* * *

جمعتم من صحيح خير جمعٍ *** فكان كمن سقا أرضا بيمٍّ
صوابه:
جمعتم من صحيح خير جمعٍ *** فكان كمن سقى أرضا بيمٍّ
التعليق:
الخطأ هنا إملائي صرفي وهو أن ألف سقى منقلبة عن ياء لهذا فمضارعه يسقي وليس يسقى , ولو كانت منقلبة عن واو لكان المضارع بالواو مثل سما يسمو , ودعا يدعو .

* * *

و يا أبناء صعدة قد فجعتم *** بموت الوادعِي في يوم شؤم
صوابه :
و يا أبناء صعدة قد فُجعتم *** بموت الوادعِي في يوم غمِّ
أو
و يا أبناء صعدة قد فجعتم *** بموت الوادعِي في أرض قومي
التعليق:
أخاف ان يكون الخطأ هنا عقَديا , لأنه لا ينبغي التشاؤم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره التشاؤم ويحب الفأل .

* * *

فحمدا للإلاه على مصابٍ *** و حـــــمداً للإلاه بكلِّ كَلْمٍ
صوابه:
فحمدا للإله على مصابٍ *** و حـــــمداً للإله بكلِّ كَلْمٍ
التعليق :
فالخطأ كان إملائياً فحسب.

* * *

فلو لم تنجب الأمُّ البخاري* * * ولا مـــن بعده مسلمْ بيومٍ
صوابه :
فلو لم تنجب الأمُّ البخاري* * * ومسلمَ أرضنا أو كلَّ شهمِ
التعليق :
وذلك أنك سكَّنت ميم "مسلم" وهذا التسكين خطأ مخالف للقواعد النحوية من إعطاء كل كلمة حكمها الإعرابي الصحيح , فكان حقه أن يكون منصوبا لأنه معطوف على لفظة البخاري المفعول به .

هذا ما يسَّر اللهُ لي الوقوفَ عنده في هذه المرثية , سائلاً المولى القدير أن يبارك فيك أخي العكرمي وفي جهودك , وأن يأخذ بيديك لما يحبه ويرضاه ,

وأرجو من الله أن أراك شاعرا فحلاً في القريب العاجل .

أبو عبد الرحمن محمد العكرمي
01-23-2010, 09:55 PM
أحسن الله إليكم و بورك فيكم

هذه أبيات أخرى فيك يا أخي و شيخي

كتبتها على عجل أمام الجهاز بعد قراءة تعليقكم


رأيت اليوم في الأسماء إسماً /// يطاول ذي السماء بلا مراء

فمنه النصح كان بكل لينٍ/// و منه القول يسمو بارتقاء

و منه الحب فاض بكل صدق /// و منه الحق يبدو كالدواء

فحمدا للإله بأن هدانا /// إلى شيخ بمثلك في العلاءِ



و ليس لي على ما ذكرتم شيخنا من تعليق

إلا في اعتراضكم على قولي :

رزئْنا في مصابٍ قد يجِّلُ***كأنّا قــــد أصبنا ألف سهمٍ

فلعلي أخطأت إذ لم أشكلها

و كنت أريد أن أقول : كأنّا قد أُصِبْنَا أَلفَ سهْمٍ

فيتنتفي بهذا الشكل ما فهمتموه من العبارة حفظكم الله و رعاكم

و لعلكم تعترضون علي في حذفي لحرف الجرّ

إذ ينبغي أن أقول : كأنا قد أُصِبْنَا بألفِ سهمٍ و لكن كما تعلمون شيخنا الفاضل

إدراج حرف الجر هذا سيفسد علي وزن البيت فلعلكم تجدون له حلاً

و عندي حلٌ لها لو توافقون بأن أثبت حرف الجر
و لكن لا أمد نون الجماعة في أصِبْنَا
حتى لا ينكسر البيت فما رأيكم شيخنا ؟؟

