المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بشرى مسائل العلامة محمد البنا للشيخ خالد عبد الرحمن


أكرم بن نجيب التونسي
11-15-2009, 11:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

في لقائي مع فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب البنا - حفظه الله – في زيارته لمصر وجهت له هذه المسائل واستأذنته في نشرها فوافق جزاه الله خيرا .

قلت: بعض الدعاة في الإسكندرية وهو يقول في كتابه علو الهمة يقول لقد بذل سيد قطب حياته في إعلاء كلمة الله وهو الأستاذ سيد قطب ، ويقول أيضاً لقد عاش سيد قطب قطباً ومات قطباً .
قال الشيخ: لا بل عاش قطاًّ ومات كلباً إن هؤلاء لا ينبغي أن تقرءوا لهم .
قلت: هل تمانع في أن نقوم بتفريغ هذه الأشرطة وجعلها كتيبا ً؟
قال الشيخ : لا أمانع ولا أمنع هذا.
قلت : يا شيخنا القاعدة الحكم على الرجل بالبدعة ؛ مثلاً الحافظ ابن حجر له بعض الأخطاء في العقيدة في التأويل ونحن نلتمس له العذر ونقول إنه رجل يجتهد وعالم ولا نحكم عليه بالبدعة ،هؤلاء هنا الذين يتعصبون لبعض المبتدعة يقولون ما هو الفرق بين واحد مثل سيد قطب وواحد مثل ابن حجر؟!
لماذا عذرتم هذا ولم تعذروا ذاك ؟!
قال الشيخ : سيد قطب ضلاله لا حصر له ولا عد له ، وله ضلال كفر كثير واغتر به كثير من الناس ولا بد أن نحذر منه فأي إنسان صاحب بدعة واتبعه الناس لا بد أن نحذر منه ، ولذلك لابد أن نحذر الناس من هذه البلايا منه ومن حسن البنا ولذلك اقرأ تفسير سورة الحديد كتاب في ظلال القرآن تجد القول بوحدة الوجود والاتحاد والحلول ؛ فهذا ضلال ما بعده ضلال ، وهم يقولون عنه الشهيد سيد قطب !!
ونحن لا نضيع وقتنا في الكلام عن هؤلاء ولكن يجب علينا أن نحمل أنفسنا وأبناءنا وبناتنا على تعلم حقيقة التوحيد .
قلت : متى يذكر الرجل بالبدعة ويصرح باسمه ومتى لا يصرح باسمه ويحذر من منهاجه ؟
قال الشيخ: هناك فرق بين الداعي إلى البدعة الذي تتبعه الناس وتغتر به ، وبين من يقع في البدعة . فهذا الثاني تبين له فإن تاب ورجع فهذا خير وإذا بقي على هذه البدعة يحذر منه ولذلك لما قيل للإمام أحمد إن فلان يمشي مع فلان المبتدع فهل أتركه قال لا حتى تبين له ؛ فإن ترك وإلا ألحقه به وممكن أن ترى من كلام السلف مثل هذا والصحابة والتابعين .
قلت: يعني متى نعين الشخص ونقول فلان مبتدع باسمه ومتى نحذر من منهاجه ؟
قال الشيخ: إذا دعا إلى بدعته .
قلت : أحببت أن أتثبت .
قال الشيخ: إنت كلك ثبات والله يا إخوان الأمل بعد الله في أمثالكم وأرجو أن تثبتوا على هذا النهج والله يرضى عنه .
قال أحد الحاضرين: يا شيخنا ما رأيك في شيخنا الشيخ خالد ؟
فأجاب الشيخ مداعباً: اسأل ربيع بن هادي.

سُئل الشيخ عن جهاد الدفع وجهاد الطلب.

فأجاب الشيخ: جهاد الدفع وجهاد الطلب جهاد الدفع لا يحتاج إلى إذن الحاكم إلا إذا نهى عن ذلك وجهاد الطلب لا يكون إلا بإذن الحاكم الذي يملك مملكة معترف بها ، وعنده أفضل أنواع العتاد ، وأن يكون عدده نصف عدد الأعداء .
فالنبي - صلى الله عليه وسلم - ظل ثلاثة عشرعاماً في مكة وآمن به مجموعة صغيرة ومن مات منهم لا تجد أحداً يدافع عنه ، وكان يسجد فقال أحد الكافرين من يضع على رأس محمد هذا فقام أشقاهم ورمى على رأسه الجزور والصحابة بجانبه ولا يستطيع أن يفعل أحد شيء وبقوا كذلك في الذل والهوان حتى جاء نصر الله .
قلت خالد : وقد دار كلام حول أسامة القوصي وقدحه في علماء السنة أمثال الشيخ ربيع - حفظه الله – والشيخ النجمي – حفظه الله تعالى - .
فقال الشيخ: والله أفضل بلاد العالم الآن للدعوة السلفية عملاً وعلماً وتعلماً أهل اليمن .
إن أبا الحسن وكل من يتردد على دار إحياء التراث مهما كان ظاهراً سلفياً فهم مبتدعة وهذه الجمعية وجدت لمحاربة الدعوة السلفية .
قلت: هذه الجمعية التي في الكويت ؟
قال الشيخ : نعم ، وهذه الجمعية التي في الكويت تنفق مليارات حتى تهدم السلفية فعبد الرحمن عبد الخالق مثلاً كان من أشد الناس كراهية لهم لهذه الجمعية ، لكن لما أغدقوا عليه ونسأل الله أن يحفظنا وإياكم انقلب عبد الرحمن على ربيع بن هادي.
وهذا أيضاً المأربي ؛أبو الحسن شاف إن عبد الرحمن عبد الخالق نال هذه المنزلة عند دار التراث لما دافع عن سيد قطب ، حسن البنا وتناول أخوة بالقدح في ربيع هادي لأن أبا الحسن أراد أن ينال مثلما نال عبد الرحمن عبد الخالق .
ولما جاءني أبو الحسن قلت له تعال وأنا أعرف أن هناك مشادة ، وأيضاً كان عنده الفتنة فتنة غثائية الصحابة وقلت له تعال نذهب للشيخ ربيع قال أنا لا أذهب للشيخ ربيع قلت له هو عندي قال أنا سآتي وحدي حتى وإحنا نسير مع بعض سمَّعت أبا الحسن شريطه القديم وفيه يثني أبو الحسن ثناءً عظيماً على الشيخ ربيع ، وبعد ما سمع الشريط قال والله ربيع فضحني وأنا ما كنت أتصور هذا فقلت له يعني أنا أحاول أتكلم مع ربيع هادي، قال أبو الحسن والله أقبل يدك ورجلك فبعثت لربيع هادي وقلت له يا ربيع إحنا دعاة سلفية وأخوك أبو الحسن مهما كان عنده غلط فهو يدعو للسلفية المهم بعد ذلك قال ربيع تعال هذه خمسة أشرطة كلها همز ولمز وقلة حياء على الإنترنت .
قلت: كانت هذه الأشرطة في موقع أبي الحسن السليماني وأنا اطَّلعت عليها .
قال الشيخ متمما كلام الشيخ ربيع: وأنا قمت بالرد عليهم .
قال الشيخ محمد متابعا: ومرت الأيام وجاءني أبو الحسن في الحرم فقلت له والله العظيم أنت الذي أيقظت الحدادية ، وظللت أكلمه فاعترف أنه أخطأ في مسائل وأخطأ لما برَّأ سيد قطب من وحدة الوجود . ثم قلت له وأنت أخطأت في حق إخوانك باليمن وكان الصح أن تقول لهم يا إخواني جزاكم الله خير أنا كنت غلطان وجزاكم الله عني خيراً وأعلم أن الشيخ ربيع هو الذي نبهك والحمد لله أن المسجل كان موجود وفيه الشيخ ربيع يقول لأبي الحسن تعال معي يوم ولا اثنين نتفاهم حتى أنا قلت له والله أنت بتشحت بهذا الشريط الذي سجلته في بريطانيا ، وراح وما أراني وجهه .
قلت: يا شيخنا قابلت أبا الحسن في الإمارات قبل هذه الفتنة بشهرين في منزل عمران أحد طلبة العلم وهو مسئول من مسئولي دار البر في دبي فقابلته في بيت عمران وبتنا هذه الليلة في بيت عمران في أبو ظبي في منطقة الشهامة ، فقال لي يا أبا محمد أنت تعرف بم رفع الله قدر الشيخ ربيع ؟
فقلت له بم رفع الله قدره قال بمنافحته ونصرته لمنهج السلف وهذا كلامه لي في بيت عمران قبل هذه الفتنة بأشهر وبعد ذلك حصل ما حصل .
