المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : براءة أبي عبد الله جعفر الصادق رحمه الله من كذب الروافض أعداء الله


الشاعر أبو رواحة الموري
11-18-2009, 01:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : فإنَّ جهاد أعداء الله من الروافض قاتلهم الله لهو من أعظم الجهاد لمن أخلص النية لرب العباد

وأحببت في هذا الجمع أن أسهم بشيء لعله يخفى على بعض إخواننا السلفيين فأقول وبالله أصول وأجول :


وردت عدة نقولات (كذبات!) من هؤلاء الروافض قاتلهم الله -في موضوعك هذا- ينسبونها إلى أبي عبد الله ( عليه السلام!! -كما يقولون !) وهذه الكنية إذا أطلقت عندهم فالمقصود بها : ( جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب القرشى الهاشمى ، أبو عبد الله المدني الصادق ) وحتى لا يلتبس الأمر على بعض إخواننا فيظنه من هؤلاء الروافض أخابيث خلق الله -برَّأه الله منهم- جمعت هذه الكلمات النيرات -إنصافا ودفاعا عن هذا الإمام من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- وأسميتها :


براءة أبي عبد الله جعفر الصادق رحمه الله

من كذب

الروافض أعداء الله


قال الحافظ ابن حجر في التقريب : " جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب القرشى الهاشمى ، أبو عبد الله المدني الصادق صدوق فقيه إمام " روى له : بخ م د ت س ق ( البخاري في الأدب المفرد - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )

وقال الزركلي في الاعلام (2 / 126) : " جعفر الصادق (80 - 148 هـ = 699 - 765 م) : جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط، الهاشمي القرشي، أبو عبد الله، الملقب بالصادق: سادس الأئمة الاثني عشر عند الامامية.كان من أجلاء التابعين. وله منزلة رفيعة في العلم. أخذ عنه جماعة، منهم الامامان أبو حنيفة ومالك. ولقب بالصادق لانه لم يعرف عنه الكذب قط. له أخبار مع الخلفاء من بني العباس وكان جريئا عليهم صداعا بالحق .." اهـ.

وترجمته واسعة في الكتب لكنني أكتفي بهذه الآن فبها يحصل المقصود .

قال ابن الجوزي رحمه الله في الموضوعات - (1 / 338) :

" باب في فضائل على عليه السلام فضائله الصحيحة كثيرة غير أن الرافضة لم تقنع فوضعت له ما يضع ولا يرفع

وحوشيت حاشيته من الاحتجاج إلى الباطل: فاعلم أن الرافضة ثلاثة أصناف:

صنف سمعوا شيئا من الحديث فوضعوا أحاديث وزادوا ونقصوا.

وصنف لم يسمعوا فتراهم يكذبون على جعفر الصادق ويقولون قال جعفر: وقال فلان.

والصنف الثالث: عوام جهلة يقولون: ما يريدون مما يسوغ في العقل ومما لا يسوغ " اهـ.

وانظر منهاج السنة لشيخ الإسلام (7/322).


وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى - (13 / 244)
" .. يَنْبَغِي أَنْ يَعْرِفَ أَنَّهُ قَدْ كَذَبَ عَلَى عَلِيٍّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ؛ لَا سِيَّمَا عَلَى جَعْفَرٍ الصَّادِقِ مَا لَمْ يَكْذِبْ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الصَّحَابَةِ حَتَّى إنَّ الْإِسْمَاعِيلِيَّة وَالْنُصَيْرِيَّة يُضِيفُونَ مَذْهَبَهُمْ إلَيْهِ وَكَذَلِكَ الْمُعْتَزِلَةُ " اهـ.

قال أيضا شيخ الإسلام عن الروافض [مجموع فتاوى شيخ الإسلام: 13/32.] : " حتى لا يكاد يوثق برواية أحد منهم، أعرض عنهم أهل الصحيح فلا يروي البخاري ومسلم أحاديث علي إلا عن أهل بيته كأولاده مثل الحسن والحسين، ومثل محمد بن الحنفية، وكاتبه عبيد الله بن أبي رافع أو أصحاب ابن مسعود وغيرهم، مثل عبيدة السلماني، والحارث التيمي، وقيس بن عباد وأمثالهم، إذ هؤلاء صادقون فيما يروونه عن علي، فلهذا أخرج أصحاب الصحيح حديثهم " اهـ .

وقد اعترفت كتب الشيعة نفسها بكثرة الكذب على أهل البيت، حتى قال جعفر الصادق- كما تروي كتب الشيعة -: ".. إن الناس أولعوا بالكذب علينا.." [بحار الأنوار: 2/246.].

وكانت مصيبة جعفر أن "اكتنفه - كما تقول كتب الشيعة - قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون: حدثنا جعفر بن محمد، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر ليستأكلوا الناس بذلك ويأخذوا منهم الدراهم.." [انظر: رجال الكشي: ص 208-209، بحار الأنوار: 25/302-303 ]

ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله في " منهاج السنة النبوية - (7 / 391) : " لم يكذب على أحد ما كذب على جعفر الصادق مع براءته " اهـ.


قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في " الانْـتِصار لِكتَابِ العَزيز الْجبَّار ولأصحابِ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم الأَخْيار رضي الله عنهم على أعدائهم الأشرار " ص 37 :

" وبهذا العمل يظهر جسامة وهول ما ارتكبوه في حقِّ الله تعالى وحقِّ كتابه ورسوله صلَّى الله عليه وسلَّم وحقِّ عقيدة التَّوحيد.
ويكشف أكاذيبهم على أهل البيت، ولا سيَّما جعفر الصَّادق وأبوه محمَّد بن عليّ الباقر، ويكشف إسرافهم في الكذب على أصحاب محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم وإغراقهم في الطَّعن فيهم وتكفيرهم، ولا سيَّما الخلفاء الرَّاشدون، والحكم عليهم بأنَّهم أهل النَّار خالدين فيها أبداً! وأنَّ الجنان والنَّعيم للرَّوافض! وتكفيرهم للأمَّة؛ لمخالفتهم لأصولهم الباطلة المفتراة، الأمور التي لا يحتملها أقل النَّاس دينًا فضلاً عن حملة الإسلام وعلماء الأمَّة الغيورين على دين الله وعلى كتابه ورسوله والصَّحابة الكرام . " اهـ

وقال في ص106 :
" كَذَبَ أعداء الله على أبي جعفر الصادق البار، وحاشاه أن يفتري على الله هذا التفسير وهذه الزيادة في القرآن، وإنما هذا من افتراء أعداء الله الباطنية للطّعن في القرآن بأنه غير محفوظ، ولرمي أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم بأنهم خونة يزيدون في القرآن وينقصون كما يهوون، وما أكثر تحريف هؤلاء الرّوافض للقرآن، وما أكثر افتراءهم على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورميهم لهم بالكفر!! " اهـ

وقال في ص 148 :
" برّأ الله أبا عبد الله المؤمن الصادق أنْ يقول مثل هذا الإفك على الله! وأن يفسر كتابه بهذا الأسلوب الباطني! الذي يقتضي أنّ الأئمة الذين هم من أفراد المسلمين ومن البشر أفضل من الأنبياء من أصل تكوينهم! فلم يكرم الله الأنبياء بهذه المكرمة، بل اختص بها الأئمة، بل يرفع الأئمة إلى مرتبة الألوهية والربوبية فيطلعون على أعمال العباد ويبصرونها، فهم الرقباء على العباد، وإذن فهم شركاء الله، في الاطلاع على المغيبات ومعرفة ما في الضمير ومراقبة أعمال العباد!! " اهـ.

وقال ص170 :

" برَّأ الله أبا جعفر من هذا الإفك! فلذوي القربى جميعاً الخمس من الغنائم وليس للإمام وحده! فكيف يقول هذا أبو جعفر الصادق الشريف النـزيه العفيف الذي لم يأكل درهماً باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! وكيف يستأثر بنصيب الفقراء والمساكين وابن السبيل بعد الاستئثار بنصيب ذوي القربى؟! " اهـ.

وقال في ص245 :

" انظر إلى الفرق بين هذا النص والنص الذي قبله، وكلاهما منسوبان إلى أبي عبد الله الصّادق برّأه الله مما فيهما من الكذب على الله وعلى كتابه " اهـ.

وهل ترغب أخي السلفي في معرفة أقوال جعفر الصادق في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سيما في أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما ؟

العلامة ربيع يجيبك عن هذا التساؤل ويحقق لك هذه الرغبة :

قال في " الانتصار لكتاب العزيز الجبار " ص (18-20) :

" أقوال جعفر الصادق - رحمه الله -:

1- علي بن الجعد عن زهير بن معاوية قال: قال أبي لجعفر بن محمد: إنَّ لي جاراً يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر، فقال جعفر: برىء الله من جارك، والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر، ولقد اشتكيت شكاية فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم.

2- وقال ابن عيينة: حدثونا عن جعفر بن محمد ولم أسمعه منه، قال: كان آل أبي بكر يدعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وروى ابن أبي عمر العدني وغيره عن جعفر بن محمد عن أبيه نحو ذلك.

3- محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة قال: سألت أبا جعفر وابنه جعفراً عن أبي بكر وعمر فقالا: يا سالم، تولهما، وابرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هدى، ثم قال جعفر: يا سالم، أيسب الرجل جده؟ أبو بكر جدي، لا نالتني شفاعة محمد يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما".
النصوص الثلاثة في السير (6/258) وتهذيب الكمال (5/80).

4- وقال حفص بن غياث سمعت جعفر بن محمد يقول:"ما أرجو من شفاعة علي شيئاً إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله لقد ولدني مرتين". تهذيب الكمال (5/82).
قال الذهبي:"وأمه (أي جعفر الصادق) هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي، وأمها هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ولهذا كان يقول ولدني أبو بكر الصديق مرتين". سير أعلام النبلاء (6/255) وتهذيب الكمال (5/82).

