المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من نصائح الآباء للأبناء


بنت العمدة - أم الشيماء
03-12-2009, 09:55 PM
من نصائح الآباء للأبناء

الحمد لله رب العلمين , أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله.. وأشهد أن لا إله إلا الله،وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله,صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والذين اتبعوهم بإحسان وسلم تسليماً , أما بعد :
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
فموضوعي اليوم بإذن الله هو (من نصائح الآباء للأبناء )
قال الله تعالى:) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ(130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(133)(
وقال الله تعالى عن لقمان في نصحه ولدَه :
)وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) (
قال ابن كثير / دار طيبة - (6 / 336) :
يقول تعالى مخبرًا عن وصية لقمان لولده -وهو: لقمان بن عنقاء بن سدون. واسم ابنه: ثاران في قول حكاه السهيلي. وقد ذكره [الله] تعالى بأحسن الذكر، فإنه آتاه الحكمة، وهو يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه وأحبهم إليه، فهو حقيق أن يمنحه أفضل ما يعرف؛ ولهذا أوصاه أولا بأن يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا، ثم قال محذرًا له:
{ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } أي: هو أعظم الظلم.
قال البخاري حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة ،عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: لما نزلت: { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } [الأنعام: 82]، شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أينا لم يَلْبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه ليس بذاك، ألا تسمع إلى قول لقمان: { يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } .
ورواه مسلم من حديث الأعمش، به اهـ .
وقال تعالى:) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)(
قال ابن عاشورفي التحرير والتنوير - (11 / 204)
انتقل من تعليمه أصول العقيدة إلى تعليمه أصول الأعمال الصالحة .
وقال ابن كثير دار طيبة - (6 / 337) :
هذه وصايا نافعة قد حكاها الله تعالى عن لقمان الحكيم؛ ليمتثلها الناس ويقتدوا بها .
وقال الطبري - (20 / 142) :
يقول تعالى ذكْره مخبراً عن قيل لقمان لابنه (يا بُنَيَّ أقِمِ الصَّلاةَ) بحدودها(وأمُرْ بالمعْرُوفِ) يقول: وأمر الناس بطاعة الله، واتباع أمره(وَانْهَ عَنِ المُنْكَرِ) يقول: وانه الناس عن معاصي الله ومواقعة محارمه(وَاصْبِرْ عَلى ما أصَابَكَ) يقول: واصبر على ما أصابك من الناس في ذات الله، إذا أنت أمرتهم بالمعروف، ونهيتهم عن المنكر، ولا يصدّنك عن ذلك ما نالك منهم(إنَّ ذلكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ) يقول: إن ذلك مما أمر الله به من الأمور عزما منه اهـ.
وفي أحاديث الشيوخ الثقات (1/ 5) قال علقمة بن لبيد لابنه: (يابني، إن نازعتك نفسك إلى صحبة الرجال، فاصحب من إذا صحبته زانك، وإن خدمته صانك، وإن مرت بك بلية مانك. اصحب من إن قلت صدَّق قولك، وإن أصبت سدد صوابك. اصحب من إن راى منك ثلمة سدها، وإن بدت منك نعمة عدها، وإن مدت يد إليك بفضل مدها. اصحب من لا تختلف عليك منه الطرايق).
قال عبدالملك بن أبجر، ما أرى أراد هذا الرجل من ابنه إلا أن لا يصحب أحداً أبدا!! فقال سفيان:لا ولكنه أدرك الناس معهم هذه الاخلاق، ولم يدر ماتحدثون من النَّذالة!!!.
وفي تهذيب الآثار للطبري - (4 / 223)قال:
حدثني سلم بن جنادة ، قال : حدثنا حفص ، قال : حدثنا مسعر ، قال أبو السائب : أحسبه عن ابن عون بن عبد الله بن عتبة ، قال : « دخلت مع أبي على عمر بن عبد العزيز ، فخرج وعليه ثوب قد كان دخل فيه ، فجعل الناس يقولون : هذا كساك أمير المؤمنين ؟ فجعل يمسحه ويقول : جزى الله أمير المؤمنين خيرا . قال : فقال لي أبي : يابني ، اتق الله ، وإياك والكذب وما يشبهه » .
وفي الأمالي الشجرية – لابن الشجري(1 / 250) قال:
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثني أبي، قال حدثني عبد الله بن ثابت، قال حدثنا أبو سعيد الأشج، قال حدثنا أبو يحيى الرازي، قال سمعت أخي طلحة يذكر عن الفياض بن غزوان، قال قال نعمان لابنه:
يا بني لا يكونن الديك أكيس منك، ينادي بالأسحار وأنت نائم،
يا بني قد حملت الجندل وكل حمل ثقيل فما أحمل شيئاً أثقل من جار السوء،
يا بني إياك والكذب فإنه أشهى من لحم العصفور وعما قليل يقليه صاحبه،
يا بني إياك وبعض النظر فإن بعض النظر يورث الشهوة في القلب،
يا بني لا تأكل شبعاً فوق شبعك فإنك إن تنبذه أو تتركه للكلب خير من أن تأكله،
يا بني إذا أردت أن تقطع أمراً فلا تقطعه حتى تؤامر مرشداً،
يا بني إذا أرسلت في حاجة فأرسل حكيماً، فإن لم تصب حكيماً فكن أنت رسول نفسك،
يا بني لا يعان السلطان إذا غضب ولا البحر إذا مد.

