المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 30 قصة من قصص حفظ السلف لألسنتهم


زكريا عبدالله النعمي
12-08-2009, 10:16 PM
30 قصة من قصص حفظ السلف لألسنتهم

قال شيخ الإسلام ابن تيمية موضحاً حال الكثيرين ..

ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ من أكل الحرام والظلم والسرقة وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك ، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ، حتى ترى ذلك الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة ، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً ، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب ، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ، ولا يبالي ما يقول.

1- كان إبراهيم النخعي إذا طلبه من يكره أن يخرج إليه وهو في الدار قال للجارية : قولي له اطلبه في المسجد ولا تقولي له ليس هاهنا كيلا يكون كذباً

2- حُكي عن بعض الحكماء رأى رجلاً يُكثر الكلام ويُقل السكوت ، فقال : إن الله – تعالى – إنما خلق لك أذنين ولسانا واحداً ، ليكون ما تسمعه ضعف ما تتكلم به .

3- روى الربيع بن صبيح أن رجلاً قال للحسن : يا أبا سعيد إني أرى أمراً أكرهه ، قال : وما ذاك يا ابن أخي ، قال : أرى أقواماً يحضرون مجلسك يحفظون عليك سقط كلامك ثم يحكونك ويعيبونك ، فقال : يا ابن أخي : لا يكبرن هذا عليك ، أخبرك بما هو أعجب ، قال : وما ذاك يا عم ؟ قال : أطعت نفسي في جوار الرحمن وملوك الجنان والنجاة من النيران ، ومرافقة الأنبياء ولم أطع نفسي في السمعة من الناس ، إنه لو سلم من الناس أحد لسلم منهم خالقهم الذي خلقهم ، فإذا لم يسلم من خلقهم فالمخلوق أجدر ألا يسلم .

4- قال جبير بن عبد الله : شهدت وهب ابن منبه وجاءه رجل فقال : إن فلاناً يقع منك ، فقال وهب : أما وجد الشيطان أحداً يستخف به غيرك ؟ فما كان بأسرع من أن جاء الرجل ، فرفع مجلسه وأكرمه .

5- عن حاتم الأصم قال : لو أن صاحب خير جلس إليك لكنت تتحرز منه ، وكلامك يُعرض على الله فلا تتحرز منه .

6- حدث أبو حيان التميمي عن أبيه قال : رأيت ابنة الربيع بن خثيم أتته فقالت : يا أبتاه ، أذهب ألعب ؟ قال : يا بنيتي ،اذهبي قولي خيرا .

7- اغتاب رجل عند معروف الكرخي فقال له : اذكر القطن إذا وُضع على عينيك .

8- قال رجل لعمرو بن عبيد : إن الأسواري مازال يذكُرك في قصصه بشرٍ ،فقال له عمرو : يا هذا ، ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه ، ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره ، ولكن أعلمه أن الموت يعُمنا والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا ، والله – تعالى – يحكم بيننا وهو خير الحاكمين

9- قيل للمعافي بن معران : ما ترى في الرجل يُقرض الشعر ويقوله ؟ قال : هو عمرك فأفنه بما شئت !!

10- عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا ويكتب عليه حتى أنينه في مرضه ، فلما مرض الإمام أحمد فقيل له: إن طاووساً كان يكره أنين المرض ، فتركه .

11- قال عمر بن عبد العزيز : من علم أن كلامه من عَمَلِهِ ، قل كلامه إلا فيما يعنيه .

12- قال الحسن بن صالح : فتشنا الورع فلم نجده في شيء أقل منه في اللسان.

13- كان عبد الله الخيار يقول في مجلسه : اللهم سلمنا ،وسلم المؤمنين منّا .

14- قال بعض السلف .. يُعرض على ابن آدم ساعات عمره ، فكل ساعة لم يذكر الله فيها تتقطع نفسه عليها حسرات ..

15- قال الحسن ابن بشار : منذ ثلاثين سنة ما تكلمت بكلمة أحتاج أن أعتذر منها .

16- قال بشر بن منصور : كنا عند أيوب السختياني فغلطنا وتكلمنا، فقال لنا : كفوا .. لو أردت أن أخبركم بكل شيء تكلمت به اليوم لفعلت .

17- وكان الشعبي إذا طُلب في المنزل وهو يكره خط دائرة وقال للجارية : ضعي الأصبع فيها وقولي ليس هاهنا .
وهذا في موضع الحاجة فأما في غير موضع الحاجة فلا ، لأن هذا تفهيم الكذب وإن لم يكن اللفظ كذباً فهو مكروه على الجملة.

18- قال رجل للفضيل ابن عياض : إن فلاناً يغتابني ، قال : قد جلب لك الخير جلباً.