قال الشيخ: أبو الحسن ظل يقدح في ربيع حتى أخذ مركز عند أهل البر .
قلت: الآن يا شيخ كلهم يتفقون على ذم الشيخ ربيع وعلماء المدينة وقدحهم ؛ فعندنا المدعو محمد حسان وأنا عندي بحث من كلامه وتأليفه والبحث عندي يقول إن القدح في سيد قطب لأنه أخطأ بعض الأخطاء إن هذا ظلم وهو منهج ظالم .
قال الشيخ : على كل حال الآن - والله – تعرف السلفي في كل العالم الآن - كل سلفي – أول ما يسأل يسأل عن ربيع ، وغير السلفي ما يسأل عنه ؛ فأنا أعرف السلفي وغير السلفي وأنتم كذلك ونحن نستدل على سلفية الإنسان واستقامته في هذا الزمان بل عند الأجانب بحب ربيع .
وإنّ الذي يقدح في ربيع فهذه كتبه وأشرطته ؛ يأتنا بأدلة من كتبه وأشرطته تدل على ذلك فربيع هادي الذي يتكلم عنه أو يقدح فيه يأتي بالدليل والبرهان ، والآن نتحدى أي واحد يتناول ربيع هادي تقول له هات مرة واحدة أن ربيع ظلم شخصاً وكتبه موجودة وشخصه موجود وإني والله والله اسأل الله أن يطيل أجله وأن يحفظ له ذاكرته .
وأنا عن نفسي درَّست لهم وربيع تلميذي يعني كان ربيع بن هادي وعبد الرحمن عبد الخالق كانوا أكثر ناس أتصل بهم في الجامعة ؛ لأنهم كانوا أذكى الأولاد ، وكنت آخذهم وأذهب بهم إلى البلاد ، ونذهب إلى السودان آخذ ربيع وعبد الرحمن وعمرالأشقر مجموعة ومرة جاءني عبد الرحمن عبد الخالق وكاد أن يبكي قال والله كاد أن يقضى على الإخوان عندنا لكن الذي قواهم أن الأشقر قد انضم إليهم وكاد أن يبكي ، وكان عبد الرحمن ولد صغير والله لما رأيته ورأيت كتبه وكلامه ودفاعه عن السلفية وذمه للشيعة والسرورية قلت هذا الولد سيكون مثل محمد عبد الوهاب في زمنه الإمام المجدد أو مثل ابن تيمية وكان ذلك في المرحلة الأولى قبل حرب الخليج ثم بعد ذلك والله انقلب انقلاب يعني - الله يحفظنا وإياكم – صار عبد الرحمن أخطر من سيد قطب ؛ فلو قرأت رسالته - الدكتوراه - تجد كلام أعوذ بالله ، ولكن الأمل بعد الله في أمثالكم .
ونحن نقول لكم قولوا لمن يتكلم عن ربيع : هاتوا أن ربيع تكلم عن واحد وهو ظالماً له ولم يأت بالأدلة على ما يقول .

سئل الشيخ عن جمعية أنصار السنة.

فقال: الحالة هنا في أنصار السنة متغيرة جداً وفي المحلية بالذات متغيرة كل التغير؛ نجد أن الجمعية تجيب واحد إرهابي تجيب واحد إخواني يخطب فلا بد على الجمعية حتى تستقيم على ما كانت عليه فالجمعية هذه كانت تدافع عن التوحيد وتنبذ الشرك وتبين السنة في كتاباتها ومجلاتها ، وما كان إلا هذا. وأخطر الخطر على الدعوة السلفية في هذا الزمان جمعية إحياء التراث وجمعية البرإنما وجدت لمحاربة السلفية التي بيّن أن الرجل يبيع دينه بعرض من الدنيا فكان عندنا الأخ إبراهيم عزب و صفوت نور الدين جاب له عشرين ألف دولار قال له تصرف فيها كيف تشاء ما قبِل أن يأخذها ودار البر والتراث ينفقون الملايين .
ثم قال الشيخ : عبد الرحمن عبد الخالق كان من أشد الناس دفاعاً عن السلفية وأبغض الناس للإخوان المسلمين وهو الآن قد تغير تمامً ، وكل الفساد أساسه الإخوان المسلمين وأول من سن الخروج على الحكام حسن البنا .
وزمان كان لي أصحاب ثلاثة وكانوا يأتوا أنصار السنة هنا حسن جمالي ، محمد منجي ، محمد بشار وكانوا من الأعضاء العاملين في الإخوان المسلمين وكانوا سلفيين للغاية غير أنهم إخوان مسلمين ، وكانوا يستأجرون فيلا في عزبة النخل يضعوا فيها القنابل وكان يأخذونها ويرمونها في وسط المجتمعات فبدأ ذلك بحسن البنا وزاد الطين بلةً بصاحب كتاب الظلال هذا سيد قطب وكما يقال عنهم الخوان المسلمين يجمعون المال باسم أشياء كثيرة ويأخذوه لأنفسهم .
وكان الشيخ حامد يقول عنهم الخوان المسلمين وكان الشيخ مقبل يقول عنهم الإخوان المفلسون ، فأخذنا اختيار الشيخ حامد واختيار الشيخ مقبل فهم الخوان المفلسون .
وهنا جمعية أنصار السنة يعني مثلاً أخونا محمود عامر لماذا منعوه؟!
أسأل لماذا؟! لأنه كتب تنبيه الغافلين وأسأل ماذا قال؟! ناقشوه!!
وأخونا أحمد فهمي من أحسن ما يكون لماذا أبعدوه؟! لأنه سلفي ولأنه يذم الإخوان .
يا إخوان أنا سأموت فيا إخوان أعيدوا هذه المجلة على ما كانت عليه ، ونحن - على حد تعبيره هو - قال ونحن نشحت ولا نأخذ إفطار صائم ولا مثل هذا. وكان صفوت نور الدين يظهر لي أنه سلفي خالص وكنت أرحب به ، ولكن - سبحان الله - الله يأبى إلا أن يظهر الحق فهناك شريط سجل له في إنجلترا وهو غضبان وزعلان ويقول إزاي يتكلموا في صاحب الظلال سيد قطب وعمال يدافع ويقول القطبيةَ القطبية ويدافع عنها بحماس وجاني صفوت في رمضان قبل أن يموت ووالله كنت أرحب به ، ولكن بعد هذا وبعد ما قال هذا جاءني وجلسنا مع بعض الإنجليز فقدمته وقلت: هذا يدافع عن سيد قطب وظل ينظر إلي فتركته ومشيت .
فيا إخواني - بارك الله فيكم - والله كلنا سيموت وكلنا سيسأل فيا إخواني الآن أكثر القائمين على المجلة أصبحوا إخوان مسلمين .
وأنا قلت للشيخ حامد - مرة – الإخوان المسلمين في النواحي الاجتماعية ممتازين لكن في التوحيد والسنة لا يعرفون فقلت له يعني نذهب إليهم ونتعلم منهم النواحي الاجتماعية فقال لي يا محمد روح أي جمعية إلا جمعية الإخوان المسلمين .
فيا إخواني - بارك الله فيكم - تذكروا دائماً وأبداً كلما افترض عليكم في كل صلاة ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
لابد أن نعرف الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم ، وتعرف طريق الضالين حتى ننجوا من نار الجحيم فالله عز وجل يتهدد بالنار كل من حاد عن هذا السبيل المختار ؛ فقال الله { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا } .
فالصراط المستقيم { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} .
والنبي خط خطاً وخط من حوله خطوطاً بيّن أن هذه الخطوط التي هي حول الخط المستقيم بيّن - صلى الله عليه وسلم - أنها سبل ، وأن كل سبيل عليه شيطان يدعو إليه شيخ طريقة ، صاحب مذهب ، صاحب فرقة فالطريق المستقيم هو طريق أهل السنة ؛ أصحاب الرسول ومن تبعهم أما طريق المغضوب عليهم هم اليهود يعرفون الحق ويعملون بخلافه ، وهذه القاعدة تنطبق على الإخوان المسلمين تماماً أمَا يقرءون أن الذي يُبايع له لا يجوز الخروج عليه أبداً ، وإن قام واحد يطلب البيعة من الذي تمت له البيعة فإنه يقتل؟! أما يقرءون في البخاري ومسلم مثلاً أنه يكون بعدي أمراء لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي ولذلك لما يُسأل قال اسمع وأطع للأمير ؟!