الشاعر أبو رواحة الموري
01-25-2010, 01:57 PM
أخي العكرمي

أشكرك على أسلوبك الجذَّاب ... وكلماتك العِذاب....
ولا يسعني إلا أن أعيد أبياتك في المعنى عليك , وأرد أريجها لكي يسمو في يديك , فأقول:



رأيت اليوم في الأعضاء عضواً * * * ينافس من يودُّ بلا مِراء
فمنه الشعر في معنىً جميلٍ * * * ومنه اللفظ يسمو في ارتقاء
ومنه تواضع قد فاض صدقاً * * * وحبٌ ظاهـرٌ للأصدقاء
فحمْـداً للإله بأنْ هـدانا * * * إلى عضو كمثلك في العلاءِ


وأما ماذكرته بالنسبة فقد فهمت خطأً والحمدلله على تصحيحك للمعلومة
ولكن ما أشرت إليه أيهما أولى : " أصبنا ألْف سهم" بحذف الباء من "ألْف"أم بإثباتها ؟
فأقول : بحذفها أولى فإن حذفها سائغ عربيةً ولا ينكسر مع ذلك البيت
كما ذكرت ذلك أيضا.
وأما إثبات الباء في " ألْف" وحذف ألِف " أصبنا " نطقاً فهذا يدخل في باب الضرورة الشعرية ويستقيم معه الوزن ولكنه خلاف الأولى ,
فإن الضرورة وإن كانت تجوز للشاعر ولا تجوز لغيره كما قال الناظم :
وجاز للشاعر في الشعر الصلِف * أن يصرفَنْ في الشعر ما لا ينصرف
إلا أنها لا تزال عيبا عند الشاعر .

فهل وضح لك الفرق بين الصورتين ؟!

أبو عبد الرحمن محمد العكرمي
01-25-2010, 07:20 PM
نعم بورك فيك وَضَحَ

قولُك
و هذا يعني أن ما أثبته أنا إبتداءاً

هو الأليق و الأحسن

فالحمد لله تعالى


و أما ما ذكرته من رد أبياتي عليّ

فالحمد لله أنك لم تتعدى وصفي بالعضو

و المسلمون كما قال النبي صلى الله عليه و سلم :


ترى المؤمنين في تراحمهم ، وتوادهم ، وتعاطفهم ، كمثل الجسد

إذا اشتكى عضوا ، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى.رواه البخاري في صحيحه


و لئن شبهنا منتدانا هذا بالجسد الواحد

فلن تكون أنت فيه إلاّ بمنزلة العقل و القلب

فإذا صلحت أنت صلح المنتدى من بعدك

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :


الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى

المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات : كراع يرعى حول الحمى

يوشك أن يواقعه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى

الله في أرضه محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا

صلحت صلح الجسد كله،وإذا فسدت فسد

الجسدكله ، ألاوهي القلب. رواه البخاري في الصحيح.


و الله يحفظك و يرعاك

و جزاك الله خيرا على المتابعة المستمرة.

الشاعر أبو رواحة الموري
01-25-2010, 08:00 PM
أضحك الله سنّك كما أضحكتني
وشكر الله لك كما وعظتني

ورزقني وإياك صلاح الباطن والظاهر
وجعلني فوق ما تظن وغفر لي مالا تعلم
إن ربي سميع الدعاء

فلا تنسني من صالح دعائك بظهر الغيب

مع ملاحظة أن مرثيتك صارت مهيَّئة لإخراجها من منتدى المحاولات الشعرية ونقلها إلى منتدى المراثي
زادك الله من فضله يا شاعرنا الحبيب

أبو عبد الرحمن محمد العكرمي
01-25-2010, 09:24 PM
الله أكبر

تقول شاعرنا الحبيب

رفع الله قدرك كما تواضعت

و جعلني الله كما قصدت

و لقد سررت و الله بكتابتكم تحت إسمي :

شاعر - زاده الله من فضله.

سروراً أسأل الله أن يجعله من باب عاجل البشرى

و أسأل الله سبحانه و تعالى أن يوفقنا جميعا

للإخلاص و البعد عن الغرور

و يجنبنا جميعاً الفتن و الشرور