19- قال عبد الرحمن بن مهدي : لولا أني أكره أن يُعصى الله تمنيت ألا يبقى في هذا العصر أحدٌ إلا وقع فيّ واغتابني فأي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته يوم القيامة لم يعملها ولم يعلم بها.

20- قال رجل لبكر بن محمد : بلغني أنك تقع فيّ ، قال أنت إذاً أكرم عليَّ من نفسي .

21- رُؤي بعض الأكابر من أهل العلم في النوم فسُئل عن حاله ، فقال : أنا موقوف على كلمه قُلتُها ،قُلتُ: ما أحوج الناس إلى غيث ، فقيل لي : وما يدريك ؟ أنا أعلم بمصلحة عبادي.

22- قال عبد الله بن محمد بن زياد : كنت عند أحمد بن حنبل فقال له رجل : يا أبا عبد الله قد اغتبتك ، فاجعلني في حل ، قال :أنت في حل إن لم تعد ، فقلت له : أتجعله في خل يا أبا عبد الله وقد اغتابك ؟ قال : ألم ترني اشترطت عليه .

23- وجاء ابن سيرين أناسٌ فقالوا : إنا نلنا منك فاجعلنا في حل ، قال : لا أحل لكم شيئاً حرمه الله .
فكأنه أشار إليه بالاستغفار ، والتوبة إلى الله مع استحلاله منه .

24- قال طوق بن منبه : دخلت على محمد بن سيرين فقال : كأني أراك شاكيا؟ قلت : أجـل ، قال : اذهب إلى فلان الطبيب فاستوصفه ثم قال : اذهب إلى فلان فإنه أطب منه ، ثم قال : أستغفر الله أراني قد اغتبته .

25- روي عن الحسن أن رجلاً قال : إن فلاناً قد اغتابك ، فبعث إليه طبقاً من الرطب ، وقال : بلغني أنك أهديت إليّ حسناتك ، فأردت أك أكافئك عليها ، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك بها على التمام.

26- وذكر عن أبي أمامة الباهلي – رضي الله عنه – أنه قال : إن العبد ليُعطى كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يكن قد عملها ، فيقول يا رب: من أين لي هذا؟
فيقول : هذا بما اغتابك الناس وانت لا تشعر.

27- قيل لبعض الحكماء: ما الحكمة في أن ريح الغيبة ونتنها كانت تتبين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تتبين في يومنا هذا ؟
قال: لأن الغيبة قد كثرت في يومنا، فامتلأت الأنوف منها، فلم تتبين الرائحة وهي النتن ، ويكون مثال هذا ، مثال رجل دخل الدباغين ، لا يقدر على القرار فيها من شدة الرائحة ، وأهل تلك الدار يأكلون فيها الطعام ويشربون الشراب ولا تتبين لهم الرائحة ، لأنهم قد امتلأت أنوفهم منها ، كذلك أمر الغيبة في يومنا هذا .

28- قال عبد الله بن المبارك : قلت لسفيان الثوري : يا أبا عبد الله ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة ، ما سمعته يغتاب عدواً له قط ، فقال : هو أعقل من أن يسلط على حسناته ما يُذهبها .

29- روي عن عمر بن عبد العزيز أنه دخل عليه رجل فذكر له عن رجل شيئا ،فقال له عمر : إن شئت نظرنا في أمرك ، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية : { إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا} وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية { همازٍ مشاءٍ بنميم } وإن شئت عفونا عنك ؟ فقال : العفو يا أمير المؤمنين ، لا أعود إليه أبدا .

30- قال رجل لعبد الله بن عمر – وكان أميراً – بلغني أن فلاناً أعلم الأمير أني ذكرته بسوء ، قال : قد كان ذلك ، قال فأخبرني بما قال حتى أظهر كذبه عندك ؟ قال : ما أحب أن أشتم نفسي بلساني ، وحسبي أني لم أصدقه فيما قال ، ولا أقطع عنك الوصال .

المصدر: كُتيب ( أحصاه الله ونسوه) لعبد المحسن القاسم


اللهم إني أسألك لسانا ذاكرا وقلبا خاشعا وإيمانا صادقا وعملا متقبلا

آمين

عبدالله حمود الرشيدي
01-09-2010, 12:30 AM
أخي الكريم..
جزيت خيراً وصبراً وعلماً وفهماً وعملاً ويقيناً..
- حُكي عن بعض الحكماء رأى رجلاً يُكثر الكلام ويُقل السكوت ، فقال : إن الله – تعالى – إنما خلق لك أذنين ولسانا واحداً ، ليكون ما تسمعه ضعف ما تتكلم به .