فهم يعرفون الحق وهم يقولون نريد أن نقيم دولة إسلامية ، وهم يقولون الشيعة إخواننا نتفق معهم . يعني أنتم تقرونهم عندما يقولوا عن أبي بكر وعمر كذا وكذا ، ويقولون خان الأمين يقصدون أن جبريل أمره الله أن ينزل على علي - رضي الله عنه - فنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - أسأل فين الموالاة والمعاداة لله ؟!
فيا إخواني النهج واضح ؛ القرآن والسنة حفظهما الله والذي على هذا فهو معنا والذي ليس على هذا فمهما أظهر وأنفق ما أنفق فليس معنا ، والنبي يبين دعاة - ويسميهم دعاة – على أبواب جهنم من استجاب لهم قذفوه فيها ،قال: أوصني. قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ؛ وهم الصحابة والتابعين وإمامهم ، وإن كان أفجر الفاجرين وإن كان أظلم الظالمين ، ولو كان أجهل الجاهلين ؛ ففي صحيح مسلم : أمراء لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي قلوبهم قلوب شياطين - ........ - قال له : ماذا أصنع : قال تطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك .
وأيضاً لا تدعوا على أمرائكم وإن جاروا وإن ظلموا ولكن ادعوا لهم ؛ ففي صلاحهم صلاح الرعية ، ووالله إن كانوا ظلمة فنحن أظلم منهم .
فيا إخوان - بارك الله فيكم - قوا أنفسكم وأهليكم ناراً . وكثير من أنصار السنة يعلمون السنة ولكن المال يغري الكثير وأنا رأيت هؤلاء الأولاد – يتكلم الشيخ عن الجالسين وقت هذه المسائل بين يديه فجزاه الله عنا خيرا - والله رأيت فيهم علم وبيان وفقه.
واللهَ أسأل أن يرد الشاردين إلى الصراط المستقيم .
قلت: بعض الدعاة الآن أصبحوا مرجع للشباب هؤلاء الدعاة يخالفون السنة في التأصيل ، وفي أصول الدعوة وعندما نأتي نحن ونبين للشباب هذا نُتهم أننا لا نحترم العلماء واحنا دائماً نبين للشباب أنهم لا يشغلون أنفسهم بالقيل والقال ولكن نشغل أنفسنا وإياهم بطلب العلم .
ومثلاً عندنا بعض الدعاة أمثال محمد عبد المقصود له كلام وتأصيل ومن كلامه الذي راجعته وأقر به في رمسيس من عدة سنوات قال بالحرف الواحد : من لم يكفر الحاكم فهو أخطر على الإسلام من المرجئة .
فقال الشيخ: ليس هناك عالم يقول هذا الكلام أبداً . وحديث مسلم يكون بعدي أمراء لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي لهم قلوب كقلوب الشياطين أمير لا يعرف سنة ولا دين قال ماذا أطع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع فلو كان هذا الرجل عنده علم بهذا ما كان يقول مثل هذا القول فالحاكم مهما كان فاسداً وضال مضل يُسمع له ويطاع إلا إذا أمر بمعصية .
قلت: إذاً فليس كما يقولون إن تنحيته للشريعة يعتبر كفراً سواء كان مستحلاً أو لا وإن من لم يكفره وقع في الإرجاء .
فقال الشيخ : بل هم الذين وقعوا في ذلك ووقعوا في كلام الخوارج فهل قال أحد من الصحابة بذلك فلو أن إنساناً ينحي الشريعة فلا يُحكم عليه بالكفر إلا بعد إقامة الحجة أما بالنسبة للحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله وهو يستحل ويرى أن هذا الحكم مقدم وأفضل من حكم الله ؛ فإن هذا كافر بلا خلاف بلا إقامة حجة أما إنسان جاهل لا يعلم ، أو يحكم خايف أو لهوى أو لظلم فهذا لا يكون كافراً هذا إما ظالم أو فاسق .
قلت: لذلك هم يلبسون على الشباب ؛ فيقول هناك فرق بين من ترك حكم الله في جزئية ومن استبدل تشريعاً تاماً فإن ترك في جزئية فلا يكفر وإن وضع قانون فرنسي .
فقال الشيخ : نقول لهم هل هذا التقسيم بينه النبي؟ هل فرّق النبي بين هذا وهذا ؟ لم يفرق وإن قالوا فرق نقول هاتوا وهم عندهم شبهات كثيرة مثلاً يقولون هل الأعمال شرط صحة أم شرط كمال؟ نقول لا نقبل هذا السؤال لماذا ؟ لأن النبي لم يقل بذلك .
قلت: قال المدعو فوزي السعيد - وهو يتحدث عن العلامة الألباني - قال لقد وقع الألباني وقال الألباني في مسألة الإيمان بقول الجهم بن صفوان .
فقال الشيخ : يقول ما يقول .
قلت: المشكلة أن هؤلاء رؤوس الشباب هنا.
فقال الشيخ : فوق الرؤوس أو لا المسألة أننا لنا نهج نسير عليه ؛ ونهجنا القرآن وصحيح السنة نفهم بفهم السلف الصالح .
فحاكمنا لو كان فاسداً فاجراً ظالماً نسمع له ونطيع طالما لم يأمرنا بمعصية وإذا جاء أفضل الناس يتصدى لهذا فيجب قتله فهذه الانتخابات الرآسية لا يرضاها الإسلام فمثلاً حسني مبارك له بيعة في أعناقنا فنحن نسمع ونطيع له ولا نخرج عليه أبداً .
وصية للشيخ محمد قال فيها: نحن عندنا أئمة مجددين فعندنا مثلاً في علم الحديث الشيخ الألباني - رحمه الله – وعندنا في الفقه الشيخ مقبل والشيخ ابن عثيمين - رحمهما الله – كما إن كان الشافعي في القرن الثاني وكان القرن الأول عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه – فمجدد القرن الرابع عشر في الفقه ابن عثيمين ومقبل وابن باز ، ومجدد القرن الرابع عشر لكل منصف بصيرمجدد القرن الرابع عشر في الحديث ربيع بن هادي المدخلي قامت الدنيا كلها عليه فكل من يتكلم عنه -عن ربيع - أنه أخطأ في حقه أحد ولم يأت بدليل على صحة ما يقول ربيع ؛ فهاتوا دليل واحد أنه تكلم عن بعض الناس بالباطل ولم يأت بدليل . فربيع عندما حذر من البعض ؛ أمثال سيد قطب وأمثال سلمان وسفر إنما بين ذلك بأدلة قطعية لا تحتمل أدنى شيء .
فربيع ما شاء الله وأنا لا أتحدث عنه لا لأنه تلميذي لا والله ولكن من باب الإنصاف ، ولا نزكيه على الله ، أعطاه الله ذاكرة ما شاء الله ولا يتكلم في أي أحد إلا بعد أن يراجع ما كتبه عدة مرات .
قلت:على وجه الإجمال ؛ الشباب يدندنون حول قضية التفرقة بين منهج المتقدمين والمتأخرين وإنكار الحديث الحسن لغيره تسمعون هذه الدندنة !
فقال الشيخ : إنّا نتبع ما كان عليه نبينا وأصحابه وذلك محفوظ بحفظ الله وكلامنا لا يكون إلا بمنهج ولا نقبل أي شيء من أي إنسان إلا أن يكون كلامه من هذا المنهج .
قلت: إن خلاصة مذهب هؤلاء أنهم يهدرون كلام المحدثين المتأخرين عندهم ككلام الحافظ ابن حجر والذهبي وابن تيمية إلى آخره ، حتى وصل الأمر ببعضهم هنا في مصر وفي خارج مصر ونضطر اضطراراً أن نذكر الأسماء لكي يكون الأمر واضحاً جلياً وهو أخونا مصطفى العدوي يصل الأمر بهم حتى صرحوا بقولهم أن الشيخ الألباني متساهل في الحديث تصحيحاً أو تضعيفاً وبعضهم بنوا على قضية المتقدمين والمتأخرين أن ينكروا الحديث الحسن لغيره إطلاقاً .