قلت : لقد اعتنى العلماء سلفاً وخلفاً بنصائح أبنائهم وقدَّموا لهم نصائح أبويةً غاليةً تدل على حرصهم في إصلاح أبنائهم
فمن تلك النصائح ما كان نثراً مثل نصيحة ابن الجوزي لولده وقد سماها ( لفتة الكبد في نصيحة الولد) في رسالة صغيرة مطبوعة .
ومنها ما كان شعراً مثل نصيحة إمام الحديث والحفظ , مسعـر بن كدام حين نصح ولده كِدَاماً بقصيدة ومنها :

إنِّي منحْتُكَ يا كِـدَامُ نَصِيْحَتي **** فاسْمَعْ مَقَـالَ أَبٍ عَلَيْكَ شَفِيْقِِ
أَمَّا المُزَاحةُ والمِراءُ، فـدَعْهُمـا **** خُلُقَـانِ لا أَرْضَاهُما لِصدِيـقِ ِ
إنِّي بَلَوْتُهُما فَـلَمْ أَحْمَدْهُما **** لمُجَـاورٍ جَـاراً ولا لِـرَفيقِ
والجَهْل يُزْرِي بالفَتَى في قَوْمِه **** وعُرُوقُـه في النَّاسِ ِأيُّ عُـرُوق ِ
كما في ترجمته من سير أعلام النبلاء 7 /170
ومثل نصيحة الإمام الزاهد أبي إسحق الالبيري لولده أبي بكر بطلب العلم والحرص على الجلوس إلى أهله والتأدب بآدابهم
في تائيته الطويلة البديعة قال رحمه الله تعالى في مطلعها :

تفتُّ فـؤادك الأيـام فتا * * * وتنحِت جسْمَك الساعات نحْتا
وتدْعوك المنونُ دعاء صِدْقٍ * * * ألا يـاصاحِ أنـت أريـد أنتا
إلى أن قال :
أبا بكر دعـوتُك لو أجبتا * * * إلى ما فـيه حـظُّك إنْ عـقلتا
إلى علمٍ تكـون بـه إماماً * * * مُطاعـاً إن نهيـتَ وإن أَمـرْتا
وتجلو ما بعينك من عشاها * * * وتهديك السـبيل إذا ضـللتا
وتحمل مـنه في ناديك تاجاً * * * ويكسوك الجـمال إذا اغتربتا
ينالك نفعُـه ما دمت حياً * * * ويبقـى ذخـرُه لك إنْ ذهبتا
هو العَضْب المهند ليس ينبو * * * تصيب به مَقاتِـل من ضربتا
وكنز لا تخاف عـليه لصاً * * * خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفـاق منه * * * وينقص إنْ به كفّـاً شددْتـا
فلوقد ذقت من حلواه طعما * * * لآثرت التعـلم واجتـهدتا
ولم يشغلك عنه هوىً مطاعٌ * * * ولا دنيـا بزخرفهـا فُتِـنتا

هذا وإني قد رأيت قصيدة شعرية لأبي رواحة الموري المشرف العام على هذا المنتدى قد نُشِرتْ في بعض المنتديات الأخرى
لها صِلة بالموضوع ينصح فيها ولده , فأحببت نشرها هنا لعل أن تكون فيها فائدة وهي بعنوان :

نصيحة إلى فلذة الكبد

بُنيّ إذا أردتَ بُلــوغَ شخص * * * رفيعِ القدْر في الدنيا فكُنـْهُ
وجالسْ عالمـاً براً نـصوحاً * * * وخذْ من علمه لا تَلْـهَ عَنْهُ
وخُذْ من سمته حسْن السجايا * * * وفي الآداب فلتمسـنَّ مِنْهُ
وسابق في التعلُّم كلَّ قِرْنٍ * * * تَبُذُّ به الذي يُقْصيك عَنْـهُ

ومن يصرفْك عن سبُل التلقي * * * ففارقْـه وبالهجْــران هِنـْهُ
وجالس من يعينُ على علوم الـ * * * شريعـة في المودة لاتَخُنـْهُ
فإن أَلفيتـَه رجـلاً كريمــاً * * * فصاحبْـه وبالتعليم زِنْـهُ

وإنْ حلَّت بساحته الرزايــا * * * فساعِدْه وبالذِّكـرى أعِنْـهُ
فإن يخطئ عليك غـداة يوم * * * فسـامحْه هناك ولاتُشِنـْهُ
وحاوِلْ نُصْحَـهُ في كل وقت * * * وبالتذكير والتوجيه صُنْـهُ

فإنْ ألفيتـَه لم يُلـقِ بـالاً * * * فأكرمْـه وبالاحساندِنْــهُ
فذلك كله يُـؤْتي ثمــاراً * * * بيوم تَفْــرَقُ الأقوام مِنْــهُ


وفقني الله وإياكن لكل خير، وجنبني الله وإياكن كل شر
وأصلح الله لنا أولادنا وبناتنا لما يحب ربنا ويرضى إنه جواد كريم .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أختكن في الله
بنت العمدة (أم الشيماء)

أمة الله
07-03-2009, 10:38 PM
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنت أختنا أحسن الله إليك ونفع بك

أم جابر السلفية
07-11-2009, 06:45 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك المولى أختي أم الشيماء
جمع مبارك ونفيس ونصائح طيبة لاحرمك الله الأجر
وجزاك الله خيرا وبارك في مسعاك

بنت العمدة - أم الشيماء
03-28-2010, 04:44 PM
بارك الله فيك أختي أمة الله
لقد أفتقدناك في المنتدى
وإن شاء الله ترجعي إلى المنتدى من جديد
وأنت أختي أم جابر جزاك الله الجنة
وجعلنا الله عند حسن الظن ونفعنا الله بالعلم الشرعي
وشكراً لمروركما الطيب