بسم الله الرحمن الرحيم
الصوارم الِحدَاد
في عَرْض بعض أساليب أتباع منهج الحَدَّاد :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فإنه بعد النظر والتأمل في مجريات أحداث الساحة الدعوية اليوم يظهر لنا جلياً الموقف البئيس الذي تقوم به جماعة الحداد ومن يسيرون على منهجه من حيث يشعرون أو لا يشعرون , في شق عصا الدعوة السلفية والسعي في النيل من حملتها بشتى الوسائل وأقبح الأساليب,
فمن هذا المنطلق كتبتُ عشرة أمور على سبيل الاجمال تعْرِضُ بعضَ أساليبهم المقيتة في ضرْب الدعوة السلفية الحقة , فأقول :
أولاً : ميرتُهم المين وزادُهم الكذب في صد الحق وترويج الباطل فتجد أنهم يجعلون الحق باطلاً والباطل حقاً من خلال قلبهم الحقائقَ واستعمالهم الزورَ في نقل الأخبار على غير حقيقتها , كما أن سلاحهم التهويل وتوسيع دائرة الأراجيف وتكبير العدسة على الخطأ - إن كان ثَمَّ خطأٌ أصلاً - ، فتجد أنهم يعظِّمونه حتى يجعلوه كبيرة من الكبائر أو ناقضاً من نواقض الإسلام , فكان حالهم كمن يرى في عين غيره القذى ولا يرى في عينه الجذعة ورحم الله ابن عمر حين قال لبعض سائليه من أهل العراق : تقتلون الحسين وتسألون عن دم الذباب .
ثانياً : تخطيطهم السياسي الرهيب في إسقاط الدعوات فإنهم يمكنهم تشكيل فرقتين :
الأولى : فرقة الغلو في المشايخ وطرح الأوسمة الفخمة الضخمة عليهم كالإمام العلامة الفهامة المحدث جبل السنة و ....
والثانية : فرقة السب والطعن والشتائم وإلصاق التهم المشينة التي لا تليق بمسلم فضلاً عن أطلاقها على عالم ، ثم تلتقي الفرقتان في حرب طاحنة بما عندهم من ذخائر ومعدات لتنتهي بسقوط الشيخ الفلاني أو بسقوط دعوته ، وبذلك ربحوا هذه الحرب ثم عادوا إلى أوكارهم منتصرين لتراهم بتجهيزاتٍ أخرى مع شيخ آخر ودعوته ولو بعد حين .
ثالثاً : رميهم أهلَ السنة وطلبة العلم والثابتين على الحق بما ليس فيهم ونبزهم بأقبح الألقاب وأشنع العبارات , من أنهم حدادية غلاة , أو لا يرعون حرمة أحد , كما صنعت منتديات الأثري في وصفهم الشيخَ ربيعاً حفظه الله وغيره من المشايخ السلفيين في السعودية واليمن بالحدادية , كما هو معروف عنهم ومسطر في مقالاتهم , من باب : رمتني بدائها وانسلتْ , في حين أنهم هم الأجدر بتلك الأوصاف المزرية فهي منطبقة عليهم تمام الانطباق , تنبئ عن تزهيدهم المستمر وتحذيرهم المتواصل من معاقل السنة في العالم وعلى رأسها مركز الإمام الوادعي بدماج عجزاً عن إصلاح ما بينهم وبين القائمين عليه .
رابعاً : استعمالهم التلفيق والتهم وإلصاق الشائعات بأهل السنة وطلبة العلم ممن لا يوافقهم على باطلهم ، والتشكيك في أهلية القائمين على معاقل السنة - ظلما وزورا - , المشهود لهم بالعلم والفضل , فتراهم لا يزالون بالشخص حتى يجعلوا صورته قبيحة عند الناس ، وسيرته ممقوته عند الخلق , باختلاق التهم والطعن في عرضه بأشنع الفرى وأقذع العبارات , حتى يعزف الناس عنه ولا يقبلون فتاواه ولو كانت موافقة للدليل .