فقال الشيخ :على كل حال نقول لمن يقول ذلك عن الشيخ الألباني هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين كتبه بين أيديكم فهاتونا بالأدلة أما كونه يضعف حديث سبقه العلماء بتحسينه فهو لم يضعفه إلا بدليل من الحديث ومن رجاله كذلك العكس أن يصحح حديثاً ضعفه آخرين فهو يبين أن الحديث الحسن لغيره عند أهل الحديث يؤخذ به إلا إذا خالف حديثاً صحيحاً.
قلت: وعلى هذا المنوال هنا حملة لإسقاط علماء السنة على رأسهم شيخنا الألباني وأمثال بعض العلماء المعاصرين أمثال الشيخ ربيع وغيره فعندنا الآن في مصر مسألة لبسوا بها على الشباب حتى في القضايا المسَلّمة وهي مثلاً أنهم يجعلون قول الألباني بعدم تكفير من ترك أعمال الجوارح الظاهرة وأتى بإيمان القلب مع شهادة القلب شهادة اللسان فهذا يقول فيه الألباني أنه مسلم عاصي ولا شك أن إيمانه ضعيف وناقص ولا شك أن ترك الفرائض من صلاة وصيام وغير ذلك ينقص إيمانه لكن هذا عند الشيخ لا يخرجه من الإسلام ما دام أنه أتى بإيمان القلب مع الشهادتين ويقول هؤلاء في مصر وخارج مصر يقولون بأن هذا هو قول المرجئة.
قال الشيخ محمد : ألم يأت بمثل هذا القول السلف .
قلت: نعم قال به جمع من السلف .
فقال الشيخ : إذاً بارك الله فيك هؤلاء تتركونهم . ونحن عندنا طريقنا واضح ولا نقبل من أي إنسان شيء إلا بما نحن ملتزمون به فهؤلاء لا تتكلم معهم أبداً فكلام الشيخ ناصر الألباني وما تكلم كلمة إلا وأن يأتي بأدلة فدعونا لا نضيع وقتنا مع مثل هؤلاء .
قلت : نحن يا شيخ نبشركم أننا على قدر ما يسر الله من العلم نحن نشغل أنفسنا وإخواننا من طلبة العلم ونحن من طلبة العلم ولكن قد نكون سبقناهم في الطلب أو في السن فالحمد لله نحن نشغل أنفسنا وإخواننا بالعلم وشرح العقيدة الطحاوية والحمد لله ، في الفقه شرح الدرر البهية والأصول وما أشبه ذلك لكن المشكلة أن الذين يقولون هذا الكلام أصبحوا قدوة الشباب في مصر فلما يأتي الكلام من الأكبر في مثل هذه النقاط نجد كثير من الشباب يسأل الآن ما هو موقف أهل السنة من مثل هذه النقاط ؟
ولذلك الحمد لله نحن لا نشغل أنفسنا بمثل هؤلاء إنما الأمر بدور على أن الشباب يفهمون أن هذا الكلام الذي يقوله هؤلاء الناس كلام مخالف لما كان عليه السلف فلما ينسب الكلام إلى عالم مثلكم ونحسبكم كذلك ولا نزكيكم على الله فيقع كلامكم في نفوس الشباب موضعه الصحيح هذا هو .
فقال الشيخ : إن الذي أقوله أننا لا نضيع وقتنا مع مثل هؤلاء ولكن نذكر وكلام الألباني وغيره أمثال عثيمين لم يخالف السلف .
وأنا عن نفسي لما جئت كان بِوُدّي أن أذهب إلى أسامة القوصي لكن وصلني كلام عنه أنه انقلب انقلاباً كلياً والله يهدي وكلما كان الذي ينتقص دعاة السلفية أشد كلما كان وقعته أكثر فلما تنقص عبد الرحمن عبد الخالق من الشيخ ربيع وأيضاً أبو الحسن المأربي لما ظل يتكلم عن الشيخ ربيع ويتنقص منه حتى نال المركز الذي يريده وفتن من أمثال دار التراث التي هي وجدت لمحاربة السلفية وهم يغدقون المال لمحاربة السلفية.
وأنا ما كنت أتصور أن أسامة القوصي ينقلب هذا الانقلاب وأنا قلت لأبي الحسن المأربي أن الذي يتردد على دار إحياء التراث لا يكون أبداً سلفياً .
قلت: لقد ذكرت حفظكم الله في اللقاء الماضي عن حديث افترقت اليهود وستفترق أمتي فذكرت حفظك الله أن هذا الحديث يشمل كل هذه الفرق الكافرة سواءٌ كانت الفرق كافرة منها أو الفرق المبتدعة كالإخوان والتبليغ أو ما أشبه ذلك من هذه الجماعات .
قال الشيخ : نعم .
قلت: السؤال بارك الله فيك أن بعض الناس يقول نعم أن بعض هذه الجماعات أنها ليست على السنة وهي جماعات تدخل في إطار البدع لكن يقولون شيئاً غريباً يقولون ما هو المانع أننا ندخل وننضم إلى هذه الجماعات ثم من خلال وجودنا في هذه الجماعات نصلح ما استطعنا من أخطائهم وعيوبهم فماذا ترون حفظكم الله ؟
قال الشيخ : لا ننضم إلا للصحابة والسلف وإن وجدنا من هو ليس على المنهج نوجهه فإن عاد إلى السلف كان معنا وكنا معه ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - أن تترك هذه الفرق جميعها فلا ننضم إليهم من أجل أن نكلمهم هذا لا ينبغي أبداً .
قلت: يا شيخنا لا شك أنكم تعرفون المدعو أسامة بن لادن وتعلمون ما له من تعظيم عظيم خاصة بعد حادث برج التجارة العالمي فهل أنتم بارك الله فيكم تقييم لدعوة هذا الرجل ؟
قال الشيخ : نحن كنا زمان جداً نعلم الناس في مسجد يسمى مسجد الريحان فكان أسامة هذا صغير وكان طيب جداً جداً ولكن لما راح إلى أفغانستان وحارب هناك تغير وكان هناك في أفغانستان كلهم خوارج لقنوه هذا وعندما جاء تكلم عن الحكومة فأحببت أن لا أكلمه أبداً وهو معه مال كثير والولد عنده حماس فأفسد هذا الإفساد في الأرض وهذا الإفساد من آثار إفساد حسن البنا وسيد قطب لأن أول من سن التفجير حسن البنا وأول من سن الكلام عن الحكام حسن البنا.
سُئل الشيخ عن الشيخ ربيع فقال: والله ما رأيت مثله.
قلت: نحن نعرف الوالد الشيخ عبد المحسن العباد حتى أننا نسميه بخاري هذا الزمان وله كتاب في التحذير من البدع قال أنه لا يجوز الامتحان بالأشخاص ما أدري ماذا يقصد الشيخ فهل هو يذكر شيء غير الذي نعرفه ؟
مثلاً ونحن نعرف كلام الأئمة مثلاً إذا رأيت الرجل يتكلم في أحمد فاتهمه وإذا تكلم الرجل في أبي زرعة فاتهمه ولما ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء عن يحيى بن معين قال له رجل أن الكرابيسي يتكلم في أحمد قال لعنه الله فما أدري الوالد الشيخ عبد المحسن ماذا يقصد ؟
قال الشيخ : هذه العبارة فيها إشكال .
قلت: لكن أنتم تقولون أنه يُمتحن بالأشخاص؟
قال الشيخ : نعم .
قلت: بارك الله فيكم بالنسبة لمنهج أهل السنة في التعامل مع الولاة في جزئية معينة بعض الناس كما ذكرت أنت في بداية الأمر ونحن لا نخوض في فلان وفلان وهم يشهرون بنا ويقولون هؤلاء لا يحترمون العلماء وإنما نضطر اضطراراً أن نذكر أحياناً بعض أخطائهم وبعض أسمائهم ومن هؤلاء محمد عبد المقصود كان يخطب وكان من ضمن أساليبه في الدعوة أنه يدعو على حاكم البلاد بلفظ أقوله يقوله يقول: اللهم أهلك طاغوت مصر .