الشاعر أبو رواحة الموري
01-09-2010, 07:55 AM
جزاك الله خيرا أبا يحي على هذه النصائح الغالية التي يحتاجها كل مسلم وخاصة في العناية بأمر اللسان
فالله جل وعلا يقول : (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) ,
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لمعاذ : أو لا أدلك على ملاك ذلك كله ؟ قلت : بلى يارسول الله , قال كفَّ عليك هذا , قلت : وإنا أمؤاخذون بما نتكلم ؟ قال : ثكلتك أمك يامعاذ وهل يكب الناس في النار على وجوهههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم . أخرجه الترمذي .
والخليفة الراشد أبوبكر كان يأخذ بلسانه ويقول : هذا الذي أوردني الموارد
وهذا ابن مسعود يقول : ما على وجه الأرض أحد أحق بطول سجن من لسان
إلى غير ذلك من الأدلة والآثار التي تبين أهمية حفظ اللسان و عظيم أثره

* * *
ولكن لي ثلاث ملاحظات الأولى :

الأولى :
أنك ذكرت هذه القصص دون إحالة إلى شئ من مراجعها وهذا قصور ظاهر , وكان الاولى ان تحيل ولو إلى مصدر واحد من باب التوثيق كما هي طريقة أهل العلم .

الثانية :
أنك ذكرت في القصة رقم 8تحذير الاسواري من عمرو بن عبيد واحتساب عمرو , ولعل كلام الاسواي فيه من أجل بدعته , فعمرو هو أحد رؤوس الاعتزال , والواجب التحذير منه وليس هو من باب الغيبة المحرمة ففي مثل ذلك يقول شعبة : تعال بنا نغتب في الله ساعة يريد الجرح والتعديل .
الثالثة :
أنك لم تشر لا من قريب ولا من بعيد على أن حديثك ليس على إطلاقه بل هناك كلام في بعض الناس غير محرم وهو ما يتعلق بالجرح والتعديل , لهذا سأسوق لك بعض كلام أهل الحديث في بين أهمية هذا الجانب :

فالإمام الترمذي رحمه الله تعالى يقول: وقد عاب بعض من لا يفهم على أهل الحديث الكلام في الرجال و قد وجدنا غير واحد من التابعين قد تكلم في الرجال .ثم عدد جماعة من السلف ثم قال:
و إنما حملهم على ذلك عندنا و الله أعلم النصيحة للمسلمين لا يظن بهم أنهم أرادوا الطعن على الناس أو الغيبة إنما أرادوا عندنا أن يبينوا ضعف هؤلاء لكي يعرفوا لأن بعض الذين ضعفوا كان صاحب بدعة اهـ كلامه من كتابه العلل من جامعه .
و أخرج الخطيب في الكفاية عن بكر بن خلاق قال قلت ليحيى بن سعيد : أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصمائك عند الله يوم القيامة ؟ فقال لأن يكون هؤلاء خصمائي أحب إلي من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: لم حدثت عني حديث ترى أنه كذب؟ اهـ .
و ذكر ابن المبارك رجلا قال : يكذب فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن تغتاب ؟ فقال: اسكت إذا لم نبين فكيف يعرف الحق من الباطل؟ .
و في الكفاية للخطيب أيضا كان قتادة يتكلم في عمر بن عبيد هذا رئيس المعتزلة فقال عاصم الأحول : يا أبا الخطاب هذا الفقهاء ينال بعضهم من بعض ؟ فقال قتادة : يا أحول رجل ابتدع بدعة ينكر خير من أن يكف عنه .
و من هذا المنطلق جاءت كلمات العلماء من علماء العصر مثل شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله مما يصب في هذا المصب أيضا فقد قال رحمه الله : فالذي يزهد في الجرح و التعديل هو يزهد في السنة اهـ
وقال : لا يزهد في هذا العلم إلا رجل جاهل أو رجل في قلبه حقد أو رجل يعلم أنه مجروح فهو ينفر عن الجرح و التعديل لأنه يعلم أنه مجروح اهـ كما في كتابه (فضايح و نصائح ) و قال رحمه الله : فالجرح و التعديل أجمع عليه من يعتد به من المسلمن, أما أصحاب الأهواء فإنه يؤلمهم أن تقول للمبتدع مبتدع و للفاسق فاسق فهو يؤلمهم هذا و لكنه الدين اهـ من قمع المعاند .
فلا بد اخي الحبيب من تفهم هذا المنهج والعمل به من كل جوانبه

أبو عبد الرحمن محمد العكرمي
01-09-2010, 01:55 PM
جزاك الله خيرا أخي أبا يحي

و بارك الله في الأخ الفاضل أبي رواحة على التعليق

زكريا عبدالله النعمي
05-19-2010, 02:40 PM
جزاكم الله خيراً
أما تعليق الشاعر أبي رواحة عن المصدر فهو
كما يلي
المصدر: كُتيب ( أحصاه الله ونسوه) لعبد المحسن القاسم

جمعها راجي عفو ربه
إبراهيم السرحان
27/6/1427هـ
انتهى

وأما ما تبقى من الملاحظات فالأمر كما قال حفظة الله
وجزه خيرا على سد الخلل
بارك الله فيكم