خامساً : تعاونهم في نصرة الباطل ورد الحق مع كل أحد , فهم مستعدون لوضع أيديهم في أيدي كل حاقد على أهل السنة , حتى ولو كان مبتدعاً ضالاً أو عاصيا فاسقاً , متى ما وجدوا في ذلك تأييداً لمنهجهم وترويجاً لباطلهم .
ومما أذكره في هذا الصدد أن شيخنا ربيعا سدده الله قال : لقد علمت عن فالح أنه صار لآن يضع يده في يد كل حاقد على ربيع من أجل النيل من ربيع .
قلت : وهكذا فتجد أنهم يتكالبون على ذلك السني مهطعين إليه , من كل حدب ينسلون , للإحاطة به من كل صوب ، فالذي يكون خارج هذه الدائرة قد يصل الأمر به إلى مرتبة اليقين من أن الحق مع هذه الفئات المتظافرة وأن ذلك السني الذي يرفع شعار العلم والسنة هو المتهم الحقيقي بالمخالفة لا سواه .
سادساً : استعمالهم التقيةَ مشابهين في ذلك الرافضة كما أشار إلى هذا الشيخ ربيع حفظه الله فإذا ضاقت بهم السبل في رد الحق ومواجهة قذائف ردود أهل السنة عمدوا إلى التقية وإظهار مالا يخفون , متظاهرين بالأدب والحرص على الدعوة وجمع الكلمة وقمع الباطل حتى لتظن أن هؤلاء إن لم يكونوا هم حملةَ الحق وأنصارَ الشريعة فليس في الدنيا أحد غيرهم , وقد جاز ذلك على كثير من العاملين في حقل العلم والدعوة فلم يفطن لمكرهم .
سابعاً : تظاهرهم بأخذ العلم عن أهل السنة حتى إذا تحصَّلوا على تزكياتهم قلبوا لهم ظهر المجن وعادوا عليهم لا بالشكر والعرفان بالجميل وإنما بالنكران والقطيعة والنيل من أعراضهم وأخذوا يلدغون كما تلدغ العقارب بنشْرهم كلَّ ما يوافق أهواءَهم ويزكِّي جنابَهم ولو كلَّفهم ذلك أن ينشِؤوا له المنتديات ويسطروا له الصفحات ويدفعوا من أجله الدنانير والدولارات .
ثامناً : حرصهم على المادة وأطماع الدنيا الفانية فهم لا يراعون مصالح الدعوة السلفية العامة من تقرير منهج التصفية والتربية وتعميق مبدأ التميز وإنما يراعون مصالحهم الجماهيرية وأطماعهم المادية وأغراضهم الشخصية , ولو سقطت معاقل السنة أو ذهبت جهود العلماء .
تاسعاً: نظرة الكمال لأنفسهم , فإنهم في تعاملهم مع الأخطاء كتعامل الخوارج مع الذنوب , والكل يشترك في نظرة الكمال لنفسه وأنه لا يخطئ .
فالخوارج لا يذنبون عند أنفسهم لأن الذنوب كفر , والحدادية في حقيقة أمرهم على غرار قاعدة أنهم لا يخطئون لأن من يتعامل مع غيره بذلك المنهج لا يتصوَّر أنه يقر على نفسه بالأخطاء علمية أو عملية , فمحمود الحداد يوم تكلم عن حديث " عجب ربك من شاب ليس له صبوة " قال : ومن جرَّب عرف ذلك , يعني بذلك نفسه انظر : تعليق الشيخ ربيع حفظه الله على ذلك في كتابه نقد مجازفات الحداد .
عاشراً : يعمدون إلى تسترهم خلف الكنى والأسماء المجهولة والألقاب الغريبة والنسب البعيدة فَرَقاً أن تُعرف أعيانُهم ، وأنشأوا لذلك المنتديات التي تقوم على هذه الشاكلة من المجاهيل ليتمكنوا من ضرب أهدافهم دون التعرف على ذواتهم , فعلى شبكة الأثري أن تأخذ إجازة من عملها فقد جاء من يؤدي الدور نفسه ويزيد , بنفس الطريقة والأسلوب ممن كان على شاكلتها , من مشعلي الفتن وأصحاب تصفية الحسابات .
بقلم الشاعر :
أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري
في مساء يوم الاثنين 23/شوال/1433هـ
|