وهو دائماً يتلفظ بهذه اللفظة ويقصد حسني مبارك ونحن عندما نقول للشباب هذا غلط وهذا ليس من منهج أهل السنة فأقول ما هو منهج أهل السنة في كيفية المعاملة مع ولاة الأمر وإذا كانوا ظالمين لرعيتهم أو أنهم يعطلون شرائع الله ما لم يأتوا بكفر بواح هؤلاء يُدعى عليهم أو ماذا ؟
فقال الشيخ : الجواب قد ذكرته أمس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بين قائلاً لا تدعوا على أمرائكم وإن جاروا وإن ظلموا ولكن ادعوا لهم بالصلاح ففي صلاحهم خير لكم وهذا منهج وما هي الفائدة أن تدعوا عليهم تجد نفرة بينك وبين الشعب وبين الحاكم والحاكم يريد أن يدافع عن نفسه وأنت ماذا تملك حتى تقاومه إذاً يُقضى عليك فمذهب السنة معروف .
قلت : ما هو قولكم إذا كان الرجل يكفر الولاة ويشهر بهم على رؤوس المنابر ويقول أن العلماء لا يفقهون الواقع وأقصد الشنشنة التي ظهرت ويقول أن هذه الجماعات لا بأس بها وأنها تخدم الإسلام ولا بأس بهذا التكتل ولابد من الانضمام إليه ويتبنى هذه الأقوال اعتقاداً وعملاً ودعوة هل هذا يلحقه بالخوارج وبأهل البدع أم كيف يحكم عليه إذ توفرت هذه الأشياء فيه أيًّا كان الشخص ؟
فقال الشيخ : من لم يسِر على منهج كتاب الله وسنة رسوله فهو في النار( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً )
فهذا ما كان موجوداً في منهج السلف وما خرجوا على الحكام وما دعوا عليهم ونجد في الخلافة العباسية مع كثر أخطاء الولاة هل خرج الناس عليهم ؟ لا
قلت: في فتنة خلق القرآن لما جاء أهل بغداد وأرادوا من الإمام أحمد أن يأذن لهم بالخروج على الوالي فقال أحمد: لا ولم يأذن لهم .
فقال الشيخ : نعم وبارك الله فيكم هو هذا .
قلت: يا شيخ حديث البخاري أنا كنت قبل حرب الخليج زرت الشيخ الألباني في بيته في عمّان في جبل الهملان والله يرحمه ويجزيه عن الإسلام خيراً وأنتم كذلك .
سألت الشيخ الألباني وأنا لست من تلامذته وليتني كنت لكن أنا من محبيه فقلت له يا شيخنا حديث الصحيحين:" فاعتزل تلك الفرق كلها "
هل هذا الحديث يشمل الجماعات القائمة فقال ويشمل غيرهم أيضاً فهل توافقون الشيخ أن هذا الحديث يشملهم أيضاً ؟
فقال الشيخ : نعم ، ولقد قال هذا غير الألباني مثل الشيخ عثيمين وابن باز وغيرهم وكل فرقة ونهج تخالف نهج الرسول فهي من الفرق الهلكى وإن كانت لا تخلد .
قلت: هنا شبهة يذكرها بعض هؤلاء الذين يتبنون هذه المناهج ، ويذكرون هذا الحديث في صحيح مسلم وهو في صحيح مسلم حديث عمارة بن رؤيبة أنه صلى مع بعض أمراء بنى أمية وبعد أن فرغ هذا الخطيب من خطبته دعا فقال عمارة بن رؤيبة وقد رآه رافعاً يديه شلتا تلك اليدين يقولون هذا دعاء على السلطان وعلى ولي الأمر فيحتجون بمثل هذا فماذا تقولون حفظكم الله ؟
فقال الشيخ : افرض أن واحد فعل وخالف ما كان عليه الرسول هل يعتبر حجة طبعاً لا واحد ممن أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – باتباعهم اتبعوا من بعدى أبو بكر وعمر وفعل شيئاً خالف الكتاب والسنة فهذا لا يحتج به ، وفى البخاري ومسلم كان يرىأن الجنب إذا لم يجد الماء لا يصلى ولما كان يفتى بذلك عمر وعمار في صحيح مسلم فأرسل إليه قال له: بلغني مقاله عنك فقال له : أتذكر يوم كذا وكذا قال: لا أذكر ، قال: إن شئت رجعت. ونقف هنا وقفتين قوله إن شئت فلا يخرج على الحاكم أبداً وإن كان خطئه واضح بين .
والوقفة الثانية بيان الحق بدليله وذلك لو جاء أبو بكر وعمر بخلاف السنة نستغفر له ولا نقول أنه مبتدع لا هذا لا يصح أبداً.
وهذا ابن عمر لما كان برفع يديه في كل تكبيرة من تكبيرات الجنازة والأثر واضح من حديث ابن عباس وأبو هريرة رفع يديه ولم يعد وهذا يدل على أن هذا لم يحدث من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن فعل ذلك يعتبر بدعة و نقول أن ابن عمر مبتدع لا نقول سنة ابن عمر رفع يديه لكن سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - أحب إلينا لا يجوز أن نقول عبد الله بن عمر - رضى الله عنهما - مبتدع .
قلت: سُئل الشيخ الألباني - رحمه الله - عن الخروج على الولاة فأجاب كما تعلمون أن هذا من فعل الخوارج فقٌيل للشيخ ثبت أن الحسين خرج على ولي الأمر ، فقال الشيخ : اجتهد فأخطأ ولا يحتج به في مخالفة السنة وهذا مشابه لما فعله عمارة بن رؤيبة عندما دعي على ولى الأمر من هذه الحيثية هل هو كذلك إن شاء الله ؟
قال الشيخ: نعم .
قلت: بلغنا أنك قلت عن المولد مولد فضيلتكم .
قال الشيخ : فبراير سنة 1916 يعنى فبراير الجاي أبلغ تسعين سنة وذي القعدة الجاي 93 سنة .
قلت: مع هذا العمر زادك الله ثباتاً أنتم عاشرتم حياة الإخوان والأمور التي مضت وأنا شاب أبلغ من العمر أربعين سنة يعنى ما زلت كتكوتاً بالنسبة لكم السؤال هنا من باب الشهادة لذلك صح من الحديث الصحيح ليس الخبر كالمعاينة ونحن عندما جئنا نقرأ التاريخ الصحيح للإخوان قالوا إن الإخوان يبيحون الاغتيالات وقضية النقراشي وقتل النقراشي وما أشبه ذلك والسؤال هنا هل هذا الكلام الذي ينسب للإخوان المسلمين من الاغتيالات أو من نسف القطارات أو المنشآت هل هذا الكلام من اختلاق الناس والحكومات عليهم أم هو واقع حاصل في الإخوان من خلال شهادتكم عليها بذلك ؟
فقال الشيخ: كان لي صديق وكان هذا الصديق مرافق لحسن البنا في أول دعوته في الإسماعيلية وكان على السنة وكان سلفياً وكان حسن البنا متلون يمشى مع السلفي يكون سلفي ويمشى مع الصوفي يكون صوفي فكان يجلس فى القهاوي فقال له صديقه هذا: يا حسن أنت هداك الله تعرف السنة فلماذا لا تنهى هؤلاء عن الشركيات ؟
فقال حسن البنا: بعدين
قال له : بعدين ! فقال له صديقه: كيف تقابل ربك ، قال له: بعدين ، فتركه .
وأنا شخصياً كنت لما بلغت عشرين أو ما يقرب كانوا لهم في العتبة الخضراء مركز عام سطوح فأنا طلعت وكان سنة 1936 فو الله تكلم في الصلاة وكان حسن عندما يتكلم يأخذ الناس فلما تكلم في الصلاة تكلم من أحسن ما سمعت وأنا كان عندي شيئاً من الجرأة مع الأدب وبعد العشاء قدم واحداً من المشايخ الكبار وكان معروف وكان اسمه طنطاوي جوهر صلى بنا نقراً فقلت للشيخ حسن أن الشيخ طنطاوي كان يسئ صلاته ولما قابل الشيخ طنطاوي ظل يقول له : ما شاء الله ما شاء الله فصدت نفسي عنه ، وكان لى ثلاثة أصدقاء وكان هؤلاء الأصدقاء هم القمة عند حسن البنا وكان يستأجر لهم فيلا في عزبة النخل يصنعوا فيها القنابل واحد اسمه محمد منجى ، ومحمد بشار ، وحسن جمال وكان هؤلاء أصحابي جداً فقلت لهؤلاء الثلاثة والله شيخكم هذا منافق فدافعوا عنه دافع عنه محمد منجى وحسن جمال أما محمد بشار ما كان يتكلم كان يسمع فقط فنفسي صدت عنه صدوداً كلياً وبعد مدة ليست كبيرة جاءني محمد بشار وقال لي : يا أخ محمد والله حسن البنا كما قلت منافق ، وكان في وقتها شيخ مشايخ الصوفية أكبر من شيخ الأزهر وكان دائماً حسن جمال يتكلم في السلفية ودائماً يذكر أقوال ابن تيمية وابن القيم لكن حسن البنا ما كان يتكلم .