5- وساق الذهبي إسناده إلى الإمام الدارقطني ومنه إلى عبد الجبار بن العباس الهمذاني أنَّ جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من المدينة فقال: إنَّكم إن شاء الله من صالحي أهل مصركم فابلغوهم عني: من زعم أنِّي إمام معصوم مفترض الطاعة فأنا منه بريء، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر فأنا منه بريء". تهذيب الكمال (5/82)، وهذه الأقوال في تهذيب الكمال رواها المزي بأسانيده وعنه أخذ الذهبي.

6- وبه عن الدارقطني حدثنا إسماعيل الصفار حدثنا أبو يحيى جعفر بن محمد الرازي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا حنان بن سدير سمعت جعفر بن محمد وسئل عن أبي بكر وعمر فقال: إنك تسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة.
وبه حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا محمود بن خداش حدثنا أسباط بن محمد حدثنا عمرو بن قيس الملائي سمعت جعفر بن محمد يقول: برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر.
قلت: هذا القول متواتر عن جعفر الصادق وأشهد بالله إنه لبار في قوله غير منافق لأحد فقبح الله الرافضة. السير (6/259- 260).

7- وروى المزي بإسناده إلى يحيى بن سليم عن جعفر بن محمد قال: إنَّ الخبثاء من أهل العراق يزعمون أنَّا نقع في أبي بكر وعمر-رضي الله عنهما- وهما والداي". تهذيب الكمال (5/82).

8- قال ابن سعد في طبقاته ( 5/319- 320): أخبرنا شبابة بن سوار الفزاري قال أخبرني الفضيل بن مرزوق قال: سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل ممن يغلوا فيهم:(ويحكم، أحبّونا لله، فإن أطعنا الله فأحبونا، وإن عصينا الله فأبغضونا)، قال: فقال له رجل: إنكم قرابة رسول الله وأهل بيته، فقال:(ويحك، لو كان الله مانعاً بقرابة من رسول الله أحداً بغير طاعة الله لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أبا وأما، والله إني لأخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين، وإني لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين، ويلكم، اتقوا الله وقولوا فينا الحق فإنه أبلغ فيما تريدون، ونحن نرضى به منكم)، ثم قال:(لقد أساء بنا آباؤنا إن كان هذا الذي تقولون من دين الله ثم لم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه!)، قال: فقال له الرافضي: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليٍّ:(من كنت مولاه فعلي مولاه)؟ فقال:(أما والله أن لو يعني بذلك الإمرة والسلطان لأفصح لهم بذلك كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت، ولقال لهم: أيها الناس هذا وليُّكم من بعدي، فإنَّ أنصح الناس كان للناس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كان الأمر كما تقولون: إنَّ الله ورسوله اختارا عليًّا لهذا الأمر والقيام بعد النبي صلى الله عليه وسلم إن كان لأعظم الناس في ذلك خطيئةً وجرماً؛ إذ ترك ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم فيه كما أمره أو يعذر فيه إلى الناس).

قال الشيخ ربيع وفقه الله : وهذا الكلام من هذا الهاشمي النبيل من الأدلة على أن ما يقوله الروافض عن أهل البيت من الولاية والإمامة وغيرهما كذب في كذب، وأن ذلك ليس من دين الله، وإنما هو من دين ابن سبأ وأتباعه، ولو كان من دين الله لصرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة وأهل البيت، ولقام عليه إجماع الأمة، ولو كان من دين الله لقاتل عليه عليٌّ من أول يوم ولما بايع الخلفاء قبله.

فهؤلاء هم أهل البيت الشرفاء، وهذه أقوالهم اللائقة بهم وبشرفهم لا ما يفتريه عليهم أحطُّ خلق الله وأكذبهم من الأقوال المرذولة والأماني الكاذبة والدعاوى الفارغة التي يستحي من التفوه بها بل ببعضها من لا يدانيهم شرفاً ومنزلة فضلاً عن هؤلاء النبلاء.إن عقيدة الروافض في الأئمة أنهم معصومون وأنهم يعلمون الغيب ويعلمون ما كان وما يكون وأنَّ كل ما يقولونه حقٌّ لهي والله عقيدةٌ فاسدةٌ باطلةٌ تأباها شريعة الإسلام وأهلها!

فأئمة البيت غير معصومين يذنبون كغيرهم من البشر ويصيبون ويخطئون ولا يعلمون شيئاً من الغيب! ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً، فإن أحسنوا فلأنفسهم وإن أساؤا فعليها.

فهذا رسول الله أفضل البشر يأمره الله أن يقول:(وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ)[هود:31].

تـنبيـه

ليعلم أن أسانيد الروافض إلى أئمة أهل البيت كلها مبنية على قواعد باطلة، بالإضافة إلى أنَّ معظم أسانيدهم قائمة على الكذَّابين. " اهـ كلامه حفظه الله .

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وجمع أبو إسحاق السطائفي الجزائري -غفر الله له-

في ليلة الثلاثاء 28 ذو القعدة 1430
من هجرة المصطفى

صلى الله عليه وآله وسلم
.