وفى يوم كان موجود شيخ مشايخ الصوفية مع حسن البنا وسألوا عن حسن جمال قالوا ليس موجود وسألوا عن محمد منجى قالوا ليس موجود وكان الموجود محمد بشار فقال حسن البنا اطفوا النور هيا نذكر فنطق محمد بشار وأنكر هذا عليه وكان هذا عام 1936 .
سئل الشيخ عن موقف أسامة القوصي .
فقال: أنا نفسي كنت أريد أن أجلس مع أسامة وهو من ناحية الدعوة السلفية ليس فيه شيء فكل كلامه في الدعوة السلفية ما فيه شئ أبداً ، ولما سمعت كلامه نفسي صدت عنه ، لكن لما تناول ربيع هادي فلا يصح أبداً وأقول بأن الإنسان يحكم عليه بأنه سلفي أو غير سلفي بربيع هادي فالذي يذم ربيع هادي ليس بسلفي .
سئل الشيخ : إن الشيخ خالد عبد الرحمن – يقصدني وأستغفر الله - يبين منهج السلف ويبين لنا عقيدة السلف الصالح ويعظم أهل العلم ويعظم العلماء ويتكلم في أهل البدع ولا يعينهم إلا إذا اضطر إلى ذلك فلما يبين الشيخ منهجهم وعورهم فإن الشيخ لم يسلم من ألسنتهم فنريد كلام نرد به.
قال الشيخ : هذه سنة الله في الخلق حتى في الرسل ونتحمل ولا نذكر إنسان بذاته إلا إذا كان خطر وكل الناس تعرفه مثلاً مثل حسن البنا وسيد القطب . ولذلك ربيع هادي ما رأيت أحداً أبداً مثله في انتقاده للمخالف ولا ينتقد أحداً إلا ببيان واضح من كلامه .
قال السائل: يا شيخنا ماذا تنصحنا تجاه الشيخ خالد خاصة أن له الجهد في الدعوة .
فقال الشيخ : أسأل الله أن يحفظه ويحفظكم جميعاً ، ثم قال الشيخ - جزاه الله عني خيرا - : إلزم غرزه إلزم غرزه ما دام على ذلك وأسأل الله ألا يغيره .
قلت: ماذا ترى المخرج الذي يجب أن يسلك طريقه المسلمون للخروج من المآزق التي تحل بهم في هذا الوقت ؟
قال الشيخ : إن ما ورد في هذا الدين :" سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " الحديث كلنا مسلمين كلنا مؤمنين بالله واليوم الآخرإيش دينك شيعي ، درزي ، مسلمين ، لا إله إلا الله محمد رسول الله ، إيش طريقك إخواني ، تبليغي ، شافعي ، حنبلي ، معتزلي ، افترض الله على كل مصلي في كل ركعة بعد أن يتوجه إلى الله يقول الحمد لله رب العالمين اهدنا الصراط المستقيم الله يمتن على رسوله وعلى كل مسلم يقول تعالى ( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم ) السبع المثاني هي الفاتحة ، لماذا فرض على كل مسلم أن يقرأها ؟
لماذا أنزل الله القرآن ؟
ليدبروا آياته ، مش ليقرأه ، وقال تعالى ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )
قلت: شيخنا ظهر البعض الآن يدعى أن سيد قطب تراجع عن أقواله الكفرية – نحن لا نكفر سيد قطب وإنما نقول له أقوال كفرية وفرق شاسع بين الأمرين - قبل أن يموت ، فما قولكم في هذا ؟
فقال الشيخ : ما هكذا ، هذا كلام غير صادق إلى الآن يقرءون في سوريا في الإذاعة الضلال والله .
قلت: الشيخ محمد قطب في جامعة أم القرى لما رد الشيخ ربيع على سيد قطب ، فطلع بهذه المقولة أن سيد قطب رجع عن كتاباته ، ومات وهو غير راض عنها ، المشكلة أن الكتب موجودة فهي سواء رجع أو ما رجع ، واعتناق الفكر موجود حتى لو رجع فالكتب نفسها موجودة ، والفكر موجود لأنهم يلبسون على الشباب بهذا .
قلت : رجل يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ولكنه لا يفعل شئ من أعمال الإسلام أي لا يصلي ولا يصوم ولا يزكى ولا يجحد أي شئ ولكنه لا يفعل شيئاً منها فما حكمه في الدنيا ؟ وهل تنفعه هذه الشهادة في الآخرة ؟
فقال الشيخ : هاتان تنفعه في يوم من عمره عسى أن تنفعه في عمره ، وفى الحديث الصحيح أن يأتي واحد بمائة سجل وذكر حديث البطاقة .
يا ابني مالنا ومال كافر وغير كافر ، أعجب ما فيش حكم لنا الحكم لله ، أم تحكم على بأني مرجئ فلا ، كلمة كافر ، ويلك لا تقولها أبداً، إذا أجمع السابقون على أنه كافر من السلف أو شئ واضح لا غبار عليه ، ثم لما تقول كافر إيش تستفيد .
قال أحد الحاضرين: يعنى يا شيخنا لو فعل أحد ذلك لا بد من إقامة الحجة عليه لانتفاء الموانع ورد الشبهات.
قال الشيخ : أنا قلت لك حتى هذا لا أقوله أتركه ما أقوله ، فرق بين كافر وقال كفر أو فعل كفر لا يحكم عليه بالكفر لا إذا أقيم عليه الحجة ، ثم أصر ثم انتقل لله مالنا به ، ثم إذا صلينا عليه أصلي لكن لا أدعو لكل واحد ، كيف والرسول يقول : اخلصوا الدعاء . وقال الله ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) والرسول هو أرأف البشر بالمؤمنين ، بل رأفته تعدت إلى الكافرين ، مع ذلك تجده في الصلاة على المسلمين يقول:" اللهم اغفر له وارحمه اللهم أكرم نزله " الحديث ، وفى بعض الأحيان يقول:" اللهم إن هذا عبدك وابن عبدك . . . " الحديث ، وفى بعض الأحيان لا يذكره أبداً فيقول :" اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وذكرنا وأنثانا . . . " الحدث .
الله إيش هذا لماذا لم يدعو لكل واحد كالأول ؟!
الأول يعلم توحيده واستقامته ، ولا يعلم عليه ذنوباً فدعى له بذاته ، والثاني يعلم توحيده ويرى فيه بعض الذنوب والصغائر فقال :"عبدك وابن عبدك " الحديث وأما الآخر ما دعى له أبداً قال :" اللهم اغفر لحينا وميتنا " الحديث لماذا ؟
لأن حالته منافق – قلت : فيه نظر واضح والله يغفر لنا وللشيخ العلامة محمد ( خالد ) - ؛ لذلك أنا أقول الذي يقول في هذه الأيام نختار الدعاء الخاص إلا من نعرفه من إخواننا الموحدين ما أقول للهم اغفر لحينا وميتنا إن كان منا دعونا له لأن الشرك موجود في كل مكان المولد ، التوسل بالأموات وزيارة القبور في كل مكان موجود كثير فأنا لا أدعو لإنسان بذاته إلا إذا علمت توحيده واستقامته ، الشيخ عبد العزيز ، الشيخ ناصر ، والشيخ ابن عثيمين ، أما شخص لا أعرفه ، نقول:" اللهم اغفر لحينا وميتنا " وسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يعلّم من يزور القبور ماذا يقول ، لما عائشة قالت : ماذا أقول إذا زرت أخي عبد الرحمن . – قلت خالد : إنما سألته عن الزيارة وعبد الرحمن مات بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – وحفظ الله الشيخ محمدا -
قال لها قولي:" السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون... ". الحديث
كذلك لما بين اتخاذ القبور مساجد وأرسل على بن أبي طالب إلى اليمن:" لا تدع قبراً قائماً إلا سويته ". الحديث .
قلت: يا شيخنا بالنسبة لموضوع الاستفتاء على المادة 76 من الدستور بتغيير المادة بأن الشعب هو الذي ينتخب الرئيس ويتقدم أكثر من شخص للرئاسة.
قال الشيخ : هذا غير شرعي هذا لا يجوز أبداً هذه لا بيعة حسني مبارك الله يهديه ويصلحه ، لنا بيعة فيه فلا يجوز أن نخرج أبداً ولا يقف أحد ضده ، وأنا قلت هذا أول ما جئت .
قلت : كيف تكون البيعة شرعاً ؟
قال الشيخ: تكون من العلماء والحكام ، لو أن ولي الأمر أوصى بولده فاسقاً فاجراً وجب السمع والطاعة له ونطيعه كما حصل فيما سبق مثل عمر - رضي الله عنه - اختاره أبو بكر - رضي الله عنه - وعمر يخير بين ستة ويقول اختاروا منهم واحد .
قال أحد الحاضرين : يا شيخ إن الدستور ينص على أن مجلس الشعب هو الذي يختار رئيس الجمهورية .
قال الشيخ: ما دام الرئيس موجود لا يمكن أن نختار واحد حتى يهلك أو يموت ، وإن وصى لولده يطاع ولده كما حصل لمعاوية ليزيد ابنه ولكن لما بايع أهل مكة والمدينة عبد الله بن الزبير بن العوام هناك فرق كبير شاسع بين عبد الله ويزيد بن معاوية ، لكن عبد الله بن عمر جمع حشمه - كما في مسلم - وأولاده ، وقال: نحن لنا مبايعة في العنق وقال أنا بريء من مبايعة ابن الزبير ، فنسمع ونطيع للأمير الموجود وإن أوصى لولده نسمع ونطيع فالمسألة لله ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
الحكم ما أنزل الله ، الصلاة أحق ، وأهم شيء تدخل المساجد . لا تجد من سن 7 إلى 20 من الأولاد وهم أفضل الموجودين ، فهل نستحق نصر رب العالمين ، حتى نرجع إلى ديننا ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ) .
هذا عذره تلفزيون دش وأولاده ما بيصلوا .
في غزوة أحد مجموعة صغيرة من الرماة غرتهم الدنيا وخالفوا الأمر انهزم المسلمين وشج رأس الرسول ومات سبعون مجاهدا الله اختبرهم حتى رجعوا إلى الله ، فنحن كثرة ولكن .
قلت: يا شيخ مع توقيرنا للصحابة ومعرفتنا لحقهم وقدرهم هل يجوز كما زعم بعض الناس أن الحسين خرج على الحكام وابن الزبير خرج على الحكام وما صحة هذا الكلام ؟
قال الشيخ : إذا ذكر الصحابة فأمسكوا ، الصحابة منهم من زنى ومنهم من سرق فأمسكوا لماذا ؟
لأن الذين نقلوا الدين هم الصحابة ، والله تعالى هدد بالنار الذي يسلك غير سبيلهم قال تعالى ( ومن يشاقق الرسول ........ ) الآية
فاشترط حتى تنجوا من النار أن تتبع الصحابة لماذا ينهانا نبينا أن نتكلم في عيوبهم ؟
لأنا لما نتكلم في الصحابة نجرأ الناس . هذا ما اسمه ! سيد قط أو قطب هذا لما تكلم عن عمرو بن العاص ومعاوية الناس سبوا معاوية لما سمعوا كلام هذا الخبيث وعندما يخرج أحد على علي بن أبي طالب لا يصح التكلم فيه أبداً ؛ لأنهم هم نقلوا إلينا الدين فهذا اسمه سيد قط قال عنهم أنهم منافقون ؛ فكيف نأخذ ونسمع من المنافقين فترد كل قول له ولكن الله كما عصم رسوله أن يأتي بشيء من عنده عصم الصحابة أن يتقولوا على رسوله ما لم يقل حتى نجد في الأحاديث كلاماً:"حتى صاروا حمماً أو فحماً ".
ماذا قالوا حمماً أو فحماً والحمم هو الفحم لماذا قال ذلك لأنه لم يتذكر ما قاله الرسول بالضبط حمماً أو فحماً وحديث معاوية بن الحكم السلمي قال في الآخر – راوي الحديث – أو كما قال فهنا حرص الصحابة في الأحاديث يقول الكلمتين لأنه لا يذكر أي الكلمتين قال فيقول – أو كما قال – هذه من الله عز وجل أن تقول الصحابة على رسول الله لم يقلها تجد أحاديث كثيرة نسيتها فالصحابة في نقلهم من الرسول عصمهم الله عز وجل أما في النواحي الأخرى حتى يعرف الناس قدرهم الكذاب لا يؤخذ حديثه .
قلت: شيخنا الآن البعض يثني على أهل البدع وتحديداً الشيخ محمد حسان قال: إني أحب سيد قطب رغم ما هو عليه من أخطاء فما قولكم ؟
قال الشيخ : أقول لك اعتزله ، وألحقه به .
قلت : شيخنا الآن بفضل الله في بلادنا نتصدر للدفاع عن الصحابة فنرد على الحزبيين ومن ضمن ما نتقوى به في الرد عليهم طعن بعضهم في الصحابة - رضي الله عنهم - ، فكيف ندافع ونرد عن عبد الله بن الزبير في مسألة الفتنة التي حدثت في عهده ، وفي مسألة خروج الحسين - رضي الله عنه - .
قال الشيخ : نرد بما رد به في صحيح مسلم ما أخرجه إلا الدنيا فأنا أنسى أي راوي هذا الأثر .
قلت: هو قول ابن عباس في الصحيح .
قال الشيخ : وهذا الذي يفعل هذا ما أخرجه إلا الدنيا ، هذا قول ابن عباس في الفتنة .
سُئل الشيخ: يجوز أن نقول أنهم أخطئوا في هذه المسألة .
قال الشيخ: اجتهدوا فأخطئوا ، ما تقول أخطئوا تقول اجتهدوا فأخطئوا .
قال السائل: وهذا في بحر فضائلهم لا يساوي شيئاً .
قال الشيخ: نعم اجتهدوا والله يسامحهم ويغفر لهم .
قلت: يا شيخنا الحزبيون يحتجون بفعل عبد الله بن الزبير بالخروج على الحكام بالمظاهرات فكيف نرد عليهم ؟
قال الشيخ: هل فعل ذلك الصحابة فعلوا ذلك في عهد الرسول ؟
لا يؤخذ شيء إلا بحديث صريح أو بإجماع وإذا حدث خلاف بين الصحابة والتابعين فيرجع إلى القرآن الكريم والسنة الصحيحة فنرد ونقول : هل وافق الكل على فعل ابن الزبيرالصحابة والتابعون نجد في الصحاح ما رضوا أبداً واعترضوا وفي أحاديث صحيحة في درء الفتن فالأصل أن نرجع للقرآن والسنة الصحيحة ولو بعض الصحابة أخطئوا ليسوا حجة على الدين بل إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي أمرنا باتباعهم قال: ما أبداً كما في البخاري ومسلم تسمع كلامه لما يقول الجنب إذا لم يجد ماء لا يصلي ولو مكث شهراً ومعه أفقه الصحابة هو ابن مسعود بل كان عمار - رضي الله عنه - كان يفتي من لم يجد ماء يتيمم ويصلي عمر - رضي الله عنه - أرسل إليه فقال له لقد بلغني مقالة عنك ففهم عمار وعمار وعمر في منزلة واحدة صحابة ولأن عمر أمير عمار يسمع ويطيع قال ألا تذكر هذا يا أمير المؤمنين يوم كنت أنا وأنت في إبلنا فأجنبنا فقال له إن شئت لم أحدث به أحد أنظر إلى الأدب مع أمير المؤمنين في قوله ألا تذكر فقال عمر لا أذكر فقال عمار إن شئت لم أحدث به أحد هذا لطف مع الحاكم حتى لو أخطأ ألا نخرج عليه كلنا يذكر لما صلى عثمان الظهر في منى الصلاة كاملة كل الصحابة صلوا وراءه مع أن النبي وأبي بكر وعمر صلوا اثنين لكنهم لم يعترضوا الذي يخطئ لا نعترض عليه أبداً كيف ننصح ؟
تتطلع وتقول له أنت غلطان من أراد أن ينصح إلى ذي سلطان فليدن عليه وليأخذ بيده وليخل به حتى أقرب المقربين لا يعرِّفه فإن استجاب فذاك وإلا فقد أدى ما عليه وأيضاً عمر مع أبي موسى الأشعري في الحج كان عمر لا يرى التمتع أبداً وأبي موسى لما كان في اليمن فلما خرج إلى الحج خرج ولكن لا يدري ما يقول فأهل بما أهل به النبي فأتيت النبي وقد أناخ بالأبطح وصل مكة أدرك النبي في الأبطح فلم يدخل الحرم حتى جاء النبي فقال له بما أهللت قال أهللت بإهلاك فقال هل سقت من هدي قال لا فقال فطف بالبيت وبالصفا والمروة ثم لا تحل لأنه حج قارناً . بعض الصحابة والتابعين يرون أن عمر وأبا بكر لا يتحللان أبداً كان ينهى عن التمتع ولكن كلاهما كان يسوق الهدي فغضب أبو موسى وقال يوشك أن تقع عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر وهل لأحد قول مع الرسول فتعجب الصحابة كان عندهم من أفجر الفجور أن يعتمر الإنسان في وقت الحج بل لا يجوز العمرة إلا بعد أن ينتهي صفر ، فكما قال الشاعر:
إذاعفى الأثر وانخاخ صفر
فقد حلّت العمرة لمن اعتمر
لأن الماشي يمشي بين مكة والرياض شهرين أو ثلاثة بالجمل ما كان محطات أكل وشرب فكان يأخذ كل أكل وشرب معه فهنا أبو موسى الأشعري كان يفتي في خلافة أبي بكر وعمركل من جاء وأحرم بالحج قارناً أو مفرداً ولم يكن ساق الهدي وطاف وسعى صار متمتعاً شاء أو أبى .
بينما أنا واقف في الموقف إذ جاءني الرجل وقال أما علمت ما أحدَث أمير المؤمنين في النسك ماذا فعل أبو موسى الأشعري ؟
نادى في الناس وقال أيها الناس من كنا أفتيناه بشيء فلا تسمعوا لقولي فهذا أمير المؤمنين قادم اسمعوا للإمام ولا تسمعوا لقولي ، يخالف السنة مجتمعين خير من أن تختلفوا لو قال أبو موسى أبو بكر والرسول لانقسم المسلمين قسمين يعني أبو موسى أفقه من عمر لا نقسم المسلمين فمثل هذا لا بد أن نأخذ بفهم الصحابة لو أن أبا موسى استمر على ذلك لانقسم المسلمون إلى قسمين وأبو موسى معه الحق وأفضل من عمر ، ولكنه جمع الناس على أمير المؤمنين ما الذي أحدثت بشأن النسك فقال أن نأخذ بكتاب الله فالله قال في كتابه ( وأتموا الحج والعمرة لله )
سكت أبو موسى ، فلا بد أن نأخذ العبرة من فعل الصحابة حتى لو أخطأ لا نعلن خطأه قطعاً عمر -رضي الله عنه - مخطئ وسيدنا رسول الله قال:" لولا أني سقت الهدي لأحللت وجعلتها عمرة ".
يمكن لم يصل إليهم هذا الكلام والله لو صرنا على هذا النهج ما حدث هذا البلاء ولهذا يجب أن نتمسك بفعل الصحابة حتى لو أخطأ وأراد أن ينصح يفعل كما أمره الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؛ يكون بينهم سراً ولا يعلن أبداً إن نصحته ولم يرجع أو إن نصحته ورجع إن وفقك الله فالحمد لله ، وإن لم يوفقك فلا نتكلم سراً ، لا نتكلم مثل أمرك بالمعروف . فلا تعملها وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك اسمع وأطع ولا نتكلم ، أظن يكفيك هذا .
قلت: شيخنا ظهر قوم لا يفرقون بين الكفر العملي والاعتقادي .
قال الشيخ : ما لنا بهم ما لنا بهم لأنهم لا يرجعون ما لنا بهم ما نشغل أنفسنا بهم نحن عرفنا الحق نمشي عليه والذي على هذا يجلس معنا والذي ليس عليه نتركهم لأنهم لا يرجعون أبداً في الغالب .
قلت: ذكر أحد الحاضرين حديث:" يمرقون من الدين ..".

قال الشيخ : قتلة عثمان مصريين نعم .
قلت: حديث :" لا ما أقاموا فيكم الصلاة " شيخنا هنا شبهة التي ترد يعني سلّمنا أن هناك من ولاة الأمر من وصل به الجور أنه لا يقيم الصلاة ويمنع الناس من إقامة الصلاة فهل لهؤلاء حجة في الخروج عليه بهذا الحديث ؟
قال الشيخ : لا يجوز الخروج أبداً إلا إذا هناك قوة يستطيعوا الخروج بدون إراقة دماء أما هكذا ما يجوز شرعاً لا عقلاً ولا نقلاً .
قال أحد الحاضرين: حتى ولو لم يقم الصلاة ؟
قال الشيخ : حتى ولو كان كافرا والله عندكم قوة تستطيعون بها بشرط ألا تريقوا دماء فنصبر كما صبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة وكما صبر موسى - عليه السلام - مع فرعون ، النتيجة لو خرجوا سوف يموت كثير منهم ولا يأتي منهم فائدة .
قال السائل : يعني يا شيخ في الغالب تحقّق هذه القدرة يرجع تقديرها إلى العلماء .
قال الشيخ : العلماء السياسيين الذين يعلمون أن هذا سينتصر أم لا ينتصر .
قال السائل : علماء السنة ؟
قال الشيخ : نعم .
قلت: إذاً حديث:" إلا أن تروا كفراً بواحا " هذا مقيد بالاستطاعة والقدرة بحيث لا يترتب على خروجهم عليه حتى لو كان كافراً مفسدة أعظم ؟
قال الشيخ محمد : نعم هو .
قلت: هم يحتجون بشبهة خروج الحسين - رضي الله عنه - يقولون قد خرج الحسين وخرج أهل المدينة على يزيد فيحتجون فيقولون : هل أنتم تسمون الحسين أو تسمون هؤلاء من الخوارج فيتعلقون بأفعال هؤلاء من السلف الحسين - رضي الله عنهم - فهذه شبهة .
قال الشيخ : ماذا فعل عبد الله بن عمر بن الخطاب في هذه الفتنة ؟
أنكرها وتبرأ ممن بايع عبد الله بن الزبير على فضله بالنسبة ليزيد بن معاوية والصحابي ما هو معصوم قد يأتي شيء خطأ ، لكنه مأجوراجتهد وأخطأ .
قال أحد الحاضرين: تذكرت الآن أن الحافظ - رحمه الله - في الفتح قد نقل قال إن بعض السلف قد اجتهدوا في مسألة الخروج وهذا الأمر إن كان حدث فيه خلافاً قديماً لكن استقر الوضع الآن واتفق العلماء على عدم جواز أو تحريم الخروج على الحكام .
قال الشيخ : اجتهد وأخطأ .
قال أحد الحاضرين: يا شيخ الذي يحتج بقول ابن عباس في المتعة أو بفعل ابن الزبير والحسين - رضي الله عنهم - كالذي يحتج بقول بعض الصحابة مثل بقول ابن عباس في المتعة وهو قول مهجور لا يعمل به ، أو قول خطأ .
قال الشيخ : الصحابة ما هم معصومين ، لكن أظهر من هذا وأوضح لكل إنسان قول عمر بن الخطاب في أن الجنب إذا لم يجد ماءً لا يصلي ؛ هذا واضح جداً ومعه ابن مسعود .
قلت: انتهت الأسئلة وقد تم أكثرها في منزل الشيخ بمدينة نصر أمام البوابة الرئيسية للحديقة الدولية عند زيارته للقاهرة وكان فضيلة الشيخ حسن بن عبد الوهاب البنا حاضرا أكثر هذه الجلسات وسجلتها مع الشيخ ثم قام بعض إخواني بتفريغها من الأشرطة فأبقيت الكلام كما هو من غير تغيير إلا ما حصل فيه الوهم في النقل والتفريغ وهذا وارد في مثل ذلك وقمت بتوزيع هذه الأشرطة بين إخواني من طلبة العلم برجاء الاستفادة منها واستأذنت الشيخ بنشرها وتفريغها فقال لي أنا لست من العلماء – وهذا من تواضعه فجزاه الله خيرا – ثم قال ولكن إذا رأيت في نشرها فائدة فليس عندي مانع من نشرها فها أنا قد فعلت والله يثبتنا على الهدى .

منقول